الانترنت وتقنيات الاتصال في حياة النجوم: أعداء أم أصدقاء؟
أطفال النجوم, ملحم بركات, جيني إسبر, نادين نجيم, قصي خولي, الشهرة , موقع / مواقع الفنانين الإلكترونية, شذا حسون , جاد شويري, لينا دياب, معين شريف, الفيسبوك, تويتر
12 ديسمبر 2011هل كانت تكنولوجيا التواصل تعادل الانتشار اليوم؟
الموسيقار ملحم بركات: أنا ضد التطوّر!
«فيلم أميركي طويل»، مسرحية العبقري زياد الرحباني الأيقونة لم تصوّر. وائل كفوري حتى زواجه الذي بقي شائعة وقتاً طويلاً لم يؤكده أو ينفه، بعيد عن الأضواء بعيد عن اللقاءات إلاّ ما ندر. زياد الرحباني ووائل كفوري من لبنان، تواصل شبه معدوم مع الجمهور لكنهما نجمان.
ولكن هل نعيش عصر أنسنة النجم اليوم؟ لإدارة شهرتهم يستعين بعض النجوم بشبكات التواصل الإجتماعي وقد يقع غالبيتهم في مأزق انتحال الشخصية من المعجبين أو غيرهم. وهنا للموسيقار ملحم بركات رأي مخالف: «أنا ضد التطور والأخبار العاجلة، لقد أصبح المرء كائناً دون حركة وكل شيء في متناوله. ما ذنبي أن أتلقى أخباراً ستحصل بعد شهر؟
كما لست مكترثاً لمعرفة أخبار أي فنان فغالبيتهم «مش قراب للقلب» مهما كثفوا توزيع أخبارهم وأعمالهم، ومهما نشرت أعمالهم. مقومات النجم لا تمت بصلة الى قربه من الجمهور أو كثافة حضوره. الفنانون الحقيقيون جالسون في المنزل». أما عن أسبقية الفنانة نجوى كرم في تصوير أغنيتها «ما في نوم» بتقنية ثلاثية الأبعاد يقول: «كان يجدر بها توزيع نظارات خاصة للمتابعة، عدا ذلك هو عمل غنائي تقليدي عند المشاهدة، بمعزل عن أسبقيتها في تقديم عمل بهذه التقنية». وعن الحسابات التي تحمل اسمه على الفيسبوك يقول عنها: «لا أعرف عنها أي شيء ولا يهمني الأمر. كل هذه الوسائط تحاول السيطرة على وسائل الإعلام التقليدية لغايات تجارية».
الفنان معين شريف: غير مسؤول عن أي حرف موقّع باسمي عبر هذه الوسائل!
ينضم نجم لبناني آخر إلى الموسيقار ملحم بركات. الفنان معين شريف هو أيضاً مناهض لتكنولوجيا الإتصال ويؤمن بالموهبة فقط لا غير. يقول: «لا يمكن أن أبدي موقفاً إيجابياً من تكنولوجيا الإتصال، كما أني لن أملك الوقت لاستيعاب الكم الهائل من المعجبين والرد عليهم بإنصاف. أوكل هذه المهمة إليهم في تناقل أخباري لكنني غير مسؤول عن أي حرف موقّع باسمي عبر هذه الوسائل.
أود أن أشير إلى نقطة في غاية الأهمية، إن الموهبة التي منحنا إياها الله هو كفيل بانتشارها بمعزل عن العصر أو الوسيلة. وأتساءل هنا: «هل هناك احتمال لأن تتواصل السيّدة فيروز وغيرها من الكبار مع قاعدتها الجماهيرية؟ لو كان عمري لحظة فهي من حق جمهوري، لكن شخصياً أعتبر هذه الوسائل اختراعات تجارية محضة. لقد اقتنعت بالهاتف النقال بصعوبة (مشيراً إلى التنصت)، ما من حق أي إنسان أن يطلع على حياتي. فالفنان لديه أموره الخاصة أيضاً».
النجمة العراقية شذا حسون: جمهوري أقنعني بتصوير أغنية «علاء الدين»
والتواصل الجماهيري يمنح الفنان قناة خاصة باسمه تقول النجمة شذا حسون التي التقيناها في لبنان:
«التكنولوجيا موجودة في أعمالنا من خلال التصوير قبل أي شيء آخر. أمنح الفيسبوك اهتماماً خاصاً، فالتسويق الجماهيري له وقع كبير على انتشار الفنان وجديده، وهو يضمن تواصل النجم مع جهموره بفعالية أكبر من تلك التي تشكّلها الوسائل الإعلامية التقليدية. ومع تجديد التطبيقات والخدمات في أجهزة الإتصال يتعاظم دور شبكات التواصل الجماهيري، ما يعني أن بث الرسالة الفنية لم يعد محصوراً بالبريد الإلكتروني بل ثمة تقنيات أسرع تختصر الوقت وتنشر بفاعلية.
وبالعودة الى الفيسبوك، فهو تقويم لأعمال الفنان، يستطيع عبره معرفة تأثير عمله عبر كثافة المشاهدة. أتحضّر حالياً لتصوير أغنية «علاء الدين» تحت إدارة المخرجة اللبنانية ليلى كنعان. وهي أغنية من ألبومي الجديد الذي صدر قبل أسبوعين. لقد اخترت هذه الأغنية بعدما احتلّت المرتبة الأولى على صفحة روتانا، اذ اكتسحت الأصوات وتقدمت على أعمال فنانين كبار في روتانا. أما صفحتي الخاصة على فيسبوك فأوليها الإهتمام اللازم عبر تجديد التعليقات والرد على الجمهور وإهدائه أغنية من أعمالي. أحرص على التواصل المباشر كل يومين مع جمهوري. التواصل الجديد سيضعف من تأثير الصحافة التقليدية، فهو يمنح الفنان قناة خاصة باسمه».
النجمة قمر: هناك 100 قمر مزيف على الفيسبوك!
انتهى عصر النجم البعيد
«تحول مشكلة انتحال شخصيتي عبر حسابات وهمية من تواصلي مع جمهوري. سيصعب على أي معجب التواصل مع قمر الحقيقية. ثمة 100 قمر مزيف على الفيسبوك. لكن الأمر لا يزعجني أبداً وهو دليل على كثرة المعجبين ومحبتهم. من ناحية أخرى، أجد أنه انتهى عصر النجم البعيد كفيروز وهؤلاء الكبار. علينا أن نكون على تواصل مع الجمهور كما تفعل مادونا وريهانا. أما عن مواكبة بعض الفنانين لتكنولوجيا التواصل، فأشيد بما تفعله المطربة نجوى كرم في ما يتعلق بشكلها وصورتها الجديدة التي تواكب نجوم اليوم. فغالبية من لمع معها في البدايات قد اختفى. لكن لم ترُقني فكرة تصوير أغنيتها بتقنية ثلاثية الأبعاد، هذا امتياز لن يكون بمقدور أي معجب بها استخدامه».
الفنان والمخرج اللبناني جاد شويري: أوافق نانسي عجرم رأيها بتقنية الـ3D التي لم تُضف الى مسيرة نجوى كرم «نظارات الأبعاد الثلاثية» غير موجودة في كل بيت عربي!
السيّدة فيروز هي نجمة لأنها بعيدة
«لقد تبدّل الزمن، ولا يمكن إهمال تلبية حاجة الجمهور في التواصل مع النجم في عصر التواصل الإجتماعي. ولكن علينا التواصل بذكاء. أحرص على التواصل مع جمهوري عبر التويتر، وأدرك جيداً أثر التواصل لدى المتلقي لأنني اختبرته. لقد تلقيت رداً أفرحني كثيراً من الكوميدي البريطاني الشهير مات لوكاس عبر تويتر».
يعلّق على إعادة برنامج كوميدي لبناني تصوير أغنيته المصوّرة «كسّرتلي السيارة» بأسلوب ساخر: «لقد أبديت إعجابي بأسلوب إعادة تصوير أغنيتي عبر التويتر. وجدت الأمر إيجابياً ودليل نجاح. وبدأت تعليقات المعجبين تتكاثر. هذا التواصل يمدّني بالطاقة لتقديم الأفضل، فحين كنت في تركيا لتصوير عمل غنائي للفنانة ملك فوجئنا بعاصفة. التقطت صورة للعاصفة ونشرتها لأشعر ببعض الدعم والمضي قدماً. إن ردم الهوة بيني وبين الجمهور لا يؤثر على نجوميتي، بل يعزّزها لكنني لن أذكر على تويتر ما تذكره مقدّمة البرامج الأميركية إلين ديجينيرز التي تبلغ جمهورها بان كلبتها ترفض تناول الطعام هذا النهار. وفي ما يخص الأسبقية في مواكبة التطور التكنولوجي لتواصل عصري مع الجمهور، يعمد البعض إلى المبالغة. فمثلاً لم يضف تصوير أغنية «ما في نوم» لنجوى كرم الى أرشيفها الفني طالما «نظارات الأبعاد الثلاثية» غير موجودة في كل بيت عربي. ولكن لا يمكن أن نغفل أن نجوى كرم تعرف جيداً كيف ترضي جمهورها بالأغنية القوية و«اللوك» القوي. بتنا ننتظر تفاصيل إطلالتها».
أما عن بعض الفنانين الذين لا يتواصلون مع جمهورهم فيقول: «قد يعتبر هؤلاء أن التواصل مع الجمهور قيمة غير مضافة. قد يكون السبب الخشية من التواصل، البعض حتى يرفض إجراء الحوارات الصحافية». أما عن نجوم الأمس الذين لم يتمكنوا من استثمار نجوميتهم تكنولوجياً وهل يمكن أن يتصوّر السيدة فيروز (فنانته الوحيدة من الزمن الجميل) تتواصل مع جمهورها عبر التويتر فيقول: «لا يمكن أن أتصور هذا المشهد، فهي نجمة لأنها بعيدة. علينا أن ننتظر إطلالتها المسرحية التي تقدّمها لنا هدية». أما عن نجوميتها، وهل كانت لتتعزّز أكثر لو أن فيروز ولدت نجمة في عصر التكنولوجيا: «لا يمكن للأيقونة أن تكون أكبر، لكنها كانت لتصوّر أعمالها الغنائية الجميلة».
في سورية استخدام وسائل الاتصال الحديثة لمسايرة التطور
وهذه آراء عدد من الفنانين السوريين الذين يرى بعضهم أن الانترنت ضرورة في حياتهم الفنية ويذهب أحدهم الى القول انه لا يستطيع أن يتصوّر كيف كانت الحياة من دون انترنت.
الفنانة جيني إسبر: الإنترنت من معجزات هذا القرن
بالنسبة إلي الإنترنت من أهم وسائل الاتصال والتواصل حالياً، فهو من معجزات هذا القرن، كونه يساهم بشكل كبير في انتشار الأحداث المهمة أو وصول أي موهبة إلى الطريق الصحيح، حتى أنه يمكن أن يؤمّن الكثير من فرص العمل وكل ذلك في لحظات، فلم نعد ننتظر اللقاءات والنشرات الدورية للصحف أو التسجيلات التي تأخذ وقتاً طويلاً حتى تبصر النور، فالإنترنت كما يقال بكبسة (إنتر) تجعلك في آخر الدنيا. وأنا استخدم هذه التكنولوجيا بشكل كبير، فضيق الوقت وزحمة الأعمال جعلا من الإنترنت الوسيلة الأسرع للتواصل مع الآخرين. ولديّ مجموعة ظريفة جداً على الفيسبوك واشتراك باليوتيوب. وطبعاً أتواصل مع أصدقائي عن طريق الدردشة والماسنجر وحتى مع أهلي عندما أتأخر برؤيتهم، فنتبادل الآراء أنا وأصدقائي ونتابع الأحداث على الساحة الفنية وغيرها، لذلك فإني أجد الإنترنت من أهم ميزات هذا القرن.
الفنانة لينا دياب: أنا ضد استغلال التطوّر لغايات
أنا مع الإنترنت وتطوره ودخوله حياتنا، خاصة لما يتميّز به من إيصال للمعلومة والمعرفة والأخبار وبشكل سريع وهائل. وأكيد أنه طوّر أساليب الشهرة فالكثير من الشخصيات أخذت تبرز بوضوح وأصبحت قريبة من الجمهور بشكل كبير وكأنهم يعيشون معاً. لكن هناك ناحية سلبية وخطيرة وهي استغلال كثير من المواقع لبعض الأسماء الكبيرة أو غيرهم حتى من الناس العاديين، فمن السهل جداً اختلاق الشائعات والأكاذيب التي تشوّه السمعة من خلال الإنترنت واختلاق أشياء وهمية كثيرة. أكيد صفحتي على الفيسبوك صفحة نشيطة، فأنا أتواصل مع أصدقاء عديدين واشترك مع وسائل إعلامية كثيرة تنقل لي الأخبار في لحظة حدوثها، وأحب الدردشة على النت وخاصة مع صديقاتي المسافرات.
الفنان قصي خولي: صفحتي على الفيسبوك تفاعلية تضم عرباً وأجانب
بالتأكيد تغيرت أساليب الشهرة في هذا الزمن، وأصبحت أكثر سرعة وتطورا، وفي الدقيقة نفسها يمكن أن ينتقل الاسم والصورة والعمل والنجاح إلى كل أنحاء العالم. فالإنترنت عالم كامل بحد ذاته سريع ومتطور، وبدلاً من الانتظار لسنوات كي يصبح الفنان معروفاً صار الآن يطلق أي خبر يخصه ليعم المعمورة كاملة. استخدم الانترنت كثيراً وبشكل دائم لأنه بات من ضروريات عصرنا ومراسلاتنا ومتابعة أعمالنا وأعمال الدنيا كلها، فأنا أعتبر الانترنت من أهم اختراعات هذا القرن.
وطبعاً أتواصل مع الأصدقاء والزملاء على الفيسبوك ونتابع آخر المستجدات بشكل دائم ولدينا مجموعات كبيرة من المتواصلين، وأنا من مشجعي ذلك وأيضاً حسابات التويتر ويوتيوب. هذه التكنولوجيا جمعت كل البشر ضمن نافذة الكمبيوتر للتواصل مع بعضهم وإيصال أفكارهم وأعمالهم وكل ما يخصهم. صفحتي على الفيسبوك تضم أصدقاء فنانين وعربا وأجانب وسينمائيين ونقاد اومخرجين. وهي صفحة تفاعلية جداً.
الفنانة وفاء موصللي: أتواصل مع أصدقائي والمعجبين عن طريق الإنترنت
طبعاً هذا الزمان مختلف بكل ألوانه وأشكاله والسرعة أهم ميزاته، السرعة القصوى في كل أمور الحياة، ووسائل الاتصال من هواتف نقالة إلى شبكات الانترنت إلى الأقمار الصناعية والمحطات الفضائية.
نحن من هذا الزمان وما يحدث يؤثر علينا ونتعامل معه. وبالتأكيد أجد فرقاً شاسعاً بخصوص الشهرة عن طريق هذه الوسائل، فنحن سابقاً كنا نقوم بأعمال كثيرة وعديدة ومتميزة تصل إلى الناس ببطء، أما الآن فلدينا فنانون من أول دور ومهما كان صغيراً يصلون إلى الناس في ثوانٍ. أكيد ذلك مؤثر لكن الأهم هو قيمة العمل الذي نقدمه لأني مؤمنة بأن العمل الجيد يفرض نفسه على العالم بوسائل حديثة أو قديمة.
لدي صفحة على الفيسبوك ولدي عدد زائرين كبير، وجمال هذه الصفحة أني أتواصل مع جمهوري بسرعة ومباشرة وهذا شيء رائع.
في لبنان هل نعيش عصر أنسنة النجم؟ هل ولّى عصر الأساطير؟
المشاهير والتكنولوجيا
«من الأفضل أن ندخل التكنولوجيا في مجال نستطيع أن نستعملها فيه»، تصريح أطلقته الفنانة نانسي عجرم مبدية رأيها بآخر أعمال الفنانة نجوى كرم المصوّرة، «ما في نوم» بتقنية الـ .3D أما السوبر ستار راغب علامة، فاختار شبكة التواصل الإجتماعية الأكثر رواجاً، الفيسبوك الذي روّج من خلاله لأغنيته المصوّرة «بتفِل». هذا ما اعتبره هدية لجمهوره. فيما أطلقت اليسا تطبيقاً خاصاً بها على جهاز Ipad ، أو ما يعرف بال Application ، يتضمن أرشيفها الفني. في عصر التخمة الفنية هل علينا أن نبحث عن النجوم ونفتقدهم وننتظر أخبارهم؟
يحضر سؤال منطقي حين يقيّم المرء نجومية فناني الزمن الجميل. لو أن عبد الحليم حافظ وشادية وفيروز وُلدوا في ثورة التواصل الجماهيري هل كانوا ليحققوا نجومية أكبر؟ هل تنطبق مقولة: «لا يلمع النجم إلاّ بعيداً» على صناعة النجم اليوم؟
كيف يصف النجوم علاقتهم بتكنولوجيا الإتصال؟ آراء فنية.
الممثلة وملكة جمال لبنان السابقة نادين نجيم: لا يمكن أن يقيس هذا العالم الافتراضي نجوميتي
«أتحقّق من حسابي الإلكتروني على خدمة الفيسبوك كل صباح ومساء. رغم أنني أملك صفحات عديدة من إعداد المعجبين. أتواصل معهم عبر الكتابة وإشارة Like. لكن لا يمكن لهذه الوسيلة أن تصنع النجومية أو تساهم في انتشار الفنان والدليل على ذلك احتجاب بعض النجوم عن الظهور والإكتفاء بتقديم الأعمال. هي مسألة ترفيه بين النجم ومعجبيه ومبادرة جميلة تسعدهم فقط لا غير، كإعدادهم جبهة مضادة تجاه أي شائعة أو حملة تسيء إلى فنانهم المفضل. الفيسبوك هو بيت للفنان، يدخل إليه المعجبون للإشادة بالنجاح.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن نجماً له قاعدة جماهيرية تتخطى المليونين قد يكون أقل جماهيرية من نجم آخر عدد معجبيه لا يتخطى البعض آلاف. فهناك حسابات وهمية ودمج معجبين وهميين في هذا العالم الإفتراضي. لا يمكن أن يقيس هذا العالم الافتراضي نجوميتي. أما عن السباق الذي يشغل النجوم في تبنّي التكنولوجيا، فأعتبر أن خطوة نجوى كرم تصوير أحد أعمالها بتقنية ثلاثية الأبعاد أمر «ما إلو طعمة» ولم يسجل أي خبطة وتكلفته ذهبت سُدى. إن هذه التقنية ولدت للسينما فقط».