الموزاييك يحط رحاله بيننا!

موزاييك, أثاث, كريستال, الهندسة الداخلية, الأعمال الحرفية, ديكور عصري, الحمامات, الفسيفساء البيزنطية, زخرفة , حجر الموزاييك, الرخام, المسبح, القصور, معرض فنون آسيا الوسطى, فحص الحزازة / فحص الزجاجة, كوستو برشلونة, عصر النهضة, بورسلين

26 أبريل 2011

الحديث عن تاريخ الموازييك، هنا، يبدو في غاية الصعوبة. فهو تاريخ موغل في القدم والقول ان أقدم قطعة موزاييك معروفة تعود الى القرن التاسع قيل الميلاد، يعكس مسار الرحلة الطويلة التي قطعها هذا الفن، بدءاً من اليونان مروراً بالرومان وصولاً الى البيزنطيين وعصر النهضة.
ولذا يمكن إعتباره من أعرق الفنون على الإطلاق. وإذا كان الموزاييك قد شهد فترة غياب تلت عصر النهضة، فإن ولادة ال«آر- ديكو» في بدايات القرن العشرين أعادت إلى هذا الفن رونقه، وذلك من خلال إستخداماته  المتوهجة في العمارة، خارجها وداخلها. ومن ثم التوسع في إستخداماته تبعاً للتطورات التي طرأت على أساليب الحياة الحديثة، والتغيرات التي شهدتها الذائقة المعاصرة.

ومن هذا المنظور يبدو الموزاييك حالياً وقد تحرر من القواعد التقليدية الصارمة في رصانتها، ليلبس حلة جديدة أكثر حداثة وعصرية، حلة تنبض بالبهجة والفرح والحيوية. وبعد أن كان حكراً على القصور والمعابد.
 فإن الموزاييك، كسر هذا الطوق التاريخي، ليتجول في كل الأماكن، صغيرها وكبيرها، في الداخل والخارج.

ففي الداخل يتنقل بين صالة الحمام وغرفة النوم، ومن صالة الطعام الى الصالون. بل يمكن أن نراه اليوم في كل ركن وزاوية.
وفي الخارج، يقفز من المسبح الى واجهة البناء. وقد يتقاسم مع غيره من العناصر بعض أنحاء الحديقة.

وفي تجواله يتخذ أشكالاً زخرفية بالغة الروعة والجمال، تتماشى مع كل الطرز والأساليب، وتتناغم مع كل الحاجات والأذواق، وتشكل فرصة نادرة لاضفاء الخصوصية والتميز.
وبعدما كان أسير مواد محددة، ها هو اليوم يتعامل مع معظم المواد، قديمها وجديدها، الطبيعي منها والصناعي، من الرخام والبورسلين وعجائن الزجاج الملون مروراً بالكريستال وصولاً الى الترصيع المذهب.

ولا يهمل الموزاييك  العلاقة الوثيقة مع الهندسة المعمارية والأثاث والاكسسوارات المختلفة، كما أن طواعيته في التلاؤم بين الرومنسي الناعم والغريب والكلاسيكي أو الحديث والمعاصر لا تقف عند حدّ.

وتعتبر Bisazza واحدة من الماركات الإيطالية الشهيرة المنتجة لمربعات الموزاييك بكل أنواعه والتي تستعمل في الديكور الداخلي والخارجي للمنزل على السواء.
وقد استطاعت أن ترفد هذا الفن بكل ما هو مدهش وأخاذ، مؤسسة «تياراً زخرفياً جديداً من خلال إقتراحاتها الجسورة في هذا المجال.
كما ساعدت في بعث هذه المهنة الحرفية، وأعادت حضورها وتألّقها الجميل في مجال الديكور بصيغة متفرّدة.

فالتصاميم الحديثة التي تبدعها «بيسازا» تتوافق بأشكالها مع كل البيئات الزخرفية وتجسّد مناخاً خاصاً ينسجم مع ذوق العصر ومتطلّبات الزخرفة الحديثة وأجواء المنازل الفاخرة.. فيض من الأشكال والألوان تتناسق في أنماط هندسية أو أشكال مستوحاة من الطبيعة النباتية والأزهار او جلود الحيوانات البرية، وبراعة فائقة في اللعب على التضارب اللوني أو التناغم الآسر.

معالجات ذكية تساهم في تشكيل المشهد الزخرفي وإعطائه أبعاداً مثيرة غير مسبوقة.
ومحطات الإبداع في هذا الفن، يصعب حصرها. تتوجها أسماء كبيرة في عالم الزخرفة مثل اندريه بوتمان مع نخبة من جيل الشباب، الذي يتّسم أسلوبه بالغرابة والطرافة والجسارة والبهجة مثل تورد بونتج وبيانكو دال كارلو، وماركو براغا ومارسيل وندرز حيث لا حدود لاسترساله وجموح مخيّلته الى ما هو مثير ومدهش...
وقد أتاحت التقنيات الحديثة، الإبحار في عالم الموزاييك ووفّرت الكثير من المواد والعناصر، التي حوّلت الإبتكار فيه الى متعة مفتوحة على كل الآفاق، متجاوزة كل الصعاب والروادع.

فنجد ثريات من طراز « ماري انطوانيت» وأشكال أخرى كثيرة تنفذ بدقّة مثيرة وبنهايات خادعة للنظر تحمل في روحيتها نفحة من التفرّد والخصوصية.


بالطبع، لا يمكن أبداً تصنيف أعمال أولئك المصمّمين في خانة واحدة. ففي إختلاف أساليبهم وطرائقهم وتصوراتهم ما يثري هذا العالم ويستدعي الإعجاب.

من برشلونة الى برلين ولوس انجليس وميلانو، نيويورك، وباريس، روما، موسكو، طوكيو.. تواصل هذه الموجة الجديدة زحفها لتستوطن مساحات جديدة، ولتقدم نفسها كضرورة جوهرية في المشهد الزخرفي المعاصر.