مقتل ابنة ليلى غفران وصديقتها

01 سبتمبر 2009

شهد حي الندى في مدينة الشيخ زايد، وهو أحد الاحياء الهادئة جداً، جريمة بشعة أصبحت حديث الشارع المصري، بعد أن راح ضحيتها طالبتان في كلية الهندسة إحداهن هبة ابنة المطربة المغربية ليلى غفران.

وفي التفاصيل، قام مجهول بطعن نادين خالد جمال ابراهيم ( 23 سنة طالبة في كلية الهندسة في جامعة مصر للعلوم الحديثة في مدينة 6 أكتوبر) بطعنات عدّة في البطن والصدر والظهر ثم قام بذبحها وفصل رقبتها عن جسدها، ولم يكتف بذلك بل انهال على زميلتها هبة ابراهيم العقاد (23 سنة الطالبة في الجامعة نفسها) طعنا بالسكين وتركها تصارع الموت وفر هارباً دون أن يسرق أي شيء من الشقة.

ومن بعدها تلقت شرطة النجدة بلاغاً من المحاسب علي محمد علي، خطيب ابنة المطربة المغربية يؤكّد فيه أن خطيبته اتصلت به على هاتفه المحمول لتبلغه بأنها مصابة بعدة طعنات بالسكّين وتريد منه أن يسرع ليقوم بنقلها إلى المستشفى. على الفور توجهت سيارة النجدة بعد إبلاغ قسم شرطة نجدة الشيخ زايد بالواقعة.
وصلت الشرطة إلى الحيّ وتمّ العثور على جثة نادين بينما كانت هبة تصارع الموت، على الفور تم نقلها إلى مستشفى دار الفؤاد وتمّ إدخالها غرفة العناية المركزة وإجراء عمليات جراحية عدة لها لكنها توفيت.

كذلك انتقل إلى موقع الحادث العميد جمال عبد الباري مفتش المباحث وقام بفحص الشقة وتبين سلامة جميع نوافذها واستحالة دخول أي لص إلى الشقة لأن القرية فيها أفراد أمن يقفون عند البوابة الرئيسية والبوابة الخلفية ويقع خلف المبنى مركز تجاري تابع للحيّ، وعثرت الشرطة على علب سجائر فارغة وقيل في البداية أنه ويوجد آثار استضافة أشخاص وآثار مخدرات، وبقع دماء على الأرض في صالة الشقة ممتدة إلى الشرفة، كما تبين أن السكين المستخدم في الحادث هو سكين واحد وقام المتهم بإلقائه في الحديقة، وعلى الفور انتقل خبراء المعمل الجنائي وتم رفع البصمات من على الأكواب والأبواب وقامت الشرطة بالتحفظ على الهواتف المحمولة الخاصة بالمجني عليهما، وتمّ إبلاغ أسرتي المجني عليهما لاستلام الجثتين ودفنهما بعد تشريحهما وتحديد كيفية ارتكاب الجريمة.

بدأ فريق من المباحث في جمع التحريات لكشف غموض الجريمة، وكان أول خيط هو الاستماع إلى أقوال أفراد الأمن في حيّ الندى وكذلك فحص الهواتف المحمولة وتحديد آخر مكالمات أجرتها المجني عليها وصديقتها، وفحص علاقات المجني عليهما وهل لهما أعداء أم لا؟ وكانوا قد استبعدوا شبهة القتل بدافع السرقة لأن الجاني حسبما قيل في البداية لم يسرق شيئاً، رغم وجود كميات من المصوغات والمجوهرات والأموال مما جعل الشرطة تظن أن الحادث وقع بدافع الإنتقام أو لأسباب عاطفية.

وقام رجال المباحث بالقبض على المشتبه فيهم.. الأول طالب جامعي يدعى أدهم، وعمره 23 عاماً، كان على علاقة عاطفية بالمجني عليها الأولى «نادين».. وكان يتردد عليها بكثرة وتمّ إخضاعه لتحقيق مكثف من جانب رجال الشرطة، الثاني: علي محمد علي «محاسب» خطيب «هبة» نجلة المطربة ليلي غفران.. حيث فجر المحاسب مفاجأة بأنه وهبة تزوجا منذ فترة، وقدم للنيابة ما يثبت هذا الزواج بالفعل!
الثالث: فتاة تدعى رنا محمد «23 سنة» صديقة المجني عليها، كانت معها في الشقة ليلة الحادث حتى الساعة الحادية عشرة مساء وكانت تريد أن تبيت معها إلا أن والدها حضر وأخذها رافضاً أن تبيت ابنته خارج منزله، الرابع: طالب في الجامعة صديق «نادين» وتربطه بها علاقة صداقة ويتردّد عليها كثيراً، كما تمّ فحص 100 من علاقات «نادين» معظمهم من الشباب لأن «نادين» كما قيل كانت متشعبة العلاقات وكثيرة السهر مع أصدقائها في الشقة لأنها تعيش بمفردها وتمّ إحالة المتّهمين على النيابة للتحقيق.

وبعد التحقيقات والاستماع الى الشهود تم تحديد شخصية المتردّدين على الشقة ليلة الحادث، وأمرت نيابة حوادث جنوب الجيزة بحبس محمود سيد عبد الحفيظ عيساوي المتهم بقتل كل من هبة العقاد ابنة المطربة المغربية ليلى غفران وصديقتها نادين جمال. وتم إحضار المتهم إلى سرايا النيابة وسط حراسة أمنية مشددة وجود إعلامي كبير في مقر النيابة، وباشرت النيابة التحقيق مع المتهم واستجوابه فى ضوء اعترافات سابقة له أمام مباحث مديرية أمن 6 أكتوبر بارتكابه لجريمته في أعقاب دخوله إلى الفيلا بغرض السرقة من دون معرفة إذا ما كان بداخلها أحد أم لا.
كانت وزارة الداخلية أعلنت عن القبض على قاتل الفتاتين وقالت إنه يُدعى محمود سيد عبدالحفيظ عيساوي «19 سنة» ويعمل في إحدى ورش الحدادة بمحافظة 6 أكتوبر. وأوضحت تحريات رجال المباحث في 6 أكتوبر أن القاتل من خلال عمله في إحدى ورش الحدادة تعرف إلى طبيعة المباني في المنطقة، ونظراً الى مروره بضائقة مالية قبل عيد الاضحى هداه تفكيره الشيطاني للسطو على إحدى الفيلات التي يقطنها الأثرياء في حي الندى ثم وقع اختياره على العقار الكائن فيه الشقة محل الجريمة. أضافت التحريات أن المتهم فى اليوم السابق لوقوع الجريمة اشترى سكينا ثم توجه الى حي الندى في مدينة الشيخ زايد وانتظر حتى خيم الليل وتسلق السور الحديدي المحيط بالحي ثم توجه إلى العقار المذكور واختبأ بحديقته حتى فجر الخميس ثم تسلق نافذة الشقة مستغلا القضبان الحديدية الموجودة بنوافذ الطابق الأول وحالفه الحظ بأن كانت نافذة الشقة مفتوحة ما سهل مهمة دخوله، ولدى دخوله سمع أصواتاً نسائية فاختبأ خلف ستارة النافذة حتى سكنت الأصوات، فاعتقد أن سكان الشقة راحوا في النوم فدخل إلى غرفة المجني عليها الاولى «هبة» وعثر على 200 جنيه استولى عليها وعندما هم بالخروج فوجئ بها وقد استيقظت من نومها فخاف ان تستغيث فيفتضح أمره ويتم الامساك به فانهال عليها بالسكين حتى

سقطت على الأرض وعندما اعتقد انها فارقت الحياة تركها وخرج الى صالة الشقة للبحث عن أشياء أخرى لسرقتها.
أثناء ذلك سمعت المجني عليها الثانية «نادين» والتي كانت تنام بغرفة مجاورة لغرفة «هبة» اصواتاً وشعرت بحركة غريبة، فخرجت لاستطلاع الأمر وهنا تفاجأ بها المتهم فأغلق عليها باب الغرفة إلا أن قوة البنيان التي تتمتع بها «نادين» مقابل نحافة المتهم مكنتها من التغلب عليه وفتح باب الغرفة وعندما حاولت استخدام محمولها للاستغاثة بأى أحد أمسكها المتهم من كتفها وعاجلها بضربة سكين من المواجهة في رقبتها وانهال عليها بعدة طعنات في أنحاء متفرقة من جسدها توفيت على أثرها في الحال فاستولى على هاتفها المحمول وغادر الشقة من المكان نفسه الذي دخل منه.
وأثناء محاولته تسلق سور الحي للخروج سقطت منه السكين ما بين السور وكشك كهرباء فتركها وقفز إلى الشارع وقام بخلع ملابسه الخارجية التي تلوثت بدماء الضحيتين ووضعها في كيس بلاستيكي ثم استقل سيارة أجرة إلى منزله في منطقة روض الفرج واعطى السائق مبلغ 50 جنيهاً ثم تخلص من ملابسه الملوثة بالدم في أحد صناديق القمامة. وفي مساء اليوم الذي اكتشفت فيه الجريمة تقابل مع صديقه ويدعى محمد ضرغام فقام بإعطائه الهاتف المحمول الخاص بالقتيلة نادين

عوضاً عن تليفون كان قد ضيعه له منذ أسبوعين وقام ضرغام بإجراء اتصالات من هاتف المجني عليها من دون أن يدري أنه سيكون مفتاح فك اللغز المحير، وعن طريق خدمة تتبع الأرقام تم التوصل إلى ضرغام الذي اعترف بأنه حصل عليه من القاتل الذي تم ضبطه وأدلى بهذه الاعترافات أمام المباحث فتمت إحالته الى النيابة التي تولت التحقيق.
كانت تحقيقات النيابة العامة خلال الأيام الماضية فجرت مفاجآت تمثلت في التأكيد على عدم وجود أي آثار للمخدرات في الشقة أو في تحليلات دماء الضحيتين، وأشارت التحقيقات إلى أن هبة ابنة المطربة ليلى غفران كانت متزوجة من علي عصام الدين الذي اشارت المعلومات الأولية إلى أنه كان زوجها منذ نحو عام ونصف العام من دون علم أسرته، وأن والدتها كانت على علم بهذه الزيجة الرسمية وأن هبة سارعت بإبلاغ زوجها بالحادث وسارع إلى الشقة واصطحب معه حارس أمن المنتجع ودخلا الشقة، واكتشفا الجريمة وسارع بنقل زوجته للمستشفى لكنها فارقت الحياة لشدة إصابتها.
وأكدت الفنانة المغربية ليلى غفران في أقوالها أمام النيابة العامة انها كانت على علم بأن ابنتها هبة متزوجة رسميا من علي عصام الدين منذ عام وشهرين، موضحة ان ابنتها كانت تتعاطى المخدرات في فترات سابقة وصلت بها إلى حد الادمان مما أدى إلى دخولها مصحة للعلاج. وبالقبض على القاتل واعترافه يسدل الستار على جريمة شغلت الجميع في الأيام الأخيرة.

أكد تقرير الطب الشرعي أن هبة العقاد كانت مصابة بـ 5 طعنات بالبطن، واثنتين في الظهر و4 طعنات في أماكن متفرّقة من الجسم وأن الأداة المستخدمة في الحادث سكين. أما الجثة الثانية نادين فهي كانت مصابة بـ 6 طعنات بالرقبة وتم فصل رقبتها عن جسدها واصابتها بعدة طعنات متفرقة بأماكن مختلفة في الجسم.