مهووسو السُمرة يعرّضون صحتهم للخطر!

إسمرار, حماية الجلد / البشرة من أشعة الشمس, ألوان البشرة, إلتهابات جلدية, التهابات, المرأة العربية / نساء عربيات, مستحضرات الاسمرار, عالم الفتيات, شباب الجسم, الشباب, شرب السوائل, أخطار صحية, حرق / حروق الجلد, حرق / حروق الشمس, أشعة الشمس

07 يونيو 2014

ساعات تَنقضي تحت أشعة الشمس الحارقة للحصول على بشرة برونزية متوهجة. هاجس أصاب العديد من الشباب والفتيات الذين يرتادون المسابح والشواطئ بشكل أسبوعي، وأحياناً قبل مناسبة معينة، للحصول على المظهر المطلوب.
فمنهم من كان يبحث عن الناحية الجمالية ولون بشرة برونزي فقط، ومنهم من يرى أن في ذلك فائدة صحية يحاول أن يداوم عليها، وكذلك هناك من يرون في هذه العادة علاجاً أو إخفاء لبعض عيوب البشرة.
وبدون استشارة طبية أو إطلاع مسبق على الاحتياطات الضرورية، يمضي الكثير من الشباب والفتيات الذين تراوح أعمارهم بين 14 و26 عاما ساعات طويلة تحت أشعة الشمس، منفقين مبالغ متفاوتة على مستحضرات خاصة بالتسمير.
فالاسمرار الناتج عن حروق الشمس أصبح موضعاً للتباهي أمام الزملاء بعد عطلة نهاية الأسبوع، وتغييراً مرغوباً من الجميع للحصول على مظهر جديد وجذاب.


 في هذه السطور نتحرى عن سبب هوس الشباب بالبشرة البرونزية...


مظهر
مايا دياب ولون بشرتها حلم كل فتاة
تغيرت مفاهيم جمال المرأة العربية، فلم يعد الشعر الأسود ولا البشرة البيضاء مرغوبين في أوساط المراهقات والشابات، فروان عصام (17 عاماً)، مثلاً، تداوم بشكل أسبوعي على الذهاب إلى المسابح النسائية، حيث تمضي فترة لا تقل عن 5 ساعات لتحافظ على لون بشرة سمراء، فلا تطيق أن يرجع لون بشرتها إلى ما كان عليه سابقاً، فسمرتها البرونزية المكتسبة هي موضع تساؤل دائم عند زميلاتها في المدرسة اللواتي يسألن على الدوام عن المستحضر الذي تستخدمه.
وتعتقد روان أن مظهر الفنانة اللبنانية مايا دياب وسمرتها هما المظهر المرغوب الذي تقلّده جميع الفتيات لمجاراة الموضة.

 

العضلات المفتولة تحتاج إلى لون بشرة أسمر جذاب
الجسم الممشوق والعضلات المفتولة تحتاج بلا شك إلى بشرة برونزية، ذلك ما يؤكده عماد يزيد (19 عاماً)، فيرى أن مداومته على الرياضة واكتساب جسمه للسمرة أمران ضروريان لحصوله على مظهر جذاب، إذ تمنحه تلك السمات ثقة أكبر في نفسه.
فإذا لم يذهب إلى المسبح أو الشاطئ، يضع المستحضر الخاص بالسمرة وقت ممارسة الرياضة والمشي تحت أشعة الشمس، ليكتسب لوناً جميلاً دون أي عناء.

دم الغزال والمشروبات الغازية للحصول على لون جميل ودائم
وفي سبيل الحصول على السُمرة البرونزية تضع جمانة محمد (21 عاماً) وصفات عجيبة على جسمها أثناء التعرض للشمس، فترى أن المستحضرات العادية التي تتوافر في الصيدليات لا تفي بالغرض، فالاسمرار الناتج عنها لا يدوم ويحتاج إلى وقت تعرض أطول للشمس، ولا يعطيها اللون المطلوب.
لذلك تضع في بعض الأحيان مستحضرات عشبية من عند العطار مثل دم الغزال، أو عصير الجزر، وأحياناً قد تسكب بعض المشروبات الغازية مع مياه البحر المالحة، للحصول على لون برونزي في ساعات قليلة يستمر وقتاً أطول.

جاذبية الرجل في سمرة بشرته
اسمرار البشرة لدى الرجال يعد مظهراً من مظاهر الرجولة والقوة والوسامة في الوقت نفسه، فعبد البديع الشرقاوي (21 عاماً) يعتقد أن الشاب الأسمر يكون أكثر جاذبية ورجولة وهيبة، من الشباب أصحاب البشرة القمحية أو البيضاء، فالممثلون والفنانون بشكل عام سواء في العالم أو في العالم العربي، أصبحوا يتشابهون في سمات السمرة والعضلات المفتولة والثياب وتصفيف الشعر، وبالتأكيد يؤثر ذلك على الذوق العام لدى الشباب، ويشجع رغبتهم في اكتساب مظهر مماثل.

أوامر الطبيب دفعتها للتعرض للشمس
أما لينا أيمن (26 عاماً) فتقول إن التعرض للشمس هو علاج لمشكلة في بشرتها، فقد وصف لها طبيبها جلسات التعرض للشمس للتخلص من بعض العيوب في بشرتها.
ورغم مداومتها على ذلك لفترة، وتحسن حالتها نوعا ما، إلا أن هذا العلاج الطويل المدى أشعرها بالملل فبدأت التكاسل، لكون ذلك صعباً من ناحية توافر الأماكن النسائية الخاصة، ومكلفاً مادياً في الوقت نفسه.
ودفع نقص فيتامين (د) والخوف من هشاشة العظام السيدة أمل الحارثي (39 عاماً) إلى المداومة على عادة التعرض للشمس بشكل دوري، فتقول: «نصحني الطبيب بالتعرض للشمس، والمداومة على أخذ بعض الحبوب، لرفع معدل فيتامين د.
وقد حذرني من هشاشة العظام المبكرة، لذا ومن فترة بسيطة أداوم على التعرض للشمس لفترة لا تزيد عن ساعة أسبوعياً، على سطح منزلي».

أخطار صحية
تؤكد الدكتورة سميرة الحكيم اختصاصية الأمراض الجلدية والليزر في مركز طبابة في جدة، أن التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة وفي أوقات الظهيرة، وبشكل متكرر ودوري، وبدون وضع واق للشمس، يؤثر على البشرة بشكل سلبي، فللشمس نوعان من الأشعة، هما الأشعة الفوق البنفسجية A ، والأشعة فوق البنفسجية B، وكلاهما مضرّ في حالة التعرض له لفترات طويلة.
فالنوع الأول من الأشعة يخترق الزجاج ويسبب شيخوخة مبكرة للبشرة، وتصبغات جلدية، واحمراراً وزيادة سماكة الجلد، وتظهر تلك العلامات على المدى الطويل في حالة عدم استخدام مستحضرات للوقاية من الشمس، ويظهر ذلك بوضوح على وجوه الفلاحين والبحارة الذين يتعرضون باستمرار لأشعة الشمس، فتكثر لديهم الخطوط والتجاعيد، والتصبغات الجلدية مثل الكلف والنمش.
أما النوع الثاني من الأشعة فيسبب حروقاً للبشرة، مع زيادة احتمال الإصابة بسرطان الجلد.
وتعتقد الحكيم أن عادات الشباب والفتيات التي تقتضي وضع بعض المستحضرات الطبية أو العشبية على البشرة والتعرض للشمس مباشرة، يجب أن ترافقها تعليمات وضوابط، فالكريمات الخاصة بالسمرة لها تعليمات تخص كيفية وضعها ووقت وضعها، «وللأسف يترك الكثير من مهووسو السمرة هذه التعليمات جانباً، وقد يضعونها بطريقة خاطئة.
كما توجد فئة تضع على الجلد مهيجات للبشرة في سبيل الحصول على اللون البرونزي، مثل مياه البحر، والمواد الملونة والصبغية مثل دم الغزال والمشروبات الغازية وغيرها... وهذه المواد تسبب تهيجاً واحمراراً قد تنتج عنهما إلتهابات وتصبغات دائمة.
ولعلاج حالات حروق الشمس توصف كريمات لعلاج الحروق وكذلك يوضع زيت السمسم، مع تعويض السوائل إما عن طريق شرب المياه أو عن طريق محلول بالوريد، ومن ثم يتم استخدام مرممات للبشرة.
ويجب الأخذ في الاعتبار أن تكرار حصول الحروق الناجمة عن التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة يضاعف استعداد الإصابة بسرطان الجلد ليصل إلى نسبة 69% قبل سن 35 عاما».

لسمرة جذابة وآمنة
وللحصول على سمرة بطريقة آمنة تضيف الحكيم: «هناك طرق طبيعة وفعّالة للحصول على لون جميل للبشرة، فأكل الجزر أو الطماطم على المدى الطويل يعطي البشرة رونقاً ولوناً جميلاً، لاحتوائهما على صبغيات طبيعية تؤثر على لون البشرة. وكذلك هناك بعض الكريمات الطبية التي تعمل على اكتساب لون لفترة معينة، ودون الحاجة إلى التعرض للشمس.
وفي حالة الرغبة في التعرض للشمس للحصول على فيتامين (د) يفضل أن يكون ذلك في فترة ما بين شروق الشمس إلى الساعة التاسعة صباحاً، أو في فترة ما بعد العصر، مع ضرورة استخدام مستحضر للوقاية من الشمس وترطيب البشرة بعد التعرض للشمس».

تعويض السوائل
تقول الدكتورة أروى حسن كمال اختصاصية التغذية العلاجية في مستشفى الثغر في جدة: «التعرض للشمس لفترة طويلة وبالذات في وقت الظهيرة حين تكون الشمس عمودية، مضر جداً لأنه يساهم في فقدان السوائل في الجسم، وهو ما ينتج عنه ضربة شمس وخمول ودوار وعدم اتزان، كون الماء ضرورياً للحفاظ على درجة حرارة الجسم.
فعلى الشخص الذي يتعرض للشمس بشكل مستمر تعويض السوائل التي يفقدها بالإكثار من شرب المياه بما لا يقل عن ليترين، وأكل الخضر والفواكه التي تساعد على ترطيب الجسم، مثل البطيخ، والشمام، والخيار، والمانغا، والجزر، وتجنب بعض المشروبات التي تحتوي على نسبة كافيين عالية مثل القهوة والمشروبات الغازية، وبعض الفواكه الحمضية كونها تمتص السوائل من الجسم».

13 ألف وحدة من فيتامين د
عن ميزات التعرض للشمس بشكل دوري، يلفت الدكتور جمال محمود عطية استشاري روماتزيم وهشاشة عظام في مستشفى السعودي الألماني، إلى أن الشمس أهم مصدر للحصول على فيتامين (د) الذي يحفز الغدة الجاردرقية، لامتصاص الكالسيوم في الجسم، فالنسبة الطبيعية لوجوده تتراوح ما بين 30 و100.
ويؤكد عطية أن معظم المرضى المترددين على عيادته يعانون من نقص حاد في هذا الفيتامين، والسبب الرئيسي يعود إلى قلة التعرض للشمس، وبالذات عند السيدات.
وأشار إلى أنه يمكن زيادة معدل فيتامين (د) من خلال التعرض لأشعة الشمس أو العقاقير الطبية التي يتم تناولها عبر الفم، أو الحقن عبر الدم، ولكن الشمس أفضل كونها تمنح الشخص الذي يعرض أكبر نسبة من الجلد بطريقة مباشرة لأشعة الشمس 13 ألف وحدة من فيتامين (د) خلال نصف ساعة فقط، بحيث تبقى هذه الوحدات مختزنة تحت الجلد لمدة ثلاثة أيام. لذا ينصح بالتعرض للشمس مرتين أسبوعيا، ولفترة لا تتجاوز الساعة في اليوم.