مبادرة 'حيروني' للحد من أضرار التفكك الأسري في السعودية

اليوم العالمي للأسرة, شباب الأمان, فاطمة الشهري, مبادرة حيروني, التفكك الأسري, السعودية

24 مايو 2014

طفل يُخبئ بين عينيه ضعفه وقلة حيلته، مُقيداً بحبلٍ يشده طرفان هما أب وأم، وهو يقف شاهداً على نزاعهما، لا يدري أين، وإلى من يذهب... هذا شرح لصورة خرجت إلى لإعلام الإلكتروني، وتحديداً تم إطلاقها من قبل مجموعة "شباب الأمان"، التابعين لبرنامج الأمان الأسري الوطني في 15  أيار/مايو بمناسبة اليوم العالمي للأسرة، والذي يهدف إلى تعزيز الوعي بالمسائل المتعلقة بالأسرة، وزيادة المعرفة بالقضايا الاجتماعية المتعلقة بها. مبادرة "حيروني" هي عبارة عن حملة توعية الكترونية، هدفها الحد من أضرار التفكك الأسري، ونشر الوعي المجتمعي حول حقوق أطفال هذه الفئة، وتعريف السلوكيات الخاطئة والشائعة في التعامل مع الأبناء بعد الطلاق أو الانفصال، وكيفية تجنبها. وهي معدة من قبل "شباب الأمان" بقيادة الشاب أحمد الغامدي. "لها" التقت مديرة قسم الخدمات المجتمعية والتوعية في برنامج الأمان الأسري الوطني فاطمة الشهري، وعضو اللجنة الإشرافية في برنامج "شباب الأمان" أحمد الغامدي،  للاطلاع على مزيد من التفاصيل.


أعد "شباب الأمان" إعلاناً من تصوير المصورة هوازن نواف، يسلط الضوء على المشكلة. واستمرت الحملة لمدة يومين، تم خلالها بث رسائل تربوية عن السلوكيات الخاطئة وطرق تفاديها. وأوردت إحصائية نشرتها جريدة "المدينة" أرقاماً مقلقة عن حالاتالطلاق في المجتمع السعودي، فهناك حالة طلاق واحدة تحدث في كل ثلاث زيجات، أي أن النسبة تتجاوز 33 في المئة، وتصل النسبة في الفئة العمرية 20 - 30سنة إلى أكثر من 42 في المئة.

وتحدث الطالب في كلية الطب، وعضو اللجنة الإشرافية في برنامج "شباب الأمان" أحمد الغامدي عن هذه المبادرة قائلاً: "تتفرع من برنامج الأمان الأسري لجنة تطوعية يُطلق عليها برنامج "شباب الأمان"، تُعنى بأطفال التفكك الأسري، والتي رغبت وبشكل شخصي في التحدث عنها،  لما لها من آثار نفسية وجسدية وصحية على فئة الأطفال. فالتفكك الأسري داخل المنزل الواحد، والعلاقة الزوجية التي يشوبها الكثير من التوتر، والعنف، يشكلان خطراً على النمو العاطفي للطفل، فارتأينا أنا والمجموعة إدراج هذه الفكرة ضمن المبادرات التي اعتاد "شباب الأمان" إطلاقها. وبمشاركة 20 شاباً وفتاة تم تنفيذ الفكرة والصورة واعتمادها شعاراً للمبادرة، ووضع الأهداف التي ترتكز عليها المبادرة، وتمكنا من  إطلاقها في 15 أيار ، بمناسبة اليوم العالمي للأسرة".

وعن شعار الحملة واختيار اسم "حيروني" لها، ذكر الغامدي أن الاسم اقترحه مصعب الشهري، وجاءت الصورة لتؤكد حيرة الطفل وقلة حيلته، من خلال نظرته إلى أبويه والحيرة بينهما، "وهنا لا نعني الطلاق بل التفكك الأسري داخل الأسرة أو المنزل".

 

الشهري: مجموعات في المناطق

وتحدثت مديرة قسم الخدمات المجتمعية والتوعية في برنامج الأمان الأسري الوطني فاطمة الشهري عن مجموعة "شباب الأمان" قائلة: "مجموعة "شباب الأمان" هم مجموعة من الشباب تتراوح أعمارهم بين 14 و 24 سنة، متطوعون مع البرنامج، من خلال تسجيلهم عبر الموقع الالكتروني الخاص ببرنامج الأمان الأسري الوطني، ويعقدون اجتماعات دورية كل شهر أو شهرين للمجموعة بأكملها. بدأنا عام 2010 وكان العدد قليلاً. أما اليوم فالعدد وصل إلى 300 شاب وشابة، وفي القريب العاجل سيتم افتتاح المجموعة الجديدة في جدة، ومن بعدها سنعمل على توفير مجموعات في كل منطقة من مناطق السعودية".

ووصفت المبادرة بـ"الشهاب الثاقب الذي يرسل الإشارات لتسليط الضوء على هذه المشكلة، رغبة في الحد منها، لأنها مشكلة مستمرة ولا تنتهي. لذلك ارتأينا أن تكون انطلاقتها الكترونية  لمدة يوميان. ونرغب في انتشارها بشكل أكبر، خصوصاً أن "التفاعل امتد من الالكتروني إلى أرض الواقع، فقد سعت جمعية مودة الخيرية للقيام بحملة على مستوى وطني شامل، تتناول أطفال النزاعات. وقالت: "تلقينا دعوات كثيرة من جهات مختصة في الإعاقة، لأنهم يجدون أن أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة،يكون التأثير عليهم بشكل أكبر، كما وصلتنا دعوات من محامين في ما يخص حق الحضانة وغيره".