الأغنية 'القنبلة' نعمة على البعض ونقمة على آخرين
شيرين عبد الوهاب, حمادة هلال, نوال الزغبي, صابر الرباعي, ديانا حداد, هشام عباس , كاظم الساهر, عاصي الحلاني, خالد عجاج, ماجد المهندس, بلال عبدالله, فاضل المزروعي, مجد القاسم, أحمد جوهر, علاء عبد الخالق, أغنية, شاهيناز, علي حميدة
19 فبراير 2013أحمد جوهر: «هاتلي قلبك»
عرف الجمهور المطرب أحمد جوهر من خلال تميزه بالغناء الشعبي مع بداية التسعينات من القرن الماضي، وذاع صيته عندما قدم أغنية «هاتلي قلبك» التي حققت نجاحاً كبيراً.
يقول جوهر: «انطلاقتي الحقيقية كانت مع أغنية «هاتلي قلبك» التي طرحت في ألبوم «هاي كواليتي واحد»، وكانت الأغنية الرئيسية فيه. وحينها فتحت لي أبواب الشهرة، وفكرت في طرح ألبوم كامل يحمل عنوان الأغنية، لكن نصحني البعض بعدم استغلالها كثيراً حتى لا أصبح مطرب الأغنية الواحدة. ومع مرور الأيام نجحت في إثبات جدارتي في الغناء وأصبحت لي شعبية من خلال الحفلات التي كنت أحييها، وقدمت عدداً من الأغنيات التي ظلت عالقة مع المستمعين مثل «أوعدك» و«وحداني» و«حبيبي»».
وعن اختفائه بعد تلك الأغنية، يقول: «مع ظهور القرصنة الإلكترونية وضياع سوق الكاسيت وجدت أن فرصتي في الغناء أصبحت في خطر حقيقي، وأصبحت شركتي «هاي كواليتي» لا تنتج في العام الواحد أكثر من ألبوم، ولذلك قررت أن أنسحب من السوق الغنائي بهدوء، واتجهت إلى العمل الإداري في شركتي التي نجحت بها طوال فترة وجودي بالغناء».
حمادة هلال: «دموع» حققت شهرتي ولم أخطط لنجاحي بعدها
عرف الجمهور المطرب حمادة هلال من خلال أغنية «دموع» التي قدمها مع بداية الألفية الثالثة، وبسببها أطلق عليه مطرب الأغاني الحزينة، لكنه نجح في الحفاظ على المكانة التي وصل إليها.
يقول حمادة هلال: «كان لأغنية «دموع» الفضل الأول والأخير في شهرتي، فالشركة المنتجة قررت طرح تلك الأغنية ضمن ألبوم متنوع، لكنني أصررت على أن تكون ضمن أغاني ألبومي الجديد، واتفقت مع المنتج على إبدالها بأغنية أخرى».
أضاف: «بالفعل فور طرح الألبوم الذي حمل اسم تلك الأغنية، أصبحت تذاع في كل مكان ونجحت في تحقيق مبيعات هائلة، ليس في مصر فقط، بل وصلت شهرتها إلى الدول العربية. والأمر المضحك في الموضوع هو أن الأغنية رغم كآبتها كان يطلب مني أن أغنيها في الأعراس!».
وعن كواليس الأغنية يقول: «حين عرض عليّ الشاعر مصطفى كامل الأغنية كنت خائفاً من تقديمها، لأن نوعية تلك الأغاني كانت تنجح فقط مع إيهاب توفيق وهاني شاكر، وكنت متردداً للغاية، لكني أخطأت التوقع وحققت الأغنية نجاحاً كبيراً».
وعن استغلال نجاح الأغنية يقول: «الأغنية فتحت لي باب النجومية، وطرحت بعد عام أغنية «بخاف» التي كانت أكثر شجناً منها، والحمد الله نجحت في تحقيق نجاح مبهر. لكن حينها شعرت بأن تلك الاغاني جعلت الناس تطلق عليَّ لقب «مطرب الكآبة» و»حمادة الكئيب»، ولذلك قررت من بعدها أن أبتعد بعض الشيء عن الأغاني الحزينة، لأصور الأغاني السريعة بطريقة الفيديو».
يختتم حديثه: «لست من المطربين الذين يخططون لمستقبلهم ويرسمون خطط نجاحهم، لكنني أتركها لله عز وجل. والحمد الله نجحت في تحقيق كل ما كنت أتمناه وأصبحت مطرباً ينتظر الناس أعماله».
خالد عجاج: لم أتوقع النجاح الضخم لأغنية «شكا حكى»
نجومية المطرب خالد عجاج بدأت منذ أول أغنية ظهر بها على الساحة، وهي «شكا حكى».
يقول: «طرحت أغنية «شكا حكى» في ألبوم حمل الاسم نفسه. وأتذكر أن يوم طرحها في الأسواق انقلب شارع الهرم وقامت جميع محلات الكاسيت التي كانت تبيع الألبوم بإذاعتها ليل نهار».
وعن قصة الأغنية يقول: «لم يكن لديَّ أغنيات ملكي لكي أغنيها في الملاهي الليلية التي كنت أعمل فيها خلال فترة بدايتي، ولذلك جلست مع عدد من الشعراء والملحنين لكي أتفق على الكلمات والألحان، وسجلت ثماني أغنيات وطرحتها في ألبوم. ومن ضمن الأغاني التي سجلتها أغنية بعنوان «شكا حكى» كتبها أحمد شعير ولحنها إسماعيل رزق، ومن المستحيل أن أنسى ذكريات تلك الأغنية، لأنني وقت تسجيلها لم أكن أفهم معناها، فكل ما أعرفه عن الأغنية أنها تتكلم عن شخص يشكو محبوبته لقاضي الغرام، ويظل طول الأغنية يردد جملة شكا حكى، وحتى وقتنا هذا لا نعرف هل كانت هذه الأغنية حزينة أم مفرحة. فكلماتها كئيبة للغاية، أما اللحن والتوزيع فسريعان ومفرحان، وأكثر ما يضحك في الأمر أيضاً أن الأغنية تذاع في الأفراح باستمرار رغم كآبتها حتى وقتنا هذا».
وعن كيفية استغلال نجاح أغنية «شكا حكى» يقول: «توفيق الله عز وجل كان السبب الرئيسي وراء نجاحي، كما أنني حاولت أن أبتعد عن الغناء الشعبي وأتجه إلى الغناء الذي يسمعه جميع أفراد الشعب، وأصبحت أنتقي الكلمات والألحان بدقة. والحمد لله استطعت عبر عشر سنوات أن أقدم أغنيات ما زالت لها مكانتها مع الجمهور المصري والعربي، مثل «في ناس» و«أصعب حب» و«حقك عليا» و«ليه يا دنيا» التي قدمتها مع المطرب الكبير محمد منير، وأيضاً «وحداني» و«تعالالي» و«لاموني» و«على قد حالي» و«بنت الحتة».
شاهيناز: «قولي قولي» حققت نجاحاً ساحقاً لكنني كنت أحتاج إلى وقفة مع النفس
دخلت المطربة شاهيناز عالم الغناء من خلال برنامج المواهب الغنائي «ستار ميكر» عام 2003، ومن بعدها نجحت في إطلاق ألبومين غنائيين إلى أن تحجبت واتجهت إلى الغناء الديني. تقول: «النجاح بالنسبة إلي تحقق في أغنية «قولي قولي» التي ظهرت بها خلال برنامج «ستار ميكر» وغنيتها لأكثر من خمس مرات خلال مراحل تصفيات البرنامج. وأحمد الله أن الأغنية حققت نجاحاً ساحقاً حتى عقب انتهاء البرنامج، إلى درجة أن الناس صاروا ينادونني باسم «شاهيناز قولي قولي»». وعن قصة الأغنية قالت: «خلال البرنامج كنا نقوم بتعريب الأغاني الغربية من خلال أخذ اللحن والتوزيع ونضع كلمات عربية مكان الكلمات الأجنبية، وأغنية «قولي» أميركية قام الشاعر عنتر هلال بوضع الكلمات عليها، وذلك من أجل أن تختبرني لجنة التحكيم المكونة من الراحل حسن أبو السعود وحلمي بكر وبهاء الدين محمد». وعن ابتعادها عن الغناء تقول: «لم أبتعد عن الغناء، لكن خلال الفترة التي قررت فيها وضع الحجاب رأيت أنه لابد أن تكون هناك وقفة مع النفس لكي أفكر خلالها في مستقبلي، ولذلك قلَّت أعمالي الغنائية».
طارق فؤاد: الاختفاء لم يكن بيدي
أما طارق فؤاد فحقق شهرته عندما قدم أغنية «قدك المياس»، وعنها يقول: «عرفت معنى النجاح الحقيقي عندما حاولت أن أقلد الجيل الجديد أمثال عمرو دياب ومحمد فؤاد، وقدمت أغنية قدك المياس بالتوزيع والألحان السريعة وصورتها بطريقة الفيديو كليب مع فرقة رقص. وجدت أن شعبيتي ازدادت بشكل غير متوقع، وأراد عدد من المتعهدين أن يتفقوا معي على إحياء عدد كبير من الحفلات، لكن تلك الحفلات لم تستهوني لأنني تربيت على الغناء على مسرح دار الأوبرا، ومن يتعود على ذلك المسرح يرفض بالطبع أي مسرح آخر».
وعن اختفائه يقول: «الاختفاء لم يكن بيدي، إذ عمل بعض الأشخاص على إحباطي، ومنهم المسؤولون في دار الأوبرا المصرية الذين منعوني من الوقوف على خشبة الأوبرا، التي أرى أنها مكاني الوحيد للغناء. واستمر المنع خمسة عشر عاماً، ولذلك اعتقد البعض أنني اعتزلت واعتقد البعض الآخر أنني هاجرت من مصر، لكن الحقيقة أنني تعرضت لحرب جعلتني أختفي».
علي حميدة: مطرب صاحب نفوذ دمرني بعد «لولاكي»
اشتهر المطرب علي حميدة، في نهاية الثمانينات، بأغنية «لولاكي»، وهي الأغنية التي تعد الأشهر في تاريخ سوق الكاسيت في مصر، بسبب المبيعات الخيالية التي حققتها حينذاك، لكن بعدها اختفى حميدة تماماً من الساحة الغنائية!
وعن حكايته مع تلك الأغنية القنبلة واختفائه بعدها، يقول حميدة: «دخلت مجال الأغنية في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، حينها كنت أغني في بعض الملاهي الليلية، وبدأت أفكر في إطلاق ألبوم غنائي باسمي. مع نهاية عام 1987 كنت قد انتهيت من اختيار أغاني الألبوم وكان بينها أغنية تحمل اسم «لولاكي» كتبها الشاعر عزت الجندي ولحنها سامي الحفناوي. كنت أحب غناءها لكني لم أتوقع أنها ستنجح من الأصل. ومع مرور الأيام طرحت شركة «الشرق» ألبومي، وأيقظني أحد العاملين في الشركة من النوم ذات يوم ليخبرني بان الألبوم يحقق مبيعات غريبة، وأن النسخة الأولى نفدت تماماً خلال الأيام الثلاثة الأولى. فجأة أصبحت أغنية «لولاكي» الأغنية الرسمية لكل محال مصر ومقاهيها. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فقد بدأت الملاهي الليلية تسعى ورائي للتعاقد معي على إحياء حفلات، تاركين لي خانة التعاقد مفتوحة لكي أكتب فيها المبلغ الذي أريده. واستمر نجاح الأغنية بشكل مدوٍّ في الوطن العربي كله، حتى أن الألبوم وصلت مبيعاته إلى ما يقرب من 6 ملايين نسخة وهو الوحيد في تاريخ الأغنية المصرية الذي استطاع أن يحقق مبيعات بهذا الشكل، ولو كانت هناك جوائز عالمية تمنح لمطربي الشرق الأوسط في ذلك الوقت لكنت أكثر المطربين استحواذاً عليها».
ويكمل: «نجاح «لولاكي» فتح لي باب الشهرة، واستغللت نجاح الأغنية في تصوير فيلم يحمل العنوان نفسه وحقق نجاحات جيدة، وحينها أصبحت المطرب الرقم واحد في مصر وكان سعري الأعلى، فراحت الضرائب تطاردني».
وعن اختفائه بعد نجاح «لولاكي»، يقول حميدة: «بعد لولاكي قدمت أغنيات قوية وحققت نجاحاً كبيراً ربما ليس بقوة «لولاكي»، لكنها حققت نجاحاً جيداً مثل «كوني لي» و»خان العشرة». ولأن هناك مطربين مصريين خافوا من نجاحي، قام أحدهم، وكان مقرباً من أصحاب النفوذ في النظام السابق، بالاتفاق معهم عليَّ ومن بعدها بدأت المصائب تأتي الواحدة تلو الأخرى على رأسي، فالبداية كانت مع مصلحة الضرائب والتي وجدتها مرة واحدة تطالبني بتسديد 13 مليون جنيه مصري، مع التهديد بحبسي في حال التخلف عن الدفع. والغريب في الأمر أنه لم يكن هناك تحقيق أو طلب بتقسيط الرقم، وبسبب ذلك بعت كل ما أملك من عقارات وسيارات. الضربة الثانية كانت اتهامي بالتحرش بطفل صغير جنسياً، وهي التهمة التي أنهت تماماً تاريخي. وحينها لم أكن أستطيع أن أتكلم وأقول من ألحق بي هذه التهمة، لأنه كان أحد رجال النظام السابق، لكن بعد قيام الثورة شعرت بأن حقي عاد إلي ورغم أنني أتمنى العودة إلى الغناء، أشعر بأن الزمن لم يعد مناسباً لي».
مجد القاسم: «لحظة غرام» كانت مطلباً رسمياً في كل حفلاتي
المطرب السوري مجد القاسم عاش أحلى لحظات شهرته ونجاحه الغنائي في مصر مع أغنية «من هنا بدأ الهوى» رغم أن اسمها في الحقيقة «لحظة غرام».
يقول مجد: «هذه الأغنية فتحت لي قلوب المصريين، وإذا نجح مطرب في دخول قلب المصريين يكون قد امتلك الوطن العربي بأكمله، فالنجاح في مصر لا يقارن بأي نجاح آخر. الأغنية كانت واحدة من أغنيات صدرت ضمن ألبوم حمل الاسم نفسه، وكتبها الشاعر مصطفى زكي ولحنها عصام كاريكا».
وعن قصة الأغنية يقول: «لم أكن مهتماً بالأغنية خلال وقت تسجيلها، فكنت أنظر إليها على أنها أغنية أكمل بها الألبوم، لكن بعد تسجيلها وجدت الملحن عصام كاريكا يقترح عليَّ أن أجدد فيها وأغير لحنها، وبدلاً من أن أبدأ الأغنية بالمقطع اللحني جعلنا بدايتها موالاً غنائياً، وبالفعل أعجبتني الفكرة وقررت أن أجعلها أغنية الألبوم الرئيسية».
أضاف: «حتى الآن لا أعرف سبب نجاح الأغنية، لكن توفيق الله سبحانه وتعالى جعلها مفتاح نجاحي، فالأغنية أصبحت مطلباً رسمياً في كل حفلاتي، والأجمل أن اسم مجد القاسم أصبح يتردد في جميع أنحاء القاهرة، وانهالت عليَّ عقود شركات الإنتاج، وأصبحت جميع الحدائق والملاهي تطلبني لكي أحيي حفلات غنائي. والغريب أن الأغنية لا يعرف الجمهور حتى الآن أن اسمها الحقيقي «لحظة غرام»، فالكل يعرفها باسم «من هنا بدأ الهوى» وهي جملة فيها».
وعن استغلاله لنجاح الأغنية، يقول: «السعي وراء النجاح كان هدفي في الحياة، وبالفعل عقب نجاح «لحظة غرام» بدأت أهتم باختيار الكلمات والألحان، وأبديت ميلاً إلى الأغاني الرومانسية والعاطفية، ونجحت في ذلك، خاصة مع أغنيات مثل «أمرك حبيبي» و«لعبتك» و«أيوب» و«سلام يا عم» و«غمض عينك»، التي قدمتها مع مي كساب، وأيضاً أغنية «يا عالمي»».
هشام عباس: رتبت أوراقي بعد «حبيبي ده» حتى لا أصبح أسيراً للأغنية القنبلة
إذا كان هناك مطربون لم يتمكنوا من الحفاظ على نجاحهم بعد الأغنية القنبلة التي قدموها، فإن هناك مطربين سطع نجمهم أيضاً من خلال أغنية واستطاعوا أن يحافظوا على هذا النجاح، ومن هؤلاء هشام عباس الذي عرف النجاح الحقيقي مع أغنية «حبيبي ده» عام 2000.
يقول: «رغم النجاح الذي حققته منذ بدايتي الفنية، كان لأغنية «حبيبي ده» طعم آخر جعلني منفرداً بقمة الغناء بمصر. وأتذكر أنني كنت قد انتهيت من تسجيل ألبوم «ناوي إيه»، وكنت قد أخذت أغنية «حبيبي ده» من الشاعر أيمن بهجت قمر والملحن الراحل رياض الهمشري، ولم أكن أفكر في تسجيلها أو غنائها من الأصل، لكن قبل طبع الألبوم وطرحه في الأسواق فكرت في تسجيلها حتى يكون في الألبوم عشر أغنيات بدلاً من تسع، ووجدت المساعدين خلال تسجيل الألبوم يقترحون عليَّ أن أطلق اسم الأغنية على الألبوم لأنه جذاب. وعندما جاءت فكرة تصوير الأغنية كنت من محبي مشاهدة الأعمال الهندية، ودخلت على شبكة الإنترنت وبدأت أبحث في الأماكن السياحية في الهند لكي يمكن تصوير الكليب هناك، وبالفعل وجدت أن هناك معالم كثيرة تفيد التصوير ومنها تاج محل. وعقب تصوير الأغنية وبثها حدث ما لم أكن أتخيله، فالأغنية حققت نجاحاً ضخماً وتم تكريمي في كل المهرجانات المصرية والهندية».
أضاف: «بسبب أغنية «حبيبي ده»، جاء عرض لشركة صوت الدلتا المنتجة للألبوم لطرح ألبوم كامل يضم الأغاني نفسها إنما بتوزيعات جديدة «ريمكس»، وهذا الألبوم حقق شهرة واسعة لي في دول عدة».
وعن كيفية استغلال نجاح «حبيبي ده»، يقول هشام: «بعد نجاح «حبيبي ده» المدوي، كان عليَّ أن أجلس مع نفسي ومع شركتي المنتجة لكي أرتب أوراقي، وكان أهم قرار اتخذته هو عدم طرح أغانٍ لمجرد الوجود، لذلك أصبحت حريصاً كل الحرص على عدم إصدار أي عمل غنائي إلا بعد أن أدرسه جيداً، ولذلك أصبحت أطرح ألبوماً كل أربع سنوات».
سلك بعض المطربين طريق النجاح من خلال «أغنية قنبلة» حققت لهم انتشاراً واسعاً وجماهيرية ضخمة، لكن منهم من فشل في استثمار هذا النجاح ولم يكمل مشواره واختفى عن الأنظار. «لها» تلتقي أصحاب تلك الأغاني، وغالبيتهم من مصر والامارات، من نجح منهم بعد هذه الأغنية ومن غاب واختفى، لتعرف حكاياتهم معها، وكيف سقط بعضهم أسيراً لنجاح الأغنية الواحدة، وكيف تخلص بعضهم من هذا الأسر سريعاً.
نوال الزغبي
تعتبر نوال الزغبي أن دويتو «مين حبيبي أنا» الذي غنّته مع وائل كفوري أغنية ذهبية في حياتها الفنّية، وتضيف نوال «حتى اليوم أؤدي هذه الأغنية ويتفاعل معها الجمهور بحماسة. لا أزال أخشى تكرار تجربة الدويتو لأن هذه الأغنية شكلت بصمة في حياتي الفنية».
علاء عبد الخالق: تامر حسني الوحيد الذي تذكرني واحترم تاريخي
اشتهر علاء عبد الخالق الذي كان يعد أحد أهم مطربي مصر خلال فترة التسعينات بأغنية «مكتوب»، التي حققت فور طرحها في الأسواق نجاحاً مدوياً، وبسببها كان الأكثر والأعلى سعراً في مصر وكان متعهدو الحفلات في الدول العربية يسعون وراءه من أجل إحياء الحفلات.
يقول عبد الخالق: «انطلاقتي الحقيقية كانت مع أغنية «مكتوب» التي صدرت في ألبوم يحمل هذا الاسم عام 1993، وكتبها محمد فاضل ولحنها صلاح الشرنوبي. وبفضلها حقق الألبوم في ذلك الوقت مبيعات خيالية وأصبح يباع في السوق السوداء بضعف ثمنه، وذاع صيتي في الوطن العربي وأصبح المتعهدون يتهافتون عليَّ لأوقّع عقود إحياء حفلات في الدول العربية والأجنبية. وأتذكر أن ألبوم «مكتوب» احتلّ صدارة كل الاستفتاءات التي شارك فيها حينذاك، وتقدمت الأغنية على أغنيات مطربي ذلك الوقت مثل عمرو دياب وراغب علامة ووليد توفيق ومحمد منير وعلي الحجار ومحمد الحلو».
وعن انطفاء بريقه بعد تلك الأغنية يقول: «استمر نجاحي حتى بداية الألفية، أي مع ظهور القرصنة وسرقة الأغاني على الإنترنت، ومعها سقطت جميع شركات الإنتاج ولم أعد قادراً على البقاء في نفس المستوى الذي كنت عليه من قبل. وبدأ الجيل الجديد يخطو خطوات نجاحه ويظهر في الساحة الغنائية، فاختفيت تماماً لأن الساحة الغنائية لن تعطيني حقي. لكن حين وجدت تامر حسني يطلب مني أن أشاركه الغناء من خلال أغنية «فهمي رسمي نظمي» وافقت، لأن فناناً من الجيل الجديد تذكرني واحترم تاريخي».
ديانا حداد: «ساكن» كانت نقطة انطلاقي الحقيقية
أكدت المطربة ديانا حداد أن أغنية «ساكن» التي أطلقتها في العام 1996 حققت نجاحاً كبيراً في العالم العربي ككل، وكانت نقطة تحول وانطلاقة حقيقية في مسيرتها الفنية، جعلتها تخطو خطوات عديدة بأغنية واحدة، موضحة أن هذه الأغنية ساهمت كثيراً في تعزيز نجوميتها، وقد اعتمدت فيها الغناء باللهجة المائلة إلى اللون البدوي. وأضافت أن هناك الكثير من الأغاني الناجحة لبعض المطربين الذين يطفون على السطح بفضلها لفترة ما ثم يختفون لأنهم لم يحسنوا استثمار نجاحهم. وأوضحت أنها لا تحب ذكر أحد بعينه، فالجمهور ذكي ويعرف من استمر ومن اختفى ولا ينتظر أحداً ليذكره.
المهندس: «وحشني موت» محطة حاسمة في حياتي الفنية
المطرب ماجد المهندس قال: «كانت أغنية «وحشني موت» التي غنيتها وصورتها في العام 2005 نقطة تحول وانطلاقة كبيرة في مسيرتي الفنية، وقد عرفني الجمهور، ليس في الخليج فحسب بل في الوطن العربي كله، من خلال هذه الأغنية. ومن بعدها واصلت نجاحي والحمد لله عاماً بعد عام». وامتنع المهندس عن ذكر أي من المطربين الذين ظهروا بأغنية ما ولم يستمروا أو يستثمروا نجاحهم، تجنباً لأي شبهة قد يعدها البعض تجريحاً بأحد.
فاضل المزروعي: اختفيت لفترة بعد «ساكن دُبيّ»
بدوره، قال المطرب الإماراتي فاضل المزروعي: «أعتقد أن لكل مطرب ظروفه من حيث الاستمرار واستثمار النجاح، فثمة مطربون استثمروا نجاحاتهم جيداً وبنوا عليها، وهناك آخرون كانوا عكس ذلك، وغابوا حسب اعتقادي لأسباب خاصة بهم. لكن دعني أتحدث عن نفسي أفضل، تجنباً للتجريح بأحد. أنا أصدرت أغنية في العام 2006 بعنوان «ساكن دبي» من ألحان علي كانو، وصادفت نجاحاً كبيراً ولافتاً أكبر من الألبوم الذي أصدرته في 2005، والألبوم الآخر في 2009، لكني للأسف اختفيت لفترة بسبب عدم حصولي على شيء جيد يضيف إلي كمطرب».
بلال عبدالله: يستثمرون أو يتراجعون
من جانبه قال الفنان الإماراتي بلال عبدالله: «هناك مطربون تكون الألحان أو الكلمات أو الأغنية ككل سبباً في نجاحهم، ومنهم من يستثمر هذا النجاح، ومنهم من يتراجع. ولا أحب الخوض في الحديث أو التجريح بأحد، فكل منهم له ظروفه. لكني أود القول إن ثمة مطربين مثل حسين الجسمي وميحد حمد وعيضة المنهالي عندما يغنون أي أغنية يضفون عليها طابعهم ولونهم الطربي، مما يجعلك تستمع إليها من أولها إلى آخرها وتعيد سماعها دون ملل»، موضحاً أن هذه النوعية من المطربين المخضرمين هم من يضيفون نجاحاً لأي أغنية يتصدون لغنائها.
عاصي الحلاني
الأمور بالنسبة إلى عاص الحلاني أوضح. فهو يعرف تماماً الأغنية الذهبية في حياته، ويقول: «أغنية «واني مارق مرّيت» أعتبرها النقلة النوعية وهمزة الوصل بيني وبين جمهوري العربي بعد أن كنت معروفاً في بلاد الشام. كانت أول فيديو كليب أصوّره من كلمات نزار فرنسيس وألحان سمير صفير وتوزيع طوني الشعك، ولاقت استحساناً كبيراً من الناس في مصر والخليج. كانت المفصل في حياتي الفنّية».
كاظم الساهر
تذكّر كاظم الساهر بداياته عندما سألناه عن الأغنية التي أحدثت النقلة النوعية في حياته، وبعد أن برقت عيناه حنيناً أجاب: «في العراق، غنّيت مقدمة مسلسل (تتر) اسمه «شجاه الناس» فراح الجميع يسألون عن الشخص الذي يغنّي تيتر المسلسل الذي حظي بضجة غير مسبوقة. بعدها بسنتين غنّيت أغنية «اللي تلدغه الحيّة بإيده يخاف من جرّة الحبل»، وهي أغنية مستوحاة من الحديث النبوي الشريف «لا يلدغ المؤمن من جحر مرّتين». حظيت هذه الأغنية بانتشار واسع طال الخليج العربي بأكمله وأصبحت الأغنية رقم واحد في الأسواق، إلى أن مُنعت في العراق لأسباب سياسية. ففي تلك الفترة كان العراق يلملم آثار الحرب الإيرانية فأُخذت الأغنية على أنها موجّهة سياسياً لذا تمّ منعها، لكنّهم لم يستطيعوا وقف انتشارها لأنها كانت تسلّلت إلى الأسواق الخليجية وحازت المراكز الأولى. هذه الأغنية مع أغنيتي «عبرت الشط» و»سلّمتك بإيد الله» أعتبرها النقلة النوعية في حياتي الفنية».
شيرين عبد الوهاب
شيرين تعتقد أن ألبوم «جرح تاني» أحدث النقلة النوعية في مشوارها الفنّي، بعد اشتهارها في أغنية «آه يا ليل»، وتشرح شيرين سبب اعتبارها ألبوم «جرح تاني» بالقول: «مع هذا الألبوم أصبح اسمي موجوداً بشكل مميّز ليس في مصر فقط، بل في المهرجانات الدولية في الكويت وتونس وكندا وأميركا، وأوجد لي جماهيرية. لكني لم أكن محظوظة لأنّي لم أوثّق هذه اللحظات كما فعل غيري من الفنانين الذين عرضوا لقطات لبدايات مسيرتهم على الشاشات. كما فعل تامر حسني مثلاً الذي استثمر جمهوره كنوع من الدعاية له، وهذا أمر جيّد، أمّا أنا فأفتقد الإدارة التي تهتّم بهذه المسائل. لم أكن أستعين بمساعدين، وكان كل همّي هو إثبات وجودي كفنانة في كل مهرجان».
صابر الرباعي
بالنسبة إلى صابر الأمر لا يمكن حصره بأغنية واحدة، مفسّراً «لا أستطيع حصر الأمر بأغنية واحدة. هي أكثر من أغنية. أعتبر أغنية «صرخة» من الأغنيات التي شكّلت نقلة نوعية في حياتي الفنّية في تونس، كأغنية طويلة فيها موضوع. أغنية "ولا كلمة" عرّفتني بالجمهور العربي في سورية وفي لبنان، وبعدها جاءت أغنيتا «عزّ الحبايب» و«سيدي منصور» ووسّعتا الدائرة وعزّزتا انتشاري، وبعدها دويتو «عاللي جرى» مع أصالة الذي أعتبره نقلة أيضاً...
سلامة المزروعي: مقاييس اليوم تختلف عن مقاييس زمان
الفنانة سلامة المزروعي قالت: «المقاييس والمعايير اختلفت بالنسبة إلى مطربي اليوم عن أيام زمان، فأهم شيء الآن لمن يريد الغناء أن يحصل على مهندس صوت محترف، يستطيع إخراج صوته بالطريقة التي تساهم في نجاح أغنيته ونجاحه هو كمطرب. للأسف هذه النوعية هي التي تنجح، والمطربون الحقيقيون جالسون في بيوتهم». وأردفت المزروعي: «أعتقد أن مديري أعمال المطربين يقع على عاتقهم جانب ليس بقليل في نجاح المطرب من عدمه، لكن ما زال لدينا من يمارسون المهنة كهواة لا كمحترفين، وبالتالي سينعكس هذا على المطرب». وأضافت: «الفنان راكان أصدر أغنية ناجحة بعنوان «غيبوبة» ومن بعدها اختفى»، مؤكدة أن المطربين الذين استثمروا نجاحهم بشكل جيد كثر، «أذكر منهم على سبيل المثال الفنانة يارا والفنانة منى أمرشا».
وختمت حديثها قائلة: «للأسف الشديد المستمع صار يركز بشكل أساسي على الأغنية ذات الإيقاع الذي يناسبه، لا على كلماتها أو لحنها أو حتى من يؤديها».