قيل وقال

صيدا في عيد الفطر بين "بحر العيد" والمقاهي

لبنان,صيدا,الجنوب,جنوب لبنان,عيد الفطر,العادات والتقاليد

19 يوليو 2015

لا تزال عاصمة الجنوب اللبناني، صيدا، تحافظ على تقاليد الاعياد القديمة، وكما كل عام نزل الصيداويون خلال عيد الفطر إلى الكورنيش البحري لمشاهدة "بحر العيد" الذي يعدّ ملتقى للمرح والتسلية بالنسبة للاطفال في صيدا. وبحر العيد هو عبارة عن مدينة ملاهي مصغرة، يتجمهر حولها الأطفال منتظرين وصول دورهم.

وإلى جانب تلك العادات القديمة، دخلت ثقافة المقاهي والمطاعم الى صيدا، فباتت تستقطب أعداداً كبيرة من الناس من مختلف المناطق اللبنانية الذين يعمدون الى النزول الى المدينة الساحلية للتمتع والمرح خلال العيد.
ويقول محمد احد اصحاب المراجيح إن الاقبال على بحر العيد انخفض بشكل ملحوظ، فالصورة النمطية التي ترسخت عنه بوصفه "ملعب الفقراء" ساهمت في خفض نسبة رواد "البحر". ففي السابق كان "بحر العيد" لجميع الاطفال من دون تمييز، نظراً لكونه الافضل وسط محيطه، أما اليوم ومع وصول مدن الملاهي العملاقة إلى صيدا، أصبح بحر العيد محصوراً على الأطفال الذين لا يستطيعون تحمل التكلفة الباهظة للالعاب الجديدة.
بحر العيد ليس المتضرر الوحيد، اذ شهدت صيدا تغييراً كبيراً في مراسم العيد، وخصوصا بعد اغلاق صالتي السينما الوحيدتين فيها، واللتين كانتا تفتحان أبوابهما في أيام العيد فقط، وذلك يعتبر من التقاليد الاساسية لاي طفل صيداوي. فهذه الصالات كانت تمتلئ في ايام العيد بالاطفال الملهوفين لمشاهدة اجدد اصدارات السينما. وأدى هذا الاغلاق إلى فقدان جزء من روح العيد بالنسبة إلى هؤلاء الأطفال، وخصوصاً أن الصالة التي افتتحت مؤخراً في صيدا لم تستطع تعبئة هذا الفراغ الذي نتج عن الاغلاق. فاصبحت كلفة الدخول الى صالة السينما تصل الى 10 دولارات اميركية، في حين لم تتعد الكلفة سابقاً الدولارين، الأمر الذي حرم عدداً لا يستهان به من الاطفال، وفق ما يتذكر احد شباب صيدا.
ولكن العيد لم يكن سلبياً بشكل عام على الصيداويين، اذ عجت الطرقات وازدحمت الشوارع وامتلأت المقاهي والمطاعم بشكل غير مسبوق على الأقل في الفترة الماضية.
ويقول مصطفى أن الاقبال على المقاهي والمطاعم في العيد تحديداً يعود الى نقص وسائل الترفيه المتنوعة، فالكل يملك المال ولكن الخيارات محدودة. ويضيف أن المقاهي تعدّ المهرب الاكثر شيوعاً خصوصاً بسبب تواجد عدد كبير من المقاهي في المدينة.
ويؤكد مصطفى وهو صاحب احد المطاعم في صيدا، ان هذا التنوع يحوّل المقاهي الى مصدر جذب للعالم الامر الذي يفسر ارتفاع نسبة الاقبال بصورة واضحة خلال فترات الاعياد وما قبلها.
واستفادت محلات الالبسة أيضاً من روح العيد، حيث انقذ العيد تلك المحلات بعد فترة طويلة منن الركود، وارتفع الاقبال وارتفعت نسبة المبيعات، حققت نوعاً من التوازن لدى التجار.
واضافة الى هذه العادات والتقاليد، يستغل العديد من ابناء صيدا العيد للهروب من "جحيم الباطون" الذي يعيشون فيه، فيفترشون أقرب المساحات الخضراء التي يجدونها قرب المدينة، ويقومون بتحضير الاكلات ويلعبون ويمضون نهارهم في الطبيعة.
ويقول علي وهو احد ابناء صيدا انه يتوجه وعائلته ككل عام الى احراج "جون"، وهي احدى القرى الجبلية القريبة من صيدا، هرباً من الازدحام السكاني وكتل الباطون التي اصبحت في كل مكان.