المتحدّثة الإقليمية باسم اللّجنة الدولية للصليب الأحمر إيمان الطرابلسي تروي تحديات صعبة تعيشها المرأة خلال الحروب

06 يونيو 2022

بينما يعيش العالم في نزاعات وحروب متنقلة لأسباب عدة، تؤكد أرقام الأمم المتحدة أن هناك أكثر من 135 مليون شخص بحاجة إلى نوع من المساعدات الإنسانية، و93 مليوناً بحاجة طارئة الى تلك المساعدات، وهو ما يستوجب الاستعانة بمنظمات المجتمع المدني والمؤسّسات المحايدة والمستقلة التي تتشكّل وتكون مهمتها الأساس إنسانية كحماية ضحايا الحروب والعنف وتقديم العون لهم. وهذا ما تقوم به المنظمة الأشهَر عالمياً في مجال العمل الإنساني والمتمثلة باللجنة الدولية للصليب الأحمر ICRC، بحيث تقدّم المعونة الى المحتاجين في مختلف مناطق النزاعات من خلال فريق عمل يضمّ مجموعة من الاختصاصات والمختصين والوظائف الفاعلة والمترابطة.

تعمل التونسية إيمان الطرابلسي في مجال الاتصال الإنساني، وهي المتحدّثة الإقليمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرقَين الأوسط والأدني، وتغطي بعملها 9 دول في العالم، من بينها دول في المنطقة العربية تعيش نزاعات كبيرة كفلسطين المحتلّة، ليبيا، اليمن، سوريا ولبنان. علماً أن لجنة الصليب الأحمر تتواجد في العديد من الدول العربية مثل مصر والأردن، وأيضاً في دول الخليج العربي مثل الكويت وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، وصولاً إلى إيران. وهكذا وصفت في لقاء خاص مع "لها" ما تعانيه المرأة خلال النزاعات.

وأكدت الشابة أن "تعتبر الفتيات والنساء من أكثر الفئات هشاشةً خلال النزاعات، ومهما سُلّط الضوء على هذا الأمر لا يمكن التأكد من الحجم الحقيقي لمعاناتهنّ خلال الحروب. ذلك أن النساء من مختلف الأعمار يتعرّضن للكثير من التأثيرات السلبية خلال الحروب، وهنّ أكثر فئة يمارَس عليها العنف المبني على النوع الاجتماعي، مما يؤثّر في أمنهن الاقتصادي إذ يفقدن القدرة على الوصول إلى مورد رزق كافٍ. كما تتأثر النساء سلباً حين تكون الخدمات الصحية محدودة جداً، وهو ما يشكّل خطراً إضافياً على حياتهن. وتشير الأرقام الأممية الى أن 60 في المئة من حالات الوفاة خلال الولادة تُسجّل في فترة النزاعات، حيث تلد النساء في أماكن غير مهيّأة طبياً، ولا تكون الولادة تحت إشراف أطباء متخصصين في مجال رعاية صحة الأم والطفل".

وأضافت: "كذلك تعاني النساء في مناطق النزاعات من العنف الجسدي والجنسي، الذي هو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني. وهذا العنف لا يكون معزولاً بل متصلاً بأمور أخرى كالتعذيب والقتل وتجنيد الأطفال. والخطير في الأمر، أنه رغم وجود ضوابط وقانون للحدّ من هذه الانتهاكات، فلا شيء يحول دون الاستمرار بممارسة العنف الجنسي خلال الحروب في مختلف دول العالم".

وتابعت: "من المهم أيضاً الإشارة إلى أنه خلال الحروب والأزمات في العالم عموماً وفي منطقتنا العربية خصوصاً، يتم إقصاء المرأة من عمليات اتخاذ القرار، وتُحرم من المشاركة في الحلول والوصول إلى استراتيجية لإعادة البناء، كما لا يُحتسب رأيها أو وجهة نظرها خلال طرح أي رؤية استشرافية لما بعد النزاع".