الشباب المتخرّجون من الجامعات: يطلّقون الشهادة الجامعية
السينما السورية, سلمى المصري, المملكة العربية السعودية, ربّ العمل, شهادة جامعية, وظيفة, أعمال يدوية, الأشغال اليدوية, الجامعات, الشباب العربي, مشكلة / مشاكل الشباب, واللغة العلمية
11 يونيو 2012رانيا السباعي: درست الطب في مصر وعملت ممثلة في الكويت
الدكتورة رانيا السباعي خريجة جراحة وطب بشري اختارت العمل في مجال التمثيل وعروض الأزياء في الكويت لأنها ترى أن أصحاب الشهادات في الدول العربية هم الفئة المهضومة حقوقها المادية والمعنوي. قالت:
«دائما ما أُسأل في أي مكان أذهب اليه عن سبب كوني طبيبة وأعمل في مجال التمثيل وعروض الازياء. ولا بد من ان أكرر إجابتي وأقول بسبب الظروف السلبية التي عانينا منها نحن كشعب مصري في ظل النظام السابق الذي لم يكن يقدر حملة المؤهلات العليا من الاطباء والمهندسين والمحامين، فأكثر هؤلاء الخريجين ما زالوا يعانون من البطالة المتكدسة. هناك دول تحترم خريجيها من حملة المؤهلات العليا مثل دول منطقة الخليج حيث يُهتم بحديثي التخرج ويُمنحون فرص التدريب واكتساب الخبرات مع رواتب مجزية تمكنهم من الحصول على حياة كريمة. لكن حديثي التخرج في مصر يحصلون على 120 جنيها فقط، وهو مبلغ ضئيل لا يكفي لسد الرمق. لذا بعد التخرج وحصولي على البكالوريوس في الطب والجراحة اتجهت الى العمل خارج تخصصي، فعلمت مضيفة جوية ومراسلة إعلامية لمجلة ومذيعة في تلفزيون الكويت وعارضة أزياء وأخيرا اتجهت الى التمثيل».
الكويتيون يعملون بعيداً عن تخصّصهم العلمي هرباً من روتين الوظيفة الحكومية
يعمل شباب وشابات الكويت بعيداً عن تخصّصهم العلمي والأكاديمي، ليس بسبب عدم وجود فرص أو وظائف في التخصص نفسه، ولكنهم يبحثون عن عمل إبداعي بعيدا عن الروتين الرتيب في الوظائف الحكومية، ويخوضون في مجالات يعشقونها ويفضلونها لأن التخصص العلمي لا يتسع لمواهبهم وهواياتهم وطموحاتهم الكبيرة...
مشاعل عقيل: لست الهاربة الوحيدة إلى الإعلام
رغم أن المذيعة الكويتية الشابة مشاعل عقيل مقدمة برنامج «استديو الابطال» على قناة «الراي» هي خريجة علوم سياسية من جامعة الكويت، فقد اختارت العمل في المجال الاعلامي وتقديم البرامج بعيدا عن تخصصها العلمي، ولها أسباب تبررها بقولها: «لا اعتقد اني «الهاربة» الوحيدة من تخصصي في مجال العلوم السياسية والمتجهة الى مكان آخر يختلف كليا عن تخصصي، فأنا أعلم أن هناك نسبة 99 في المئة من خريجي هذا التخصص يتجهون الى العمل في مجالات بعيدة عن مجال تخصصهم لعدة أسباب، أولها ان خريج هذا القسم له مكانان رسميان للعمل هما مجلس الامة ومجلس الوزراء. وهذان المكانان لا يفوز بوظيفة مرموقة بهما الا من كان يملك واسطة قوية وانا اعترف بانني لا امتلك هذه الواسطة لكنني امتلك مواهب اخرى في عالم الاعلام المرئي وتقديم البرامج التلفزيونية. وحين أتتني الفرصة لانضم الى فريق «الراي» لم أتردد ووافقت بسرعة ولدي طموحاتي وامكاناتي التي أسعى جاهدة باستمرار لتطويرها بشكل ينعكس على أدائي وعملي الاعلامي. واحلم بان أحقق في مجال الاعلام ما قررت هجره والابتعاد عنه في عالم الشوؤن السياسية ووجع الرأس».
يكدح الشباب والشابات، في المدارس والجامعات، ويسهرون الليالي في البيوت من أجل الحصول على الشهادة الجامعية. ثم، عندما يظفرون بها، يشعر العديد منهم بأنها لا تساوي شيئاً من ناحية الاستفادة منها في عمل أو وظيفة، فيعمدون عند ذلك الى تغيير مسار حياتهم العملية والتفكير بمشاريع جديدة بعيدة عن مجال تخصُّصهم فينجح بعضهم في ذلك ويفشل البعض الآخر. وقد توجَّهنا الى عدد من هؤلاء لنرى ماذا يقولون عن تجاربهم العملية بعيداً عن شهاداتهم الجامعية. ونبدأ باستعراض شهادات من مصر.
مروة بيومي: تخلّيت عن روتين الوظيفة وهربت إلى الأعمال اليدوية
لم تختر مروة بيومي (28 عاماً) كلية السياحة والفنادق لحبها إياها أو رغبتها في العمل في مجال الإرشاد السياحي، وإنما لأنها الكلية المناسبة لمجموعها العالي. وبالتالي لم تهتم بالتعمّق في الدراسة إلا في اللغات فقط، وبعد تخرجها لم تعمل بمؤهلها، وإنما عملت في شركة الملاحة التي يملكها والدها، إلا أنها تركتها قبل أن تتم عاماً. وتقول مروة عن سبب تركها العمل مع والدها: «لا أحب التقيّد بالروتين الوظيفي، فقررت أن أترك شركة والدي وأبحث عن شيء أحبه، فأنا أهوى التفكير الجماعي والأعمال اليدوية. وقتها عثرت صدفة على مكان يعطي دورات تدريبية في الرسم، ففكرت في تنمية موهبتي لشغل وقت فراغي، ولكن ما أبهرني في الموضوع أنني تعلّمت ضمن الدورة التدريبية الرسم على الزجاج والقماش والأطباق».
وتضيف: «من هنا أقمت مشروعي الذي أطلقت عليه «مزيد من الصناعة اليدوية»، خاصة أن صديقاتي شجعنني عليه نظراً إلى خلفيتي الفنية، فكنت دائماً أهتم برسوم الكاريكاتير على الأكواب والأطباق الخاصة بحفلات الزفاف، وأصنع مخدات تقديم الشبكة بأسلوب مبتكر. وحمداً لله لاقى المشروع رواجاً كبيراً، ووجدت أن الكثيرين يقبلون على شراء الهدايا التذكارية المصنوعة يدوياً». وتتابع: «الجميل في نجاح المشروع أنني اعتمدت على التسويق الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل الـ«فيسبوك» و«تويتر»، وهو الأمر الذي لم يكلّفني شيئاً في الدعاية».
إيرين يوسف: أنشات أول مدرسة نسائية لتعليم السيارات
رغم أن إيرين يوسف (29 عاماً)، اختارت دخول المعهد العالي لتكنولوجيا البصريات، وتخرجت فيه وعملت فنية بصريات حسب رغبتها، إلا أنها سئمت روتين الوظيفة وملّتها، واختارت أن تخرج من هذا الملل بممارسة هواية سباق السيارات.
تحكي قصتها قائلة: «عشقت سباقات السيارات لأنها رياضة جديدة ومثيرة، وأخذت الكثير من الجوائز والمراتب الأولى. إلا أنني بعد فترة وجدت أن هذا غير كافٍ للقضاء على الملل، ولاحظت أن الكثيرات من صديقاتي يطلبن مني أن أعلمهنّ القيادة تجنّباً لتحرّشات المعلمين من الرجال، وهذا مأزق كبير تقع فيه الكثير من النساء. فقررت من هنا أن أنشئ أول مدرسة نسائية لتعليم قيادة السيارات في مصر. وحمداً لله نجحت فيها وتخلّيت عن روتين وظيفتي، وأصبحت متفرغة لمدرستي وهوايتي التي أعشقها».
وتضيف إيرين: «أنا غير نادمة على ترك مجال دراستي، بل أكثر سعادة واستمتاعاً بعملي الذي أحبه واخترته بمحض إرادتي».
مصطفى عبد المحسن: تركت الهندسة الزراعية لأغزو الأسواق الأوروبية بالفنون النحاسية
مصطفى عبد المحسن (32 سنة) ترك مهنته الأساسية كمهندس زراعي واتجه إلى عالم الفن والحرف اليدوية، والسبب أن المهندس الزراعي في مصر لا يلقى تقديراً مادياً.
يؤكد مصطفى أنه استكمل دراسته الجامعية لأنها رغبة أبيه، لكنه فوجئ بأنها ليست كافية لتأسيس أسرة ولا بناء منزل مستقل، لذا عمل في مهنة أبيه الأصلية وهي النقش على النحاس والفضة، لكنه قبل أن يعمل بها طوّرها بأفكار جديدة وبروح شبابية لتناسب كل الأذواق.
يقول: «كنت أتدرّب على هذه المهنة في ورشة أبي في الإجازات الصيفية، ولم أتخيّل أنني سأعمل بها، لكن عندما ضاق بي سوق العمل قررت التجديد في مهنة أبي، وأضفت إليها لمسات خاصة بي. وانضممت إلى جمعية أوروبية تعمل على إحياء التراث في شتى دول العالم، وجددت أسلوبي وأصبحت أكثر احترافاً، وأسوّق منتجاتي في الأسواق الأوروبية».
ويضيف: «تطورت ورشتي إلى مصنع أغزو بمنتجاته أسواق الخارج تحايلاً على الركود المحلي، فأنا مؤمن بموهبتي في النقش على النحاس والفضة، وأحاول الوصول باسمي إلى العالمية».
إيمان نصر: هربنا من تحكمات سوق العمل الى مشروع يخدم البيئة والمجتمع
إيرين يوسف ليست الوحيدة التي انفصلت عن شهادتها الجامعية وأنشأت مشروعاً يخدم المجتمع أو فئة معينة فيه، بل هناك كثر مثلها. فقد قرر ستة من الشباب حماية البيئة والحد من انتشار القمامة في الشوارع، عن طريق مشروعهم «كيس في الفتيس».
وتوضح إيمان نصر فكرة المشروع بقولها: «نحن ستة أصدقاء تخرجنا في كليات مختلفة، فأنا خريجة كلية تجارة وإدارة أعمال ومحمود عبد العظيم خريج كلية خدمة اجتماعية ومحمود أحمد كلية آداب ومحمد حامد كلية تجارة وإيمان مجدي وندى يحيى كلية فنون تطبيقية. واتفقنا على طرق مجال جديد في سوق العمل، حتى لا تكون البطالة مصيرنا، وحتى نحقق ذاتنا في مشروع نملكه، نطوره حسب تفكيرنا دون أن يفرض علينا أحد قيوداً أو نمنح ثمار مجهودنا لأحد رجال الأعمال».
وتضيف: «أسفر تفكيرنا الجماعي عن إقامة مشروع يحمل قيمة للمجتمع فنثاب في الدنيا والآخرة، وقررنا الحد من الإهمال وإلقاء القمامة في الشوارع، فصممنا سلة مهملات أنيقة وذكية وصغيرة توضع داخل السيارة، وبحثنا في السعر والفئة التي يجب استهدافها أولاً، وأطلقنا على المشروع اسم «كيس في الفتيس» ليكون جديداً وشيقاً ومعبراً في الوقت نفسه عن المنتج».
النجاح لم يأتِ مصادفة مع فريق «كيس في الفتيس»، بل بعد دراسة وتخطيط، وتشرح إيمان نصر أنها وزملاءها قرروا تسويق المنتج عن طريق حملات التوعية، إيماناً منهم بأهمية الحفاظ على البيئة والمجتمع. وقد عرضوا الفكرة على إدارة «حديقة الأزهر»، وهي أكبر تجمع للأطفال والآباء، وبدأوا حملات التوعية حول أهمية النظافة والحفاظ على البيئة وحققوا نجاحاً كبيراً.
وتضيف: «أكثر ما يسعدنا في مشروعنا أنه مُصنَّع بخامات وأيدٍ مصرية 100 في المئة، وأننا حققنا نجاحاً من أول خط إنتاج لنا، والذي بدأ في أيار/مايو 2011 وبيع كاملاً في عشرة أيام فقط. بعدها طورنا المنتج بشكل أكثر جمالاً وأجرينا بعض الإضافات ليكون وحدة فنية فيها مكان للمناديل الورقية. وأنتجنا الشكل المطور في أيلول/سبتمبر 2011، ومازلنا نعمل حتى الآن وهدفنا أن يصل منتجنا إلى أربعة ملايين سيارة في مصر. ونعمل حالياً على التعاقد مع وكالات السيارات الشهيرة حتى نصل إلى هدفنا».
أميرة بشادي: فخورة بأزيائي العربية الجميلة
شعرت أميرة بشادي (29 عاماً) بحاجة ملحة الى تغيير العمل، فرغم أنها تخرجت في كلية الفنون الجميلة - قسم التصوير الجداري، وعملت لفترة بعد تخرجها في ترميم الآثار، قررت العمل مهندسة ديكور لعلها تجد سعادتها في هذا المجال. إلا أنها لم تسعد به أيضاً، فكانت تشعر بأن في داخلها طاقة فنية تريد إخراجها بشكل مختلف، حتى جاءت الفرصة عند استعدادها لإحدى المناسبات الاجتماعية، فلم تجد أجمل من تصميم فستان كتبت عليه بالخط العربي جزءاً من رباعيات الخيام وهو: (فما أطال النوم عمرًا ولا قصر في الأعمار طول السهر). وهو ما أثار إعجاب الجميع وطلبوا منها تصميم أعمال مماثلة، سواء علي تي شيرت أو فستان أو حقيبة، فأنشأت مشروعها الأنيق بنكهة الثقافة العربية وأطلقت عليه اسم «شكستة».
تقول أميرة: «لم أسعد عمري بأي مهنة إلا تصميم الأزياء بشكل مختلف، خاصة أنني كنت متيمة بأنواع الخطوط العربية التي كنت أستمتع بمشاهدتها في مساجد القاهرة الأثرية عندما عملت في ترميم الآثار، ولا أنكر أن هذا العمل صقل معرفتي بأنواع الخطوط العربية». وتضيف: «لجأت إلى تسويق أعمال عن طريق إنشاء صفحة تحمل صوراً للملابس على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وكنت أتلقى طلبات خاصة من الكثيرات، وبعضهنّ كن يفكرن معي في التصاميم أو الكتابة. فالمرأة المصرية ذات ذوق راقِ ومتميز. وأنا فخورة لأنني بأعمالي محوت فكرة الصرامة عن الثقافة العربية، وأثبتُّ أننا كعرب لدينا ما نفخر ونتباهى به في مجال الجمال والأناقة. ويجب ألا أنسى أن ما ساعد على انتشار الفكرة هو أنني كتبت كلمات أغاني فرقة وسط البلد على «التي شيرتات» التي ارتداها أعضاؤها في كثير من حفلاتهم».
أحمد زهران: وجدت ضالتي المهنية في مشروعي الخاص
أحمد المغربي، خريج كلية العلوم، لكنه مؤمن بأن فرص العمل محدودة جداً، لذا عكف على أخذ دورات تدريبية في التسويق والتجارة في الإجازات الصيفية. أما صديقه أحمد زهران فهو خريج كلية تجارة شعبة محاسبة، وطالما حلم بالتخلّص من وظيفته في البنك وإنشاء مشروع خاص به يديره بنفسه، فبحث الصديقان عن فكرة جديدة تلاقي رواجاً بين الشباب، فقررا محاربة «سبايدر مان» و«غيفارا» اللذين يتصدران «تي شيرتات» الشباب، بأبطال عرب مسلمين مثل «الناصر صلاح الدين» و«سيف الدين قطز» من أجل استعادة الهوية العربية.
يقول أحمد زهران: «عندما راودتنا فكرة مشروع الـ«تي شيرتات» العربية بنكهات عصرية لتجذب الشباب، درسنا السوق ووجدنا أن الشباب يقبل أكثر على «تي شيرتات» مطبوع عليها صور تشي غيفارا وسبايدر مان، مما يدلل على أنه يبحث عن بطل يستمد منه روح الكفاح، وعندما بحثنا في تاريخنا العربي لم نجد أفضل من الناصر صلاح الدين، فضلاً عن أنه البطل الأكثر شهرة».
ويضيف: «لأن دراستنا بعيدة تماماً عن الفن، ولأن هدفنا هو استقطاب الشباب بفن راقٍ وذوق عصري يجذبه، تعاقدت شركتنا مع الدكتور أحمد بركات أستاذ الفنون الجميلة في جامعة الإسكندرية، على حق الانتفاع وطباعة شخصياته الفنية التاريخية مثل صلاح الدين وقطز. ورغم أن التجربة ما زالت في البداية، فإن الإقبال الشديد على «تي شيرت» صلاح الدين جاء على عكس توقعاتنا في البداية، وهذا يعكس أن الشباب متعطش لتاريخه، لكن السوق المحلي لا يلبي له ذلك».
لم يتوقف الصديقان عند الأبطال العرب ، بل قررا منافسة الجمل الإنكليزية المكتوبة على الـ«تي شيرتات» بأخرى عربية وعصرية، ويقول زهران: «راعينا أن تكون جميع أنشطتنا ذات رسالة محددة، فتعاقدنا أيضاً مع «الأخوين نعيم»، وهما شقيقان اشتهرا بتصميم بروفايل «الفيسبوك» حسب الحالة النفسية التي يمرّ بها كل فرد ويقبل عليهما آلاف الشباب، فأخذنا منهما حق انتفاع لبعض التصاميم العربية التي يتهافت عليها الشباب، فنحن هدفنا الأول ترسيخ الثقافة العربية بأسلوب رشيق وممتع».
في السعودية: الشباب والشابات يعملون خارج دائرة التخصّص الجامعي
التقت «لها» عدداً من الشباب والشابات من السعودية أنهوا الدراسة الجامعية، إلا أنهم لم يعملوا في تخصصهم لهذا السبب أو ذاك. وهذه شهادات عدد منهم:
مها الشيخ: الخروج على المألوف
الإعلامية مها الشيخ من مجلة «سعودي غازيت» في جدة أنهت دراستها في إدارة الأعمال واتجهت الى العمل الإعلامي ليس كرها لمجال دراستها، بل لشغفها بالجرأة، والسرعة، والخروج عن المألوف في بعض الأحيا. تقول: «انتهيت من الدراسة الجامعية قسم إدارة أعمال عام 2005، وهذه الشهادة لم تكن أكثر من شهادة جامعية مطلوبة مني خصوصا من قبل العائلة، ولأن الحياة تتطلب وجود شهادة جامعية. ولكن في الوقت الذي درست فيه لم يكن متوافرا حينها الدراسة في قسم الإعلام، وبالتالي لم يكن متاحا العمل في المجال الإعلامي كتخصص، وفي الوقت نفسه كان الوالد قد درس هذا التخصص، فشجعني على مواصلة الدراسة في مجال الأعمال».
مها عملت خلال دراستها مع والدها في المصنع الذي يمتلكه، ولكن شغفها الإعلامي جعلها تتجه إلى العمل في مجال الصحافة المكتوبة. «الإعلام هو المجال الذي أبدع فيه وأحقق من خلاله ذاتي وكياني . لذا قررت بعد انتهائي من الدراسة، وكنت قد جربت العمل في بعض المدارس في القسم الإداري ولم أجد نفسي أبدا في هذا العمل، أن أتجه إلى العمل في الإعلام».
وأضافت: «هناك صعاب كثيرة في الإعلام، خصوصا عدم الأمان الوظيفي، ولكن لأنك تحب العمل الذي تقوم به وتبدع فيه وتجد كينونتك من خلاله تستطيع أن تتحمل كل ما تواجهه من ضغوط عمل».
محمد عوني: من الجامعة إلى الكاميرا
محمد عوني زميل لنا بحكم أنه مصور مجلة «لها» في بعض المناسبات إلا أنه كان بعيدا كل البعد عن مهنة التصوير حين قرر في المرحلة الجامعية دراسة إدارة الأعمال. قال: «دراستي الجامعية مختلفة تماما عن مهنتي، فأنا أعمل ضمن منظومة التعليم للفئة الخاصة بعد أن حصلت على دبلوم في مجال التعليم الخاص، ومن ثم عملت في أحد المراكز الخاصة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، فبعد التخرج لم أجد عملا بسهولة. وبعد عام كامل من البحث عن وظيفة قررت قبول العرض والتحقت بالمركز، وبدأت أقتنع بأن هذه الفئة رائعة في التعامل معنا، بل على العكس أخذت أطور مهاراتي حتى أتقن فن التعامل معهم».
واتجه محمد في الفترة الأخيرة الى العمل كمصوّر بعد أن حصل على عدد من الدورات التدريبية في مجال التقاط الصورة المحترفة، ويعمل حاليا متعاوناً مع بعض المجلات. «التصوير ميل كنت قد اكتشفته من خلال رحلاتي مع العائلة، وبالفعل هو مجال ممتع جدا، وقررت أن أطوّر الموهبة، خصوصاً أن الصورة تعبر أكثر من الحديث في كثير من الأحيان».
ندى حسين: العمل الروتيني لا يتناسب مع طموحي
ولم تكن ندى حسين بعيدة عن الحديث السابق، بل هي رقم سعودي جديد يعلن تمرّده على الشهادة الجامعية ليلتحق بعمل آخر. قالت: «تخصصي مرتبط برياض الأطفال بشكل مباشر، وكنت قد تخرجت من جامعة أم القرى في مكة المكرمة، وعملت أيضا في احد المراكز الخاصة بالأطفال المعاقين لفترة، ومن ثم انتقلنا للعيش في مدينة جدة وواصلت عملي في هذا التخصص، حتى قررت الاتجاه إلى عمل آخر حينما وجدت أن الروتين اليومي في العمل لم يعد يتناسب مع طموحي».
ندى دراست الماجستير في الإدارة العامة لتكون أكثر حرية في اختيار عمل مختلف عن تخصصها.«حاليا أعمل في القطاع الخاص - القسم الإداري، وكنت قد قررت ترك العمل في مجال دراستي الجامعية والاتجاه إلى العمل الإداري، لأن الطموح اليوم مختلف عن الأمس، وأريد أن أحقق شخصيتي في مجال آخر. وقبل العمل الحالي عملت أكثر من مرة في إدارات مختلفة لشركات مختلفة مما كوّن لدي خبرة جيدة في مجال الأعمال».
مدرب الموارد البشرية: ينبغي أن يحدِّد الشباب أهدافهم بوضوح
من جانبه تحدث مدرب الموارد البشرية ومدير فرع جدة لملتقى التطوير المهندس أسامة سويدان قائلا: «تسأل الشركات عادة الشاب عند عمله عن عدد سنوات الخبرة التي يمتلكها، فالخبرة هي العامل المهم لتعيين أي موظف. صحيح أن الشهادة لها دور، ولكن الخبرة لها الدور الأكبر، والمشكلة أن الجهات التعليمية لا تتبع التدريب العملي لدى الجهات والشركات المناسبة أثناء الدراسة. ومن جهة أخرى عندما يتجه الشاب إلى دراسة تخصص معين يكون القرار مبنياً إما على رغبة والديه، أو لأن أصدقاءه قرروا دخول مجال دراسي ما. بالتالي عندما تنتهي سنواته الدراسية يجد أنه لا يميل إلى هذا التخصص، وهذا من أهم الأسباب التي تدفع بالشاب والشابة الى الاتجاه إلى وظيفة أخرى. أيضا هناك الجانب المادي، فإذا لم يجد الشاب في الوظيفة التي درس ليعمل فيها الأمان المادي قد ينتقل إلى مجال آخر مجزٍ مادياً».
وهنا يؤكد سويدان أنه من الضروري أن يحدد الشاب والفتاة ماذا يريدان من البداية «حتى لا نقع في دائرة إهدار الوقت في شيء غير مرغوب».
في سورية: لا يعتبرون العمل بالشهادة الجامعية ضَرورياً
وهذه ثلاث شهادات من سورية، تكشف لنا ان بعض الشباب يذهبون الى الجامعة بدافع من رغبة الأهل، وآخرون يعتبرون الشهادة الجامعية صفة ضرورية للشاب المتعلّم.
فارس خزندار: الشهادة الجامعية مهمة... وليس ضروريا أن نعمل بها
قال السيد فارس صديق خزندار الحاصل على إجازة في الفلسفة ويعمل في مجال الموارد البشرية والتجارية: «التعليم الجامعي هدفه زيادة ثقافة الطالب ليكون أكثر وعياً وتأثيراً في مجتمعه، ويسهّل عليه البحث عن وظائف أو متابعة الدراسات العليا. وقد يضطر بعض الأشخاص الأكاديميين الحاصلين على شهادات عليا أحيانا للابتعاد لفترة عن العمل التخصصي، وقد يرجع ذلك إلى رغبتهم في ممارسة أحد النشاطات التجارية أو الصناعية أو أي مجال آخر.
دراستي الجامعية جاءت بعد عملي في مجال الموارد البشرية والمجال التجاري الخاص، وتعلّقي بهذا المجال يعود الى الدخل المادي الجيد».
أضاف: «للشهادة الجامعية أهمية كبيرة في حياة الشباب وهي سلاح في أيديهم لأن كثيرا من الأعمال تتطلب اختصاصا جامعيا. كما تمثل الشهادة الجامعية برأي رأس المال منفذا يخولنا دخول العمل الوظيفي، والأهم من هذا وذاك أن الشاب يُرفض حين يتقدم لخطبة العروس إذا لم يكن لديه شهادة جامعية وإن كان في يده مصلحة تدر له دخلا ممتازا، خاصة إذا كانت الفتاة قد حصلت على شهادة جامعية».
وختم حديثه قائلاً: «غريب هو أسلوب بعض المجتمعات العربية ونظرتها المبالغ فيها إلى الشهادة الجامعية، فتشعر أحياناً وكأن معاملة الناس لك تحددها هذه الشهادة. وحتى الأب والأم لا هدف لهما في الحياة إلا أن يحصل ولدهما على شهادة جامعية، أما من ترك الجامعة أو لم يحصل على شهادة جامعية فهو فاشل ومستقبله ضائع»...
طارق أبو دبوسة: الشهادة الجامعية «برسيتج» مهم في مجتمعنا حتى لو لم نعمل بها...
السيد طارق أبو دبوسة يحمل إجازة في الآداب قسم اللغة الإنكليزية، يعمل في تجارة البناء ونفذ عدة مشاريع كبيرة. وعن طلاق شهادته الجامعية قال:
«كل شاب يحلم بالتخرج والانخراط في عمل يناسب مؤهلاته الجامعية، إلا أن هذه الآمال تصطدم بالواقع... وبحكم أن والدي يعمل في تجارة البناء أخذني لأساعده ريثما أجد فرصة عمل مناسبة. ومن خلال عملي المتواصل مع الوالد أحببته وبالتالي أصبحت أدرك تماما أن عملي الجديد يدرّ لي دخلا كبيرا عكس عملي في التدريس وأيقنت تماما أنني يجب أن أثابر عليه».
وعندما سألناه هل تعتبر أنك أصبحت ناجحا في عملك الجديد؟ أجاب:
«حتى تكون ناجحا يجب أن تتصف بصفات رجل الأعمال الناجح ذي التميز والكفاءة العالية. ومن أهم عوامل النجاح أن تعرف ماذا تعمل، وأن رجل الأعمال هو الذي يتمتع بالرغبة ثم القدرة على الانجاز والتجديد لا بالكلام ولكن بالتصرفات والأفعال وربط الأحلام بالقدرة على تحقيقها».
واعتبر أبو دبوسة أنه اكتسب الخبرة والدراية في التجارة والاقتصاد مما ولّد عنده الرغبة الشديدة في العمل المتواصل. ورفض العودة إلى الوراء والعمل بشهادته «فهناك فرق كبير بين عملي الحالي في التجارة والعودة إلى الوراء من حيث المادة والتعامل مع أناس وشخصيات مختلفة. وبمعنى آخر، الإنسان يبحث عن التطور والتقدم لا التراجع».
إلى هذا الحد أنت مستاء من الشهادة الجامعية والعمل بها؟
أنا لم أقصد الإهانة. بالعكس أنا سعيد جدا وفخور لأنني أحمل شهادة جامعية. ولكن بصراحة نحن اليوم في عصر المادة وأعتقد أنها هي الأساس، فهناك شباب كثر يحملون شهادات عليا ولكن ليس بجيوبهم مئة ليرة سورية... هل برأيك هم سعداء؟
هل ستشجع أولادك على إكمال دراستهم الجامعية أم الانخراط معك في التجارة؟
بالتأكيد الدراسة أولا والتخصص ثانيا. أي على أولادي أن يتخرجوا في التخصص الذي يرغبون فيه، وان كان احدهم يرغب في العمل معي لا أمانع بشرط الانتهاء من الدراسة الجامعية لأن الشهادة هي سلاح في المستقبل وبالتالي اسم وسمعة.
وختم أبو دبوسة حديثه معتبرا أن الشهادة الجامعية «بريستيج في عصرنا هذا، وبالتالي هي ضرورية جدا».
سما عدنان: درست الجغرافيا لإرضاء أهلي وعملت في تجارة الألبسة لإرضاء نفسي...
السيدة سما عدنان تحمل إجازة في الآداب قسم جغرافيا. قالت:
«دراستي لهذا التخصص جاءت بغير رغبة، ولا أحبه ولا أميل إليه أبدا ولكن فعلت ذلك لإرضاء الأهل الذين هم فرضوا علي الدراسة. وللأسف كنت مرغمة واجتزت المرحلة الجامعية بنجاح. والإنسان من حقه أن يفاضل ومن حقه أن يرى أين مصلحته، ولكن في نهاية الأمر يجب أن يكون أيضًا متجردًا ومستبصرا، وإذا رفض أمرًا لا بد أن تكون هنالك أسباب مقنعة. وقد ذكرت لك أنني أكره هذا الفرع من الدراسة، وهذا الأمر لا يمكن تجاوزه، ومع كرهي وترددي في الفرع الذي درسته إلا أنني في النهاية فعلت ما يريده أهلي. وكما يقال في المثل الشعبي «رضينا بالبين والبين ما رضي فينا»، هناك كانت الطامة الكبرى، فبعد تخرجي بدأت رحلة البحث عن العمل لكن دون جدوى».
أضافت: «كان حلمي أن اعمل في تجارة الألبسة، وبفضل الله حققت أمنيتي عندما قررت أن أستأجر دكانا صغيرا رغم معارضة الأهل للفكرة، وقمت ببيع الألبسة الولادية حتى أصبحت أبيع للتجار والمحلات، مع العلم أن الأهل عندما شاهدوا هذا التطور أخذوا يشجعونني ويساعدونني في تجارتي».
ولما سألناها عن الصعوبات التي اعترضتها في بداية المشوار أجابت: «لم أجد صعوبات في البداية من أحد، وخصوصا الأصدقاء الذين لقيت منهم كل الدعم والتشجيع عكس الأهل الذين عارضوا في البداية الفكرة لأنهم أرادوا لي العمل في مجال تخصصي ولو في البيت بإعطاء الدروس الخصوصية».
ماذا عن شهادتك الجامعية؟ هل هي معلقة على جدار البيت؟
أنا أعتز بشهادتي وهي سلاح للمرأة وقد دعيت عدة مرات للالتحاق بالمسابقة التي أجرتها وزارة التربية ومن أجل الأهل تقدمت مرتين ولم أنجح. وبصراحة قلت في نفسي (جاءت منهم وليس مني). التعليم الجامعي هو خلاصة خبرات حياتية موضوعة في كتب، ويمكن أخذها بالخبرة، ومهما تعلّم الإنسان وأخذ من الشهادات فإن الخبرة الحياتية تبقى هي الأساس.
مريم النعمة: خلعت ثوب المحاماة واتجهت الى التسويق والدعاية
مريم النعمة خريجة كلية الحقوق في جامعة الكويت، لكنها خلعت ثوب المحاماة واختارت أن تكون حياتها المهنية في مجال التسويق والعلاقات العامة حيث تدرجت في المناصب الى أن وصلت الى مركز مدير قطاع العلاقات العامة في شركة الداو للمشاريع البيئية. وعن اتجاهها هذا قالت:
«كل انسان يواجه منحنيات وتحديات كثيرة في حياته قد تأتي مبكرة أو متأخرة وأحيانا متواترة. ففي سنوات دراستي الجامعية للحقوق اكتسبت خبرة ومهارات في التواصل مع المجتمع بحيث أحببت التخصص المهني في مجال التسويق والعلاقات العامة. لذا قررت أن يكون خطي واستقراري المهني بعد التخرج في هذا المجال، وركزت خلال بحثي عن وظيفة على أن أكون في موقع يتيح لي التواصل الاجتماعي الدائم والاحتكاك الدائم مع الناس. ودراستي للقانون عززت جانب إقناع الآخرين ودراسة خطط التفاوض معهم مع حرصي الدائم على تطوير نفسي عبر الالتحاق بدورات تخصصية والبقاء على تواصل دائم مع آخر العلوم والمستجدات على الساحة. وهكذا من بداية عادية تدرّجت حتى وصولي الى مركزي الحالي».
وختمت: «كل لحظة في حياة الإنسان هي سبب للأحداث التي تليها، فعلى الانسان أن ينظر إليها بشكل ايجابي. أعلم أن كثراً مارسوا عملا مخالفا لتخصصهم الدراسي أيا كانت تلك الظروف، فإن كانوا سعداء بهذا المنحنى الجديد في حياتهم فهنيئا لهم، أما إذا كان هذا المنحنى لا يرقى إلى طموحهم، فأنصحهم بوضع خطة لتعديل مسارهم المهني».
طلال الحمضان: طويت الماجستير وضحيت بالدكتوراه من أجل متعة صناعة الكيك
حصل الكويتي طلال سعد الحمضان على بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة واشنطن، وعلى ماجستير في العلاقات الدولية من الجامعة الأميركية في لبنان. ويعمل بتخصصه في الهيئة العامة للبيئة - قسم إدارة العلاقات الدولية و نائب مقرر اللجنة الوطنية لتغير المناخ في الكويت. الا انه عن كل اقتناع ضحى بنيل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية بسب تفرغه لمهنته الاخرى وهي فن صناعة الكيك... يقول: «أجلت الدراسة وابتعدت عن السعي للحصول على شهادة الدكتوراه في تخصصي واكتفيت بالبكالوريوس والماجستير بسبب انشغالي في عملي الخاص بفن صناعة انواع وقوالب الكيك المختلفة. وأنا أعتبر هذه الهواية عملا إضافيا أحقق من خلاله عشقي وشغفي بفن صناعة الكيك لأني وجدت من خلالها كل ما أنشد من راحة نفسية ومتعة لا تضاهيها متعة أثناء قيامي بأي عمل آخر. انا ادوام صباحا في وظيفتي الرسمية ومتفرغ كل أيام بعد الظهر لتنفيذ طلبات الكيك التي تردني من كل أنحاء الكويت ولمختلف المناسبات خاصة. وأنا أداوم الوحيد المتخصّص في فن تصميم كل أنواع الكيك، ولا أعتبر قراري التخلّي عن نيل الدكتوراه حاليا خسارة، بل الخسارة هي ان يترك الانسان عملا يحبه ويعشقه ويميّزه عن الآخرين، وهذا ما اجده في عالم صناعة الكيك».
سحر أحمد: هربت من التدريس إلى مجال الأخبار السياسية
سحر احمد خريجة كلية تربية فنية، لكنها تعمل في قسم قطاع الاخبار في احدى القنوات الفضائي. قالت:
«عندما كنت أحاول اختيار مجال التخصص بعد تخرجي من الثانوية نصحني كثر بأن أختار مجالاً أحبه. كنت أخطط للعمل في وزارة التربية أو المدارس الخاصة، لكن بعد تخرجي من الجامعة وعملي لفترة في مجال تخصصي وجدت أنه طارد للكفاءات وأن لا مجال من خلاله لتطوير نفسي ومعلوماتي. لذا قررت أن أبتعد عن تخصصي و أبحث عن وظيفة أجد فيها ذاتي وتلبي رغبتي وطموحاتي التي لا تنضب. وبما إنني مهتمة بالشؤون السياسية والأخبار ركزت كل جهودي على العمل في المجال الإعلامي وتحديدا في قسم الأخبار، ووفقت بوظيفة في مجال قسم الأخبار في إحدى القنوات الفضائية المشهورة وأمارس عملي بكل رضا واقتناع وشغف».
فاطمة بوحمد: درست الإخراج لكنني اخترت أن أكون أمام الكاميرا لا خلفها
الاعلامية فاطمة بوحمد مقدمة برنامج «رأيكم شباب» على قناة «الراي» استشهدت بما كتبه الأديب اللبناني جبران خليل جبران للرد على سؤالنا:
«يقول خليل جبران: «إنك غالبًا ما يوجد بداخلك معترك يدخل فيه العقل في صراع مع عاطفتك ورغبتك»... لماذا ندفن عواطفنا ورغباتنا وكأنها شيء خطر علينا أن نقاومه ونحاربه؟ لماذا لا نعمل على أن نجعل العقل والعاطفة يعملان معًا كي يكونا قوة حامية في حياتنا؟ أنت لست مضطرًا لأن تكون طبيبًا عندما لا تريد ذلك. لست مضطرًا أن تكون مهندسًا وأنت لا تحب ذلك... حتى لو كان هذا الأمر لا مفر منه فلا تجعله أبدا يحبطك بل يجب أن توظف الظروف كي تحقق ما كنت تحلم به».
واضافت: «تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج الا أنني لم اتجه الى أي مجال من هذين التخصصين وفضلت العمل في مجال التلفزيون وتقديم البرامج. وأشارك حاليا في برنامج مسائي وهذا يعني أنني لم أبتعد كثيرا عن مجال تخصصي الذي درست فيه فنون الالقاء والطريقة الصحيحة لنطق الحروف، وهذا ما جعلني أنجح في عملي، فليس من المقبول الا يتسم المذيع الذي يظهر على الشاشة بهذه الصفات الاساسية المطلوبة في العمل الاعلامي».