تحميل المجلة الاكترونية عدد 1074

بحث

عشرون عاماً من النشاط ومسرح المدينة مستمر... نضال الأشقر: كرّست حياتي لمسرح المدينة

وسط زحمة الحمرا في بيروت اتخذ موقعه ليفرض ثقافته التي جسّدها على خشبته كبار عمالقة المسرح. وارتبط اسمه باسمها، فما أن نذكر «مسرح المدينة» حتى يتوارد إلى ذهننا تلقائياً اسم الممثلة والمخرجة اللبنانية نضال الأشقر التي أسسته منذ عقدين من الزمن، وهو يُعد من أكثر مسارح لبنان نشاطاً، إذ يفتح أبوابه على مدار السنة بعروض متنوعة عمادها الشباب، وهو الذي ساهم في تمتين علاقة الشباب بالمسرح والثقافة الفنية، إلى جانب الانفتاح والتفاعل مع المدينة.  تعيش في ذاكرة مسرح المدينة أسماءٌ ساهمت في نهضته، أمثال عمالقة المسرح الحديث يعقوب الشدراوي، ومنير أبو دبس وبيرج فازليان... وقد زينت جدرانه صور هؤلاء.  في هذا الحوار تتحدث الممثلة والمخرجة نضال الأشقر عن «مسرح المدينة» بمناسبة مرور 20 عاماً على انطلاقته... وتتحدّث عن برنامج جديد للمسرح لعشرين سنة جديدة.


- حدثينا عن مرور عشرين سنة على مسرح المدينة.
كرست حياتي لهذا المسرح، ولا شك في أنني أعتبره منارة أساسية لمدينة بيروت، منارة نور ومعرفة وفن وخلق وإبداع، فهو مهم للمدينة ولرواد المسرح، لذلك أنا سعيدة جداً بأننا أطلقنا هذه التظاهرة، أي احتفالية مرور عشرين عاماً على تأسيس مسرح المدينة. هناك العديد من المهرجانات التي تُنظم لأسبوعين، وتعرض خلالها أفلام أجنبية، ولكن أن تُقام تظاهرة ثقافية لمدة 12 يوماً مع 22 عرضاً لبنانياً، فهذا ما لم يحدث أبداً، والسبب يعود الى ثقتي بأهمية الإبداع في لبنان وبأهمية دوره الفعال في تحريك المجتمع ثقافياً وفنياً، وإعطاء الناس الأمل بمستقبل أفضل، وهذا ما نلمسه من خلال مرتادي المسرح كل ليلة، اذ اخترنا أفضل الفنانين الذين أضاؤوا مسرح المدينة خلال 25 عاماً، وهو أمر يُفرح القلب، أن نشاهد هذا الكم الهائل من روّاد المسرح الذين يتابعون الأعمال الخلاقة التي تُقدم لمدينة بيروت.

- مسرح المدينة من المسارح القليلة التي تفتح أبوابها على مدار السنة؟
هو المسرح الوحيد الذي يفتح أبوابه يومياً، وهو يقدم زخماً كبيراً للمسرح بشكل عام. المخرجون الجيدون يُعدّون الفنانين، فيتحسن أداؤهم ويتطور.

- من هم مرتادو المسرح اليوم؟
من سن الـ18 إلى سن الـ40، هؤلاء هم جمهور المسرح الأكيد، إلى جانب المخضرمين والناس الذين لحقوا بنا منذ ما قبل الحرب إلى اليوم. رواد المسرح هم خمسة أجيال اليوم، وبما ان هناك تعدداً في الأذواق، حيث الذوق عموماً ينحصر بين الجيد والممتاز، فنحن لا نستقبل في المسرح أعمالاً هابطة، لا قيمة فنية أو أدبية أو ثقافية لها. لذلك فإن مرتادي المسرح يأتون ويستفيدون وهم من مختلف الأعمار، بدءاً من سن الـ18 إلى الـ80 سنة.

- من تفتقدون من الشخصيات الغائبة في مسرح المدينة؟
نفتقد المحامي والأديب أسامة العارف، ويعقوب الشدراوي وهو من كبار عمالقة المسرح الحديث في لبنان، ونفتقد منير أبو دبس وبيرج فازليان. وثمة أسماء شابة نفتقدها أيضاً كميشال نبعا، نزيه قطّان كان في «مجدلون» و«المفتش العام» في محترف بيروت للمسرح، هناك فنانون كثر نفتقدهم وقد علّقنا صورهم في المسرح لما يمثلونه لمسرح المدينة.

- عايشت المرحلة الذهبية لمسرح المدينة. في أي مرحلة يعيش المسرح اليوم؟
نحن في أفضل مرحلة، ففي العشرين سنة الأخيرة عاش المسرح مرحلة أفضل مما كان عليه قبل الحرب، علماً أنه قبل الحرب أطلق على تلك الفترة «الأيام الذهبية»، لكن الآن يتنوَّع الشباب ويزيد عددهم وإقبالهم على البرنامج الفني الذي نقدمه، مثلاً في الاحتفالية التي نظمناها شاركت فرقة «كهربا» وهناك هشام جابر، زينة دكاش وكريم دكروب، بيار جعجع... وكلهم شباب لديهم فرق، هناك أيضاً أمثال لينا خوري وناجي صوراتي وجاك مارون من الجيل الجديد الذي حقق نجاحات باهرة.

- تساهمون في تقديم الفرص للشباب من خلال عروضهم على مسرح المدينة، الأمر الذي يساعد على ترسيخ الثقافة التي يتضمنها العمل المسرحي.
أشكر كل من ساهم في جمع المال ليبصر احتفال ذكرى مرور عشرين عاماً على إنشاء مسرح المدينة النور. أشكر الذين ذكروا أسماءهم والذين لم يذكروها، فلولاهم لما استطعنا التحضير لهذا الاحتفال، وبالتالي نعيش اليوم مرحلة ذهبية، علماً أننا لا نتلقى دعماً من الدولة، فميزانية وزارة الثقافة محدودة جداً.

- في ذكرى مرور عشرين عاماً على انطلاقة مسرح المدينة، ما الذي تعدينا به في العشرين سنة المقبلة؟
سنقدم أعمالاً جميلة، ففي السنة المقبلة سننظم برنامجاً فنياً قوياً، وسأؤلف فرقة «نضال الأشقر للأداء المسرحي» وسأدرّب الفنانين، وفي العام 2018 سأنظم احتفالاً للمسرح العربي.

- إلى أي مدى يعني لك ارتباط اسم نضال الأشقر بمسرح المدينة؟
هذا هو اسمي... أتمنى على الجمهور أنا يزور المسرح ويشاهد الخلق والإبداع في لبنان، شاهدوا تميز المثقفين والمبدعين الذين ملأوا زوايا بيروت أدباً وفكراً ومسرحاً... شجعوا المسارح والسينما اللبنانية.

المجلة الالكترونية

العدد 1074  |  أيار 2024

المجلة الالكترونية العدد 1074