سيناريو مقتل الطفلة تالا الشهري...

قتل, المملكة العربية السعودية, جريمة قتل, محاولة قتل, خادمة

02 يناير 2013

لم تتعافَ مدينة  ينبع السعودية من الفاجعة التي تناقلتها وسائل الإعلام قبل أشهر والتي أدارت أحداثها عاملة منزلية اندونيسية موقوفة حاليا في سجن ينبع العام بعد أن نحرت الطفلة تالا الشهري ذات الــ الأربعة أعوام، في غرفة نوم والدتها، لتستيقظ تلك المدينة الحالمة على أربعاء دموي آخر، كانت بطلته هذه المرة خادمة إثيوبية حاولت نحر فتاة ووالدتها لأسباب لم تتمكن السلطات الأمنية في ينبع من فك ألغازها كاملةً حتى اليوم.


بدأت حكاية  الخادمة الأثيوبية  مؤمنة ذات الـ 28 عاماً بمباغتتها للفتاة وئام وهي مسترخية في غرفة نومها  بعد أسبوع دراسي مرهق، فقد تسللت إلى غرفتها وسددت لها سيلاً من الطعنات النافذة التي اخترقت جسدها المرهق بمرض السكري منذ سنوات... وبعد استغاثات موت أطلقتها وئام من داخل غرفتها مستجيرة بوالدتها التي رأتها مضرجة بدمائها لتقرر أن تكون الضحية بدلا من ابنتها وتدخل معركة الفرصة الأخيرة للبقاء على قيد الحياة، والتي نالتها بعد أن تمكنت من مقاومة الخادمة وتركت الفرصة لابنتها تستغيث بالجيران الذين سيطروا على المعتدية ونقلوا المصابة ووالدتها إلى طوارئ مستشفى ينبع في حالة يرثى لها بعد إصابات جسدية لحقت بهما.


الزبيدي: شقيقتي وابنتها وئام عاملتا مؤمنة بإحسان

التقت «لها» خالد محمد الزبيدي شقيق أم وئام الذي قال: «شقيقتي وابنتها تعرضتا لاعتداء كاد يودي بهما لولا قدرة الله جل وعلا ثم تدخل احد الجيران». وروى أن تجربة شقيقته مع الخادمات بدأت منذ أكثر من 20 عاماً ولم يسبق أن أساءت إلى إحداهن  خلال فترات عملهن المتفاوتة والطويلة.
وقال إن مؤمنة تعمل لدى العائلة منذ 11  شهراً ولم يسبق أن لاحظوا عليها أي تصرف سيئ، وما حدث كان مفاجئاً للعائلة بكاملها، مشيراً إلى انه تلقى الخبر وقت حدوثه مباشرة، وذهب إلى المنزل وذهل من الدماء التي غطت المكان.

وأضاف الزبيدي: «شقيقتي وابنتها وئام ووالدها يعيشون في شقة ليس فيها أعمال متعبة، بل إن وئام كانت كثيرا ما تساعد الخادمة مؤمنة في أعمال المنزل بعد أن تعود من المدرسة». وحول  تفاصيل الجريمة التي ارتكبتها العاملة قال: «كانت وئام نائمة في غرفتها واستيقظت والعاملة مؤمنة تسدد لها الطعنة تلو الأخرى، وهي فوق سريرها، ولم تعطها الفرصة للهروب إلا بعد أن دفعتها أسفل السرير، واستغاثت وئام بوالدتها التي كانت في غرفتها أيضا، واشتبكت والدتها مع الخادمة بعد مشاهدتها الموقف. هربت وئام لطلب النجدة من الجيران وهي تنزف، وتدخّل احد الجيران، وحجز العاملة في إحدى غرف المنزل، وسانده مؤذن المسجد، وربطاها معاً إلى أن حضرت الشرطة».


مؤذن الحي ساعد في إنقاذ وئام ووالدتها من سكين الخادمة

تحدث إلى «لها» إبراهيم سلامة العلوني مؤذن مسجد حي الصريف في محافظة ينبع قائلا: «كنت في طريقي إلى المسجد قرب موعد صلاة المغرب، وفوجئت بأحد الجيران يطلب مني الإسراع إلى منزل الأسرة المنكوبة، وفور دخولي وجدت أحد الجيران يطلب مني مساعدته  بعدما ربط العاملة في إحدى زوايا المنزل  بقطعة قماش».
وأضاف العلوني أنه قام بتبليغ الأمن بعد السيطرة على الخادمة الهائجة، مؤكدا أن المنزل كان عبارة عن بركة دم.


صحة ينبع: وئام ووالدتها ستُعرضان على الطب النفسي للتأهيل

ذكر عبدالعزيز حادي مدير العلاقات العامة في القطاع الصحي في محافظة ينبع أن مواطنة وابنتها تعرضتا مساء الأربعاء 5 كانون الأول/ديسمبر 2012 لاعتداء من الخادمة التي أصابتهما بطعنات نافذة، وأجريت جراحة للأم لإعادة وصل أوتار إصبع السبابة لليد اليمنى نتيجة الجرح القطعي الذي أصيبت به.
وأضاف أن الابنة تحسنت حالتها، وروعي خلال هده الفترة  تكثيف مرور الطبيبة النفسية والاختصاصية النفسية على المريضتين لمساعدتهما وتأهيلهما نفسيا لتجاوز الصدمة. 


الغنام: الجهات المختصة تواصل التحقيق مع الخادمة

أوضح العقيد فهد الغنام المتحدث الأمني باسم شرطة منطقة المدينة المنورة أنه تم القبض على الخادمة وأحيلت على الجهات المختصة التي تواصل التحقيق معها.
وفتحت هيئة التحقيق والادعاء العام في محافظة ينبع أمس تحقيقا موسعا في قضية اعتداء عاملة منزلية إثيوبية على مخدومتها وابنتها ومحاولة ذبحهما بسكين بحي الصريف في وسط المحافظة. وأخذت الهيئة إفادة المواطنة وابنتها المصابتين بعدة طعنات حول الواقعة وذلك بعد استقرار حالتهما الصحية وتقديم العلاج اللازم لهما.

اتصلت «لها» بأم وئام لتقف على تفاصيل أكثر عن يوم الحادث، وعرفت أنه بدأ يوماً عادياُ من تنظيف البيت إلى تحضير وجبة الغداء. وعند انتهاء العائلة من تناول الطعام ذهبت الابنة وئام (التي تدرس في المرحلة المتوسطة) إلى غرفتها للنوم، وكذلك فعلت الأم التي شاهدت الخادمة في المطبخ قرب أدراج السكاكين والأدوات الحادة لكنها لم تظن إلا أنها تقوم بترتيب الأدوات كعادتها.

تعود وتتذكر أم وئام تفاصيل يوم الحادث فتقول: «ذهبت إلى غرفتي وتوضأت وصلّيت العصر، واستلقيت على سريري دون أن اغفو. وبعد مرور نصف ساعة تقريباً أحسست باقتراب الخادمة مني، فسألتها ماذا تريدين، أخبرتني بأنها بحاجة إلى بطاقة للاتصال بعائلتها وأعطتني 10 ريالات لأشتري لها كما اعتدنا على هذا الأمر منذ حضورها إلى منزلنا، فطلبت منها أن تطرق الباب في المرات المقبلة قبل دخولها إلى الغرفة حتى لا تأتي متلصصة».
خرجت الخادمة من غرفة الأم التي عادت إلى محاولة النوم، وبعد عشر دقائق سمعت صراخاً حاداً في المنزل، ولأنها تعجز عن السير بسبب تعب في قدميها تأخرت قليلاً.

وما أن وصلت إلى مكان الصوت الذي يخرج من غرفة ابنتها وئام حتى رأت الخادمة تجلس فوق ابنتها وقد جرحت ذقنها بالسكين وسالت الدماء على الأرض والسرير. وتحكي: «كانت قد بدأت بنحر ابنتي من رقبتها، فدفعتها عن ابنتي، وأسقطتها على الأرض وحاولت مسكها وبدأت بقراءة المعوذات عليها وسؤالها إن كانت بحاجة إلى النقود وأحاول تهدئتها، لكي أستطيع أن أفهم ما يحدث».
وتضيف أم وئام: «ما أن هدأت قليلاً حتى صفعتني على وجهي، وتعاركنا بالأيدي إلى أن سقطت بسبب دماء ابنتي على الأرض، وباشرت الخادمة خدشي بالسكين في وجهي ورقبتي، حتى أن السكين كُسرت. واستمرت بضربي بعصا كانت موجودة في غرفة ابنتي التي كانت تصرخ وتحاول أن تبعدها عني».

لم يكن أحد من رجال عائلة أم وئام في المنزل لمساعدتها وابنتها، فزوجها خرج إلى العمل، وابناها يعملان خارج ينبع، احدهما في عسير والآخر في جدة.
قامت وئام بسحب الجوال للاتصال بخالتها لطلب النجدة، إلا أن الخادمة ضربت يدها في الحائط ليسقط الهاتف، وخرجت وئام مضرجة بالدماء إلى الشارع بناءً على طلب والدتها لتطلب المساعدة من ابن الجيران الذي سارع بالدخول إلى المنزل مع وئام ودفع الخادمة عن الأم  وسحبها إلى غرفة أخرى وطلب من الأم إحضار حبل لربط الخادمة. تم طلب الجيران الشرطة وتم اعتقال الخادمة.
وتشير أم وئام إلى أن وضع ابنتها وبحسب التقارير الطبية تعاني من نحر قريب من الوريد وجرح عميق في ذقنها، وخدوش في رقبتها وإصابات في أصابعها، وجروح طفيفة في حلقها وفي وجهها، وانقطاع أحد أوردة أصابعها. وقد أجريت لها جراحة.