شلّة الصديقات
طب نفسي, سلمى المصري, الكويت, المملكة العربية السعودية, علم إجتماع, صديقتي المفضلة, مواقع الزواج الإلكتروني, صديقة
28 مايو 2012ضعف شلة الصديقات بعد الزواج في نظر علم الاجتماع
يرى الدكتور رفعت عبد الباسط، أستاذ علم الاجتماع في جامعة حلوان، أن تفتيت الصداقة بعد الزواج يرجع إلى عدم الاختيار الصحيح للصديقات منذ البداية، فهناك الصديقة الغيورة التي تفضل المرأة الابتعاد عنها بعد الزواج، وهناك الثرثارة التي لا تتماشى مع ضغوط الحياة وضيق الوقت بعد الزواج، مؤكداً أن الصداقات الحقيقية تبقى صامدة أبد الدهر، مهما واجهت من صعاب بسبب ظروف الحياة.
ويشدد على ضرورة التمسك بالصداقات من أجل استكمال الحياة بصورة طبيعية، وينصح من تعاني ضيق الوقت أو تنقطع كليا عن صديقاتها، بأن تحرص على الاطمئنان على واحدة منهنَّ يومياً، فلو كان عدد صديقاتها خمساً ستتواصل معهن على مدار الأسبوع، خاصة أننا في عصر الانفتاح التكنولوجي، فمن الممكن أن تتجمع الصديقات ويتحدثن بالكاميرا والصوت على الإنترنت ومعهنّ أطفالهنّ.
ويضيف: «أيضاً مواقع التواصل الاجتماعي، مثل الفيسبوك وتويتر، لم تترك مجالاً للعزلة الاجتماعية، ولا أعتقد أنه مازال أحد في الجيل الجديد لا ينظر إلى حسابه يومياً على الفيسبوك، فهذا نوع من التواصل متطور لا يسمح بقطع علاقات الأصدقاء، ويساعد على استمرارها، فعلينا أن نستغل ظروفنا لنطور حياتنا وعلاقتنا لنعيش حياة صحية، فقد كشف فريق بحثي من جامعة يونغ بريغهام، أن العلاقات الاجتماعية القوية مفيدة للصحة تماماً، مثل التوقف عن التدخين وخسارة الوزن الزائد أو أخذ أدوية معينة. من جهة أخرى، فإن ضعف العلاقات الاجتماعية يوازي تقريبا تدخين 15 سيجارة في اليوم، لذا علينا جميعاً ألا نفرط في صداقاتنا الحقيقية».
نظرة نفسية
الى أثر الزواج على «شلة» الصديقات
يفسّر الدكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة سبب انفراط عقد «شلة البنات» بعد الزواج، بالضغوط الاجتماعية الواقعة على عاتق المرأة دون الرجل، إذ أن الجزء الأكبر من المهمات المنزلية هي من مسؤولية المرأة وحدها. ويرى أن المرأة تخطئ في حق نفسها دون أن تدري، فتتصور دائماً أنها عندما تلغي حياتها وتكرس معظم وقتها للمنزل والزوج تبني أسرة سعيدة، وهو ما لا يطيقه الرجل الذي يحب أن يخرج مع أصدقائه هو الآخر.
ومن هنا تدب الخلافات بينهما، فهي ترى أنه يجب أن يسخِّر نفسه لها كما تفعل هي، دون أن تنتبه إلى أن الإنسان الطبيعي المتوازن هو القادر على القيام بواجبه تجاه نفسه وتجاه عائلته.. وينصح الدكتور هاشم جميع الزوجات بضرورة عدم التخلي عن الصديقات، والحرص على التواصل معهنّ قدر المستطاع لتحقيق التوازن النفسي، مؤكداً أن الدراسات الجديدة أثبتت أن تمضية وقت سعيد برفقة الأصدقاء والعائلة يقلل من خطر الموت المبكر بنسبة 50 في المئة.
شهادات من مصر:
انهيار الشّلة يعود الى أسباب بعضها اجتماعي والبعض الآخر شخصي
يتداخل الشخصي والاجتماعي في التأثير على شلة الصديقات في مصر. وهذه الشهادات تؤكد ذلك.
شيرين منير: غيرة الصديقات سبب انهيار «شلة البنات» بعد الزواج
ترى شيرين منير (45 عاماً) أن عدم صمود صداقة النساء أمام الزواج يرجع إلى أسباب عدة، لكن أبرزها الغيرة على الزوج من إحدى الصديقات غير المتزوجات. وتحكي تجربة خاصة جداً شهدتها بنفسها قائلة: «كنا ست صديقات، وبعد زواج أغلبنا تساقطت الصديقات واحدة تلو الأخرى. وكانت واحدة منا قد بلغت نهاية العشرينات ولم تتزوج، وكنا جميعاً نتبادل الزيارات المنزلية، وبحكم قربنا من بعضنا وقعت هذه الصديقة في حب زوج واحدة منا، خاصة أنه كان على أعتاب أزمة منتصف العمر، ووسط انشغال زوجته بالأطفال كان يلقى كل الاهتمام والرعاية من صديقتها، حتى كانت المفاجأة لنا جميعاً بأنه تزوجها وهجر زوجته الأولى.
صحيح أنه طلقها بعد فترة وعاد للأولى، إلا أن التجربة ذاتها كانت سبباً لقطع أواصر العلاقة بيننا وبينها. وبعد تلك التجربة القاسية تفرقنا واحدة تلو الأخرى، لأسباب مختلفة، تارة زوج إحدانا يقيم اختبارات لصديقاتنا ويبدأ تحذير زوجته من الاستمرار في العلاقة مع هذه أو تلك، وتارة أخرى تسافر واحدة منا إلى دولة عربية أو أوروبية استكمالاً لرحلة الكفاح مع زوجها، فتقل الاتصالات وسط زحام الحياة وتصاب الصداقة بفتور. والآن لم يبق لي من الصديقات الست سوى واحدة فقط، أعتبرها صديقتي الوحيدة التي لم تستطع ظروف الحياة التفريق بيني وبينها، وأحرص على لقائها والتواصل معها دائماً».
فاطمة سليمان: أولوياتنا تختلف بعد الزواج
أما فاطمة سليمان (36 عاماً) المتزوجة منذ 11 عاماً والأم لطفلين، فتؤكد أن سبب انفراط «شلة البنات» بعد الزواج هو اختلاف الأولويات في المقام الأول، فقبل الزواج تكون الدراسة أو العمل في صدارة أولويات الفتاة، وتأتي في المرتبة الثانية ضرورة التواصل مع الصديقات. بينما بعد الزواج يأتي المنزل والزوج والأبناء في المرتبة الأولى، ثم العمل الذي يستهلك التوفيق بينه وبين الأسرة مجهوداً جباراً من المرأة التي تجد نفسها في النهاية تفاضل بين استثمار فُتات وقت فراغها، إن وجد، بين الاسترخاء أو الراحة والخروج مع صديقاتها، فترجح كفة الراحة كي تستطيع استكمال مشوار الجهاد اليومي.
وتضيف فاطمة: «أخرج من ذلك المأزق بالتواصل مع صديقاتي بالمكالمات الهاتفية، خاصة أننا جميعاً نعاني المشكلة نفسها ونتمنى أن نجد متسعاً من الوقت لنسترجع أيام ما قبل الزواج».
سمر سعد: بعض الأزواج يصرون على قطع علاقة زوجاتهم بصديقاتهن
سمر سعد(23 عاماً) المتزوجة منذ عامين والأمٌّ لطفلة، تؤكد أن عمل المرأة ليس السبب الوحيد لتفريق «شلة البنات»، فأحياناً يكون الزوج هو السبب الأساسي في ذلك.
وتقول: «صحيح العمل يستنزف وقت ومجهود المرأة ويجعلها تبعد بعض الشيء عن صديقاتها، وهو ما حدث معي في بداية زواجي، إلا أن المشكلة الكبرى تكمن في بعض الأزواج الذين يرفضون أن تكون لزوجاتهم صديقات. صحيح أن زوجي ليس منهم ولا يمنعني من مقابلة صديقاتي، إلا أنني أعاني تلك المشكلة مع بعض صديقاتي، فواحدة يخشى زوجها تواصلها مع صديقاتها فتهمل المنزل، وأخرى زوجها شخصية منغلقة ويفرض عليها مقاطعة جميع صديقاتها، فلا ترد على مكالماتنا إطلاقاً في وجوده لكنها تحرص على التواصل معنا في غيابه...».
فريد قطب: لم أمنع زوجتي عن صديقاتها وهي التي تخشى التقصير نحوي
على الجانب الآخر يؤكد فريد قطب، متزوج منذ عام ونصف العام، أنه على مدى فترة زواجه حاول مراراً وتكراراً حث زوجته على إعادة الصلة بصديقاتها، إلا أنها تتملكها فكرة أن الاتصال بشلتها القديمة سيجعلها مقصرة في واجبات حياتها الجديدة. ويضيف: «قبل الزواج كان لزوجتي أكثر من شلة بنات من صديقات الكلية والجيران وزميلات العمل، لكن بمجرد دخولنا القفص الذهبي أصبحت أنا شغلها الشاغل ومحور حياتها الوحيد». لكنه يعترف في الوقت نفسه بأنه لو كانت زوجته منخرطة اجتماعياً مع صديقاتها، لكان تردد في منعها عنهن حتى لو شعر بأنهن يستحوذن على كامل اهتمامها، لأن الصداقة مهمة للمرأة.
صالح سعيد: الغيرة على الزوج تبعد المرأة عن صديقاتها وتفكك شلة البنات
أما صالح سعيد، متزوج منذ ثلاثة أعوام، فيؤكد أنه حريص على أن تتواصل زوجته مع صديقاتها، ولن يمانع ذلك إلا في حال سماحها لإحداهنّ بالتدخل في حياتهما الزوجية، أو أن تكون ذات شخصية سيئة.
ويقول: «زوجتي اهتمامها الأكبر بابنتنا الرضيعة وكيفية إسعادي ورضاء أمي، وأعتقد أن هذا سبب ابتعاد جميع البنات عن بعضهن بعد الزواج، نظراً إلى انشغالهن بحياتهن الجديدة. لكن هذا لا يمنع أن هناك بعض الأزواج يتبعون تكتيكاً معيناً لإبعاد زوجاتهم عن شلة ما قبل الزواج، كأن يبرزوا اهتمامهم بإحدى الصديقات ويسألوا عنها بين الحين والآخر، فتستشيط الزوجة غيظاً وغيرة وتبدأ الابتعاد عن الصديقة المذكورة تدريجاً، وبعدها تبتعد عن جميع صديقاتها خوفاً أن تخطف إحداهنّ زوجها».
مروى فتحي: أعذر صديقاتي المتزوجات وخاصة الأمهات
رغم أن مروى فتحي (30 عاماً)، غير متزوجة، فإنهاتعترف بأن الزواج يقضي على ترابط صداقات البنات، وتوضح: «بعد زواج بعض صديقاتي أصبح من الصعب أن نتقابل كـ»شلة بنات» وأحياناً تمر على لقاءاتنا أربعة أشهر أو أكثر. وأنا أعذر صديقاتي المتزوجات خاصة الأمهات منهن، لأن الأطفال متعبون في الأماكن الخارجية ولا نستطيع السيطرة عليهم. ولكن مشكلتنا الكبرى في الاتفاق على موعد المقابلة الذي من الممكن أن يستغرق منا أكثر من شهر حتى نتفق على وقت مناسب للجميع. أعلم أن الزواج مسؤولية وأمر غير سهل، لكن الصداقة مهمة للجميع، سواءً كن متزوجات أو لا».
دعاء شعراوي: ضيق الوقت بعد الزواج هو أزمتي الكبرى مع صديقاتي
في المقابل لا تواجه دعاء شعراوي (27 عاماً) المتزوجة منذ عام، أي اعتراض من زوجها في ما يخص التواصل مع «شلة البنات» والخروج معهنّ، لكن مشكلتها تكمن في التزامات الزواج التي تقيدها.
وتقول: «الزواج مسؤولية كبيرة ومتطلبات المنزل والزوج كثيرة. صحيح زوجي لا يمانع خروجي لمقابلة صديقاتي، لكنني لا أعتقد أنه سيقبل بخروجي قبل إنهاء مهمات المنزل الكثيرة، وأنا أيضاً كثيراً ما ألغي فكرة الخروج لانغماسي في المهمات المنزلية أو انشغالي مع زوجي بالزيارات العائلية التي لا مفر منها. وفضلاً عن ذلك أعود من العمل متأخرة بعض الشيء مما يصيب وقتي بأزمة قلبية صعبة العلاج».
وتؤكد دعاء أن المشكلة في عدم استمرار «شلة البنات» هي اختلاف ظروف الجميع، فواحدة سكنت في منطقة جديدة بعيدة عن وسط القاهرة يجب أن تنتظر وقت فراغ زوجها ليوصلها الى حيث صديقاتها، وأخرى لا تتنفس بالكاد بسبب طلبات زوجها التي لا تنتهي، وثالثة استهلكت طاقتها بسبب طفليها التوأمين ولا تستطيع الخروج بهما.
في السعودية: شلّة الصديقات تضعف أو تقوى بعد الزواج حسب ظروف العائلات
لا يمكن إلا أن تتأثر شلة الصديقات بزواج افرادها بسبب مسؤليات الحياة العائلية الجديدة، فإذا لم تنقطع فانها تضعف مثلما نرى في هذه التجارب من السعودية.
ايناس الفيومي: زوجي لا يتدخل ويشجعني على اللقاء مع صديقاتي
قالت إيناس الفيومي (34 سنة، متزوجة ولديها 3 أطفال)، إن زوجها لا يتدخل في شلة صديقاتها، بل على العكس يُشجعها دائماً على الخروج معهن والتقائهن، وأضافت: «لم انقطع كثيراً عن صديقاتي، فأغلبهن قريباتي وشلتي مكونة أيضاً من زوجات أخواني، أما شلتي في الجامعة فبقي التواصل بيننا من خلال الانترنت نظرا إلى سفر البعض والانشغال مع عائلاتهن وأولادهن. لكن زوجي لا يتدخل أبدا في شلة صديقاتي بل على العكس أجده يُشجعني على التقائهن والخروج معهن». وترى إيناس أن طبيعة الزوج هي ما يفرض على شلة الزوجة الاستمرارية أو عدمها فهناك من لا يتقبل هذه الأمور وهناك من يرحب بها. تقول: «لا أعتبر أن الزواج قد يولّد صداقات جديدة بقدر ما انه يعمل على توسيع نطاق المعارف وليس الصداقات».
رشا سليمان: أغتنم الفرصة للخروج مع صديقاتي دون ولديّ
ذكرت رشا عبد الغني سليمان (32 سنة) المتزوجة ولديها ولد وبنت، أن صديقاتها من الجامعة ما زالت على تواصل معهن وتحاول أن تجد أوقاتاً لنفسها لتخرج معها وترفه عن نفسها دون زوجها وولديها. تقول: «زوجي لا يتدخل في شلة صديقاتي، وهو يعرفهن جميعاً وعلى صداقة مع أزواجهن أيضا. وفي الكثير من الأحيان نخرج معاً برفقة أزواجنا. إلا أنني أغتنم الفرص للخروج مع صديقاتي دون ولديّ أو زوجي من باب التغيير والبحث عن الهدوء ومسامرة الصديقات في أمورنا المشتركة».
وأضافت: «زوجي يثق بي وباختياراتي وهو على دراية كاملة بأني لا أتأقلم مع أي كان من الناس، فمن الصعب أن أجد من ارتاح معهن وبالتالي أعتبرهن صديقاتي، لذلك هو على ثقة بأن اختياراتي ستكون صحيحة».
وأشارت رشا إلى أن المرأة بعد الزواج تُلزم بمسؤوليات كثيرة ولا تجد متسعاً لتكوين صداقات جديدة، مضيفة: «تعرفت على سيدات من خلال عمل زوجي لكني لا اعتبرهن صديقات، فقد نلتقي في مناسبة أو اجتماع أو سهرة لكنهن في النهاية لا يُعتبرن من شلة صديقاتي».
علا سليم: انقطعت عن صديقاتي بسبب غربتي
وقالت علا سليم (30 سنة، متزوجة ولديها طفلان) إن زوجها لا يتدخل في شلة صديقاتها لكنه قد يُبدي بعض الملاحظات، «ففي السابق كان ينصحني بأن لا اصدق كل ما يُذكر وألا أخبرهن أي شيء خاصة عن حياتي، وما إلى ذلك من النصائح. لكنه وبشكل عام لا يتدخل في صديقاتي بل على العكس يحترم أموري الخاصة معهن».
وبينت علا أن الزواج قد يكون ضربة قاضية لشلة صديقات الزوجة بنسبة تصل إلى 70 في المئة تقريباً، قائلة: «أنا وصديقاتي لا نتواصل إلا عن طريق الانترنت نظرا إلى انشغالنا في مسؤوليات الزواج والمنزل والأطفال وما الى ذلك، فغربتي وتنقلي مع زوجي من بلد الى بلد حتمت علي الابتعاد عن شلة صديقاتي».
أمل باقازي: الزواج يجعل اللقاءات أقل
قالت الصحافية أمل باقازي (27 سنة) إن لديها شلة صديقات وبحكم عملها وعملهن أيضاً فهنّ لا يلتقين باستمرار، كما أن الوقت الذي كانت تمضيه مع صديقاتها بات أقل من قبل نظرا لانشغالها مع زوجها. وأضافت: «أكثر ما أحبه في صديقاتي أننا لا نلتزم بيوم أو موعد معين للالتقاء، وهنّ يقدرنّ انشغالي في الوقت الحالي مع زوجي وبيتي وعملي أيضاً».
وأشارت إلى أن زوجها لا يتدخل في صداقاتها «لكن من الممكن أن يُبدي ملاحظات معينة على إحداهن. وعلى سبيل المثال إذا طلب مني قطع علاقتي مع إحداهن أتناقش معه وأستمع إلى آرائه وأسبابه، وقد أعمل على توضيح وجهة نظره في أمر ما يتعلق بإحداهن. ومن المستحيل أن أستجب لطلبه دون معرفة الأسباب».
وأكدت أن زوجها أبلغها الخطوط الحمراء في ما يتعلق بشلة صديقاتها. «زوجي يكره أموراً معينة في صداقات الزوجة بشكل عام، كالسهر في الخارج لوقت متأخر مع الصديقات في مكان عام، وهذا يختلف عن كوننا مجتمعات في منزل إحداهن، وأشعر بأنه يحرص على ألا اختلط بنوعيات معينة، ولا يمانع استقبالي صديقاتي في منزلي، وأنا احترمت ذلك ولم أتخطه أبداً».
وتابعت ان الزواج لا يعتبر ضربة قاضية تبعد الزوجة عن صديقاتها لأن الأمر تحدده الزوجة نفسها. «وبالنسبة إليّ أرى أن الزواج من الممكن أن يساعد في توسيع نطاق الشلة، فزوجي عرفني على أعز أصدقائه وتعرفت أنا على زوجاتهم، وبالتالي أصبح لديّ صديقات مشتركات من العمل ومن مؤسسة الزواج أيضاً».
نور بركات: خطيبي غير متقبل لفكرة شلة صديقات الزوجة
ذكرت نور بركات (26 سنة) أن خطيبها كان لديه تدخل في شلة صديقاتها وهو بمثابة الشرط، تقول: «شرطه الوحيد أن تكون صديقاتي عن طريق الأهل، أي أنني اعرف عائلتهن ويعرفن عائلتي ليطمئن قلبه، وسألني في أولى فترات الخطوبة إن كانت والدتي تعرف صديقاتي فأجبته بأنها تعرفهن وتعرف عائلاتهن أيضاً».
وأكدت لميس أن الزواج لا يوفر الفرصة لصداقات جديدة «لأن خطيبي بطبعه لا يحبذ هذه الأمور. ومن الآن أشعر بأنه أخذني منهن وأصبحت لا أمضي معهن الكثير من الوقت كما في السابق، وأعتقد أنني بعد الزواج ستخف تدريجياً علاقتي بهنّ، ذلك لأن خطيبي غير متقبّل لفكرة الشلة وصديقات الزوجة، فهو يرى في السهر والخروج مع الصديقات أمرا غير مريح ويُفضل أن أمضي وقتي معه بالكامل».
في الكويت: المشكلة تتفاوت من فتاة الى أخرى
الكويتيات الشابات المتزوجات حديثا أجمعن على أن الزواج ليس سببا لانفراط «شلة البنات»، غير أن ما يبعدهن عن بعضهن هي المسؤوليات في الحياة الجديدة وازدحامها بأشخاص جدد مثل أهل الزوج وأقربائه والواجبات الاجتماعية... وهنا بعض الشهادات:
كفاح السعدون: بعد الزواج صرنا شلة عائلات
مصممة المناسبات السارة كفاح السعدون قالت: «التغيرات التي تطرأ على العلاقة بين شلة الصديقات بعد الزواج مسألة نسبية، تتفاوت من فتاة إلى أخرى، وفقاً للتركيبة النفسية للمرأة، بالإضافة إلى تراكم المسؤوليات على كاهلها، وافتقارها الى أوقات فراغ كافية. فالبعض منا تقطعت بهنّ سبل التواصل بعد الزواج، وأخريات ما زلن يتواصلن بشكل محدود في المناسبات الرسمية، ولكن الصديقات الأقرب توطدت علاقاتي بهن أكثر وخاصة اللواتي تزوجن في فترات قريبة من زواجي.
وحتى لا نفقد شلتنا وجمعتنا عمدنا إلى امتداد صداقتنا إلى أزواجنا، وبتنا نجتمع أزواجا وزوجات على الود والإخاء في كل وقت، وبدلا من أن تكون هناك شلة للأزواج منفصلة وأخرى للزوجات أصبح لدينا شلة العائلات تضم الأزواج والزوجات وكذلك الأطفال من مختلف الأعمار حيث أبناؤنا ارتبطوا مع بعض بصداقات قوية ولديهم برامج ترفيهية مشتركة، مما عزز من علاقة شلة البنات لتتحول إلى شلة عائلات وازدادت تماسكا وقوة».
عبير البريكي: نضطر للاستسلام للائحة الممنوعات الزوجية
عبير البريكي (موظفة) قالت: «غالباً ما يكون الفتور الذي يصيب علاقة الفتاة بصديقات الدراسة والطفولة والعمل بعد الزواج نابعاً من تراكم المسؤوليات الجديدة عليها، إذ تختلف الحياة الزوجية بمتطلباتها الكثيرة عن حياة العزوبية التي تنعم فيها الفتاة بأوقات فراغ كبيرة ومسؤوليات أقل تمكنها من التواصل ليس مع الصديقات فحسب بل مع الأهل والأقارب أيضاً. ويزداد هذا الفتور إذا كان الزوج يغار على زوجته من نسمة الهواء ومن طفل صغير.
فمع أول أيام الزواج يبدأ بوضع لائحة من الممنوعات عليها ويشترط عليها مواعيد محددة لمهاتفة صديقاتها أو الخروج معهن مما يضطر الكثيرات مع بداية حياتهن الزوجية للانصياع لرغبات الزوج والتضحية بشلة البنات الصديقات تجنبا للوقوع في فخ الخلافات الزوجية. وهنا لا بد من عدم المكابرة والاعتراف بان هناك الكثير من الشلل البناتية أو الصداقات النسائية تكون وبالا على الزوجة وبيتها، خاصة إن كانت الزوجة تفتح أذنيها لسماع نصائح البعض من الصديقات غير الأمينات واللواتي لا يهمهن سوى خراب البيوت بحجة النصيحة والثواب».
فرح الشرهان: الزواج يعطي المرأة حرية أكبر في لقاء صديقاتها
فرح الشرهان - متزوجة حديثا قالت: «شلة البنات علاقة كغيرها من العلاقات الإنسانية تؤثر في الآخرين وتتأثر بالمستجدات النفسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية، فكيف إذا دخل شخص جديد في حياة البنت، وأنا اقصد هنا الزوج خاصة. وكثيرات منّا قبل الزواج يعتبرن صديقاتهن كل شيء، حتى مكالماتهن تكون يومية أو على مدار الساعة. لكن بعد ذلك من الطبيعي أن تنشغل الصديقة عن صديقتها أو شلتها بزوجها ويصبح معظم وقتها ليس ملكاً لها وحدها بل لزوجها خاصة في أشهر الزواج الأولى، فلا تملك التصرف دون وضع اعتبار للطرف الآخر والرجوع إليه. وفي حين أن تمضية الوقت والتحدث مع زوجها بأسرارها يجعلانها تستغني به عن صديقاتها في كثير من الأيام والأمور فإنها تبقى في حاجة إلى صديقاتها في أمور أخرى، ولكن تقل مساحة الوقت مع الصديقات وتنصدم صديقاتها المقربات بهذا التغيير. وقد يشاع عنها أنها تبدلت بعد الزواج وان الزوج غيّرها أو منعها من الالتقاء بالشلة، أو أصبحت مغرورة وسوى ذلك من الكلام»...
وأضافت: «علاقتي بصديقاتي قوية جداً ومتينة ومستمرة معي من سنوات، وتواصلي معهن دائم وبشكل معتدل وطبيعي. فنجتمع كل بضعة أشهر في بيت إحدانا أو نختار اللقاء في مكان عام، وذلك بمعرفة زوجي وموافقته وتفهمه أن من حقي أن يكون لي صديقات ارفه عن نفسي معهن وبصحبتهن وبعلمه. إضافة إلى أنني وزوجي حرصنا منذ أيام زواجنا الأولى على تكوين علاقات صداقة أسرية مع أصدقاء متزوجين حديثا مثلنا نمضي معظم أوقاتنا بينهم، مع حرصي وحرصه على أن يكون لكل واحد منا أصدقاؤه الخاصون. وتجربتي بعد الزواج أني صرت أكثر حرية وبتنا انا وصديقاتي نجتمع من دون مشكلة».
المشهدي: الصداقات الحقيقية لا يقتلها الزواج
ومن السعودية تقول الاختصاصية الاجتماعية سوزان المشهدي إن الصداقات الحقيقية الأصيلة والمبنية على أسس متينة لا تنتهي ذلك لعدم وجود أطراف متضررة. وأضافت: «قد يكون الزوج غير راغب في تواصل زوجته مع صديقاتها في اجتماعات دائمة وشللية، وعلى الزوجة تفهم الأسباب التي يبديها لها ومناقشتها معه إلىأن يصلا إلى حلول تُقنع الطرفين». وأشارت إلى أن الصداقات المبنية على تفهم الصديقات بعضهن بعضا ومراعاة الظروف التي تحيط بالمرحلة الانتقالية الجديدة، «لن تموت وإن خفّ وهجها قليلاً بسبب الانشغالات الجديدة لأطرافها».
هدى محمد: من شروط زواجي الاحتفاظ بشلة صديقاتي
هدى محمود (موظفة) غير متزوجة اعتبرت ان بعض الفتيات هن اللواتي يتبدلن ويبتعدن عن شلتهن لمجرد إحساسهن بانهن انتقلن الى مرحلة اخرى في حياتهن. واضافت: «الصداقة شيء جميل في حياة الإنسان، وبدونها لا طعم للحياة. وانا من النوع الذي لا يمكنه التفريط بصديقات عمري بسبب الزواج او لأن شريك حياتي المستقبلي لا يرغب في ان يكون لي شلة من الصديقات المقربات الى قلبي امضي بعض الوقت بصحبتهن وبرفقتهن بعيدا عن روتين العمل اليومي والالتزامات التي ستقع على عاتقي بعد الزواج من زيارات ومجاملات لأهل زوجي وأقربائه. فمن الطبيعي أن تكون لي مساحة من الحرية تساعدني في إبقاء التواصل قائماً بيني وبينهن وإن كانت الفترات متباعدة، فالقلوب تغمرها الذكريات الجميلة». وأكملت هدى: «استغرب من يتحجج بالزواج وبالزوج الذي يوصف دوما بأنه المسؤول والمتسبب بفقدان زوجته لصديقاتها بسبب الغيرة أو الأنانية...
في مثل هذه الحالات لا يعتبر الرجل هو صاحب المركز القوي أو صاحب القرار، بل الزوجة هي المسؤولة عن فقدان صديقاتها وخسارتهن لأنها لم تحاول أن تقنع زوجها وتجعله يؤمن بأنه مثلما هو لديه أصدقاء مهمّون في حياته بعد زوجته وأسرته هي لديها أيضا صديقات لا تستغني عنهن، شرط أن تكون هؤلاء الصديقات صديقات بكل معنى الكلمة لا «هدامات بيوت». ومن أهم الشروط التي يجب أن تتوافر في شريك المستقبل هو أن يحب من أحب وان يجامل من أحب، كما أجامل أنا أهله وأصدقاءه واجعله يفتخر بي وبتصرفاتي أمامهم. فلا بد في المقابل من أن يعاملني المعاملة نفسها».
إيمان حسين: لسنا في جُزُر معزولة
ايمان حسين صاحبة مشروع تجاري قالت: اعتقد ان زواج الفتاة ينهي علاقتها بصديقاتها لأن الله خلق الإنسان اجتماعياً بطبعه، فلا يمكنه العيش وحيداً بمنأى عن الناس من حوله، وكأنه في جزيرة مقطوعة. ولو بحثنا حولنا لوجدنا ان الجميع يبحثون عن الصداقة ليتقاسموا مع الأصدقاء أصعب المواقف وأسعدها. غير أن ظروف الحياة وتقلباتها أحياناً تفرض نفسها خاصة على الفتاة التي ترتبط بعلاقة زواج، فتنشغل بهموم بيتها وزوجها ورعاية أطفالها فتنصرف قليلاً عن معشر الصديقات، وتتأثر علاقتها بهنّ بعد الزواج وفقا لوضعها الجديد. لكن في النهاية ومهما طالت المدة تعود المياه الى مجاريها بين الصديقات وتعود العلاقة اكبر وأعمق لان الصديقات حين يكبرن يصبحن أكثر نضجاً ولديهن تجارب جديدة في حياتهن الزوجية تفتح مجالا للأحاديث وتبادل الخبرات التي كانت محظورة عليهن قبل الزواج».
فرح شهاب: الرجل غير مسؤول عن انفراط شلة الصديقات
فرح شهاب (موظفة) غير متزوجة قالت: « الكثير من وقائع انفراط شلل البنات بعد الزواج لا ذنب للرجل فيه، فابتعاد البعض عن صديقات عمرهن بسبب الزواج أمر طبيعي. للأسف أغلب الفتيات في هذه المرحلة يعتقدن أن الزوج سيملأ الحياة بكل تفاصيلها، لكن بعد أشهر من الزواج تعاود الزوجة التواصل بصديقاتها لأنها تدرك أن الزواج لم يعق الزوج عن الاجتماع بأصدقائه، وأن لحظات الفراغ ستطول بها حين تعيش بعيدة عن صديقاتها».
وأضافت: «هذه القرارات غالبا ما تكون الزوجة هي المسؤولة الوحيدة عنها، وليس الرجل كما هو متهم... الصداقة غريزة في داخل الإنسان ولا يمكن الاستغناء عنها تماماً ولا عذر للانقطاع فترة طويلة. وعلى الفتاة مع بداية الحياة الزوجية التخفيف من المحادثات مع صديقاتها وترتيب أولوياتها، وليس قطع العلاقة بهن».
الصداقة في حياة الفتيات أمر مهم ولا غنى عنه، وقبل الزواج تتمسك الفتاة بشلتها وتحرص على أن تتواصل معها بكل السبل، عبر الزيارات واللقاءات والاتصالات الهاتفية، لكن بعد الزواج وفي غالب الأحيان يتغير الأمر تماماً وتبتعد المرأة عن شلتها شيئاً فشيئاً. فماذا هناك في الحياة العائلية من أمور تمنع الفتاة بعد زواجها من متابعة حياة الصداقة التي كانت لها قبل الزواج مع شِلّة من صاحباتها؟ الإجابة عن هذا السؤال نسمعها من مصر والسعودية والكويت.