مع عدم التفات شركات الإنتاج السعودية إليهم
المرأة السعودية / نساء سعوديات, مواهب فنية, شركات الإنتاج, المواهب العربية, برنامج المواهب الشابة تلفزيوني, شباب السعودية, محمد طاهر, إبراهيم الدواليبي
31 يناير 2013تجمعهم موهبة «الغناء»، مؤمنين بقدرتهم وأصواتهم المميزة، تمكنوا من تطوير أنفسهم بدعم من حولهم، ذاع صيتهم من خلال برامج مسابقات متنوعة للموهوبين أمثالهم في شتى الدول العربية.
أحبهم الجمهور وشجعهم ودعمهم من خلال التصويت في شتى بقاع الأرض، حاولوا التواصل والظهور بعد انتهاء مشاركاتهم، وأقدموا على تنفيذ أغنيات خاصة على حسابهم الشخصي لعدم التفات الشركات المنتجة إليهم وتبني موهبتهم.
«لها» التقت بعض المواهب السعودية التي شاركت في مختلف برامج المواهب، وكان هذا التحقيق.
إبراهيم الدواليبي
إبراهيم الدواليبي (24 عاماً) في آخر سنة دراسية في قسم إعلام وعلاقات عامة. وهو أحد المشاركين في برنامج «ذا فويس»، اكتشف موهبته مبكراً وشارك في يوم المعلم بأوبريت إنشادي غنائي خلال فترة دراسته الابتدائية.
جميع من سمعوا صوته أشادوا به، ومنذ تلك اللحظة بدأ تطوير موهبته.
نشأ في عائلة فنية وتمكن من التقدم والتعلم أكثر. في مرحلة دراسة المتوسط تمكن من شراء الغيتار من مصروفه الشخصي ليطور موهبته.
تمكن قبل مشاركته في «ذا فويس» من أن يحقق فرصة عمل وتنفيذ أغنية «خواطر» لبرنامج أحمد الشقيري.
يقول: «لم أجد إلا التحطيم من الأشخاص حولي، وخاصة حين مشاركتي في البرنامج وكنت أسمع منهم عبارة لن يقبلوك، ولكن كل هذه الأمور لم تثنِني عن تحقيق طموحي، وشاركت وتمكنت من الدخول في البرنامج».
اختار برنامج «ذا فويس» لأنه لا يعتمد على غناء الموهبة بلهجة موطنها، ولأن الشهرة التي تحصل عليها الموهبة المشاركة كبيرة، ولأن البرنامج يركّز على الصوت قبل الشكل.
يضيف: «ينقصنا الدعم المادي من شركات الإنتاج، ولا نجد من المجتمع دعماً للمواهب، فلا يوجد لدينا معاهد أو أكاديميات توفر تعلم الموسيقى والغناء.
لدي موهبة التلحين وسوف أطورها لتساعدني في التقدم. وأعتبر برنامج «ذا فويس» للمحترفين وشبه المحترفين، أما بقية البرامج أعتبرها موجهة للهواة.
سلطان الراشد
سلطان الراشد أحد المشاركين في «ستار أكاديمي» للسنة السابعة عام 2010، وقد حلّ في المرتبة الرابعة، وجاءت مشاركته عن طريق الصدفة.
تقدم للبرنامج مرتين الأولى عندما كان في إجازة صيفية بلبنان ولم يكن هناك تقديم، فدخل المكان وأخبر الإدارة أنه قادم من السعودية ويود أن يشارك في البرنامج، فطلبوا منه رقم الهاتف ليبلغوه عن وقت التقديم.
وبالفعل اتصلوا عليه وكانوا يستفسرون عن مكانه وصادف ذلك الوقت وجوده في دولة البحرين، وأخبروه أن التقديم ليوم واحد هناك، وشاءت الصدفة أن شارك في المنامة وقُبل.
اكتشف موهبته في سن 18 عاماً. أحب آلة الغيتار وتعلّم العزف عليها. دعمته أسرته، ولكنهم لم يكونوا راضين عن ظهوره أمام المجتمع، ومع ذلك شجعه والده على المشاركة في البرنامج.
يقول: «اختصرت مشواراً طويلاً للحصول على الشهرة، وأنا سعيد بمشاركتي قي «ستار أكاديمي» لأنه يتميز عن البرامج الأخرى بأن الجمهور يتعرف على الموهبة ليس كصوت فقط، بل يتعرف على شخصيتها وطريقة تفاعلها مع المتسابقين الآخرين».
استطاع تنفيذ أغنيتين على حسابه الخاص، والآن هو في صدد تنفيذ الأغنية الثالثة التي سترى النور قريباً وتمكن من جذب أنظار الكثيرين فعرض عليه التمثيل في مسلسلات تلفزيونية، وشارك في مسرحية، وأقام احتفالين في الأعياد في البحرين، وسبع حفلات في بيروت.
وأكد أن «الجمهور متعطش للجديد والمواهب والأفكار الجديدة، ونحن نتميز بالسعودية بوجود ألوان عدة من الغناء كالخبيتي والمزمار والينبعاوي والسامري. فيجب أن نستغل هذا الأمر ونبرزه أكثر مع توافر المواهب الناشئة التي تنتظر فرصة».
عيدروس العيدروس
عيدروس العيدروس شارك في برنامج سوبر ستار عام 2008 في موسمه الأخير، يبلغ من العمر 23 عاماً. نشأ في عائلة فنية اكتشفت موهبته، وطورتها وصقلتها بتقديم الملاحظات والنصائح من عمر 12 عاماً.
دعمه في دخوله والمشاركة في البرنامج الأستاذ غازي علي الذي درس عنده، والصحافي طلال عبد الله الذي وقف معه وقفة إعلامية وأخوية.
يقول عيدروس: «حصلت على الشهرة من خلال البرنامج، ولكن شهرة عربية لا خليجية.
ولا أنصح المواهب بالمشاركة في هذه البرامج لأنها تستخدم ضد الفنان لا معه. بعض البرامج تدعمه في البداية، وبعد انتهاء البرنامج لا بد أن يعتمد الشخص على نفسه تماماً كي يحقق شهرة، والبعض لا تتوافر له الإمكانات للاستمرار.
فالأغنية الواحدة تحتاج إلى أكثر من 50 ألف ريال (أكثر من 13 ألف دولار) لتظهر بالشكل المطلوب، ومن لا يتوافر له ذلك لا يستطيع الظهور».
يضيف: «لست راضياً عما قدمته لأنني أعرف أن بداخلي موهبة أكبر، وأفكاراً وإحساساً لم تصل بالشكل الصحيح أو كما أريد، ولا أود المغامرة والمشاركة في برنامج أخر يستنفد وقتي ولا يمكنه أن يقدمني بالشكل الذي أود أن أكون عليه».
وهو بانتظار إنتاج ألبوم كامل أو تصوير أغنية فيديو كليب لأن هذا ما سيضمن له الخطوة الأولى.
يحيى الشهري
يحيى الشهري (25 سنة) شارك في برنامج «نجوم الخليج» الذي عرضته قناة دبي عام 2009. درس التمثيل ولم يحصل على فرصة، واكتشف موهبته في الغناء صدفة حين أشاد أصدقاؤه به عند سماعهم صوته، ودعموه للمشاركة في برنامج غنائي.
تقدم إلى برنامج «ستار أكاديمي» في موسمه الرابع ووصل إلى التصفيات النهائية ولكن لم يكتب له المشاركة، وحاول تطوير موهبته أكثر والتدرب على الغناء وأثبت وجوده في «نجوم الخليج».
يقول: «مشاركة المواهب السعودية في هذه البرامج تساعد على انتشارها وتعريف الجمهور بها عبر تسليط الأضواء عليها، فقد تتبنى شركة إنتاج هذه المواهب وتدعمها».
نفذ يحيى أغنيتين «سينغل» على نفقته الخاصة وشارك في عدد من المسرحيات، ويرى أنه لم يحقق إلى الآن أياً من طموحاته، ويعود ذلك إلى أسباب عدة منها عدم تبني شركات الإنتاج للمواهب الجديدة، بل هي تدعم المواهب في الدول العربية وتنسى المواهب في الداخل، وأيضاً عدم توافر معاهد لدراسة الموسيقى.
يزيد خالد
يزيد خالد (28 عاماً) شارك في برنامج «نجم الخليج» عام 2009. اكتشف موهبته الغنائية منذ الصغر، فكان يقلّد أغاني الفنانين أمام الأهل وكانوا يشجعونه ويدعمونه، وهذا من الأسباب التي جعلته يلتفت إلى موهبته ويطوّرها.
وبسبب نشأته في أسرة فنية لم يكن بحاجة إلى التدريب أو المساعدة فخاله الملحن المعروف منصور عبدالله، وكان هو من يسديه النصائح ويصحح أخطاءه الغنائية.
كانت مشاركته في «نجم الخليج» الفرصة التي بحث عنها طويلاً، وتمكّن من الحصول على النجومية وتعريف الجمهور بموهبته، واستطاع أن يصل من خلال البرنامج إلى النهائيات وكان الفضل بذلك للجمهور الذي وقف بجانبه وكثف التصويت له، وما زال مستمراً بالتواصل مع الجمهور وإنتاج أغانٍ خاصة.
أقدم على المشاركة في «ستار أكاديمي» ولكن لم يحالفه الحظ لكثرة المواهب في ذلك الموسم، والمخرجة هي من نصحته بالمشاركة في «نجم الخليج» لأنها آمنت بموهبته.
ويعتبر برامج المواهب بداية الطريق لأي فنان لديه موهبة للتعريف عنه أمام الجمهور، ولكن لا تكفي هذه البرامج، فيجب على أي مشارك أن يثبت خطواته بأعمال مستمرة.
يقول: «بعد انتهاء البرنامج قدمت أغنية لجمهوري عاصرت فيها المجتمع، مضمونها يعبر عن كارثة سيول جدة التي حصلت وكان اسمها «غلا جدة» مع مجموعة من الفنانين كمشاركة، وكانت هذه الأغنية وقفة من الناس الذين توفوا في ذلك الوقت».
وأضاف: «مجال الفن لدينا صعب لاضطرار الفنان إلى البحث عن شركة إنتاج ليتمكن من الانتشار، لهذا تكاسلت فترة من الوقت ولكني الآن مصمم على النجاح والتقدم في المجال الذي أحبه. وقريباً ستصدر في الأسواق أول أغنية «سينغل» لي، وأعمل أيضاً على إصدار أول ألبوم بمجهودي الشخصي».
يضيف: «وجود عدد كبير من المواهب والفنانين المتميزين لدينا في السعودية ولّد صعوبة لدى شركات الإنتاج مع قلتها في اختيار المواهب، وشركات الإنتاج تبحث عن الفنان الذي استطاع كسب جمهور واجتهد بنفسه وقدم أغاني خاصة له ليتم اختياره، وهذا أمر صعب في ظل الظروف التي نعيشها وبسبب التكاليف الباهظة التي يحتاجها الفنان لتنفيذ أغنية.
وأيضاً من الصعوبات عدم تبني الموهبة السعودية بشكل قوي كما تفعل بقية الدول الخليجية».
محمد طاهر
محمد طاهر مواليد 1990، فنان سعودي تعب على نفسه كثيراً، وحاول المشاركة في عدد من البرامج ليثبت موهبته ويتمكن من كسب الجمهور، وأخيراً شارك في برنامج «أراب آيدول».
اكتشف موهبته من مشاركات إنشادية في سن 17 عاماً، وتوسعت وأصبحت المشاركات وطنية. أحب آلة العود وبدأ تعلّم العزف عليها، وساعده في ذلك بعض الأساتذة منهم عمر الخميس ومهدي مطر وناصر الصالح والملحن صلاح الحملان.
يقول: «عند تفكيري بالمشاركة لم أجد الدعم بل التحطيم من كل من هم حولي سواء الأصدقاء أو الأهل، وحين تمت مشاركتي فوجئ الأهل، ولم أرى دعمهم إلا حين وصولي إلى مراحل متقدمة في البرنامج».
ورأى أن مشاركة المواهب في هذه البرامج تختصر الوقت والجهد، فالكثير من الفنانين ساروا خطوات طويلة، وتكلفوا في صنع البومات على حسابهم الشخصي، ولم يعرفهم إلا قلة من الناس.
وتعلم طاهر من تجربته مواجهة الجمهور والكاميرات والغناء بثقة وتحسين مستواه، وتمكّن من خلال البرنامج من إبراز شخصيته في طريقة تعامله مع المشاركين الآخرين.
ويحكي عن الفترة اللاحقة لخروجه من البرنامج: «بعد خروجي من البرنامج تمكنت من تحقيق أمرين: وقعت عقدي مع شركة بلاتينوم ريكوردز، واكتسبت حب الجمهور.
وأيضاً شاركت في اليوم الوطني السعودي وسجلت أغنية بهذه المناسبة، وأقيمت حفلة في جدة شاركنا فيها أنا والفنان راكان... أحلم بالوصول إلى قلوب الناس وأن أتمكن من إيصال إحساسي إلى الجمهور عند الغناء».
وأضاف: «بدأت أفكر في الأعمال التي ستظهرني أكثر لجمهوري وكيفية التواصل مع هذا الجمهور الكبير الذي ساندني ووقف بجانبي، باختيار أعمال أقدمها كعربون شكر وتقدير. وفي الفترة المقبلة سيتم تسجيل جلسات وناسة وبعدها سأطرح في الأسواق أول أغنية فردية».