قضية في المحاكم فماذا يقول علماء الدين؟ طلاق بسبب ثرثرة الزوج!

ثرثرة,الزوج,أسرار,خصوصيات,طلاق,علماء الدين,مفاهيم خاطئة,خيانة,ظلم,الكبائر,علاج ديني ونفسي

أحمد جمال (القاهرة) 06 يونيو 2015

هل يمكن أن تصل ثرثرة الزوج إلى إفشاء أسرار زوجته بما فيها خصوصيات علاقتهما؟ في هذه الحالة، ما هو رد فعل الزوجة؟ أمام المحاكم الآن قضية طلاق أقامتها مهندسة ضد زوجها بعدما اكتشفت أن الجميع حولها يعلمون ما يحدث بين جدران بيتها وغرفة نومها بسبب ثرثرة الزوج. فما هي تفاصيلها؟ وماذا يقول علماء الدين عن حق الزوجة في طلب الطلاق للضرر من الزوج الثرثار؟

رفعت المهندسة «هناء.س» دعوى قضائية أمام محكمة الأسرة تطالب فيها بالطلاق من زوجها، الذي يفشي أسرارها الخاصة والعامة، حتى وصل به الأمر إلى ذكر تفاصيل ما يجري في غرفة النوم لأصدقائه في العمل كنوع من التفاخر والعنترية الكاذبة.
روت المهندسة «هناء» مشكلتها في دعواها قائلةً: «تعرفت إلى زوجي أثناء دراستنا في كلية الهندسة، وتقدم الى خطبتي بعد التخرج ووافق أهلي وتم الزواج بمجرد حصولنا على عمل في الشركة نفسها، إلا أنني فوجئت بنظرات غريبة من زملائه في العمل تجاهي بعد الزواج، تعجبت ولم أفهم السبب، حتى جاء اليوم الذي أخبرتني فيه إحدى صديقاتي في العمل بأنها علمت أن زوجي يفشي أسرار غرفة النوم لزملائه في المكتب، ويتفاخر بما يفعله من دون حياء أو خجل، ابتداءً من ليلة الزفاف حتى الآن، ويروي لهم التفاصيل أولاً بأول».
وأضافت «هناء» في دعواها: «لم أصدق نفسي، فعندما واجهته ارتبك وأنكر تماماً، إلا أنني بحسي ربطت بين النظرات المريبة من زملائه في المكتب تجاهي وبين ما يفعله، وحاولت إصلاحه مرات حتى أنني هددته بتركي العمل لأنني لا أطيق هذه النظرات القاتلة من زملائه، إلا أنه لم يستجب، وهددته بترك منزل الزوجية فلم يتوقف عن عادته الذميمة في إفشاء أسراري الخاصة، معتقداً أن هذا نوع من الفروسية وكأنه يفتح عكا كما يقولون».
طلبت «هناء» من المحكمة تطليقها وحصولها على حقوقها كافة، لأنه طلاق للضرر من زوجها غير الأمين على أسرارها الخاصة. استدعته المحكمة وواجهته بما تقوله الزوجة، حاول إنكار ذلك مدعياً الخجل والحياء، وهذا ما جعل المحكمة تطلب الاستماع إلى شهادة زملائه في العمل حتى تصدر حكمها عن بينة.

مفاهيم خاطئة
في البداية، يصف الدكتور نصر فريد واصل، مفتي مصر السابق، ما يجري في غرف النوم بأنه نوع من المجالس، بل إنه أخص خصوصيات المجالس، ولهذا قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس: سفك دم حرام، أو فرج حرام، أو اقتطاع مال بغير حق»، كما قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أيضاً «السباع حرام»، قال ابن لهيعة يعني الذي يفتخر بالجماع.  
وأضاف الدكتور نصر فريد: «نشر أسرار العلاقة الزوجية من كبائر الذنوب، ولهذا أمرنا النبي عليه الصلاة والسلام بكتمان الأسرار عامة، فما بالنا بأدق الأسرار، فقال: «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان»، كما أن ستر أسرار الزوجة واجب شرعاً على المسلم، لقول رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة، فرَّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة».
وأنهى الدكتور نصر فريد كلامه، مؤكداً أن الله سبحانه وتعالى جعل لكلٍّ من الزوجين حقوقاً وواجبات، ومن هذه الحقوق حفظ الأسرار الزوجية، فكلٌّ من الزوجين أمين على أسرار الآخر، يجب عليه حفظها وعدم إفشائها، ومن أعظم هذه الأسرار وأشدها أسرار الجماع وما يجري بين الزوجين في الفراش، ولهذا من حق الزوجة المتضررة من عدم أمانة زوجها على أسرارها أن ترفع أمرها الى القضاء لرفع الضرر عنها، لأنه يرتكب كبيرة من الكبائر، أما هي فلا إثم عليها.

خيانة
يؤكد الدكتور سامي هلال، عميد كلية القرآن في طنطا – جامعة الأزهر، أن الإسلام قدّس الحياة الزوجية باعتبارها رباطاً وميثاقاً يقوم عليه صلاح الأسرة والمجتمع،‏ وسنّ من التشريعات ما يضمن سلامة الحياة الأسرية‏ من خلال حفظ أسرار الحياة الزوجية وتحريم إفشائها.
وأضاف: «أثنى الله تبارك وتعالى على النساء الصالحات، وبالطبع الرجال الصالحين، بقوله: «فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ» (آية 34) سورة «النساء»، ولهذا جعل الإسلام إفشاء أسرار الحياة الزوجية من أعظم أنواع الخيانة يوم القيامة. وقد وردت آيات قرآنية تتناول قضية الأمانة ووجوب حفظ الأسرار، ومنها قول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ» (آية 27) سورة «الأنفال».
وأشار الدكتور سامي إلى أن من حق الزوجة شرعاً طلب الطلاق من زوجها الذي ينشر أسرارها الخاصة، لأنه خائن لعشرتها وعفّتها ولا يستحق العيش معها، لكن عليها أن تنصحه أولاً بالتوقف عن ذلك لعموم قول النبي (صلّى الله عليه وسلّم): «الدين النصيحة، فقال الصحابة: لمن يا رسول الله؟ فقال الرسول: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم».

ظلم
تشير مفتية النساء الدكتورة سعاد صالح، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر، إلى أن إفشاء الأسرار الأسرية عامة، والأسرار الزوجية خاصة يؤدي إلى تفكك الأسرة وشيوع الفاحشة، لأن بناء الأسرة السليمة يعتمد في الأساس على حفظ أسرار الزوجية والاحترام المتبادل، ولهذا فإن الحكم الشرعي للزوج الذي يفشي الأسرار الخاصة لزوجته هو آثم شرعاً، ويجب عقابه في الدنيا قبل الآخرة، لأنه ممن قال الله فيهم:» إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ» (آية 19) سورة «النور».
وتؤكد الدكتورة سعاد أنه بإجماع الفقهاء القدامى والمعاصرين، فإن إفشاء الأسرار بوجه عام حرام شرعاً، فما بالنا بأسرار غرف النوم التي يجب أن تكون مصونة وبعيدة من القيل والقال؟ ومن يرتكب إثم إفشاء الأسرار فكأنما فضح نفسه بما ارتكبه من ذنب عظيم أمام الله والناس، ويجب عليه أن يتوب ويسرع بالرجوع إلى الله، لأن الدين أمرنا بأن تكون حياتنا الأسرية والزوجية محاطة بمقدار كبير من الخصوصية بل والسرية الكاملة، لأن هذه العلاقة الخاصة بين الرجل وزوجته أمر يخصّهما وحدهما، ويجب على الإطلاق من الناحية الاجتماعية قبل الدينية ألا تذاع هذه الأخبار، أو أن يتحدث كل من الزوجين إلى أصدقائه عنها، لأنها أمور خاصة دقيقة لا يجوز بأي حال من الأحوال إفشاؤها، وإلا كان خائناً للأمانة وليس من عباد الله المؤمنين الذين تحدث الله عن صفاتهم، فقال: «وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ» (آية 8) سورة «المؤمنون».
وأنهت الدكتورة سعاد كلامها، مؤكدة أن من حق الزوجة شرعاً طلب الطلاق للضرر وليس عليها أي إثم أو ذنب، لأنها لم تظلمه، بل إنه هو الذي ظلمها بإفشاء أسرارها، وإذا كان الله قد حرّم الظلم على نفسه فهل نرضاه لزوج يظلم زوجته بإفشاء أسرارها؟

من الكبائر
تقول الدكتورة مهجة غالب، عميدة كلية الدراسات الإسلامية في القاهرة - جامعة الأزهر: «إن إفشاء ما يجري بين الزوجين يعتبره الله تعالى «غيباً» لا يليق بمكارم الأخلاق ولا يتفق مع ذوق المسلم، ولا يفعله إلا أصحاب القلوب المريضة، لأن الزواج علاقة لها خصوصيتها وأسرارها، والطبيعي أن يؤتمن فيها الزوجان على أسرار بعضهما بعضاً ولا ينبغي أن يفشي أحدهما سر صاحبه، ومن الأمانة أن يحفظ المرء الأسرار العادية لشريك حياته، فما بالنا بأسرار الفراش التي يجب أن تحاط بسياج من الكتمان، لأن الله حيي ستير يحب الحياء والستر».
وتضيف الدكتورة مهجة، أن ما يقوم به الزوج من كشف أسرار زوجته هو نوع من «الخيانة» التي هي عكس «الأمانة». ولهذا فقد عدّ الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي في كتابه «الكبائر»، قيام أحد الزوجين بإفشاء أسرار زوجته من الكبائر، بل إن مثلهما كمثل «شيطان وشيطانة»، ولهذا جاء التشبيه من الرسول (صلّى الله عليه وسلّم)، عمن يحكي للناس ما فعله مع أهله، ومن تحكي ما تفعل مع زوجها من أسرار الفراش، لقد شبّههما النبي (صلّى الله عليه وسلّم) بأنهما مثل شيطان لقي شيطانة في الطريق فقضى حاجته منها والناس ينظرون.
وأيدت الدكتورة مهجة طلب الزوجة الطلاق من زوجها غير الأمين على أسرارها، لأن هذا مريض نفسياً بمرض قد يستعصى الشفاء منه، فضلاً عن أنه يفتقر إلى النخوة والرجولة ولا يغار على عرضه.

لا للمجاهرة
تستشهد الدكتورة مريم الدغستاني، رئيس قسم الفقه في كلية الدراسات الإسلامية في القاهرة، على حرمة قيام أحد الزوجين بإفشاء سر شريك حياته، وخاصة ما يتعلق بالأسرار الخاصة جداً، بما جاء في الحديث النبوي الذي روته الصحابية أسماء بنت يزيد، حيث كانت عند رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) والرجال والنساء قعود عنده فقال: «لعل رجلاً يقول ما فعل بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها فأرم القوم، فقلت: إي والله يا رسول الله، إنهم ليفعلون، وإنهن ليفعلن. قال: فلا تفعلوا، فإنما مثل ذلك شيطان لقي شيطانة، فغشيها والناس ينظرون».
وأوضحت الدكتورة مريم أن من حق الزوجة طلب الطلاق للضرر من الزوج غير الأمين، لأنه خالف تعاليم الإسلام الذي نهى صراحة عن كشف أسرار الفراش، واعتبره نوعاً من المجاهرة بالذنب والجرأة على حدود الله، ولهذا توعد الله المجاهرين بالذنب، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل العبد بالليل عملاً، ثم يصبح قد ستره ربه، فيقول: يا فلان، قد عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه».

استخفاف
عن حكم الشرع في قيام الزوجة بعرض مشكلتها على القضاء، قال الدكتور مبروك عطية، الأستاذ في جامعة الأزهر، إن من المؤسف في هذه الزمن أن الناس لم يكتفوا بفعل المعاصي والمنكرات فقط، بل عمدوا إلى المجاهرة بإفشاء ما أمر الله بستره والافتخار بذلك. ولهذا فمن حق المتضرر شرعاً أن يرفع أمره إلى القضاء باعتباره مظلوماً، ولهذا قال الله تعالى: «لا يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ» (آية 148) سورة «النساء».
وأضاف الدكتور مبروك: «من المؤسف حقاً أن هؤلاء الأزواج ليسوا رجالاً حقاً، حتى وإن كان مكتوباً في بطاقاتهم أنهم ذكور، وشتان ما بين الرجولة والذكورة، لأن من يتحدث أمام الناس على الملأ عن أسرار غرفة نومه ويُفاخر بذلك في المجالس ويحسب أن ذلك من الفتوة وكمال الرجولة، فهذا نوع من الاستخفاف بأوامر الله عز وجل ونواهيه، مما يؤدي إلى اعتياد القبائح واستمرائها، وكأنها أمور عادية لا شيء فيها مما يؤدي إلى إشاعة الفساد وضياع المروءة وسوء الخلق الذي يصل إلى الوقاحة».
وأنهى الدكتور مبروك عطية كلامه مؤكداً أن هذا الزوج ديوث، كما وصفه الرسول، وهو من لا يغار على أهله ويستخف بأهل العفاف من النساء، ولهذا من حق الزوجة الطلاق منه غير آسفة عليه، بل إن الطلاق منه نجاة لها.

تحفظ
أما الدكتور محمد عبدالمنعم البري، الأستاذ في كلية الدعوة - جامعة الأزهر، فيتحفظ على أن يكون الإجراء الأول والسريع الذي تتخذه الزوجة ضد زوجها المفشي لأسرارها هو طلب الطلاق، الذي هو أبغض الحلال إلى الله، لما يترتب عليه من آثار مدمرة على الأسرة وخاصة الأبناء.
وطالب الدكتور البري الزوجة التي ابتُليت بمثل هذا الزوج، أن تحاول إصلاح حاله وبيان خطأ ما يقوم به، فإن ندم وتوقف عن ذلك فهذا خير، وإن لم يتوقف وفقدت الأمل بذلك فيمكنها رفع الأمر إلى الحكماء من أقاربه وإلى علماء الدين المشهود لهم بالحكمة، لبيان حكم الشرع بما يفعل، لأنه يجب معاملته على أنه «زوج ناشز»، وقد بيّن الله طريقة التعامل معه في قوله تعالى: «وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً» (آية 128) سورة «النساء».
وأنهى الدكتور البري كلامه، مؤكداً أنه إذا لم تصلح هذه الوسائل هذا الزوج الناشز، يكون من حق الزوجة اللجوء إلى القضاء، ومن حق القاضي عقابه واتخاذ ما يراه مناسباً، لأن هذا الزوج ممن قال فيهم رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها»، وهذا يتنافى مع قول الله تعالى: «هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ» (آية 187) سورة «البقرة».

الحياء
يقول الدكتور سعيد إسماعيل علي، أستاذ التربية في جامعة عين شمس: «علينا الاهتمام بتربية أبنائنا وبناتنا ليعرفوا أن المحافظة على أسرار الغير عامة أمر محمود ومن شيم الكرام، فما بالنا بأدق وأخص الأسرار، وهي أسرار الحياة الزوجية، ولذلك أؤيد لجوء الزوجات إلى القضاء طلباً للطلاق من هؤلاء الأزواج المجاهرين بأسرارهم وأسرار زوجاتهم، لأنهم لا يستحقون الحياة أصلاً ولا يراعون العشرة، وقد نزعوا برقع الخجل والحياء».
وحذّر الدكتور سعيد من الخطورة التي تتعرض لها منظومة القيم والأخلاق في مجتمعاتنا، بسبب قلة الوازع الديني والتقليد الأعمى للغرب وملازمة أصدقاء السوء أو شلّة الأنس كما يطلق عليهم، مما يقلل من الإحساس بأهمية الأسرار الزوجية.

علاج ديني ونفسي
وعن كيفية التصرف مع مثل هؤلاء الأزواج المرضى نفسياً بإفشاء أسرار الزوجية، طالبت الدكتورة إيمان شاهين، مديرة مركز الإرشاد النفسي في جامعة عين شمس، الزوج بأن يُقلع عن مثل هذه العادة الذميمة التي لا تتوافق مع الفطرة السوية، وذلك من خلال توعيته دينياً بخطأ ما يفعله، ولا مانع من ذهابه إلى علماء النفس لتأهيله وعلاجه نفسياً، وكذلك على الزوجة حلّ هذه المشكلة بالحوار والتوافق وليس بالعناد، أو للالتقاء في منطقة وسطى للحفاظ على شكل الأسرة والمجتمع والحيلولة دون تفكيكها بالطلاق وتشريد الأولاد.
وحضّت الدكتورة إيمان شاهين الزوجين على أن تكون الخلافات بشأن هذه القضية الحساسة جداً، في سرية تامة في غرف مغلقة حفاظاً على الصورة المثالية للأب أمام أبنائه، لأن اللجوء إلى فضيحة الزوج قد يدفعه إلى العناد أو فضح أمرها في المجتمع، ونحن في أشد الحاجة إلى التماسك بين أفراد المجتمع وعدم إفشاء الأسرار أو بث أسرار الزوجين، مما يؤثر سلباً في صورتهما في المجتمع.