الدكتور شوقي عبد الكريم المفتي الجديد لمصر

علماء الأزهر, مفتي مصر, الدكتور شوقي عبد الكريم

12 فبراير 2013

أخيراً أسدل الستار على اختيار المفتي الرقم 19 لمصر، والذي جرى للمرة الأولى عن طريق الاقتراع السري المباشر لهيئة كبار العلماء في الأزهر التي تم تأسيسها قبل أشهر قليلة، فقد اختارت الدكتور شوقي عبد الكريم علام، رئيس قسم الفقه في كلية الشريعة بجامعة الأزهر فرع طنطا، بعد حصوله على غالبية الأصوات في الاقتراع الذي شارك فيه 25 من أعضاء هيئة كبار العلماء برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.


مرت عملية اختيار المفتي الجديد بكراحل عدة، بدأت بدراسة هيئة كبار العلماء لملفات 26 من المرشحين الذين تقدموا للمنصب، وانتهت المشاورات إلى اختيار عشرة تمت تصفيتهم إلى ثلاث شخصيات هم الأكثر إنتاجاً علمياً، وهم الدكتور شوقي علام  أستاذ ورئيس الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون في طنطا، والدكتور عطية فياض أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون في القاهرة، والدكتور فرحات عبد العاطي الأستاذ في الكلية نفسها. وحُسم التصويت لصالح المفتي الجديد الذي يعد شخصية غير معروفة إعلامياً لإعارته الى الخارج وخاصة معهد العلوم الشرعية في سلطنة عمان من 2007 إلى 2010، بالإضافة إلى إقامته في محافظة البحيرة وتدريسه في كلية إقليمية بعيداً عن أضواء القاهرة، إلا أن الحسم كان لعدم وجود انتماءات حزبية له واعتداله ووسطيته مقارنة بالمنافسين.

ولد المفتي الجديد في 12 آب/أغسطس 1961، وحصل على بكالوريوس الشريعة والقانون عام 1985، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ثم عُيِّن مُعيداً بالكلية، ثم مدرساً مساعداً، وحصل على درجة الماجستير بدرجة امتياز عن "دراسة وتحقيق القسم الثالث والرابع من كتاب البيوع من مخطوط الذخيرة للقرافي"، ثم الدكتوراه عام 1996 بتقدير مرتبة الشرف الأولى وموضوعها "إيقاف سير الدعوى الجنائية وإنهاؤها بدون حكم في الفقه الإسلامي والقانون الوضعي دراسة مقارنة".  ثم عُيِّن أستاذاً ورئيساً لقسم الفقه العام عام 2011، ليكون بذلك أصغر رئيس يشغل القسم.

المفتي الجديد له العديد من المؤلفات، أهمها "تحديد الجنس وتغييره بين الحظر والمشروعية"، و"الحقوق السياسية للمرأة المسلمة"، و"المرأة والعولمة في شبه الجزيرة العربية"، و"المرأة المسلمة في العصر الحديث"، و"التفريق القضائي بين الزوجين للعلل أو العيوب عند الفقهاء وما عليه في قانون الأحوال الشخصية"، و"الولاية في عقد النكاح دراسة مقارنة في الفقه الإسلامي"، و"الطلاق السني والبدعي حقيقته وحكمه دراسة مقارنة في الفقه الإسلامي".

ويبدو أن المفتي الجديد سيكون متحفظاً في الانفتاح على الإعلام، إذ اكتفى بالتعليق بكلمات معدودة على اختياره، واقتصرت تصريحاته المقتضبة من بلدته زاوية أبو شوشة في محافظة البحيرة على قوله: "اختيار الأزهر لي مفتياً للديار المصرية شرف لا يعادله شرف، خاصة أن كل من منحني صوتاً هو عالم جليل. وأتمنى أن أكون عند حسن ظن العلماء، وأنا ليس لديَّ أي ميول سياسية ولا أميل إلى فصيل على حساب فصيل آخر، وأدرك حالة الارتباك السياسي التي تمر بها البلاد، ولهذا  سأمتنع عن الحديث في السياسة، لأنني عالم دين ولست سياسياً، ولن أتكلم في أي أمر خاص بالأحداث الحالية إلا بعد أن أتولى المنصب رسمياً. وسأعمل على استكمال الدور الكبير الذي قام به الدكتور علي جمعة، المفتي السابق، على مدار السنوات العشر الماضية، لتطوير الأداء في دار الإفتاء".

 يذكر أن المفتي الجديد لم يقدم أوراق ترشحه، وإنما طلبت هيئة كبار العلماء من كل كليات الشريعة السير الذاتية لأساتذة الفقه فيها، فأرسلت كليته أوراقه وسيرته أثناء تأديته  للعمرة التي عاد منها ليجد نفسه مرشحاً لمنصب المفتي، وفاز به، رغم أن غالبية أعضاء هيئة كبار العماء لا يعرفون عنه شيئاً إلا من خلال سيرته الذاتية وإنتاجه العلمي.