شاشة رمضان 2014 في محكمة النقاد

شاشة رمضان, النقاد, خيرية البشلاوي, طارق الشناوي, رؤوف توفيق, د. عزة العشماوي, لبنان, محمد حجازي, فاتن حموي, ريما نجيم, كارين رزق الله, بلال العربي

10 أغسطس 2014

تكثر الأعمال الدرامية والبرامج الفنية والحوارية بالإضافة إلى برامج المقالب في شهر رمضان المبارك، وتهدف هذه الباقة الرمضانية إلى مساعدة الصائم على تجاوز نهار الصيام الطويل بنوع من التسلية وتؤمن مردوداً كبيراً لشركات الإنتاج والمحطات التلفزيونية.
ولكن تشهد هذه البرامج أحياناً خللاً إذ تبتعد عن المفاهيم التي يتجلى بها الشهر الفضيل، وقد التحقت هذه البرامج في السنوات الأخيرة بالموجة التجارية التي تتناول البيئة السيئة كالقتل والخيانة والمخدرات.
عن باقة برامج رمضان نسأل بعض النقاد والصحافيين من مصر ولبنان، وعما إذا كانت هذه البرامج تتوافق مع أحوال الصائمين وتتناسب مع حرمة هذا الشهر الفضيل؟


خيرية البشلاوي
تقول الناقدة خيرية البشلاوي: «معظم البرامج التي عرضت في شهر رمضان تعاني من الضعف، لكني أرى أن برامج المقالب تعد كارثة بكل المقاييس، فهي برامج عدوانية للغاية وبها إهدار لآدمية ضيوفها، بصراحة شديدة أنا لا أعترف بجماهيرية هذه البرامج، لأن تحقيقها لنسبة مشاهدة عالية يعني أن هناك انحطاطاً في الذوق العام».
وتضيف: «رغم قلة البرامج الحوارية إلا أن هناك ثلاثة برامج نجحت في ترك بصمة قوية لدى الجمهور، وهي «السلام عليكم» لطوني خليفة، الذي كانت فكرته مختلفة تماماً، كذلك أعجبني «ولا تحلم» لنيشان، لأنه يختار أسئلته بعناية ولا يتعامل مع الضيوف بعشوائية، أما المذيعة سمر يسري فقررت أن تكون لها منطقة مختلفة تقتحم من خلالها الحياة الخاصة للفنان، وأعتقد أن هذه البرامج نجحت في تسلية المشاهد، لأن هدفها الأساسي كان الترفيه، لكني لا أريد أن أنسى برنامج «المسامح كريم»، الذي خاض من خلاله جورج قرداحي تجربة جديدة، فهو برنامج يغرس قيمة التسامح لدى الجمهور ويدعوهم إلى قبول الآخر وتفهّم وجهات نظره المختلفة».
وعن العناصر التي افتقدتها البرامج هذا العام تقول خيرية: «تمنيت تقديم برامج تقترب من واقعنا وتكون أكثر جدية، وأن تلعب دوراً حقيقياً في توسيع مدارك المتلقي، خاصةً أن المجتمع يعاني من ارتفاع في نسبة الأمية، ومن ظاهرة الانحلال الأخلاقي، كما أتمنى أن يتم تسليط الضوء على النماذج الإيجابية في المجتمع، وليس على نجوم الدراما والسينما فقط».

عزة هيكل
ترى الكاتبة والناقدة عزة هيكل أن: «البرامج التي عرضت في شهر رمضان تعاني من تكرار الأفكار وغياب الإبداع، فلا يوجد برنامج قدم فكرة جديدة، وجميع البرامج قدمت بالطريقة نفسها وأسلوب الأعوام السابقة، بل بنفس الضيوف تقريباً، وهو الأمر الذي أصاب الجمهور بحالة من الملل وجعلهم يكتفون بمشاهدة المسلسلات فقط، لكني أريد أيضاً أن أعبر عن استيائي الشديد من البرامج التي تحاول جمع تبرعات للفقراء والأيتام، فهذه البرامج كان من الممكن أن تناقش مشاكلهم وقضاياهم، بدلاً من اللجوء إلى أسلوب التسول على الهواء».

طارق الشناوي
في البداية يقول الناقد طارق الشناوي: «للأسف الشديد البرامج الحوارية أصبحت عملة نادرة، بسبب إقبال القنوات الفضائية على شراء برامج المقالب وعرضها على شاشاتها، وأرى أن هذه النوعية من البرامج فاشلة، وأشعر بالاستفزاز كلما شاهدت برنامج «رامز قرش البحر» أو «فؤش في المعسكر» أو «الكاميرا الخفية»، فهذه البرامج مفبركة وليست حقيقية، والكثير من الجمهور يشعر بوجود اتفاق بين الضيف ومقدم البرنامج، لكنهم لا يحبون أن يصدقوا هذا الأمر، ويشعرون بالاستمتاع بمشاهدة برامج المقالب والضيوف النجوم خارج نطاق التمثيل وهم يتحدثون على طبيعتهم، ويستخدمون ألفاظ خادشة للتعبير عن غضبهم».
ويضيف: «رغم سيطرة برامج المقالب على شاشات أكثر من قناة، إلا أن هناك أكثر من برنامج حواري مؤثر نجح في ترك بصمة كبيرة هذا الشهر، أبرزها برنامج طوني خليفة «السلام عليكم» الذي يركز على حوار الأديان، ويستضيف أشخاصاً يحملون وجهات نظر مختلفة، فالمنطقة التي قرر طوني الحديث عنها في برنامجه الجديد حساسة للغاية، ولذلك أشعر بأنه برنامج جريء ومختلف، كذلك برنامج «ولا تحلم» للإعلامي نيشان تميّز بالعمق، بينما ركزت سمر يسري في برنامج «ليلة بيضاء سوداء حمراء» على النقاط الساخنة فقط والدخول في خصوصيات الفنان وفي تفاصيل حياته الشخصية».
وعن تقويمه للبرامج الإنسانية يقول: «هذه البرامج لم يكن لها طعم أو لون، ولم يجذبني برنامج «المسامح كريم» الذي قدمه جورج قرداحي، كما لم يعجبني «حقق حلمك» لعمرو الليثي، وشعرت بأنها برامج تقليدية وتفتقد عنصر الجاذبية».

رؤوف توفيق
ويفسّر الناقد والسيناريست رؤوف توفيق زيادة عدد برامج المقالب هذا العام بقوله: «هذه النوعية من البرامج تجلب نسبة كبيرة من الإعلانات للقنوات الفضائية، كما أن الفنانين يقبلون على الظهور بها، لأنها تمنحهم أجراً جيداً، رغم أنها تنقص من رصيدهم الفني وتسيء إلى نجوميتهم، لكن الأموال التي يتقاضونها تجعل لديهم استعداد للإساءة إلى أنفسهم، لكن أكثر برنامج استفزني هو «فؤش في المعسكر»، الذي أساء لمصر ولشعبها برفع العلم الإسرائيلي يومياً في رمضان، فمحمد فؤاد أساء لرصيده الفني ولجمهوره ولبلده بعد موافقته على خوض هذه التجربة الفاشلة».
ويضيف: «رغم أن معظم البرامج هذا العام كانت سيئة، إلا أنني أريد أن أستثني برنامج «السلام عليكم» للإعلامي طوني خليفة، لأنه قدم فكرة جديدة ومختلفة، وتحدث عن الأديان والاختلافات الجوهرية بينها والنقاط المشتركة بشكل موضوعي».


«القومي للطفولة

فتحت الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، النيران على دراما رمضان، وأكدت أن الكثير من الأعمال تنتهك حقوق الطفل وتؤثر فيه سلباً.

وقالت: «حرصاً من المجلس على القيام بدوره في تقديم الحماية والرعاية والوقاية لأطفال مصر، بما أنه الجهة الرسمية المنوطة بذلك، فقد قام المجلس بمتابعة سريعة للأعمال الدرامية، حيث تهتم غالبية الأسر المصرية بمتابعة هذه الأعمال خلال شهر رمضان، ونشير إلى أن لفظ الأسر يتضمن الأطفال الموجودين داخل الأسرة، فالأطفال في هذا الشهر يشاهدون جميع ما تشاهده الأسرة».

وتابعت الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة: «بنظرة تحليلية للأعمال، نجد أنفسنا أمام مجموعة من الكتاب والممثلين الذين استغلوا شهر رمضان كأحد مواسم الإنتاج الفني، ليمتعونا بما يقدمونه من أعمال، دون النظر لما تتضمنه مشاهدهم من سلوكيات سلبية تبث على مرأى ملايين الأطفال، وقد تؤدي لتوحد أي من هؤلاء الأطفال بشخصية البطل أو البطلة، فيتحول إلى طفل منحرف، نتيجة إعجابهم بأبطال المسلسلات، واتخاذهم قدوة لهم، ونذكر على سبيل المثال وليس الحصر:

مسلسل «ابن حلال» الذي تضمن

  • ارتداء إحدى الفنانات بالعمل «هوت شورت» كأحد أنواع الزي الذي تتنقل به خارج منزلها.
  • تدخين هذه الفنانة للحشيشة معلنة ذلك تحت مسمى أنا فتاة حرة، وكأن ذلك هو مفهوم حرية الفتاة.
  • تعاطي المخدرات من قبل عدد من الفنانين في مشهد، وكأن ذلك أحد مصادر التحضر أو الرجولة.

مسلسل «صاحب السعادة» وتتضمن:

  • استخدام بطل المسلسل بشكل دائم لألفاظ السب في تعامله مع أزواج بناته وأحفاده، وكأن ذلك أحد أساليب النداء أو التدليل.
  • استخدام الأطفال في المسلسل للألعاب النارية (الشماريخ) في اللعب».

وأضافت العشماوي أن المتابعة تضمنت مشاهدة سريعة وليست تفصيلية لبعض الحلقات على الشاشة، وبشكل عام لم يُرصد استغلال للأطفال في أي من الأعمال التي جرمها قانون الطفل حتى الآن، وكذلك لم يتم رصد أي انتهاكات للطفولة داخل الأعمال، موضحة أن هناك «مجموعة من الثوابت والحقائق التي تفرض نفسها، منها أن أبطال الأعمال الدرامية هم دائماً مصدر قدوة للأطفال في مراحل الطفولة وخاصة المراهقة، وأطفالنا يقتبسون العادات والتقاليد من خلال ما يبث بالأعمال الدرامية.
أما المراهقون فيختارون ملابسهم وفقاً لما يعرضه أبطال المسلسلات. وبعض المفاهيم مثل الحرية والأنوثة والرجولة والعلاقات بين الطرفين وحدود ذلك، يتم اكتسابها من خلال ما يعرض على الشاشات، وضعف دور الأسرة في إعادة صياغة ما يبث على القنوات لأطفالهم، وكذلك في تعريف الأطفال بما هو مقبول وما هو مرفوض من أفكار وسلوكيات في هذه الأعمال»، مؤكدة أن الجهاز الإعلامي بكل ما يتضمنه يعد شريكاً أساسياً في تربية أطفالنا وإنتاج جيل جديد من حماة الوطن.

وأشارت العشماوي إلى أنها لا تحمّل أياً من أطراف الأعمال الفنية مسؤولية ما يقترفه الأطفال من جرائم أو سلوكيات سلبية، لكن فقط تشير إلى أن هذه الأعمال هي بذور الدمار والانفلات التي تُغرس في شخصيات الأطفال فينتج جيل من الأطفال يمارسون العنف ويخربون في وطنهم، بل ويتحرشون بأقرانهم وأحياناً يقترفون جرائم الاغتصاب.

وفي النهاية ناشدت العشماوي الفنانين تقديم الأدوار التي تتناسب والنماذج الإيجابية في المجتمع، لافتةً إلى أن هناك الكثير من الصور الإيجابية التي يمكن عرضها.


في لبنان: في رمضان 2015 معظم البطلات لبنانيات

وهذه آراء من لبنان لا تختلف كثيراً عما عايناه في مصر من مواقف تجاه برامج رمضان


الناقد محمد حجازي

يعتبر الناقد محمد حجازي أن بعض المسلسلات التي تُعرض عبر الفضائيات اللبنانية والعربية، من غير اللائق عرضها خلال الشهر الفضيل، على اعتبار أن هناك بعض المشاهد العاطفية أحياناً والتساهل في ملابس الممثلات، ولكن ما يحكم في النهاية هو الموضوع.
ويرى أن هناك مواضيع تحكم الممثلات بارتداء لباس معين، لكن بمقدورهن ان يرتدين ملابس فيها نوع من الإغواء إنما بعيداً عن المبالغة كي لا تتناقض مع حرمة الشهر.
ويضيف: «يجب أن نعي أنه في بلدٍ متنوعٍ كلبنان لا يمكن انتاج مسلسل ملتزم تماماً بالشهر الفضيل. نحن في لبنان «اخدين راحتنا أصلاً» وفي الشهر الكريم نحاول أن نخفف من وطأة اعمالنا، إلا أن ما نشاهده غير مناسب ومبالغ فيه».

وفي ما يختص بالمواضيع، يرى حجازي أن هناك بعض المواضيع التي تميل إلى تقديم العاطفة الشاذة، وبعض الأدوار التي تخرج عن الإطار العادي، بالإضافة إلى ان الممثلة التي تمتاز بشخصية معينة لا تستطيع أن تخرج منها، فإذا كانت جميلة وجذّابة تحاول ابراز كل ما لديها من خلال المسلسل.

وعما إذا كان يقصد النجمة اللبنانية هيفاء وهبي في مسلسل «كلام على ورق»، قال: «هيفاء «مش زايدتها» على العكس فهي «تلعب» دراما، ولكن هناك بعض الممثلات اللواتي يظهرن اجسادهن بطريقة نشعر بأنها مقصودة، ففي أحيانٍ كثيرة يوجد مبالغة، إذ يمكن الترميز إلى مشهد عاطفي بين شخصين، او ان نمر عليه مروراً عابراً ويؤدي المطلوب منه من دون عرض مشهدي».

ويشير إلى أن هناك غياباً للبرامج والمسلسلات الدينية عن الشاشات هذه السنة، إذ يمر شهر رمضان الذي يتسم بالدين والتقوى والإيمان والناس في حالة تعبُد، في حين هناك ما يقارب 48 مسلسلاً على كل الفضائيات العربية لا يوجد من ضمنها مسلسل ديني واحد، «هناك برنامج للمنتج صادق الصبّاح ولكنه صغير وليس بضخامة الشهر الكريم».
ويضيف: «ثمة نقص وخلل، وإذا كان المطلوب التنويع في الأعمال فليكن، يمكن تقديم الإجتماعي إلى جانب الديني، يمكن تقديم هذا التنويع كي نخرج بنتيجة ترضي الجميع، ولكن لا يمكن أن نقدم لوناً واحداً مناقضاً لطبيعة الشهر».
ويتابع: «في كل سنة نشهد تياراً لنمط معين من الأعمال، ولكن من دون اتفاق المنتجين بالتأكيد، وما يميز الدراما الرمضانية هذه السنة أن معظم البطلات لبنانيات، ومعظم الأعمال المشتركة التي عمل فيها الممثلون اللبنانيون حلّوا في الطليعة.
فسجّل حضور معظم الممثلين اللبنانيين في معظم المسلسلات والبرامج المشتركة إلا أنه لم يتم انتاج عمل لبناني في الصميم».


أنا مغرم ب «لو» ونادين نجيم أفضل ملكة

وعن متابعته للمسلسلات التي عرضت، يقول حجازي: «أنا مغرم بـ«لو». هذا أفضل مسلسل رأيته على الشاشة، فهو عمل متكامل وراقٍ، وأداء الممثلين ممتاز والإخراج جيد كما أن المجموعة التي تشارك فيه ممتازة.
يمكن اعتباره نموذجاً يفيد الناس. في هذا المسلسل فن وتركيز وجهد لذلك سجل هذا النجاح». ويلفت إلى ان نادين نسيب نجيم ستكون نجمة كبيرة لاحقاً لأنها ممثلة من نوع خاص.
ويضيف: «منذ عشرين عاماً، معظم ملكات الجمال حاولن أن يمثلن أو يقدمن البرامج، ومنذ عشرين سنة حتى اليوم لم تستطع ملكة جمال ان تحضر كما حضرت نادين نجيم، حضرت كجميلة وكطاقة فنية باستطاعتها أن تعطي الكثير».

ويرى أن ميريام فارس طاقة مهمة جداً ولعبت دورها بأسلوب جميل، معتبراً أن جيل ميريام وهيفا ونادين وسيرين عبد النور التي سبقتهن «جيل درامي ذو قيمة فنية عالية. هيفاء هوجمت لأنها جميلة، لكن لاحظنا أن أداءها في التمثيل كان جيداً من «دكان شحاتة» مروراً «بحلاوة روح» وكذلك في «كلام على ورق».
من غير المفترض أن يتطاول أحد على الفنانات بسبب صورة موجودة في أذهانهم ألا وهي أن هؤلاء الفنانات يعتمدن على جمالهن، فما المانع من أن تكون الفنانة جميلة وممثلة جيدة في آن واحد؟!».


برامج المقالب مملّة وغير محترمة
أما برامج المقالب، فيعتبر حجازي أنها مملة جداً، بالإضافة إلى أنها نمط غير محبب وغير محترم، وعلى معدّي هذه البرامج ومنتجيها أن يتعلموا من البرامج الاجنبية. ويشير إلى ان الأخيرة خفيفة ومضحكة ولا تهين الضيف كما جرت العادة عندنا. ويضيف: «إذا حاول أحدهم الإيقاع بي سأوقف له برنامجه، فمن غير اللائق ان نضحك ونسخر من الناس».
وحول مسؤولية الفنان وتقاضيه أجراً لقاء عرض حلقته على الشاشة، يقول حجازي: «بعض الفنانين أوضاعهم المادية صعبة وبالتالي هناك مبررات وضرورات، وفي النهاية الناس تتسلى فالمذيع يضحك على الفنان وعند العرض يضحك الناس عليهما، ولكن كرامات الناس لا يجوز ان يقترب منها أحد».

فاتن حموي
ترفض الاعلامية والناقدة فاتن حموي القول بأن الدراما تليق أو لا تليق بشهر رمضان. وتشير إلى انه في السابق كان يتم انتاج مسلسل تاريخي ديني يُعرض في شهر رمضان لكن اليوم لم تعد هذه الأعمال رائجة، وتسأل: «هل تتوقف الافعال الجرمية والسرقة والخيانة في رمضان؟ لماذا ننظر دائماً بنظرة سلبية إلى هذه الأعمال؟ علينا أن نتابع حتى النهاية ولا نلقي اتهامات قبل معرفة العبرة من هذا العمل، فبالتأكيد لا يوجد مسلسل يدعو إلى الشر، إلا أن الشر في الواقع ينتصر أحياناً! نحن لا نعيش خلال شهر رمضان في مدينة فاضلة حيث تغيب السرقات والأعمال الجرمية والخيانة».
وتبدي فاتن رغبتها في متابعة مسلسل «قلم حمرة»، وترى أن ما قدمته سلافة معمار في المشهد الذي انتُقدت عليه، «يقدم في الغرب في كثير من الأفلام أو المسلسلات إلا أنه في عالمنا العربي يعتبره البعض وقاحة وآخرون يعتبرونه أساسياً، إذ علينا أن نرى سياق المسلسل لا أن نعلق على مشهد واحد».
وتشير إلى أن هناك مواضيع أخرى تثير الجدل حول إمكان عرضها أو حظرها. وتضيف أن الإعلام «يحاول أن يعمم نظرته أو أن يجذب ويروج لعمل ما، واعتقد أن بعض الانتقادات تأتي في مصلحة العمل بهدف الترويج له أكثر».
وتعتبر أن البرامج الحوارية التي تُقدم اليوم لم تكن رائجة في السابق، كبرنامج «ليالي الأنس» الذي تقدمه رولا سعد أو برنامج «رامز قرش البحر».
هذه البرامج يُدفع للضيف فيها مقابل ظهوره، «وبما أن المذيع راضٍ والضيف كذلك وبالتأكيد هناك من يحب ويشاهد، إذ ان التلفزيون لم يعد إدارة تثقيفية بل هو تجارة تبحث عن العمل الذي يستقطب جمهوراً أكبر وإعلانات أكثر، وبالتالي يجب ألا نهاجم القنوات التلفزيونية ... باستطاعتنا أن نغيّر القناة».


ريما نجيم

تجهل المذيعة ريما نجيم سبب عرض كل الأعمال الدرامية مع شهر رمضان، مرجحةً أن تكون الظاهرة مرتبطة بفكرة الثلاثين يوماً لكي تمر أيام الصيام بسرعة ولكي يلتهي الصائم ولا يفكر بالجوع. وتلفت إلى أنها كانت تقدم برامج إذاعية مسائية لكي يبقى الصائم مستيقظاً حتى وقت السحور، وكذلك برامج الألعاب قبل ساعة من موعد الإفطار لكي لا يشعر الصائم بالجوع. كما أن فكرة فوز المستمع بجوائز من خلال البرنامج جميلة لأن رمضان كريم.

تقول: «لم استطع أن أتابع كل المسلسلات بسبب التوقيت الغريب الذي تعرض خلاله، لكن أعجبني مسلسل «لو» كثيراً لأنني شاهدته.
وكنت أود أن اشاهد مسلسل «سيرة الحب» لسيرين عبد النور ومكسيم خليل، كما شاهدت مقتطفات من مسلسل «كلام على ورق» ووجدت أن هيفاء وهبي كانت مميزة في أدائها. أمامسلسل «لو» فأحببتالفيلمالمقتبسعنه Unfaithful ولذلكأردتانأشاهدهبنسختهالعربية، نادين تمثل بطريقة جيدة وبشهادة الجميع لكن هذه المرة أداؤها كان غربياً من ناحية الملابس والمشي والإنفعالات، أي كانت متفوقة.
أما برامج المقالب التي تُعرض في رمضان، فأعتقد ان لا صلة لها بالشهر الفضيل، ولكن إذا كانت هذه البرامج مركبة بالإتفاق مع النجوم فالأمر يشكل اهانة لذكائنا.
وإذا لم تكن مركبة فالأمر خطير لأنه لا يمكن لأحد ان يتوقع ردة فعل الفنان، ربما يكون مُصاباً بمرض ما وغير قادر على التحمل».


كارين رزق الله
تقول الكاتبة والممثلة اللبنانية كارين رزق الله إن مباريات كأس العالم أخذت حيزاً كبيراً من متابعتنا للدراما هذه السنة، ولم يتيسر لها الوقت الكافي لمتابعة معظم المسلسلات، فالدراما «أكلتها».
ولكنها ترفض أن يحظر التطرق لأي موضوع في دراما رمضان، وتعزو السبب إلى أن هذه القصص نعيشها في حياتنا اليومية، مثلاً إذا حدثنا أحدهم عن مجرم ألا يجوز أن يخبرنا عن حادثة إجرام في شهر رمضان! وتضيف: «أعتقد أن كل شيء انساني واجتماعي نعيشه في حياتنا لا مشكلة أن يعرض في أي وقت من الأوقات، نحن بشر وكلّ منا لديه أخطاؤه».
وتتابع: «لا يمكن ان تقتصر مسلسلات رمضان على قصص الخير وان يؤدي الممثلون أدوار شخصيات خيِّرة، ففي الحياة يوجد الخير والشر وهناك عقدة يجب ان تُحل في النهاية. وشخصياً أنا مع أن تطرح كل القضايا في رمضان، ولكني أتفهم أصحاب وجهات النظر الأخرى».


بلال العربي

يقول مقدم البرامج بلال العربي ان كل المسلسلات المعروضة في رمضان لا تليق بالشهر الكريم، متسائلاً: «هل يستهل هذا الشهر للترويج لإنتاجات درامية؟» ويضيف: «بإمكانهم أن يقدموا سباق دراما في شهر آخر ويبتعدوا قليلاً عن شهر رمضان، إذ هناك فرق بين مسلسلات الماضي ومسلسلات اليوم، كنا نشاهد «ليالي الحلمية»مثلاً. كانت المسلسلات راقية واجتماعية بعيدة عما نراه اليوم».

وللذين يبررون بقولهم ان هذه الأشياء موجودة في مجتمعاتنا، يقول: «حتى ولو كانت موجودة في مجتمعاتنا، الفاسق في شهر رمضان يحاول ان يعتدل.
لا تبرر هذه الطريقة المتدنية جداً في استغلال هذا الشهر الكريم لمواضيع تافهة جداً. اذ اصبح يساوي شهر رمضان لأصحاب المحطات ولشركات الإنتاج المال والإعلانات والتجارة، ولم يعد شهر عبادة ومغفرة وصيام».

في ما يخص البرامج الفكاهية أو المقالب، يشاهد العربي برنامج «رامز قرش البحر»، ويلفت إلى أن كل الذين التقاهم ينتقدون هذا البرنامج، ويقول: «بعيداً عن شهر رمضان هذا البرنامج غير لائق لأنه يحرّض الناس على افتعال مقالب بعضهم ببعض ومقالب مخيفة، ربما تعرَّض أحد الضيوف لأذى جرّاء المقلب».
وحول مسؤولية الفنان في موافقته على تقاضي المال مقابل عرض حلقته، يقول العربي: «كل شيء يصب في قالب المصلحة، ربما نسمع في الوسط الفني أن فلانة رفضت الظهور في البرنامج ثم عُرض عليها مبلغ من المال فوافقت وآخر الشيء نفسه، الكل ينسى الصدمة ومخلفاتها بعد رؤية «الشيك» الذي تعرضه شركة الإنتاج. الأمر يحزننا ولكن للآسف هذه هي الموجة الرائجة».