عرفان نظام الدين يتذكّر «شاعر العصر»... في «آخر كلمات نزار»

نزار قباني,عرفان نظام الدين,كلمات نزار,دار الساقي,شاعر المرأة

مايا الحاج 09 أغسطس 2015

بعد عام على رحيل نزار قباني في 30 نيسان/ابريل 1998، أصدر صديقه الصحافي والكاتب عرفان نظام الدين كتاباً عنه لاقى صدىً طيباً عند قرّاء الشاعر الكبير ومحبيه. وها هو اليوم يعيد إصدار «كلمات نزار»  بطبعة ثانية عن دار الساقي، تحوي مقدمة جديدة وصوراً ورسائل متبادلة بينهما تكشف عن الوجه الآخر لشاعر المرأة والحبّ والحرية.
يستفيد عرفان نظام الدين من معرفته الشخصية بـ «شاعر العصر» كما يحلو له تسميته ليرسم له صورة قد لا يعرفها عنه كثيرون. هي صورة الصديق والأب والإنسان المحبّ للآخرين. وكان نظام الدين عرف قباني عن كثب خلال العقدين الأخيرين من حياته تقريباً. وهو ينشر الصور التي جمعته به في منزله اللندني في «سلون ستريت» في أكثر من مناسبة، ومنها إثر مغادرته المستشفى متعافياً من الوعكة الأولى التي ألمّت به.
يكتب عرفان نظام الدين مقدمة خاصة بالطبعة الثانية يتناول فيها التغيرات الكبرى التي طرأت على عالمنا العربي منذ رحيل قباني في 1998 حتى اللحظة الراهنة، فيخاطبه مستوحياً الكلام من مطلع قصيدة له: «ماذا أقول له لو جاء يسألني؟». راح الكاتب يُجيب عن أسئلة عن أشخاص وأشياء تهمّ الشاعر، لكنها كانت في مجملها قاسية وجارحة. أخبره عن تقاتل العرب وجرح الشام ورحيل ابنته الكبرى هدباء وتوأم روحه وشقيقه صباح وأصدقاء له مثل غازي القصيبي ومحمود درويش وعبدالله الجفري الذي سبق أن أهدى نزار كتاباً بعنوان «آخر سيوف الأمويين الذهبية». ومما جاء في المقدمة: «نعم يا صديقي نزار: ماذا أقول لك؟ وكيف أفسّر لك حقيقة ما جرى، منذ رحيلك، لأمة العرب التي أحببتها وبادلتك الحبّ والوفاء؟ وكيف سأصف لك شلالات الدم التي تنزف من جسدها بدلاً من شلالات الحبّ والجمال التي تغنيت بها في قصائدك، أنت الذي شكوت مرّات ومرّات من أنك متعب بعروبتك وتساءلت: أشكو العروبة أم أشكو لكِ العربا؟»... أم أخبرك عن شامك حبيبتك، بل حبيبتنا جميعاً، التي تبكي اليوم دماً وتشرب من سعير العنف والقصف والقتل والتدمير، بعدما كنا نفتخر بها مدينة للسلام والمحبة والتعايش والسكينة المقدسة».
ولكن من بين التفاصيل المفرحة، تهيئة صديقتهما المشتركة الكاتبة غادة السمان كتاباً جديداً يتضمن رسائل نزار، هي التي عرفته وصادقته وكانت لها صلة قرابة مع الشاعر الراحل. وقدّمت السمان شهادة عن الكتاب بعنوان «عرفان كشف عن وجه حميم للشاعر»، ومما جاء فيها: «في هذا الكتاب لا نلتقي فقط نزار قباني الذي رحل قبل أكثر من عقد ونصف العقد، بل وأيضاً الإعلامي عرفان نظام الدين. ونُبحر هذه المرة مع عطائه في فنّ «رواية السيرة الذاتية» في قالب التكريم»...