سيري على طريق الحرير و جولي في سور الصين العظيم وتسلّقي الصخور في رايلاي في تايلاند، ولا تتردّدي في خوض مغامرة الكاياك في خليج ها-لونغ في فيتنام. عيشي هذه التجارب في ريف يبدو افتراضيًا، يرتاح بعضه عند أعلى القمم الجبلية في العالم الشامخة في الشرق الأقصى للقارة الآسيوية، فيما يمتدّ بعضه الآخر على سواحل لؤلؤية تحبس الأنفاس.
لكن تذكّري أن أجمل ما تحملينه في ألبوم إجازتك، مغامرات تحفر في ذاكرتك صور مشاهد خلابة تدعوك إلى العودة إليها في كل مرة تشعرين بأنك تريدين الهروب من ضجيج العصر، ودخول عالم من الجمال الصامت.

تزحلقي في الأنابيب النهرية في فانغ- فيينغ في لاووس
النزول في نهر نام سونغ في «مركب» على شكل دولاب من المطاط يسع إثنين، منفوخ جارف، هو نشاط على نمط هادئ، ولكن من دون عدّ العنصر الاحتفالي. فالمتعة التي يعطيها نشاط River Tubing ، أصبحت طقسًا يدخل تفاصيله كل هواة المشي الذين يقصدون جنوب شرق آسيا. اخترقي الأنفاق والغور والمنحدرات الكلسية لفانغ فيينغ وعومي على وجه النهر واستمتعي بالطبيعة الخلابة التي تسكن هذه المنطقة بهدوء مثير للرهبة.
معلومة: هناك حافلات تربط فانغ- فيينغ بلوانغ بروبانغ وفينتيان.

جولي في سور الصين العظيم وتأملي إرادة الإنسان اللامتناهية
«من لم يتسلّق سور الصين العظيم ليس رجلاً». تدفعك هذه الأسطر المنقوشة على أحد جدران سور الصين العظيم إلى مغامرة الصعود إليه، لتقعي في شرك التحدّي. لكنك لن تندمي. هو بالفعل عجيبة من عجائب الدنيا والتاريخ أيضًا. إذ كيف يمكن إنسان القرنين الثامن والحادي عشر قبل الميلاد أن يبني بقدراته المتواضعة هذا السور الذي نعجز نحن أبناء التكنولوجيا عن حل لغز بنائه. 
فهذا السور الذي يبلغ طوله ثمانية آلاف كيلومتر وأكثر، ليس مطلوباً  منك أن تعبريها كلها، إذ يكفي أن تجولي عند أروع معالم السور التي تقع عند نقطة النهاية حيث تقف شانهايغان بأبّهة، وتعني باللغة الصينية «الجبل والبحر».
اكتسبت القلعة هذا الاسم نظرًا إلى إشرافها على البحر والجبل، وقد اشتهرت بمعبر الحديد والمزلاج الذهبي للسور. يبهرك مشهد بانورامي عزّ نظيره في العالم عند الوقوف في أعلى القلعة، فربما تشعرين بأنك تريدين التحليق من دون أجنحة مثل التنين الصيني في فضاء لا يمكن مقاومة سحره.
معلومة: تنظم رحلات مشي بإشراف مرشد سياحي في سور الصين وتتضمن جولة في غوبيكو التي تبعد 140 كلم من بكين العاصمة، وجينسهانلينغ وسيماتي.

على درب الحرير سيري
سمرقند وبخارى في أوزبكستان وكاشغار في الصين، مدن ثلاث تشغل المخيلة بطريقها الحريرية التي مرّت بها جيوش الإسكندر والمغول والعرب والترك والإنكليز والروس للسيطرة عليها، مما جعلها أسطورة تروى حكاياتها في قصص «ألف ليلة وليلة».
في سمرقند، يعتبر معلم رجيستان تحفة معمارية لا تضاهيها تحفة أخرى في العالم الآسيوي. هو مؤلف من مجموعة مدارس رائعة تُمتع العين بفيض من الخزف الإيطالي والفسيفساء اللازوردية وأحجام معمارية متناسقة في شكل فريد. وفي بخارى، منارة قالون التي ترتفع 47 مترًا ويعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر وهي أعلى منارة في آسيا.
يكفي أن تعرفي أن بخارى مدينة الإمام البخاري، أهم علماء أهل السُنّة والجماعة، وصاحب كتاب «الجامع الصحيح» الذي يعرف أنه أصحّ الكتب عند أهل السنّة بعد كتاب الله، حتى تصبح زيارتها متعة للروح والذاكرة.
ويجذب بازار كاشغار المزدحم في الصين المسافرين والتجار الذين يلبّون نداء هذه المدينة المنبسطة على الطريق البري ويجولون فيها حاملين في لاوعيهم كل ما قيل وكتب في سطور التاريخ.

الكاياك في خليج ها- لونغ في فيتنام
بمياهه المرقطة بآلاف القمم الخضراء والجزر الصغيرة، يستريح خليج ها-لونغ الذي يعتبر من المناطق الريفية الأكثر شهرة في آسيا. لسنوات طويلة، كانت السفن الشراعية تغزل بين أروقة هذا الخليج المائية، فأصبحت جزءًا لا يمكن إبعاده من روعة طبيعته التي تخطف الأنفاس وتحوّل الموقع إلى ملاذ هواة رياضة الكاياك الذين يتمنون الوصول إلى أقصى صخوره. 
كما كل تضاريس الريف الآسيوي، فإن خليج ها-لونغ غنيّ بالكهوف والأقواس والأعمدة التي نحتتها الطبيعة منذ آلاف السنين، تكتشفينها لحظة ركوبك قارب الكاياك الخاص بك. تستمر الرحلة البحرية على متن سفينة شراعية أياماً، تعيشين خلالها مغامرات لا يمكن أن تنسيها ما حييتِ.
معلومة: يبعد خليج ها- لونغ عن هانوي عاصمة فيتنام ثلاث ساعات، وتنطلق السفن الشراعية من مرفأ هانوي.  

تسلّقي الصخور في رايلاي بأسلوب جيمس بوند
لا يختلف إثنان على أن جزر تايلاند هي من أروع ما يمكن أن تبحر الواحدة منا بين أروقتها الفيروزية. ولا أزال أتذكر إبحاري في بحر أندامان وتسلل المركب بين جزره التي جعلت قلبي يخفق بسرعة كلما اقترب القارب منها. إنها قطع فردوسية تطفو على الماء.
التسلق إنطلاقًا من الشاطئ الرملي لجزيرة رايلاي Railay إلى أعلى صخرتها مغامرة لا مساومة عليها، إذا كنت تهوين التسلق وتعرفين تقنياته. فعلى هذه الجزيرة، تباهى جيمس بوند في فيلم The Man with The Golden Gun بتسلقه هذه الصخور الرائعة بخلفية مشاهد خلابة لا يتدخل المونتاج في تجميلها لأنه أعجز من أن يبتكر هكذا ديكوراً طبيعياً كهذا يخطف أبعاد الكاميرا الثلاثية.
إذًا هنا تعيشين مغامرة جيمس بوند بكل طرافتها واستحالتها: أكواخ مندسة بين شجر النخيل، ومشارب على الشاطئ اللؤلؤي تقدّم عصير جوز الهند الطازج، ومنحدرات تشرف على المناطق النائية لتايلاند. من المستحيل أن تطأ قدماك رمال ريلاي ولا ترغبين في تسلق واجهاتها الصخرية. من بين الاحتمالات غير المعدودة للتسلّق هنا، هو تسلق المبتدئين الواجهة الشمالية لكهف الماس وجدار أي.بي.سي. فمجرد أن تتسلقي المنحدر، سيغطي جسدك الغبار الكلسي، فتجدين نفسك مضطرة إلى القفز في المياه الفيروزية لبحر أندامان.
للاستعلام:
www.railay.com/railay/climbing/climbing_intro.shtml

نصيحة محررة

لهذا النوع من رحلات المغامرات تحتاجين إلى:

● حذاء رياضي للمشي، وحذاء خاص بالمشي على الرمال

● قبعة ذات منديل يغطي الرقبة كي تتجنبي لسعات الشمس

● كريم واقٍ من الشمس ليحمي بشرتك وكريم مرطب يحميك من البرد كما هو الحال في سور الصين العظيم

● حقيبة ظهر خاصة برحلات المشي في الطبيعة، تتضمن إسعافات أولية مثل شرائط الجروح و كريم مضاد للسع الحشرات ورذاذ مطهّر للجروح، ومطرة ماء، ومنشفة صغيرة وقفازات خاصة بالتسلق للإمساك بالحبل.

● ملابس سباحة

● نظارتين شمسيتين من النوع المرن الذي لا ينكسر بسهولة

● الكاميرا وإن كان لديك آيفون فالهاتف تحتاجينه في هذا النوع من الرحلات في حالات الطوارئ لذا عليك الاحتفاظ ببطارية مشحونة قدر المستطاع.

في سمرقند، يعتبر معلم رجيستان تحفة معمارية لا تضاهيها تحفة أخرى في العالم الآسيوي