مطرَّزات ريم بويز

مطرزات, الستائر, الشراشف, أغطية الأسّرة, علامة تجارية, جهاز المولود, أعمال يدوية, ريم بويز, أقمشة المفروشات

24 أبريل 2009

حب ريم بويز للرسم أدخلها عالم  الفن والجمال. بالوراثة ساعدت والدتها في مهنتها فاحترفتها دون أن تدري. تهتم بنوعية عملها ولا تنظر الى الشهرة. واليوم ما تقوم به يعتبر من الأعمال التي تواجه خطر الانقراض فهل تعود «الأيادي الجديدة» تنقذ تلك الحرفة النبيلة؟

أكملت ريم مسيرة والدتها التي دخلت هذا الفن عن طريق الرسم. «كان لأمي إلمام بالرسم، وبطلب مساعدة من صديقتها بدأت ترسم أعمالاً للتطريز على سبيل التسلية ثم تطوّر حبها للعمل واشترت ماكينتين». وعاد القدر يلعب دوره مجدداً مع الإبنة ريم باتقانها الرسم فكانت ترسم وتبتكر رسوماً مميزة وتقوم الوالدة بتطريزها على أرفع الأقمشة. وهكذا انخرطت ريم في هذا الفن وهي لم تزل في الجامعة تتخصص في التسويق. راحت تعمل الى جانب والدتها على سبيل الهواية حتى وجدت نفسها تتقنه حد الإحتراف. وما كان يحثها على الاستمرار هو الطلب الكبير على هذه الأعمال «وخاصة أن ما نقدمه هو فريد ومميز بالنوعية والعمل».

كل عمل تقوم به ريم فريد ولا يحتكم الى شرط تجاري إطلاقاً. وأول عمل كان مصدر شهرتها ربما انطلق من القصر الجمهوري اللبناني: «بدأت حرب الإلغاء والتحرير وتوقفت الجامعة فاضطررت لمساعدة أمي في أعمالها بحيث دخلت هذا المجال بالمصادفة. وبعدها كان القصر الجمهوري في طور الترميم، ومن خلال وسطاء، قمنا بتجهيز القصر من شراشف وستائر مطرزة وقطع أخرى عديدة...كما كنا نلبي الطلبات بحسب المناسبات من أعمالنا، ثم فتحت أمامنا السوق الخليجية وكانت البداية مع الكويت وراجت أعمالنا بشكل كبير هناك لتبلغ  قصوراً عديدة في المملكة العربية السعودية. وهكذا انغمست في هذه الأعمال دون أن أدري».

كل عمل مشروع كامل يستغرق العمل فيه لإنهائه من سنة الى سنتين، ويحتكم كل مشروع الى موضوع واحد بروح واحدة.

وتتضمن هذه الأعمال التطريز على الستائر والشراشف وعلى قطع خاصة للحمامات وأغطية للأسّرة، وصولاً الى التطريز على الجلد والاقمشة الخاصة بالتنجيد.

عادة تبدأ ريم العمل على قماش لتنجيد صالون  فتستوحي منه الفكرة لكل أعمال المنزل، تبدأها من الستائر لتبقى الروح واحدة في كل الأعمال: «عادة رسومي تكون مستوحاة من قماش المنزل حتى لا تكون أعمالي دخيلة عليها بل منسجمة معها. كما هنالك أعمال نتاج بحث وأسفار».

لا للعلامة التجارية

تنتفي من أعمال ريم العلامة التجارية فهي فنية بامتياز، وهنالك أعمال تكون رسومها خاصة بطلب زبون ومحتكرة له، وهنالك أعمال يطرأ تغيير على رسمها لتطريزها بعد مرور سنتين أو أكثر على تنفيذها ولا يمكن أن يتعدى عددها العشرات.

وأحياناً تستقي ريم أفكارها من الطبيعة أو من سجادة أو من أوراق جدران، ولكن على سبيل المثال لا تنسى مثلاً النجاح  الذي ناله «شرشف»، قدمت منه العديد من القطع واستمر الطلب عليه عشر سنوات، وقد استوحته من رسوم جدرانيات في غرفة ماري-انطوانيت زوجة نابوليون في قصر فرساي الفرنسي أثناء سفرها.

وأكثر رسوم الأعمال التي تلاقي الاحتكار تلك التي تدخل ركن الولادات في المستشفيات: «في البلاد العربية يهتمون كثيراً لجهاز المولود والطاقم الخاص الذي تدخله الأم معها الى المستشفى ويتألف من جهاز كامل لسرير الأم والمولود الجديد مع الستارة وقطع الحمام...».


أنواع الاقمشة

أنواع الاقمشة التي تسمح بتطريز رفيع هي: التول، الأورغنزا، الحرير، المخمل والجلد الطبيعي. وتقول ريم أنها تختار نوع القماش بحسب رغبة الزبون بعد توجيه منها. ولكل قماش خيط خاص به للتطريز.

تعتمد ريم الألوان التقليدية في التطريز وأبرزها البيج وتدرجاته والترابية وتدرجاتها وهي الأكثر استعمالاً مهما تغيرت الموضة، كما تستعمل الألوان العنابية كالبوردو والأخضر والخردلي وتعتبر الأكثر رواجاً في المنازل اليوم. وتواكب أيضاً الألوان العالمية الرائجة وهي اليوم البرونزي والفضي والذهبي, وألوان «الصرعات» كالفوشيا والتركواز. وتشير ريم الى أنها أحياناً تقدم أعمالاً كلاسيكية لكن تمزج معها ألواناً حسب الموضة، كالليلكي الفاتح، ليكون العمل كاملاً ومواكباً للتطور.

ولا تمتنع ريم عن ارضاء زبونها في استعمال ألوان قوية ورائجة بشرط أن تكون متناسقة ومتناغمة حتى تستطيع العمل بها، فكل قطعة لا تنم عن ذوق لا تبلغ النهاية في أعمالها. وهي لا تمانع عند امتناعها عن قيام عمل ما أن تبرز لزبونها نموذجاً للدليل على صواب رأيها.

الأعمال يدوية

تعمل ريم في معملها الخاص بالتعاون مع خالتها ويساعدها خمسة عشر موظفاً محترفاً: «أعمالنا يدوية منها ما تتم على جهاز للتطريز ويتم تحريكه يدوياً لا من خلال الكمبيوتر، وأخرى يقوم بها أناس متخصصون بعمل الإبرة. وإضافة الى التطريز لدينا أعمال من الكروشيه والميلان والتول-بروتون تدخل في قطع التطريز».

اختلاف الذوق ما بين الخليجي واللبناني

يختلف الذوق اللبناني عن الخليجي، وتقول ريم إن الذوق اللبناني تقليدي ولا يحب المخاطرة في استعمال الألوان، وأفضلها  لديه البيج والأبيض لأنهما أكثر استعمالاً وملاءمة لجميع المناسبات ويمكن استهلاكه مرات عديدة. لكن في دول الخليج يطلب لكل مناسبة طاقم خاص بها والخليجيون يملكون جرأة استعمال الألوان ولا يخافونها.

لا للشهرة

لا تبحث ريم عن الشهرة وخاصة أنها تعمل من خلال وسطاء، وما يهمها هو أن تكون أعمالها في مكانها الرفيع التي تستحقه كما لديها أعمال تمنحها إسماً آخر. لكن أكثر ما يؤلمها رؤيتها لأعمالها مقلدة وزهيدة.

أما الأسعار فتتراوح بين ٥٠٠ دولار و ٥ آلاف وأحياناً ترتفع لدى استعمال المواد وخاصة عندما تدخلها أحجار الزمرد أو السفير أو الشواروفسكي أو حبوب اللؤلؤ الأصلي. إضافة الى ذلك غالباً ما لا تتقيد ريم بالثمن ويبقى دائماً الزبون الرابح الأول  وتقول: «لا أتقيد بسعر القطعة لأن اهتمامي هو ابتكار القطع الجميلة ودائماً يفوق عملي للسعر المتفق عليه مما دفع أحد زبائني بالقول إنني لست بتاجرة جيدة لأنني ما أهتمّ به هو الجمال الفني للعمل الذي أقدمه وليس سعره».