نساء ناجحات... يتحدَّثن عن أسرار نجاحهن
المرأة والسياسة, عمل المرأة, حقوق المرأة, نجاح المرأة, المرأة العربية / نساء عربيات, قضية / قضايا المرأة, النجاح المدرسي, رانيا زغير, المرأة اللبنانية / نساء لبنانيات, المرأة في العالم العربي, ديما صادق, أسرار, المرأة الإماراتية
05 نوفمبر 2012شيرين زركلي مخرجة تلفزيونية
- كيف بدأت بهذا المجال؟
بدأت عام 2002 عن طريق الصدفة، فقد كنت ادرس في الجامعة بكلية الآداب وكنت في تعزية احد الأقارب، حين جاء الممثل رشيد عساف، وبيننا علاقة عائلية، فسألني عن أخباري وعن دراستي وإن كنت ارغب في العمل بأي مجال. فقلت له إني لا أجد الفرصة المناسبة للعمل فعرض علي موضوع السكريبت في المجال الفني استغربت الفكرة وأنا لا اعرف أيا من مبادئ العمل الفني أو التلفزيوني فقال لي انه تحدٍ. وإن كنت قوية استطيع إثبات نفسي شعرت بأن ذلك تحدٍ أمامي وأحببت خوض التجربة فعلا. وكان ذلك وبدأت تحت إشراف المخرج عماد سيف الدين الذي وجد عندي سعة بديهة وسرعة تعلم للمهنة وما يحيطها وبالفعل وجدت بذلك متعة فأخذت البحث عن أسرار نجاح هذا العمل والملاحظات والمعلومات اللازمة كي أتطور لأن الإخراج في حاجة الى تطوير وتقدم وتنوع.
كان العمل الأول لي «السفينة» ثم «شرقيات» و»الرياح الأبدية» و»نزار قباني» و»أسد الجزيرة» و»رسائل الحب والحرب»، كما كان لي تجارب في دبي مثل «جنون المال» و»موعد مع المطر» وأيضا «صبايا الجزء الأول والثالث» و»للعدالة كلمة أخيرة» و»الهروب» و»وادي السايح» و»طاحون الشر» و»حكم العدالة» و»أسأل روحك» طبعا كمخرج منفذ والحمد لله بكل عمل كان لي إضافات مفيدة وتطور وتنويع، وكان المخرجون يعتمدون علي بشكل كامل.
- ألم تجدي صعوبة بسبب عدم دراستك هذا المجال؟
نعم وهنا التحدي، بالتأكيد الدراسة مهمة جدا، ولكن الأهم هو التجربة العملية على ارض الواقع لأنها الدرس الحقيقي والمباشر فكان تركيزي مضاعفا وتعبت وثابرت وواظبت وسهرت لتقديم الأفضل ولأكون مميزة، وحققت ذلك وأتقنت العمل بشهادة المخرجين والمنتجين والقائمين على تلك الأعمال.
- من شجعك على ذلك؟
والدتي كانت الدافع الأكبر والسند بالنسبة الي، خاصة بمرحلة التعب والجهد، وكذلك بقية أفراد عائلتي وأيضا كل مخرج عملت معه كان إعجابه بأدائي من عوامل التشجيع المباشر لي لأقدم الأفضل.
- ما هو سر نجاح أي امرأة؟
سر نجاح أي امرأة يكون بالتصميم والإرادة على تحقيق الحلم، والتنظيم في العمل، والأهم هو التعلم من الأخطاء والابتعاد عنها بتجارب جديدة، وكذلك هناك شيء مهم وأساسي وهو الثقة بالنفس، فالإنسان الواثق من نفسه يستطيع الصمود أمام كل الصعاب.
- ما هي الصعاب التي اعترضت عملك؟
بالتأكيد هناك صعاب كبيرة وخاصة في البدايات، فالمواجهة دائما محفوفة بالخوف، وعندها علينا تحدي هذا الخوف وتذليله بالثقة بالنفس والإيمان بقدراتنا كبشر.
- بماذا تحلمين؟
أحلم بعمل كامل أتولى إخراجه ويترك بصمة قوية ومؤثرة في العالم الإخراجي، وهذا ما اعمل عليه الآن وسيكون مفاجأة للجميع.
- هل تفضلين العمل على الارتباط؟
لا أفضل العمل على الزواج، والموضوع نصيب، لكن سيكون شرطي في أي ارتباط أن يكون هذا الزواج بمثابة دافع وحافز للتقدم في العمل والنجاح...
في سورية: الإرادة والتصميم يقهران كل ما يعيق تقدُّم المرأة ونجاحها
وهاتان مقابلتان مع سيدتين سوريتين نجحتا في مجال العمل الاعلامي. تكشفان فيهما أسرار نجاحهما.
رائدة رزق
إنها مديرة مجلة «دليل السائح»، ومديرة وكالة «لايت ميديا» الإعلانية، ومديرة مكتب السائح للسياحة والسفر... بدأت حديثها معنا عن المرحلة الأولى من حياتها المهنية فقالت.
«تخرجت من كلية التربية وعلم النفس ثم تابعت دراسة اللغة الإنكليزية وعلوم الحاسوب. وبعد أن أنهيت دراستي تزوجت وأنجبت طفلين، فشكل ذلك دافعا لي لاتخاذ قرار بترك العمل لأني مؤمنة بأن تربية الأطفال أهم عمل يمكن أن تقوم به المرأة. لكني بقيت على تواصل مع التطورات العملية إلى أن عدت لانخرط بالعمل في المجلة بشكل تدريجي. ومن خلال العمل في المجلة كانت مهمتنا الأولى إبراز الدور الحضاري لبلدنا سورية وتاريخها المشرق كونها مهد الحضارات العربية قديماً وحاضراً. فحاولت أن افهم كل التفاصيل قبل أن أتسلّم زمام الأمور، وعندما تمكنت من العمل سلمني والدي المسؤولية. وتطور العمل لدينا في المجلة فكنا نصدر بالعربية والانكليزية مجلة «دليل السائح» الشهرية، وأصبحنا نصدرها أيضا فصلياً باللغة الروسية بهدف الربط بين الحضارتين الروسية والسورية وإبراز أهم معالم الحضارات الدينية في سورية. ثم توسع عملنا ليشمل لبنان والعراق. ونمضي حالياً في تسليط الضوء على الحضارات العربية فوجدنا أن لبنان والعراق يملكان إرثا تاريخيا مترابطا بطريقة ما مع التاريخ في سورية. وبعدها باشرنا العمل في الوكالة الإعلانية «لايت ميديا»، واتسعت المسؤوليات لتشمل مكتب دليل السائح للسياحة والسفر».
- من دعمك إلى أن حققت هذا النجاح؟
الكتابة مهنة وموهبة اعتدت رؤيتها في عائلتي، فهي من صميم ثقافة منزلنا الأسري، فوالدي كاتب ومفكر وقد ساعدني في تأسيس هذا العمل الجميل. أنسب الفضل لله ولوالدي بنجاحي ولا أنسى والدتي بما قدمته من مساعدة لي بالنسبة الى وضع أولادي، وكل شخص عمل معي في المجلة والمكتب بشكل عابر أو دائم اكتسبت منه شيئاً جديداً. فأنا من عادتي أن لا استخف بأحد، فلكل إنسان ملكة يتميز بها عن غيره، ومهما تعلمنا نحتاج الى المزيد في هذا العصر السريع التطور، ويبقى الأساس الصحيح هو أساس كل عمل ناجح.
- ما هو سر نجاح أي امرأة تصل الى هدفها؟
طبعا الإرادة والمواظبة على العمل والهدف، كل هذه المقومات تكتمل للوصول إلى النجاح، إنها المعادلة الطبيعية للنجاح. أما الإحباط والفشل والعجز فلا وجود لها في قاموسي، فالمعوقات من أساس العمل وتخطيها هو السبيل الى الوصول.
- ما هو الحلم الذي تسعين لتحقيقه؟
حلمي أن أرى سورية بلد الأمان والسلام مجدداً. واعتقد أن هذا الحلم ليس ببعيد، فسورية التي ولد من رحمها رجال كأمثال يوسف العظمة ونزار قباني وخرّجت أبرز الفنانين والفلاسفة والعباقرة والكتاب والأدباء، والتي علمت العالم الحضارة، لا يمكنها إلا أن تجترح الحلول لما تمر به وتعود كما عهدناها. أما على الصعيد الشخصي، فلا أريد أن أقول انه حلم ولكنه طموح وهو أن يتوسع نطاق عمل مجلة «دليل السائح» ليطال الدول العربية كلها، وان تصل إلى العالمية يوماً ما لتكون منارة للسائح القادم إلى بلادنا والخارج منها.
- هل كان زواجك عائقا أم حافزا؟
كل مسؤولية إضافية تعيق العمل، لكن بالصبر والقوة ودعم الأسرة وتفهمهما تكمن عناصر النجاح. فوراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ووراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم. زواجي كان الدافع الرئيسي لنجاحي، وبعد أن كبر الأولاد تفرغت للعمل، وكان لزوجي الفضل في إعطائي الدافع لنجاحي.
- كيف توفقين بين العمل وواجبات البيت والأولاد؟
التنظيم نصف العمل، و الضغط النفسي يؤثر سلبا في العمل. أحاول أن أحول الضغوط إلى دافع، والتنظيم والتنسيق ما بين واجبات منزلي وواجبات عملي هما أساس النجاح. أشعر أحيانا بصعوبة الأمر ولكن مع قليل من الصبر والتحمل أحقق هدفي. لكل نجاح ضريبة والمرأة التي تكرس نفسها لمنزلها وعملها لن يكون لديها الوقت الكافي للتسلية والترفيه، ولكنني مقتنعة بما حققت. الحياة خيارات وعلينا أن نختار ما يناسب طموحنا وأهدافنا.
- ما نصيحتك لكل سيدة؟
أن ينبع نجاحها من داخلها، فكلما اكتسبت الخبرة لاحظت أن إنجازاتها في ازدياد وان نسبة نجاحها ترتفع، وستصل إلى النتيجة الحتمية. عليك أن تركزي على مكامن القوة التي تكمن في داخلك والانطلاق منها.
وما يمكنني أن أنصح به هو أن تطلب المرأة المساعدة إن احتاجتها فذلك ليس عيباً أو نقصا، ولتتعلم من الأخطاء حتى تتفادى الوقوع في أخطاء أكبر قد تكلفها كثيرا وتوصلها إلى الفشل بعد الإفلاس. إن أحببت عملك وكنت شغوفة بما يكفي فتأكدي من النجاح، إن هذا النوع من السيدات لا يعرفن المستحيل ومن لا يعرف المستحيل يستطيع تحقيق ما يريد، فإذا عرفت نفسك جيدا وماذا تريدين بالضبط فأنت إذا المرأة الناجحة.
نورة الكعبي
نورة الكعبي هي رئيسة المنطقة الإعلامية الحرة في أبو ظبي، وعضو مجلس إدارة 5 كيانات اقتصادية واجتماعية كبرى
تعد نورة من بين الشخصيات الأكثر تأثيرا في الإمارات بسبب توليها إدارة المنطقة الإعلامية في العاصمة الإماراتية والتي تحمل اسم Twofour54 منذ تأسيس المنطقة في أكتوبر 2007. ولكن أيضا إلى كونها مؤشرا إلى اتجاه أبو ظبي للاعتماد على الوجوه الشابة، ومنحها مساحة أكبر لتتواجد على الساحة في الفترة المقبلة.
رئاسة «توفور 54» ليست أولى الخطوات العملية للكعبي التي تخرجت من جامعة الإمارات العربية المتحدة بدرجة بكالوريوس في أنظمة إدارة المعلومات، حيث شغلت نوره قبل انضمامها إلى Twofour54، العديد من المناصب في مجال الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات، حيث كان آخرها مسؤوليتها عن تحديد الأدوار المعطاة للموظفين والتأكد من سير العمل بسهولة في قسم الموارد البشرية والإدارة لدى شركة دولفين للطاقة، بالإضافة إلى عملها في مستشفى زايد العسكري كمديرة لدعم تكنولوجيا المعلومات. بينما شغلت وتشارك الكعبي في عضوية مجالس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبو ظبي، وشركة أبو ظبي للإعلام، وشركة تنظيم الفعاليات فلاش للترفيه، بالإضافة إلى عضوية المجالس الاستشارية لمجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون وبرنامج توطين الذي أطلقته مؤسسة الإمارات.
وتضع نورة الكعبي ضمن أولوياتها للنجاح في عملها تكوين قاعدة ومؤسسة محلية ترعى المبدعين والفنانين من الشباب العربي وتلبي طموحاتهم. حيث تؤمن أن المواهب في حال وجدت فلابد من إيجاد مكان لرعايتها وصقلها حتى لا تتجه هذه المواهب إلى الخارج. مشيرة إلى أن وجود عوامل عدة حالت دون انطلاقة وانتشار مجال الإعلام في المنطقة، من أبرزها قلة المهارات الإبداعية والأبتكارية المحلية ، وقلة مصادر التمويل للأفكار الجديدة ، والدعم غير الكافي الذي تقدمه الحكومة لمجال الإعلام، حيث أن الدعم لا يقتصر على التمويل فقط، بل تهيئة البيئة المناسبة للمبتدئين والمتدربين وقلة خيارات الطبع والنشر والحفاظ على الحقوق الفكرية.
الكعبي التي تضطلع كرئيسة (Twofour54 تواصل)، بمسؤولية تقديم خدمات إدارة الممتلكات التجارية والسكنية، وتوفير خدمات الدعم، والخدمات الحكومية للشركات التي تؤسس مقراتها في أبو ظبي، تشدد على تركيز المؤسسة على الارتقاء بالمضمون العربي في الجانب الإعلامي (التلفزة والإذاعة والصحافة والإنترنت وجميع الوسائط التي تصل إلى المشاهد العربي)، من خلال دعم وتبني الكوادر المواطنة والعربية الموهوبة. وترحب بالتعاون مع مؤسسات إعلامية كبرى على تدريب الخريجين والعاملين لمساعدة المؤسسات الإعلامية على إنجاز رسالتها كاملة.
وتؤكد المديرة الشابة أن قطاع الإعلام في المنطقة وخصوصاً في أبو ظبي سيشهد ‹›تحولات جذرية من حيث المضمون والشكل والأداء الذي يواكب العصر ويلبي تحديات القرن الحادي والعشرين، ويمثل مشروع هيئة المنطقة الإعلامية «تو فور»54 في أبو ظبي، جسراً حقيقياً للتواصل الحضاري بين الثقافتين الشرقية والغربية ومختلف ثقافات العالم، وذلك من خلال ما يتيحه هذا المشروع من بيئة إعلامية غير نمطية يشارك فيها عدد من المؤسسات الإعلامية المرموقة في العالم التي تدشن قنواتها ومطبوعاتها وإنتاجها الإعلامي في أبو ظبي ومن خلال هذا المشروع».
وترفض الكعبي الأفكار النمطية في مجال الإعلام، مشيرة إلى أن هذه الأفكار لم تقتصر على منطقة جغرافية معينة، بل هي تحكم العلاقة بين وسائل الإعلام في المجتمعات الشرقية والغربية على السواء، وتضع الإعلام خلف تصورات تقليدية حول قيم وثقافات الآخر دون النظر إلى الأصل المشترك بينهما. في الوقت نفسه ترى أن «نجاح الإعلام يتطلب أن يكون ذا هوية محلية، وتوفير بيئة دعم متكاملة يمكن أن تتعاون فيها مختلف شركات الإعلام، وهو ما يجعل من أبو ظبي مركزاً رائداً وحاضنة فعلية لإنشاء المحتوى الإعلامي ونشر الثقافة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وخارجه».
سيدات أعمال من الامارات:
الإرادة والإخلاص وتنظيم الوقت من أهم عوامل النجاح
إنهن سيدات أعمال من دولة الإمارات، وصلن الى قمم عدد من المؤسسات ونجحن في تحقيق انجازات متميزة.
حمدة الحريزي
سيدة الأعمال الإماراتية حمدة الحريزي، يلقبونها بسيدة الكافيار في العالم ، وهي رئيسة مجلس إدارة شركة (جروميه هاوس) وتعد صاحبة اكبر شركة لاستيراد وتصدير الكافيار حول العالم.
تقول حمدة الحريزي: سيدة الأعمال الناجحة في بيتها، بالتأكيد ستكون ناجحة في عملها وتجارتها، لذا لا بد أن تكون منظمة في كل شيء، مواعيدها، أوقاتها، اجتماعاتها، فالإنسان الناجح لا بد أن يكون ناجحاً في جميع جوانب حياته، العائلية منها والعملية.. ومن أهم أسرار هذا النجاح تنظيم الوقت، وتحديد استراتيجيتها وخطتها وأهدافها من العمل، فبالتأكيد إذا توافرت كل هذه العوامل لا بد أن تحقق النجاح مهما كانت التزاماتها، أما إذا كانت قد دخلت مجال العمل من باب التواجد فقط، أو لملء وقت فراغها، أو غيرة من إحدى الصديقات أو القريبات، فبالتالي لن تكون مهتمة بالنجاح مثل التي دخلت بكل وجدانها وفكرها مجال العمل، وكرّست كل خبراتها لكي تنجح.
وتضيف: أما عن الزوج ودوره في نجاح سيدة الأعمال، فلا أعتقد أنه سيكون مؤثراً، بل الأمر عائد لقوة شخصيتها ودرجة تواجدها وتأثيرها الواضح في أعمالها، فالمرأة الناجحة لا بد أن تتمتع بشخصية قوية، لأنها (الشخصية) من أهم أسرار نجاحها، وأن تكون مؤثرة في محيطها، ومثقفة، وأن تعتمد على نفسها في كل شيء، ولا مانع من استشارة الزوج أو الأخ أو الأب، لكن دون الاعتماد عليهم أو على غيرهم في تحقيق طموحاتها، فإذا لم تكن تملك هذه المقومات فكيف لها أن تنجح؟، هذا بالطبع بجانب ذكائها وطموحها ورؤيتها الواضحة للمستقبل، وقراءتها الجيدة لما يدور حولها في عالم المال والأعمال، فثمة زوجات كثيرات ناجحات دون أي مساندة من قبل الزوج أو الأهل، لأنها الوحيدة التي تخاف على مالها وتعرف كيف تحافظ عليه.
عزَّة القبيسي
عزة القبيسي الفنانة التشكيلية ومصممة المجوهرات هي أيضاً مالكة ومديرة المعمل العربي للمجوهرات والأحجار الكريمة قالت: الأمر يختلف من سيدة لأخرى، فعن تجربتي الشخصية بدأت المسألة من التوفيق في اختيار شريك الحياة المناسب، وهذا أهم أمر يجعل المرأة تبدأ حياتها العملية بشكل تعينها على النجاح، الأمر الثاني لا بد أن يكون هناك حوار واضح وتفاهم بين الطرفين في كيفية تقسيم أوقاتهما ما بين العمل والأسرة، وتجربتي تختلف بعض الشيء، فهناك فعاليات وحفلات وندوات ومؤتمرات كثيرة أشارك فيها، بجانب الأعمال التطوعية، وعملي الفني وإدارة شركتي، والحمد لله أستطيع تقسيم وقتي على مدار العام وأرتب أولوياتي، لكن أهم أولوية أن يكون وقت العائلة واضحاً ومحدداً، سواء كان في إجازة نهاية الأسبوع أو السفرات، والأمر يختلف من سيدة لأخرى في حال وجود أولاد أم لا، وكذلك أعمارهم، فالموضوع أولاً وأخيراً تخطيط وترتيب جيد وتعامل مع المستجدات، ومن المستحيل أن يكون هناك يوم يشبه ما قبله، سواء في التزامات العمل أم العائل، فكل يوم له ظروفه، ولا بد أن يقتنع الإنسان بأهمية تريب وقته وأولوياته، وأن يكون صريحاً مع الطرف الآخر، وبهذا يستطيع التنسيق بشكل جيد بين مهامه، ومهما كان الإنسان ناجحاً فلا بد من وجود تقصير -ولو بسيط- في حق مجال على حساب الآخر، وضروري أن يجلس الإنسان بين فترة وأخرى لإعادة حساباته، والتأكد من أمور بعينها قد يكون غافلاً عنها.. وبشكل مباشر أنا أعمل في ظل وجود الوالدة والعمة والخالة، وإذا اضطررت للسفر خارج البلاد ولم أستطع اصطحاب ابنتي معي فبالطبع المحيط العائلي الكبير مهم جداً في هذه الظروف، وعليهم أعتمد في رعاية ابنتي، وليس على الخادمة، فالعودة لحياتنا أجدادنا القديمة وطقوسنا العائلية التي تربينا عليها والعيش في محيط العائلة الكبيرة عامل مهم جداً لنجاح سيدة الأعمال. وتضيف: وفي حال انشغلت عن عملي لظروف عائلية، فأحمد الله أنني أدير وزوجي الشركة نفسها، وبالتالي إذا لم أستطع القيام بعمل معين أو كنت في جازة فأكون مطمئنة لأنه قادر على إدارة الشركة مثلي وأفضل، ونحن متفقان على هذه الأمور منذ البداية، أما قبل الزواج فهناك أشخاص أثق بهم كانوا يديرون أعمالي.
فريدة قمبر العوضي
سيدة الأعمال الإماراتية فريدة عبد الله قمبر العوضي، النائبة الثانية لمجلس سيدات أعمال الإمارات وعضو مجلس إدارة سيدات أعمال دبي، ومالكة ومديرة شركات (سنمار) للتصميم الداخلي، و(أسرار) للعلاقات العامة والتجارة، و(ليدنج ايدج) للأثاث.
تقول عن رحلة النجاح والتفوق: أهم سر لنجاح سيدة الأعمال هو الإخلاص لعملها والإصرار على النجاح في كل تجربة تخوضها.. سيدة الأعمال كأم وزوجة لا بد أن ترتب أولوياتها، ولنكون صريحين فلا بد من الاعتراف بأنه من الصعب أن يوفق الإنسان بين حياته العملية والعائلية بشكل تام، سواء كان رجل أم سيدة أعمال، فما بالك بالمرأة التي عليها التزامات عائلية أكثر من الرجل، فأهم سر لنجاحها يكمن في تنظيم وقتها وترتيب أولوياتها.. أنا شخصياً أهم شيء عندي أسرتي، ولها الأولوية المطلقة، وبما أن تواجدي في البيت محدود، فأستعين بالمساعدات من الخدم التي يقتصر عملهم فقط على أعمال الطبخ والتنظيف وترتيب البيت، وليس تربية ورعاية الأبناء.. دوري داخل المنزل يتمركز حول الإشراف على كل ما يدور في المنزل، ووقتي مهم، لذا لا أضيعه في الأعمال المنزلية سالفة الذكر، بل أستغله في الجلوس مع الأبناء والأهل.. وعندما أكون متواجدة في العمل فهناك الزوج والجدة، حيث يتعاونان معي في رعاية الأبناء.
وتضيف سيدة الأعمال فريدة قمبر: على مستوى العمل، إذا دخلت المكتب أنسى شيئاً اسمه البيت، ولا أخلط وقت البيت بوقت العمل، وأي مدير أو مديرة شركة لا بد أن يستعين بفريق عمل يثق به لمتابعة سير العمل حال الانشغال بالالتزامات العائلية، وأكبر خطأ أن يظن الإنسان أنه يستطيع القيام بكل شيء بمفرده، لأن سُنة الحياة هو التعاون، وأن نُوكل بعض المهام للآخرين ونشرف عليهم، فهناك مهام كثيرة داخل الشركة ولا بد من وجود قائد على رأس كل قسم في الشركة يكون مسؤولاً أمامك عمن هم تحت إمرته، أما الزوج فدعمه ومساندته في أمور البيت ينعكس على نجاح عمل الزوجة ويعطيها الفرصة للتركيز فيه، ومن دون شك فإن دعم الزوج المعنوي -وأحياناً المادي- يكون سبباً رئيساً في نجاح المرأة، فالحياة تكاملية بينهما، والزوج الواثق من نفسه لا بخل على زوجته بالمساعدة والدعم، لأن نجاحها سيصب في مصلحة الأسرة كلها، وتفهمه لطبيعة عملها ورسالتها في الحياة يعد من أهم أسرار نجاحها.
الإعلامية ومقدّمة الأخبار ديمة صادق: نجاح المرأة غير مرتبط ببيئة عائقة أو ميسّرة
- كيف تعرّف ديمة صادق نفسها على الصعيد الأسري؟
«أنا زوجة وأم وأسرتي لها الأولوية في هذه الحياة». أما مهنياً فهي الإنسانة الشغوفة التي نلمس حماستها من إيماءاتها المباشرة بعيداً عن المشاجرة التي باتت من شيم المحاور السياسي اليوم. منذ الصغر كانت تحلم بالشاشة السياسية: «أشعر اليوم بأنني أحقق ذاتي». تسرد القليل عن خلفيتها العائلية: «أنتمي إلى عائلة محافظة نسبياً ولكن قرار رسم خط وهدف نابع من الطموح. هذا ما قد يوصل اي امرأة إلى مكان ترتئيه برغم البيئة العائقة. نجاح المرأة غير مرتبط ببيئة عائقة أو ميسّرة. تحلّي المرأة بالمسؤولية تجاه نفسها والوعي الذي يعزّز الطموح يفتح أمامها أفق النجاح والحلول في المراكز المتقدّمة في أي مجال، بغض النظر عن البيئة الإجتماعية او الدينية أحياناً. تزوجت في سن ال23، قد يكون ارتباطي قراراً مبكراً قبل خوض تجربة الحياة المهنية. كنت لا أزال أعمل في مجال الصحافة المكتوبة».
أنا امرأة متمسكة بحلمي المهني ولكن بوعد زوجي لي أيضاً
هنا أيضاً اتضح أن الحياة الزوجية لا تعترض النجاح. تقول ديمة «أنا امرأة متمسكة بحلمي المهني ولكن متمسكة بثقتي بزوجي ووعده لي أيضاً. أنا محظوظة بزوجي. سافرت معه إلى الكونغو حيث مقرّ عمله». قدّمت استقالتها من جريدة «السفير» ورحلت إلى أفريقيا، لكنها كانت واثقة بوعد زوجها تعويضها هذه التضحية المهنية، «وعدني بالعودة إلى لبنان ودعم مسيرتي المهنية وصدق رغم كل من شكك بذلك آنذاك. عدتُّ وانطلقت من جديد على الشاشة هذه المرة». يتابع زوجها حواراتها وينصحها بتخفيف لغة الجسد وحركة يديها والحدّة، «هي ملاحظات سلبية لكنها إيجابية تحفزني إلى الأفضل ولا تكسر العزيمة». هل تشعر بأنها تعيش تحدّي التوازن بين الأسرة ومجالها المهني؟
«ياسمينة وغصّة مغادرتي المنزل لحظة عودتها من المدرسة»
تجيب ديمة عن هذا السؤال بمشاعر أم تجاه وحيدتها، «أنا مذيعة نشرة الأخبار، أخرج من المنزل حين تعود ابنتي ياسمينة إلى المنزل. هذا بعكس كل الأمهات اللواتي يدخلن المنزل مع اطفالهنّ. ما هو أقصى دوام نهاري؟ عند الخامسة عصراً أو ربما السادسة مساءً؟ أنا لا أمضي أوقات بعد الظهر مع طفلتي كما يفعلن بل أتحضر للعمل. هذه هي المشقّة المهنية الوحيدة التي أواجهها، أشعر بغصّة في قلبي رغم أنني أمنح ياسمينة كل ما تحبه. أسافر معها إلى أماكنها المحبّبة التي تروق جميع الاطفال في عمرها». لا تحب ديمة إطلاق كلمة كفاح على ما تفعله، «لا أحب هذا التعبير، فكل أمر في هذه الحياة يحتاج إلى التوازن والتضحية. وفي الوقت نفسه، لا أعيش التأرجح في حياة، أتبع الأفضلية واحسم امري على الدوام خصوصاً في ما يتعلّق بالعائلة. لا أفكر بما أنا عليه اليوم، بل أن أمامي الكثير لتقديمه بعد محطاتي الإعلامية من جريدة «السفير» حتى شاشة «المحطة اللبنانية للإرسال» حتى بلوغ التسعين من عمري. لا أقيّد نفسي بتحديد هدفي الإعلامي».
انتهت صلاحية سترة مذيعة الأخبار الكلاسيكية
هي المعجبة بالأقلام الشابة في الصحافة المكتوبة، شكّلت هويتها المختلفة عن الصورة النمطية التي لطالما طبعت مذيعات الأخبار. أطلت بالفستان الصغير الأنيق وارتدت الأصفر المضيء: «الخطأ ممنوع على الشاشة بعكس مواقف الحياة. هنا الخطأ لا يمكن تصحيحه. ولكن في ما يتعلّق بالأناقة، أجد أن قاعدة السترة الكلاسيكية قد فات اوانها وانتهت صلاحيتها، هذا الأمر لا يمكن طرحه حتى. قد تمتثل إليه بعض المدارس الإخبارية ولكن لا أتقيّد إلاّ بمظهر مذيعة الأخبار الأنيقة وغير المبتذلة بخطوط أزيائها». وهذه مدرسة وشرف لا تدّعيه ديمة.
كاتبة قصص الأطفال والناشرة
رانيا زغير: يستفزني الاكتفاء بأدب الطفل التربوي
لماذا اتخذت رانيا زغير قرار تأسيس دار نشر خاصة بالاطفال؟ الإجابة ستحمل ملامح امرأة حافزها الندرة والتعجب من أدب الأطفال السائد واستباحة «ملكيتها الفكرية» وإعادة صياغة المفهوم الأدبي للطفولة عبر ما ينسجه «الخياط الصغير» في خيال الطفل الرحب.
«أسّستُ دار «الخياط الصغير» عام 2008. كان همي الأول داراً مستقلة دون دعم وطني أو سياسي أو حزبي. ففي لبنان دور نشر كثيرة تستفيد من هذه الجهات. تحمل الاستقلالية المرء إلى إنتاج ما هو مختلف شكلاً ومضموناً. أنا كاتبة قبل أن أكون ناشرة، وأشعر بالتقصير الذي يشكل ثغرة في مخاطبة الأطفال مع ندرة المطبوعات غير المنسجمة مع معدّل الانجاب في منطقتنا العربية».
كانت لها تجربة سيئة مع دور النشر البعيدة كل البعد عن قانون «حقوق الملكية الفكرية». تشير إلى أن دور النشر هذه «استباحت كتاباتي للطفل. كانت تعيد النشر وتعدّل في النص دون الرجوع إلى المبتكر. هذا الأسلوب كان يستفزني كذلك اكتفاء دور النشر بتبنّي الأدب التربوي بعيداً عن الأدب الحقيقي الذي يتضمن المعايير النقدية الموجودة في أدب الكبار. دور النشر في لبنان غير مستعدّة بعد لهذا النوع من المطبوعات».
- هل كان قرار تأسيس دار نشر للاطفال سهلاً بعد عدم تعايشها مع أسلوب مهني «غير منصف لها وللطفل»؟
«نعم، فأنا أحب المجازفات وأتبع إحساسي ولا افكر كثيراً لكي لا اتراجع. قد أكسر الجدار أو أتكسّر. وأحمد الله أنني منذ انطلاقة داري أحدثت اختلافاً مع نشر مادة ترتقي مع تطلعات أطفال هذا العصر وتنسجم مع افكارهم الجريئة. وذلك عبر معالجة تحاكي واقعهم كالحب الذي يتبادله زملاء المقاعد الدراسية». ولهذه الغاية، نشرت رانيا قصّتها «حلتبيس حلتبيس أشعار من سمسم وخيار». تقول عن هذه القصة التي سردتها بشكل درامي: «ألّفت هذا الكتاب واعتمدت فيه الأسلوب الدرامي، حب من طرف واحد ... الحب العذري. القصة حزينة لكن قالبها طريف». بالتأكيد، خصوصاً حين تلمح على إحدى الصفحات السيّدة «أم كلثوم» تحلّق نحلة حاملة رأس ثوم، أو اسطوانة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ طبعت عليها عبارة «ممنوع إذاعة هذه الأسطوانة». ابتعدت رانيا عن «الصورة الحرفية» المعبّرة عن النص لمزيد من التأمل، «أردت أن يكون عبد الحليم وأم كلثوم في وعي أطفال هذا العصر، وأجد ذلك دوراً مهما يؤديه أدب الأطفال، في إحياء هذه الشخصيات العظيمة».
لقاء الأطفال على المنصة الإلكترونية
على مقلب آخر، تعتبر رانيا مقولة أن التكنولوجيا تسرق الطفل من القراءة سطحية، «بات نقاش هذه المقولة قديماً للغاية، فالتكنولوجيا تتيح مجالاً آخر للقراءة. فقصة «حلتبيس حلتبيس» مثلاً حوّلتها شركة كندية إلى تطبيق إلكتروني (iPAD application). أحرص على لقاء الأطفال على المنصة الإلكترونية».
من هي رانيا زغير الطالبة؟ «درست الفنون والتعليم المبكر وعلم النفس التربوي. وحصلت شهادة التخطيط الوطني في مجال الثقافة في الولايات المتحدة الأميركية، كذلك تدربت في معهد ألماني على كيفي ة النشر والتعامل مع الكتب» التي تمنحها وقتاً طويلاً حتى تسميتها «اختراع».
- ما هو آخر اختراع؟
«هو ثمرة التعاون مع «الصندوق الدولي لدعم الثقافة والفنون، آفاق» والتوأمة مع مؤسسة «غسان كنفاني» التي تنشط في المخيمات الفلسطينية. بأسلوب رمزي، يعالج هذا الكتاب حكاية «ذوي الحاجات الإضافية» أو ما أطلق عليهم أخيراً «ذوي الحقوق الإضافية» الذين لا نزال نطلق عليهم أحياناً صفة «المعوقين». كتبت هذه القصة نهلة غندور انطلاقاً من تجربة شخصية عاشتها في مدرسة البنات، وصوّرت فتاة برجل- مفتاح دلالة العثور على الحل». حاز هذا الكتاب جائزة «أنا ليند»، وهي مؤسسة سويدية لدعم الحوار بين الثقافات الأورو-متوسطية. أما كتاب «من لحس قرن البوظة» ترجمته دار نشر ألمانية وحوّلته قناة الأطفال Cebebees في تلفزيون BBC إلى رسوم متحركة، بسبب طرحه «سؤالاً فلسفياً لا يستثني الكبار (الأهل) من الخطأ».
نجاح استثنائي في مخاطبة القارئ الأجنبي الصغير
- ما الذي حقّقته أيضاً منذ عام 2008؟
«أثبتّ اسمي ككاتبة وناشرة. حضر «الخياط الصغير» في الدائرة الإقليمية والعالمية لأدب الأطفال. نترجم 98 بالمئة من إصدارات دور النشر الاجنبية، نترجم الأسوأ والأقل كلفة. داران في الوطن العربي نجحتا في مخاطبة القارئ الأجنبي الصغير، «الخياط الصغير» و«كلمات» (الإمارات، تديرها ابنة حاكم الشارقة)، في ظل الواقع الذي يستخف بفكر طفل دون الثالثة يتصفح الiPad بانسيابية مدهشة، فيما نقترح عليه إعداد أشغال يدوية من مناديل الحمام».
حين لا يدرك زوجي قصتي أقول له: «مش لعمرك» !
- أما عائلياً؟
«تزوجت والمهندس سامر صبرا وننتظر ولادة طفلنا الأول ساري (في شهر حملها السادس). حضر ساري معي عشرات القراءات (أظن أنه حفظ الكثير من القصص) وورشات تدريبية حول أدب الأطفال في العالم العربي وشارك في تظاهرة علمانية». يقول زوجها بأنها عرّفته على أدب الأطفال. وهي تقول أن بعده المهني عن عالمها «يشعره بالدهشة. يحب قراءة كتبي، وقد لا يدركها أحياناً. فأقول له «غير مناسبة لسنّك (مش لعمرك). أقدّر دعمه لي كثيراً، لمواقفه قيمة كبيرة في محيطنا الشرقي. يدفعني إلى الكتابة بزخم أكبر ويفتخر بي. لقد دعاني إلى اصطحاب طفلنا إلى مؤتمر أميركي تستضيفه قطر School Librairianship. يحترم أسلوب حياتي المهني».
سلّط حملها الضوء على تهميش فئة كبيرة من الأطفال (من سن صفر إلى ثلاث سنوات). تقول بأن حملها: «قد يغيّر مسار عملي، نادراً ما أجد كتباً من نيلون أو مناسبة لمغطس استحمام». وهنا تبرز شخصية الناشرة المشبّعة بالمقارنة التي يفرضها واقع مخجل. تنتقل إلى بريطانيا والبلدان الإسكندنافية «حيث تزور أمينة المكتبة في كل منطقة العائلة التي يولد فيها طفل، وتعود إليهم بعد ستّة اشهر لتهديه كتاباً. وبعد عام كامل، تمنح الطفل بطاقة دخول إلى المكتبة مدى الحياة. متى نرتقي إلى مستوى مبادرة Book Trust الوطنية؟ لاسياسية لثقافة الطفل في لبنان، حتى مجمع اللغة العربية لا نراجعه، لا نزيد عليه ولا نحذف منه. ولذلك هي لغة مهدّدة. هل نعرف اليوم سبب كره الاطفال للغة العربية؟ هل نعرف أن بيروت كانت عاصمة عالمية للكتاب قبل سنتين وقد أهدر لهذه الغاية 6 ملايين دولار ولا تزال الدعاوى قائمة؟».
إذا كان النجاح مهمة يمكن أن تكون سهلة بالنسبة للرجل، فإن نجاح المرأة في مجتمعاتنا تعترضه العديد من العقبات التي تتعلَّق بظروف المرأة الخاصة، وبظروف العمل في كثير من الميادين المحسوبة تقليدياً على الرجل، فعلى المرأة أن تواجه أولاً عقبة توافر العمل، فالبطالة بين النساء لا تزال أكثر بكثير مما هي عليه لدى الرجال. وعندما يتوافر العمل فإن واجبات المرأة العائلية تحول في كثير من الأحيان بينها وبين التقدُم في هذا العمل أو ذاك، ويضاف الى ذلك غيرة الرَّجل، لا سيما الزوج، من المرأة، فهو لا يرضى أن يكون في مركز أدنى من مركز المرأة: وهكذا، فإن من حق النساء الناجحات أن نتوقف عند تجاربهن لمعرفة كيف حققن النجاح، وتغلبْنَ على العقبات التي وقفت في طريقهن.
في لبنان: نجمات «نجاحَين»
قصص صغيرة ترويها نجمات النجاحيْن، الأسري والمهني. هن نساء لبنانيات كان لهن الأثر الكبير في عالمهن. هكذا يروين حكاياهن.
الطيّارة كابتن رولا حطيط
لم تخطط لحياتها المهنية كما لم تحلم بمهنتها المستقبلية التي تعانق السحاب كما يفعل غالبية الأطفال الذكور غالباً. كيف دخلت هذا العالم وهل واجهت رولا التعليقات السلبية التي تواجهها المرأة أثناء قيادتها للسيارة؟ هي الطيّارة رولا حطيط، ولم نعتدْ بعد لفظ «طيّارة» بل طيّار. قد نخال أن «الطيّارة» هي الطائرة بأكملها. وهي كذلك باستثنائيتها في عالم الرجال.
المفاجأة التي يدهش لها الركاب عند ترحيب قائدة الطائرة بهم
«كنت وعائلتي نسكن بعيداً عن المطار. المرة الأولى التي ركبت فيها الطائرة كانت للتدرّب على القيادة. لم أسافر أبداً، ولم يكن السفر حلماً بالنسبة إليْ. مهنتي هي خيار الصدفة، فأنا كنت أدرس الرياضيات في الجامعة الأميركية. وقد أعلمني زميلي في الدراسة بخبر ورد في الجريدة يفيد بطلب نساء في عالم الطيران. ولم يكن الخبر الذي وردني بمعزل عن السخرية. خضعت للاختبار الأول ونجحت. كان عبارة عن امتحان في مواد الرياضيات والفيزياء واللغة الإنكليزية وتقويم الذكاء وأسلوب الاستخدام الآلي. كنت الوحيدة بين ثمانية شبّان. حين لمست مدى أهمية أن أكون الفتاة الوحيدة، شعرت بانجذاب تجاه هذا العالم. كنت لا أزال في ال18 من عمري». في البداية، واجهت رولا معارضة العائلة خصوصاً بعد تجميد أرصدتها في الجامعة. «كنت متفوقة والأولى على كل جامعات لبنان وحاصلة على مشبك ذهبي تقديراً من الشهيد الرئيس رفيق الحريري. كانت العائلة ترسم لي مستقبلاً آخر. لكنني وضعتهم أمام الأمر الواقع. سافرت إلى اسكوتلندا لدراسة الطيران، ثم إلى ألمانيا للتدرّب على قيادة الطائرة التي سأستخدمها خلال الرحلات. يفخرون بي اليوم، لكنهم يقلقون خصوصاً مع حالات الطقس الرديئة. تطلّب مني الأمر 10 سنوات للحصول على رتبة كابتن أو الشرائط الأربع. حصلت على هذه الرتبة في اليوم نفسه مع زوجي فادي خليل (رئيس نقابة الطيارين في لبنان) إلاّ أنه سبقني إلى اللقب بفارق دقيقتين. الرحلة الأولى كانت إلى جنيف ثم بروكسيل، جلس معي في حجرة القيادة الوزير السابق تمام سلام. لا روتين في مهنة الطيران. كل رحلة هي بمثابة التجربة الأولى. في البداية، شعرت ببعض التشكيك بقدراتي من محيطي المهني، كان خطئي الصغير أكبر مما يركبه زملائي الرجال بمن فيهم زوجي الذي تدرّب معي على القيادة في الدورة نفسها. لكن اليوم وبعد 16 عاماً في المهنة أثبتّ جدارتي وقدرة المرأة على القيام بأي مهنة يقوم بها الرجل. تخطيت المفاجأة التي يدهش لها الركاب لدى اقلاع الطائرة وترحيب قائدة الطائرة بهم. كما أنني حصلت على مركز جديد أخيراً، لأول مرة في العالم تحوز امرأة مركز الرئاسة الإقليمية لمنظمة اتحاد نقابات الطيارين. أنا نائبة الرئيس في منطقة الشرق الأوسط بعد إجراء انتخابات عالمية».
الطيران والعائلة يظن آدم ومحمد أن قيادة الطائرة هي مهنة كل الأمهات
«تصعب الحياة العائلية مع مهنة الطيران خصوصاً مع ولادة آدم ومحمد. قبل أن أرزق بطفليّ كنت وزوجي نعمل لصالح شركة تأجير طائرات خاصة في موسم الصيف في كل العالم. جلنا كوبا وفنزويلا، كانت المرحلة الأجمل في حياتنا. أما اليوم، فمسؤولية الأطفال تتطلب منا الاستقرار. ورغم ذلك أشعر أحياناً بالذنب خصوصاً حين يمرض أحد طفليّ، فالرحلة الجوية هي الموعد الذي لا يرجأ أبداً ولا يقبل الأعذار مهما كانت. أقدر زوجي كثيراً على الدعم الذي يمنحني إياه، يتفهّم غيابي، فهو يمارس المهنة نفسها. يؤدي في غيابي دورَي الأم والأب. وأنا كذلك، كل منا يلعب الدورين معاً في غياب الآخر. لا إجازة نهاية الأسبوع ولا استراحة بمناسبة الأعياد. لقد اعتاد آدم ومحمد على أسلوب حياتي المهنية، حتى أنهما يظنان أن قيادة الطائرة هي مهنة كل الأمهات. علمت بالأمر حين تساءل ابني عن بكاء صديقته التي سافرت والدتها فبكت. تساءل: «ألا تسافر كل الأمهات؟». هما مستقلان، يضبطان المنبه للنهوض باكراً. لكن الألم الذي يعتصر قلبي هو اضطراري للعمل رغم مرض أحدهما. أشعر خلال هذا الوضع كما لو أنني في جزيرة معزولة عن العالم». أما تعويض العائلة عن الغياب، فهو غير بعيد عن المهنة. «يسافر معي طفلاي 7 مرات سنوياً، هذا منفذي الوحيد للبقاء إلى جانبهما. ففي لبنان يستحيل اجتماعنا العائلي. فنجتمع في الجو».
من جهة أخرى، تشجع رولا حطيط الفتيات اللبنانيات على دخول هذا العالم، وأن يتجاوز حلمهن مهنة مضيفة الطائرة، وتتساءل عند هذه النقطة بالتحديد: «لا شيء مستحيل ! ثمة مهن أصعب من قيادة الطائرة ولعل أبرزها المراسل الصحافي. لم تعد هذه المهنة بحاجة إلى العضلات التي لطالما تطلبها المقود في ما مضى. تقدمت إلى هذا العالم لأتمكن من المطالبة بأبسط حقوقي... الوشاح مكان ربطة العنق التي أعقدها لتناسب بزتي التي صمّمها خياط رجالي» (تضيف ممازحة). تقول أخيراً: «سأختار مهنة الطيران لو عدت بالزمن إلى الوراء، هو عالم اكتشاف دائم رغم الصعوبات والمسؤوليات التي تبعدني عن عائلتي. أنسى أحياناً البلد الذي قدمت منه، فسؤال «من أين أنت قادمة؟» لا يحمل إجابة فورية على الدوام».
ريد الظاهري
تقول سيدة الأعمال الإماراتية ريد الظاهري، وهي المدير التنفيذي والشريك في شركة (المدائن القابضة) للعقارات، ومالكة ومديرة شركة (أركان) لإدارة العقارات، والعديد من الشركات الأخرى:
أن الإنسان الناجح من وجهة نظري يستطيع النجاح في كل شيء، وغير الناجح لن ينجح في أي شيء.. بمعنى، إذا كانت سيدة الأعمال ناجحة في عملها فبالتأكيد ستكون ناجحة في بيتها وعلاقاتها الاجتماعية، والسر هنا يكمن في حُسن تنظيم وترتيب أوقاتها ومواعيدها، وكل جوانب حياتها، وأن تنشط في كل مجالاتها، خصوصاً في المجال الأسري، لأن سيدة الأعمال بشكل عام يتملكها إحساس طوال الوقت بأنها مقصرة في حق بيتها، حتى ولو كان عطاؤها وتواجدها وتأثيرها في البيت أكبر من السيدة التي لا تعمل، إلا أنها دائماً ترى أنها مقصرة فقط لمجرد غيابها عن البيت أوقات عملها، وتحاول بكل طريقة -حتى ولو على حساب نفسها- تعويض هذا الغياب، بخلاف الأمهات غير العاملات، أو العاملات في دوام محدد، فهن يرين أنهن غير مقصرات لأن غيابهن عن البيت بسيط، أو يكون أثناء وجود الأبناء في المدارس.. أما سيدة الأعمال، ولإحساسها الدائم بالتقصير، فإنها تبذل قصارى جهدها لتعويض أسرتها وأولادها، لنجد في نهاية المطاف أنها تبذل جهداً أكبر من السيدة المتفرغة لبيتها.
وتضيف: صدقاً أقول لك إن العائلة في بعض الأحيان تكون سبباً في عدم نجاح سيدة الأعمال وضده، وضد فكرة عملها أساساً، فنحن كعائلات محافظة، دور الأسرة في بعض الأحيان يصعّب على المرأة حياتها العملية أو يكونوا (أفرادها) معارضين لعملها، فالمجتمع الخليجي بشكل عام لا يتقبل نجاح المرأة، وإذا نجحت تجد غيرة من قبل الرجل، سواء كان أخاً أم زوجاً، خصوصاً الإخوان، فعندما يرون أختهم ناجحة ودخلها المالي يرتفع، في حين أنهم موظفون بدخل ومرتب ثابت، فهذا الأمر يثير غيرتهم، ويبدؤون في التحكم فيها وتحديد خطواتها وتقييد حريتها لمجرد أنها خُلقت أنثى وهم رجال، وهناك بعض الإخوان يمنعون شقيقاتهم سيدات الأعمال الناجحات من مجرد ظهور صورة شخصية لهن في أي مجلة أو صحيفة، في الوقت الذي تكون في أمسّ الحاجة فيه للإعلام لتوثيق نجاحها ولتعريف الناس بها كسيدة أعمال ناجحة.