متحف الفن الإسلامي في قطر
الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني, مجوهرات, متحف الفن الإسلامي, الإسلام وحوار الثقافات, إيحاء طولوني, المهندس أيوه مينغ باي, زينب المصري, جامع أحمد بن طولون, أنماط زخرفية, زخرفة ذهبية, التحف المعدنية, رشيد الدين فضل الله, مخطوطة قرآنية, نسيج حريري, ديكور هن
23 مارس 2010الطابق الثالث - رحلة الفن الإسلامي
في قاعات الطابق الثالث تتجاور القرون ويتجاوز مفهوم الفن الإسلامي الخام والخالص الذي إنسجم تجانسه مع البيئات والدويلات المنبثقة تحت سيطرة سلالات حاكمة مستقلة في مناطق مختلفة، السامانيّون في إيران وآسيا الوسطى والفاطميون في مصر والأمويين في إسبانيا، مسقط رأس تيجان العواميد في مديتني الزهراء وقرطبة. ويؤكد صندوق العنقاء النحاسي والكؤوس والسلطانيات إزدهار التجارة الكمالية للبضائع الحرفية الفاخرة في حقبة الفن الإسلامي القديم.
وتظهر مقتنيات قاعة القرنين الثاني عشر والرابع عشر التأثير الصيني (بفعل إحضار حرفيين صينيين) في التصاميم الفنية مثل زهرة اللوتس وطير العنقاء والتنين، إلى جانب خزف قاشان الإيرانية خصوصاً بلاط الجدران أثناء حكم الدولة الألخانية في إيران وآسيا الغربية. تجسد بعض المقتنيات الفخارية والخزفية البرّاقة أثر حكم السلاجقة في إيران وآسيا الوسطى. وتحتوي القاعة المجاورة على الملامح الفنية للدولة الأيوبية (١٢٦٠-١١٦٩) التي إمتد حكمها على مصر وفلسطين وسورية واليمن وجنوب شرق تركيا، خصوصاً المجوهرات والتحف النحاسية.
أما المماليك، فكانوا أرباباً للفن الحرفي وقد إزدهرت في عهدهم صناعة الزجاج وقناديل المساجد والأحواض المرصعة بالمعدن وتحف البلّور الصخري. وإلى جانب فن الحرب، إشتهر التيموريون (نسبة إلى القائد المغولي تيمور) بالحرف الضخمة والمنمنمات (مخطوطة مصوّرة) واللوحات المزخرفة خصوصاً مع تشييد دار لتزيين المخطوطات في هراة الأفغانية.
أما مقتنيات الإمبراطورية الصفوية، فتجسّد التحوّل الثقافي في إيران مطلع القرن السادس عشر الميلادي خصوصاً على صعيد السجاد واللوحات الزيتية بإلهام أوروبي تفاقم في ظل حكم القاجار لبلاد فارس أواخر القرن الثامن عشر الميلادي.
وتترجم المحطة التالية الثراء الثقافي والجمالي في عهد الأمير التيموري بابور في القرن السادس عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر تاريخ سيطرة البريطانيين على الهند. ويطول الختام المكاني زمنياً في الركن الأخير حيث مجموعة فنية إزنيقية وحربية تمتدّ لثلاثة قرون من السيطرة العثمانية.
جولة زمنية أحيت فنون الإسلام المبكر في سمرقند وسامراء وصقلية وأصفهان وقاشان.. التي لمّت قطر شملها طوال السنوات الماضية من قارتي أوروبا وآسيا.
يذكر أن متحفاً برلينياً للفنون الإسلامية قائماً على جزيرة إحتفل بقرن تدشينه منذ ست سنوات.
١- عقد من الزمرد واللؤلؤو الماس من الهند (القرن ال ١٩)
٢- جرّة سورية (القرن ال ١٣)
٣- رأس تمثال من الجص من إيران (الري) (القرن ال ١٣)
٤- قناع حربي من فولاذ مكفّت بالذهب من غرب إيران (القرن ١٥)
٥- صفحة مصورة من كتاب الشاه نامة طهماسب - منمنمة فريدون الأسطورة يجتاز نهر دخلة- إيران تبريز (القرن ال ١٦)
٦- لوحة من البلاط الخزفي قاشان الإيرانية (القرن ال ١٤)
٧- صقر مرصع بالأحجار الكريمة بالزمرد والألماس بالأونيكس والصفير من الهند (القرن ال ١٧)
٨- قرطان من مصر (القرن ال ١٢ )
٩- زوج من الأساور مصرية (القرن ال ١١)
١٠- مخمل وماس وحرير وذهب وزمرد وياقوت ويشم خنجر وغمد الهند (القرن ال ١٨)
١١- تيجان عواميدمن مديني الزهراء وقرطبة (القرن ٩-١٠)
١٢- تشوبات اللعبة الهندية الذهبية مرصعة بالزمرد والياقوت والماس (القرن ال ١٩)
١٣- صندوق صقلية نحاس أصفر (القرن ال ١٢)
١٤- صورة زيتية لإمرأة على قماش الجنفاص من إيران (القرن ال ١٧)
حين نسج المهندس 'أيوه مينغ باي' خياله الهندسي على أرض إسلامية إستمد خريطته خاشعاً في مدن الصلاة العربية. كان لا بد من إستقاء نهضة الهوية لحفظ إرث جوهرها، وهذا ما حرص عليه المهندس المعماري الصيني باي حين أوكل إليه تصميم 'متحف الفن الإسلامي' في قطر. وقد إستلّ تحفته الضخمة من حُجرة مقدّسة في باحة جامع أحمد بن طولون في القاهرة. زار باي حي السيّدة زينب المصري حيث المسجد، وإقتبس الإيحاء من السبيل أو 'نافورة الوضوء' الذي شيّد متحفاً شامخاً من ثلاث طبقات على جزيرة صناعية مشرفة على كورنيش عاصمة الثقافة العربية للعام ٢٠١٠، الدوحة، وكان إنتقال زماني عبر القرون.. 'لتطبيق إستراتيجية ثقافية للعالم الإسلامي لإستئناف الدور الحضاري والثقافي للتواصل والحوار مع الحضارات الأخرى في وقت ظهرت فيه أفكار خاطئة ترى بحتمية الصراع بين الحضارات ونبذ الآخر وعزله'، أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي وقّع أولى صفحات الكتاب الذهبي الخاص بالمتحف.
الطابق الثاني - لغة الفن الإسلامي
مقلمة ورأس نافورة من أسبانيا ومبخرة من مصر وإناء مزخرف ومزجّج من إزنيق التركية، هنا عند كل ركن تنبع الهوية الإسلامية التي خلّفت أثرها الثمين الإمبراطوريات القديمة المتنوّعة الثقافات بإسم حضارة واحدة. وتندرج القطع تحت عناوين عدة إصطفّت في ظل ضوء خافت جال عبر ممرات قاعة العرض التمهيدية التي صمّمها الباريسي جون ميشيل ويلموت، التصوير الحي وفن الخط والأنماط الزخرفية والعلوم.
لطالما إعتبر التصوير في الإسلام محظوراً وكأنه محاولة لمطابقة قدرة الله على الخلق، وهذا ما جعل الزخرفة الصورية فناً مقتصراً على تحف الإستخدامات المنزلية (القصور) والشخصية بالمرتبة الأولى.
أما الكتابة في الفن فشكّلت عنصراً أساسياً في الزخرفة الذهبية حتى أعيت قارئها، خصوصاً في المخطوطات والتحف المعدنية والمجوهرات. وهذا ما تنطق به القطع المعروضة، كابوس الضحاك والمجموعة الرشيدية (دراسة في أصول الدين) التي كتبها رشيد الدين فضل الله في تبريز الإيرانية في القرن الرابع عشر. وقد تماهى فن الخط باللغة العربية لغة القرآن الكريم، ما صبغ هذا الفن بالسمة الدينية والنسخ القرآني. كما عكس نفوذ الحكام المسلمين وكان تقليداً رمزياً لإستمداد القوة والبركة من الكلمات المخطّطة بجمال.
وتبرز في المعرض صفحة من مخطوطة قرآنية تعود للقرن السابع على ورق البرشمان بخط حجازي(شبه الجزيرة العربية) إلى جانب صفحة قرآنية بخلفية ورق البرشمان الأزرق من شمال أفريقيا. كما تربط الأقسام تحفاً فاخرة كقلادة من اليشم مزخرفة بكتابات عربية (الهند) تعود للقرن السابع عشر وزهرية كافور المموّهة بالمينا والذهب (سوريا القرن الثالث عشر) وصورة إمبراطور الهند شاه جهان المنقوشة على حجر القمْوُ الكريم والتي تعود على الهند والتمائم.
أما الأنماط الزخرفية التي عكسها الفن الإسلامي، فهي منسوجة من الثقافات القديمة خصوصاً الساسانية التي شاعت في إيران والعراق وأفغانستان وتركيا وباكستان، أرض الإمبراطوية الساسانية السالفة. وكان النتيجة تحفاً برسوم هندسية ونباتية.
وقد ظهرت بعض الرسوم الحيوانية التي تداولت في الفن الدنيوي، لكن غالباً ما كانت تحجب صورها بتداخل زخرفي وبتصاميم بسيطة ومتكررة، كنسيج حريري بطيور في وضع تبادلي يعود على الهند (بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر) أو سجادة الحيوان من أردبيل الإيرانية المنسوجة من خيوط معدنية نفيسة وتعود للقرن السادس عشر. وتولي صالة العرض قسماً خاصاً بفن الأرابيسك المستوحى من السعف وأنصافها، والذي لقي صداً واسعاً وإعتبر فناً للديكور الهندسي الخشبي (واجهة باب إيرانية من العاج و النحاس والأبنوس). وإتسمت الزخرفة الإسلامية غير التصويرية بصفة التوازن والترتيب للخطوط المتداخلة أو المتوازية على الصفحات القرآنية ولوحات الموزاييك الأصفهانية ودفة الكتاب الخشبية المذهّبة والشمسة الذهبية الهندية المزوّقة، مقتنيات-شواهد.
أما مسرح العلم الإسلامي، فيروي وبزخرفة حقبة صهرت العلمي بالفني.
لقد ترجم العرب علوم الإغريق والهند وبلاد فارس واليونان، وحققوا إبتكارات هامة وإنجازات عبر الأسلوب التجريبي في علم الفلك والرياضيات والطب والهندسة ما أسهم أيضاً في نهوض الثقافة الأوروبية الغربية بعد ترجمة العلوم الفلسفية والثقافية إلى اللآتينية. تعرض الصالة أدوات الزمن وصِلتنا الباكرة بالفضاء. بحث في الأدوات الفلكية وقالب إسطرلاب بصفائح وشبكة تبادلية وصورة تشريح من كتاب تشريح المنصوري ورسوم نباتية من دراسة خاصة بالأدوية تعود للقرن الثالث عشر وبوصلة إيرانية وأخرى تركية للقبلة وإسطرلاب إسطواني مسطّح من غرناطة والبركار المصري الذهبي وكتاب 'سوار الكواكب' البغدادي في القرن الثاني عشر ميلادي، مقتنيات ترصّع الجدران القطرية.
١- بحث في الأدوات الفلكية - مصر أو سوريا (القرن ال ١٤)
٢- المجموعة الرشيدية - دراسة في اصول الدين (القرن الـ ١٤)
٣ - صفحة قرآن- شمال أفريقيا (القرن الـ ٨)
٤- كتاب صور الكواكب البغدادي (القرن الـ ١٢)
٥- شمسة مزوّقة من كتاب للشاه جهان الهندي (القرن ال ١٧)
٦- كتاب تشريح المنصوري (القرن الـ ١٨)
٧- ذهب ونفريت وقماش خنجر وغمد الهند (القرن ال ١٩)
٨- إسطرلاب نحاسي إسطواني مسطح من العراق (القرن ال ١٠)
٩- قنينة ماء تركيا إزنيق فخار مخلوط بالزجاج (القرن الـ ١٦)
١٠- إبريق نحاسي إيراني بتوقيع إبن كريكور (القرن الـ ١٧)
١١- عقد من الماس واللؤلؤ وحجر الإسبينيل من الهند (القرن الـ ١٧)
١٢- قارورة مذهبة من الرقّة السورية (القرن ال ١٢)
١٣- سلطانية إيرانية (القرن الـ ١٣)
١٤- قالب إسطرلاب بصفائح وشبكة تبادلية من المغرب (القرن الـ ١٣)
١٥- نسيج الطيور في وضع تبادلي من الهند(القرن الـ ١٣ -١٥)