إعلاميون وأدباء سعوديون يعشقون المهنة بالوراثة
المملكة العربية السعودية, أطفال النجوم, يوم الأب, براء العامودي, أميمة الخميس, حامد بنون, ضحى بنون, فراس يغمور
19 يونيو 2012التقت «لها» في السعودية، أبناء إعلاميين وأبناء كتاب وادباء شربوا من نبع الثقافة ليكونوا شعلة تنير درب جمهورهم، وعلامة بارزة في دروب الأدب والشعر.
أميمة الخميس: محظوظة لأني ولدت في منزل يتعاطى الأدب والشعر
أطلق عليها وريثة قلم والدها، لها كثير من الكتابات والروايات التي تحاكي الهم العام، كما كان حال والدها الكاتب والأديب عبد الله بن خميس. عرفت برفضها «النسوية» التي تحول علاقة الرجل بالمرأة إلى «معارك»... إنها الكاتبة والروائية السعودية أميمة الخميس التي تقول: «بداية أعتبر نفسي محظوظة لأني ولدت في منزل يتعاطى الأدب والشعر، كجزء من الخبز اليومي. وكانت الجدران ممتلئة بأرفف الكتب، وكانت الصحف متداولة خصوصا صحيفة «الجزيرة» حتى أنها باتت كاحدى الأخوات.
هذا الجو كان له الأثر الايجابي على تجربتي. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى بعض الزميلات في عالم الكتابة والأدب كانت بواكير التجربة بالنسبة إليهن غامضة، من ناحية الأحاسيس التي تأتي في بواكير الكتابة حيث كن يعجزن عن تفسيرها، بينما أنا كانت الطريق شبه ممهدة لي، فكل ما فعلت أن تأبطت حقيبتي، وامتشقت قلمي ورافقته، هذا إن عرفنا أن الوالد كان عبدالله بن خميس، والوالدة كانت تشارك في الكتابة في جريدة «الجزيرة»».
أما عن لقب «وريثة قلم والدها» فقالت: «هي تهمة لا أنفيها، وشرف لا أدعيه، فهذا النسب شرف لي. في البداية تجذر في وعينا أن القلم ومهمة الكتابة لهما اشتراطات مرتفعة ومسؤوليات وبعد عملي، ومسؤولية اجتماعية، تنويرية، وفكرية، بالإضافة إلى الإطار الجمالي، كل هذا يساهم في تجذير المسؤولية التي بدأت من بواكير الوعي».
واعتبرت أن والدها هو الرمز والقيمة والمدى، محاولة خط بضعة أحرف على جزء بسيط من جداره. وأضافت: «لعل الوالد كان له صوت جهوري في ما يتعلق بالحق العام، فقد كان يصدح بالحق، ويلامس المسائل الوطنية والهم العام. وأنا أحاول أن أمتلك تلك المهمة العالية التي لديه».
ضحى وحامد بنون: جمال بنون له أكبر الأثر في دخولنا المجال الإعلامي
ضحى في الثانوية العامة ولا يتعدى عمرها سبعة عشر عاما، فيما يدرس حامد في كلية الطب، وما جمع بينهما هو الحب الذي تربى داخلهما من قبل الأب الإعلامي والكاتب الاقتصادي جمال بنون.
وعن ذلك يقول حامد: «اعتدت منذ دخولي المدرسة أن أرى والدي يحضر مجموعة من الصحف إلى المنزل بحكم عمله في مجال الصحافة، وكان دائما يطلب مني أن اقرأ له مقالاته التي تنشر في الصحيفة بصوت جهوري، وكان يشترط علي أن تكون قراءتي صحيحة.
كان لقراءتي مقاله وتشجيعه لي الدور الكبير في زيادة ثقتي بنفسي. وبذلك تمكنت من المشاركة في إذاعة المدرسة. ومن هنا بدأت أرسم لي طريقاً يوصلني إلى هدف وهو أن أصبح إعلامياً مثله، لتكون لدي رسالة أوصلها الى جميع الناس، وأستطيع أن أبدي رأيي في مختلف المواضيع الإعلامية. وكانت بدايتي الإعلامية الحقيقية عندما كتبت في صحيفة إلكترونية مقالات اجتماعية».
حامد بنون يعمل حاليا مقدم برامج في قناة «أجيال» السعودية بعد أن حصل على دورات تدريبية في قناة «الجزيرة» القطرية. ضحى تشارك حامد الهاجس الإعلامي، إلا أنها اتجهت إلى الكتابة في صحيفة «قلب الحدث». وكانت البداية لديها من مراقبتها لوالدها أثناء عمله الصحافي. تقول: «سأدرس القانون في الجامعة وسيبقى العمل الإعلامي هواية تقود إلى مهنة محببة. وأعتقد أن الدراسة عندما تكون مختلفة عن المهنة تعطي آفاقاً أوسع».
الصحافي براء العامودي: والدي لا يشعرني بأي تميز عن زملائي
يعمل صحافيا في جريدة «النادي» الرياضية، وتقلد أكثر من منصب في الصحافة السعودية. عشق المهنة من خلال متابعاته لوالده صالح العمودي.
يقول براء صالح العمودي عن اتجاهه إلى الإعلام: «دخولي المجال الإعلامي كان بمحض إرادتي الشخصية دون تدخل الوالد. بيد أن الأمر جاء بعد مرافقتي له منذ طفولتي وجلوسي معه في الصحيفة بشكل يومي على مدى سنوات عديدة».
وأضاف أنه كثيراً ما كانت الفترة المسائية تنتهي به في المطبخ الصحافي لصحيفة «المدينة»، وكان حينها والده يشغل منصب مدير التحرير للشؤون الرياضية والمشرف العام على صحيفة «الملاعب» الأسبوعية الصادرة عن المؤسسة نفسها.
وتابع: «تربطني بالإعلام حالة عشق تبلورت مع الأيام إلى علاقة وثيقة تجمع بين الحب والهواية منذ نعومة أظافري، وتخرجت من جلباب مدرسة صالح العمودي الإعلامية، ومنها ما زلت أشق طريقي الإعلامي. وقد صقلت ميلي بالدراسة والتعمق، لان الموهبة عندما يتم صقلها بالشكل السليم تجني ثمارها بسرعة».
ويرى براء أن إعلام اليوم أصبح مختلفا تماما عن الماضي، ففي السنوات الأخيرة ظهر ما يسمى الإعلام الجديد وهو النشر الالكتروني، إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفايسبوك حيث تحول القارئ من متلقٍ إلى صانع للخبر، ومشارك في الإعلام. ويلفت إلى أن الإعلام الورقي دخل مرحلة الخطر وهو مهدد بالزوال.
أما في ما يخص اختياره مجال الإعلام الرياضي قال: «الرياضة لدينا في السعودية أكثر إثارة وحرية من الأقسام الأخرى. وأنا أحاول جاهداَ أن أصل إلى ما وصل إليه والدي ومعلمي الأول صالح العمودي الذي ما زلت أتعلم منه كل يوم كل جديد في هذا المجا الواسع والزاخر بالمستجدات والمتغيرات. ومن حسن حظي أن الوالد صحافي متجدد ويواكب التطورات التقنية في مجال الإعلام» بحيث يحسن توجيهه وزملاءه.
غير أن الوالد «يتعامل معي كأي فرد آخر ولا يشعرني بأي تميز، فأحضر اجتماع التحرير، بل أحيانا يكلفني بأعباء اكبر ومهمات صحافية متعبة. أما في المنزل فنلتقي كل يوم ونتحادث في مواضيع شتى، ويناقشني في بعض الأمور، وينصحني ويوجهني بما يفيدني، كما أنه لا يجد حرجاً في تقبل ملاحظاتي وتعليقاتي على بعض الأمور التي تخص عمله الإعلامي».
فراس يغمور: تأثرت بالوالد منذ الصغر
المعد والمقدم في إذاعة «ألف ألف» فراس عبد الرحمن يغمور قال: «دائما ما أُسأل لماذا الإعلام؟ في صغري كنت كثيرا ما أنظر إلى شاشة التلفاز لأتابع والدي، وكنت أنبهر به، وأتمنى أن احذو حذوه، مما جعل الدراسة ترتبط أيضا بالرغبة حيث أني تخرجت من جامعة الملك عبد العزيز، قسم إعلام».
وأضاف أن والده عبد الرحمن يغمور كان مثالا يحتذى به، خصوصا أنه شغل منصب المدير العام للقناة السعودية، وقد رشح وقتها ليكون وكيلا لوزارة الإعلام.
وعن الملامح العملية التي اكتسبها من والده في أداء عمله قال: «أتمنى أن أصل إلى ما وصل إليه عبد الرحمن يغمور، ولكن بكل صدق أنا مقصر جدا، إضافة إلى أننا نعيش فترة إعلامية مختلفة تماما عن زمن الوالد. فحاليا التطور والتكنولوجيا والاكتشافات الإعلامية الجديدة ومواقع التواصل، كلها جعلت من الإعلام المرئي، المسموع، والمقروء مختلفا تماما عما كان عليه أيام الجيل الإعلامي السابق الذي تميز بالبساطة».
ورأى أن تعدد القنوات الفضائية والإذاعية والصحف والمجلات أوجد نوعاً من التنافس الايجابي إلى حد ما، ولكن أفرز عددا ضخما جدا من الإعلاميين مما يعني أن على الإعلامي أن يبذل جهداً أكبر لكي يبرز.
بدأ فراس يغمور عمله الإعلامي منطلقا من قناة «الآن» في برنامجي «شلتنا» و»بينا ألو»، ومن ثم اتجه إلى العمل الإذاعي في «ألف ألف». إلا أنه يجد أنه من الأفضل بدء العمل الإعلامي من الإعلام المقروء للوقوف على كيفية صنع الخبر والتحرير لأنها الخطوة الأساسية والمهمة في بداية العمل ومن ثم الاتجاه إلى الإذاعة والتلفزيون.
وأضاف فراس في حديثه: «رغم أن الوالد هو عبد الرحمن يغمور إلا أن دخولي العمل الإعلامي كان بجهد مني شخصيا، ولعل أحداً لن يصدق أن الوالد لم يقدم لي أي تسهيلات من أي نوع لدخول المجال، ولا أذكر إلا أنه في بداية عملي خاطب إحدى الإذاعات السعودية لتقوم بتدريبي دون أي مقابل مادي».
وأكد فراس يغمور أن طموحه هو أن يصل باسمه إلى ما وصل إليه الوالد الإعلامي المخضرم عبد الرحمن يغمور، وأن يكون امتدادا له.