فلنحارب سرطان الثدي بالوعي والشفافية... شهادتان من ريا أبي راشد ودارين حمزة

ريا أبي راشد,دارين حمزة,سرطان الثدي,مرض السرطان

سارة عبدو 02 أكتوبر 2015

عند تشخيصه، يبدو خبر المرض أشبه بكارثة تقلب حياة المرأة رأساً على عقب. تحتاج بعدها إلى بضعة أيام لتعي ما يحصل لها وتتقبل الخبر الذي نقل إليها، قبل أن تستجمع قواها وتقرر خوض المعركة... يأخذ حراك مواجهة مرض سرطان الثدي منحىً تصاعدياً خلال السنوات الأخيرة. والضجّة التي تثار حول المرض تجعله إحدى أولويات المجتمع. نجمات عربيات وأجنبيات انتصرن على سرطان الثدي وأصبحن قدوةً للنساء اللواتي يحاربنه. فحملات التوعية بالمرض ومواجهته بالحديث عنه وتناقل التجارب ساهمت في تراجع نسبة الوفيّات. الإعلامية ريا أبي راشد والممثلة دارين حمزة قدّمتا شهادتين تهدفان إلى  التأكيد على أهمية التوعية والخضوع للفحوص والصور التي تسمح بالكشف المبكر، كون «هيداك المرض» لا يعرف عمراً ولا لوناً.


ريا أبي راشد: تعاني منه خالتي وقد هزمته صديقتي

تملك الإعلامية اللبنانية ريّا أبي راشد معلومات وافرة عن هذا المرض الخبيث، وتجري تحليلات طبية علمية حول كل أنواع السرطانات بانتظام. ففي عائلتها توعية وحزن وألم، كونه نال من أكثر من فرد فيها... خاضت والدتها معاناة مرض «سرطان القولون» قبل رحيلها، فيما تعاني خالتها اليوم سرطان الثدي.

ولم يكتفِ المرض باستهداف قريباتها، بل ضرب أيضاً صديقاتها، فقد وجدت إحداهنّ تكتلات في صدرها قبل أن تبلغ سن الـ 29، وخضعت للعلاجات اللازمة حتّى شُفيت أخيراً بعد معاناة دامت 6 سنوات، فيما رحلت والدتها بالمرض نفسه في سن الـ 30.

لا تكتفي ريّا بالمعلومات والمتابعة، بل تخضع للفحوص والصور مرتين في السنة، وتشجّع كل من حولها على فعل المثل، وغالباً ما تجمعها نقاشات مع صديقاتها، تحاول فيها إجبارهنّ على إجراء هذه الفحوص، وهي الطريقة الوحيدة التي تكشف لنا الإصابة بالمرض، فهو ليس محصوراً بعمر معين، وقد يُصيب أيّ امرأة حول العالم بغض النظر عن سنّها وجنسيتها وعملها، وفق قولها.

تشعر بأن اللون الزهري هو الأمثل للتوعية بالإصابة بـ «سرطان الثدي»، وتعتقد أن شعار الحملة «الشريطة الزهرية»، يوحي لأي شخص يراه بمكافحة هذا المرض الأليم. لافتةً إلى أن اللون الزهري لا يليق بها كثيراً، وأنها ليست من النساء اللواتي يحبّذن ارتداءه. تستبدله بالزهري الداكن، أي لون «الفوشيا» وترتديه بكثرة.

لا ترى نشاط حملات التوعية التي تنظّم في عالمنا العربي فعّالة، وبرأيها، الحديث بوضوح وشفافية عمّا كنا نسمّيه في الماضي «هيداك المرض»، هو الحل.
 

دارين حمزة: خسرت عمّتي بهذا المرض وإن أصابني فسأبقى متفائلة

عاشت الممثلة اللبنانية دارين حمزة مع عمّتها مراحل المرض قبل أن تفارق الحياة. شعرت بمعاناتها يوم خضعت لعملية الاستئصال، ويوم أجرت العلاجين الكيميائي والإشعاعي. وقد حرصت على استشارة الطبيب للتوعية بهذا المرض، فأعلمها بأنه يصيب المرأة «بالوراثة» من طرف الأم، وطمأنها إلى حدّ ما كونه أصاب فرداً من عائلة والدها، وليس والدتها.

قرّرت دارين الاستفادة من تجربتها والتحدّث عن مرض قريبتها لتساعد أخريات يعشن تجربة مماثلة حتى يعرفن أن الشفاء ممكن وأن تخطي هذه التجربة ممكن أيضاً، إلى جانب أهمية الكشف المبكر في محاربة المرض. تتابع الحملات وتتشارك نشاطاتها عبر حساباتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تتردّد في ارتداء اللون الزهري ووضع شعار الحملة دعماً لشهر التوعية بهذا المرض.

وبالنسبة إليها، يرمز هذا اللون إلى البراءة والفرح وما هو حلو المذاق، فجميع الأشياء الزهرية طعمها لذيذ وأكبر مثال: علكة الـ Bubble Gum، تقول ممازحة. يخيفها هذا المرض، خصوصاً أنه يصيب رمزاً أنثوياً حميماً لدى المرأة. وإن أصابها لا قدّر الله، ستقوّي إيمانها وتتحلّى بالصبر وتبقى متفائلة بالقول «سأشفى». وللنساء اللواتي يعانين هذا المرض، تقول دارين: «إلى جانب دعم العائلة والأصدقاء، التعامل مع الأمر بإيجابية مسألة ضرورية بهدف التغلّب على المرض، إلى جانب التغذية السليمة ووسائل أخرى كالتأمل واليوغا. كما أن التحدث مع مريضات أخريات يخضعن للعلاج، يساعد المريضة على فهم ما ينتظرها». واختتمت قائلة: «الله لا يجرّب حدا»، والشفاء دعوتي لهنّ جميعاً.