'الزواج المدبّر' في الإمارات
الإمارات العربية المتحدة, الزواج المدبّر
17 مايو 2011محمود جابر: «تزوجت بشكل تقليدي جداً»
«تزوجت بشكل تقليدي جداً... سافرت بعد التخرج مباشرة وللعمل في مؤسسة دبي للإعلام، وأمضيت أربعة أعوام ونصف عام قبل أن أفكر في الزواج ، وعندما قررت خوض التجربة لجأت إلى الأهل والمعارف، وتعرفت على زوجتي من خلالهم وتم الزواج عن طريقهم.
الغربة أحياناً تؤدي إلى عنوسة الرجل وهذا أمر وارد، فالمقيم خارج بلاده يقيم صداقات جديدة ويطّلع على عادات وتقاليد جديدة قد تختلف عن عاداته وتقاليده. وقد يكتسب هذه العادات ويبحث عنها في شريكة الحياة في مجتمعه، وعندما لا يجد من يوافق فكره الجديد قد يصرف النظر عن فكرة الزواج.
وانأ اعرف أشخاصاً مروا بهذه التجربة. والحقيقة أن طرق زواج الشباب في الغربة تختلف من شخص الى آخر، فهناك بعض الأشخاص الذين يرتبطون بعلاقات عاطفية قبل السفر والاغتراب، وهؤلاء قد يمضون فترات قصيرة نوعاً ما في الغربة قبل الزواج، وفي المقابل هناك الأشخاص الذين يمضون فترات طويلة خارج بلدانهم قبل الزواج، وهنا يتم اللجوء الى الزواج التقليدي عن طريق الأهل أو المعارف أو الأصدقاء.
ولا أعتقد أن الأم ما زالت تلعب دورها المعهود في اختيار زوجة الابن خاصة مع النمو الفكري والانفتاح العقلي لدى جيل الشباب وحرصهم على حريتهم وإيمانهم بحرية الاختيار، فقد تقلّص دور الأم في هذا المجال.
أيمن حيدر: مدير مشاريع في شركة مقاولات
تزوجت في سن 42 عاماً وزواجي تمّ بمحض الصدفة عن طريق صديقة مشتركة في سورية أعطت «زوجتي» رقم هاتفي لمساعدتها، اذ كانت قادمة الى الإمارات لتعمل (طبيبة). حدثتني هاتفياً لكي تسألني عن فندق جيد لتقيم فيه، وقدمت مساعدتي لها فدبرت لها الإقامة مع زميلة لي في الشركة.
ثم بدأ التعارف بيننا يزداد يوماً بعد يوم إلى أن تزوجنا. الأهم عندي وأنا أحكم على التجربة أن يكون الطرفان على قدر من الوعي وسعة الأفق والتفاهم، فالغربة تقود الشاب إلى العنوسة خاصة إن كان من الطبقة المثقفة، لأنه يريد إقامة علاقة حب أولاً ثم الزواج. الكثير من أصدقائي تزوجوا في أعمار متقدمة لتلك الأسباب، فالغربة تؤثر سلباً على الشباب في هذا الموضوع.
وأنا ضد الزواج الاضطراري حتى إن تقدم الإنسان في السن لأنه يحطم العلاقة. ويجب أن تكون هناك علاقة حب قبل التخطيط للزواج، وإلا ستفشل العلاقة. واذا كان الشاب مغترباً وأراد الزواج فلا بد أن تساعده أمه في ايجاد شريكة الحياة المناسبة».
عبد المنعم الجاروفي: مصوّر صحافي
«تزوجت زواجاً تقليدياً، وهذا النوع من الزواج من وجهة نظري حظوظ، وأنا كنت محظوظاً. كان عمري 27 عاماً عندما عرض علي والدي فكرة الزواج في وقت لم أكن أفكر فيه في الزواج أصلاً. ورأيت الكثير من الفتيات اللواتي عرضتهن عليّ العائلة لأختار شريكة المستقبل، إلى أن التقيت زوجتي. وأخبرت عائلتي بأني لا أريد رؤية المزيد.
وهنا أقول ان بعض أصدقائي تعدوا سن الخمسين عاماً ولم يتزوجوا لانشغالهم بالعمل. وأفضل بالطبع مشاركة الأب والأم في اختيار شريكة حياة ولدهم، لأنهما يعرفان العروس الموعودة أكثر من الشخص ذاته خاصة إذا كان مغترباً، ولأن نظرتهما تختلف كثيراً وتكون نظرة صائبة».
يعيش في الامارات بهدف العمل شباب من جنسيات عربية مختلفة ويكون عليهم بعد الإستقرار في البلد الثاني ان يتزوجوا فيلتفتون نحو بلدانهم، ويكون الزواج المدبّر هو الحل.
كريم حيدر: لا يزال القرار لدى الأم
«بعد أن تغرّبت وعملت مهندساً في إحدى الشركات أخذت أبحث عن شريكة حياتي ومن خلال علاقات الأقارب تعرفت عليها. كانت تسكن في الحي الذي أقيم فيه في سورية، وتمت الزيجة بالطريقة التقليدية المدبرة.
شبان كثر أعرفهم أقاموا علاقات غير شرعية، وانجرفوا إلى اتجاهات سلبية ولم يكن الزواج في مخطط حياتهم، فقد فاتهم قطار الزواج، مما أدى إلى أن تكون حياتهم فوضوية.
وهنا أؤكد أن الأم ما زالت إلى عصرنا هذا زوجة الابن. والكثير من الشباب لم تسنح لهم الفرص لاختيار شريكة الحياة فيلجأون إلى الأم لطلب مساعدتها، ولأنها أحياناً تكون على علاقات مع عائلة العروس».
ماهر شاربه: مدير تطوير الأعمال في إحدى الشركات
«زواجي لم يكن تقليدياً بالمعنى المعروف، ولكني كنت معجباً بإحدى الفتيات قبل أن أغادر بلدي. ولأن الظروف المادية لم تكن تسمح لي بالارتباط بها، فقد سافرت وانتظرت إلى أن تسمح الظروف. وعندما توافرت نفقات الزواج أخذت اسأل عنها إن كانت قد ارتبطت، ولكن النصيب كان ينتظرني، وذهبت في إجازة سنوية وتمت الزيجة.
الكثير من الشباب المغترب تأخذهم أعمالهم ولا يهتمون بغير العمل ويكتشفون في النهاية أن فرص الزواج والإنجاب تقل مما يدفعهم إلى الزواج الاضطراري، وهنا يأتي دور الأم للبحث مع أبنائها عن شريكة الحياة خاصة أن الوقت لم يعد كافياً للانتظار. فالزواج بالطريقة المدبرة هو حالة خاصة بحد ذاتها منها ما يفشل، ومنها ما يأتي بالنجاح. وبعض المغتربين يتعرفون على فتيات أجنبيات فتتوافق الأفكار ويحدث التفاهم، فيقبلون على الارتباط بهن».