صورة المرأة النفسية في الـ40
محاربة الإكتئاب, مونيكا بيلوتشي, سلمى حايك, هالي بيري, يوم المرأة العالمي, ماجدة الصباحي, سن اليأس, ديمي مور, كايلي مينوغ, سيلين ديون, سيندي كراوفورد , جينيفر لوبيز, فيروز, طبيب نفسي, أمراض نفسية, هاني حامد, كارلا بروني ساركوزي, سن الأربعين
12 يوليو 2010«كابوس الأربعين» إرادي
قد ترتبط سن الأربعين بهاجس الأمومة لدى بعض النساء، فالأربعون مرحلة ما قبل إنقطاع الطمث. لكن هناك دوماً خطة بديلة وحيّز للقدر، ولا مفر من التصالح مع عجلة الزمن. فـ سيلين ديون (42 عاماً) حقّقت أمومتها الثانية والمضاعفة بعد خمس عمليات تلقيح فاشلة. فيما تطرح الديفا الأميركية جنيفر لوبيز في فيلمها The Back-Up Plan هاجس وقت الإنجاب البيولوجي المتبقي لديها بعد أن بلغت عقدها الرابع. وهنا تظهر مشاعر الأمومة الملحة لدى المرأة في هذه السن إلى أن تلتقي فارس أحلامها. هذا ما يتعلّق بالأمومة. فيما المظهر بات اليوم منعتقاً تماماً من قواعد يجب أن تحتكم إليها السيدة الأربعينية، كتسريحة الشعر مثلاً. وهذا ما يؤكده أشهر مصففي الشعر، لعل أبرزهم مصفّف المشاهير سام ماكنايت الذي يرفض تصنيف التصفيف ضمن فئة عمرية محددة... هذا ما تؤكّده تسريحة العارضة الأميركية السابقة سيندي كراوفورد التي لا تزال منسدلة كما تفعل المراهقات أيضاً. ماذا عن السيدة صباح والممثلة ساندرا بولوك اللتين يعتبر سن الأربعين عصرهما الذهبي، حين حقّقتا ذروة نجاحاتهما الفنية؟ ماذا عن رائعة «بترا» التي قدّمتها السيدة فيروز في عقدها الرابع ؟ ماذا عن أن يغرم بك رجل وسيم كوائل كفوري أو أشتن كاتشر اللذين أغرما بإمرتين تكبرهما بأكثر من عقد؟ ماذا عن كارلا بروني (43عاماً) التي أوقعت رئيس جمهورية فرنسا نيكولا ساركوزي في غرامها؟
مشاهير أجانب
ليست «عقدة الأجنبي» كلمة الفصل هنا بل صور جميلات الأربعين اللواتي «يعترفن» بما بلغنه من عمرٍ تفرّ منه زميلاتهن العربيات، واللواتي تزوجن وأنجبن وتألقن في الأربعين. فهل هي مسألة أخلاقية سؤال إمرأة عن سنها ؟ مسألة أخلاقية هي وقع الرقم على السائل الذي يجنّب المستجوبة البوح. للأسف هذه الفقرة غير مخصصة للنجمات العربيات وإن تكهّن اليقين سيكون مصيرنا المقاطعة، أو إستعراض هويّات.
1- سلمى حايك (44 عاماً)، زواج في الأربعين
2- مونيكا بيلوتشي (46 عاماً)، لا بأس بتجاعيد الأربعين
3- ديمي مور (48 عاماً)، غرام الأربعين
4- هالي بيري (44 عاماً)، جاذبية الأربعين
5- جنيفر لوبيز (40 عاماً)، أيقونة الأربعين
6- كايلي مينوغ (42 عاماً)، إشراقة الأربعين
عند نساء كثيرات الحياة تبدأ بعد الأربعين، فالمرأة الأربعينية لم تعد تلك المستسلمة للاكتئاب وسن اليأس، وإنما أصبحت طموحة، مثقفة، لا تعرف الهزيمة، حريصة على خدمة المجتمع، بل تعيش أجمل أيام حياتها في هذه السن. وقد أكدت بعض الدراسات الحديثة أن النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 40و60 سنة لم يشعرن بالسعادة الحقيقية في حياتهن إلا بعد بلوغ سن الأربعين، وتضيف نتائج الدراسة: إن مرحلة منتصف العمر تتضمن السيطرة من جانب الشخص على حياته والشعور بالأمن، والاستقرار المادي والوظيفي والأسري والابتعاد عن المظاهر، ويبقى فقط أن تتغير نظرة المجتمع الى المرأة الأربعينية فلا يعاملها الآخرون على أنها في مرحلة اليأس وإنما في مرحلة النضج وتحقيق الطموح. «لها» ترصد ما يحدث في حياة المرأة في هذه المرحلة من خلال شهادات نساء ذوي اهتمامات متنوعة ومن أكثر من قطر عربي، ونفتتح هذا التحقيق بالحديث عن وضع المرأة النفسي في سن الاربعينات.
صورة المرأة النفسية في سن الـ 40
تتعرض المرأة في الأربعين لتغيرات نفسية وبيولوجية كثيرة تؤثر في حالتها النفسية. ويرجع الدكتور هاني حامد أستاذ مساعد الطب النفسي في جامعة القاهرة هذه التغيرات إلى الهرمونات الأنثوية وتأثيرها على خلايا الدماغ ووظائفها فسيولوجياً في مختلف مراحل عمرها، معتبراً سن الأربعين من أهم الفترات التي تحتاج فيها المرأة إلى معاملة خاصة ومختلفة وتفهم لسيكولوجية هذه الفترة من العمر وما بعدها لأنها فترة تحضيرية تحتاج فيها المرأة الى رعاية، خاصة أنه في هذه المرحلة تبدأ السيدة الشعور باضطرابات مزاجية، وأحياناً يصل الأمر إلى حالات شديدة من الاكتئاب والضيق والتوتر.
ويضيف: «نساء الألفية الثالثة تغلبنّ على الكثير من تلك الأعراض، وأصبحنّ أكثر أملاً وتمسكاً بالحياة، وذلك نتيجة بعض المتغيرات التي طرأت ومنها انتشار وسائل التكنولوجيا وزيادة اهتمام المرأة بها. كما أن المرأة أصبح لها دور أكثر فاعلية وإنتاجاً في المجتمع، لتجني ثمار مجهودها وعملها في الأربعين، وبالتالي تحوّلت مرحلة الأربعين لدى الكثيرات من سن اليأس إلى مرحلة جني ثمار النجاح».
ويؤكد أن: «هذا التحول ليس مقصوراً على المرأة العاملة، فحتى ربة المنزل تغير نمط حياتها وأصبحت أكثر انفتاحاً على العالم الخارجي، فترى نماذج ناجحة من النساء، وتقرر أن تستمتع بحياتها مثلهن وبالتالي تقاوم اكتئاب المرحلة».
ويرجع حامد زيادة اهتمام المرأة بنفسها وبجمالها إلى دافع داخلي هو خوفها من سن اليأس، وبالتالي تقاومه بشتى الطرق. وهذا لا يمنع أن لكل مرحلة جمالها الذي تستمتع به المرأة، خاصة أنها لا تزال قادرةً على العطاء في هذه المرحلة».
في مهب القلق والاضطراب
يقول اختصاصي الأمراض النفسية والعقلية والاضطرابات السلوكية في جامعة عمان الأهلية الدكتور فيصل محمد خير الزراد: «اعتماد العمر معياراً للشباب أو الكبر هو خطأ من الناحية العلمية. وتأثير العمر يختلف بين امرأة وأخرى بناءً على البيئة والمستوى الاجتماعي والتغذية الصحية وتوافر الامكانات للعلاج الصحي أو التجميلي. ومن الطبيعي أن المرأة كلما تقدمت في السن تحصل معها بعض التغيرات الفسيولوجية والهرمونية والصحية والنفسية والاجتماعية، وهذه التغيرات تكون ذات تأثير جزئي على حياة المرأة. وحسب منظمة الصحة العالمية: ان أي تغيير يحدث في جسم الانسان لا يعتبر شديداً مالم يؤثر في وظائف الانسان الحياتية.
من الاضطرابات التي قد تحدث مع المرأة اضطرابات في العمل وفي علاقاتها مع العائلة والزوج، وهذه جميعها اذا زادت عن الحد المعقول يكون سببها قلة الوعي والادراك والكثير من الجهل. لذا يجب أن يراعي المحيطون بالمرأة نفسيتها فهي أكثر تعرضاً لحالات الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل قد تؤدي الى النحافة الزائدة او زيادة في الوزن...
يضيف: «نحن نعيش في عصر مختلف حيث المرأة تتعلم وتعمل وقد تصل الى الأربعين دون زواج، لذا فإن التقدم في السن عامل ايجابي، فهو يجعل من المرأة نداً وشريكة للرجل مما يجعل علاقتهماأنضج وأكثر وعياً، فهما قادران على بناء عائلة معاً وتوفير ظروف معيشية افضل للأولاد.
ومن الأشياء المهمة صورة الجسم (body image)، فالصورة التي تحفظها المرأة لنفسها في رأسها هي ما يجعلها أكثر قدرة على التكيف مع مراحلها العمرية، فإمرأة لديها الثقة بشكلها وبجسدها ستتعامل بحساسية أقل تجاه العمر في حين أن من ترهّلت وأهملت شكلها سترى العمر ماثلاً بقوة كلما تظرت الى نفسها وفي عيون الآخرين».