هالة صدقي: عارضتُ إلهام شاهين ونصحتُ نيللي كريم

هالة صدقي,الكلاب,جمهور,فايسبوك,عمليات تجميل,نجوم الغناء,الفنية,التوأم,الوسط الفني,ليلى علوي,الأعمال الكئيبة,برامج اكتشاف المواهب,رمضان المقبل,مسلسل,الفيلم,مهرجان لندن السينمائي,السينما البريطاني,المشاهد الخاصة,الفنانة

مؤمن سعد (القاهرة) 24 ديسمبر 2016

لا تعرف المجاملة، وتتعامل مع أقرب الناس اليها بكل صراحة ووضوح، هذا ما جعلها توجه النصيحة لنيللي كريم بالابتعاد عن تقديم الأعمال «الكئيبة»... هالة صدقي تحدثت معنا عن مجاملتها لإلهام شاهين، ونوع علاقتها بليلى علوي ويسرا ورجاء الجداوي وسماح أنور، ورأيها في انتقاد البعض لها بسبب مبالغتها في الحديث عن كلابها عبر حسابها الشخصي على «فايسبوك»، ومدى تدخل زوجها في اختياراتها الفنية، والصفات المتقاربة بينها وبين ولديها مريم ويوسف.


- مشاركتك في فيلم «يوم للستات» هل أتت مجاملة منكِ لمنتجته الفنانة إلهام شاهين؟
لا أخفي أن موافقتي على العمل بمجرد أن عُرض عليَّ كانت بسبب حرصي الشديد على الوقوف الى جانب أقرب صديقاتي وأَحبّهن الى قلبي إلهام شاهين، وربما البعض يعتبرها مجاملة مني لها، لكنني فعلت ذلك بكل محبة وأخوّة، وواثقة بأنها لو كانت مكاني لفعلت ذلك وأكثر، كما أجد أن حماستها لإنتاج هذا الفيلم مغامرة كبيرة منها، لأنها أقدمت على ذلك في وقت هرب فيه منتجو السينما من مثل هذه النوعية من الأفلام الجادة، فأصرت على خوض تلك التجربة بغية إنقاذ صناعة السينما، ولحلمها بأن تظل السينما المصرية حاضرة في الأعمال الفنية القوية، ولم تبحث إلهام شاهين أبداً عن المال أو المكسب المادي من خلال هذا الفيلم، وكان من واجبنا كفنانين أن نقف بجانبها ونساعدها وندعمها ليبصر هذا العمل النور.

- ما حقيقة اعتراضك في البداية على إنتاج إلهام لهذا العمل؟
عندما أخذت رأيي في الفكرة نصحتها بعدم خوض التجربة، وعارضتها على اندفاعها الزائد لأنني كنت خائفة عليها جداً، وقلت لها «الإنتاج ليس مهمتنا، وحتى لو كنت تريدين الدخول فيه فهذا ليس الوقت المناسب»، لكنها أصرت، وكانت هذه من المرات القليلة التي لا تلتفت فيها إلهام إلى نصائحي، وبعد تنفيذ المشروع شعرت بأنني أخطأت في معارضتي لها، وقلت لها إنها كانت محقة في وجهة نظرها، وحييتها على شجاعتها وجرأتها الكبيرة.

- هل غضبت بسبب حذف العديد من المشاهد الخاصة بكِ أثناء المونتاج؟
لم أغضب من ذلك أبداً، رغم أن المشاهد التي حُذفت تعتبر مهمة بالنسبة الى الدور الذي أجسده، لكن بعد الانتهاء من تصويره ووصوله الى مرحلة المونتاج، اكتشفت المخرجة كاملة أبو ذكري أن العمل مدته طويلة جداً، وكان لا بد من حذف العديد من المشاهد التي تم تصويرها بالفعل، وهي مسألة تخص المخرجة، وليس من حق أي فنان أن يتدخل فيها، كذلك ليس من حقي أن أغضب من ذلك، وكل ما أتمناه أن يُعرض الفيلم في أقرب وقت وينال إعجاب الجمهور، ويحقق نجاحاً باهراً.

- كيف تقيّمين مشاركة الفيلم في مهرجان لندن السينمائي التابع لمعهد السينما البريطاني؟
أشعر بسعادة غامرة بمشاركة أي فيلم مصري في المهرجانات الدولية، حتى لو لم أشارك في تلك الأفلام، لأن هذا يمثل فخراً لصناعة السينما في مصر ولكل المشاركين فيها، وفيلم «يوم للستات» من الأعمال القريبة جداً الى قلبي، رغم أنني أظهر فيه ضيفة شرف في عدد قليل من المشاهد، لكن الفيلم من الأعمال المهمة والجادة، وأتوقع أن يشجع هذا العمل المنتجين على العودة الى إنتاج الأفلام الجادة مرة أخرى.

- تردد اعتذارك عن فيلم «الماء والخضرة والوجه الحسن» للمخرج يسري نصر الله، وجسدت دورك الفنانة ليلى علوي، فما صحة ذلك؟
لا أريد الكشف عن الدور الذي عُرض عليَّ واعتذرت عنه، لكنني رفضت المشاركة في العمل لشعوري بأن فكرته لا تتماشى مع الزمن الذي نعيش فيه، فربما لو أنه قُدّم في فترة الستينيات أو السبعينيات لكان الأمر مختلفاً تماماً، كما أن إيقاع الفيلم لا يتماشى مع واقعنا الحالي، ولا يمس الجمهور في حياته الاجتماعية، وذلك يؤثر في مدى اهتمام الجمهور وتفاعله معه، وهناك العديد من المشاريع السينمائية التي تُعرض عليَّ لكنني أعتذر عنها، ومن الأسباب الرئيسة لابتعادي عن السينما طوال الفترة الماضية، تدقيقي الشديد في اختياراتي، لأن السينما تحديداً توضع في تاريخي الفني، ومن الأفضل أن أغيب عنها بدلاً من تقديمي أعمالاً لا تحترم عقلية المشاهد.

- هل هناك مسلسل لرمضان المقبل؟
عرض عليَّ ثلاثة مسلسلات، لكنني حتى الآن لست مقتنعة بها تماماً، وأطمح بأن تأتيني عروض أفضل، فاختياري المقبل صعب للغاية؛ بعد النجاح الكبير الذي حققته من خلال دوري في مسلسل «ونوس» الذي عرض في رمضان الماضي.

- ما سبب رفضك المشاركة كعضو لجنة تحكيم في أحد برامج اكتشاف المواهب التمثيلية؟
رفضت لأن تلك النوعية من البرامج تتناسب أكثر مع اكتشاف المواهب الغنائية، لكنها لا تحقق صدى أو نجاحاً مع الجمهور بالنسبة الى التمثيل، الذي يتطلب وقتاً كي يرتبط المشاهد بصاحب الموهبة، كما لا يمكن أن تلفت نظر المتابع في دقيقة أو دقيقتين، ومن الصعب أن تسقط عليه حالة من الإبهار مثلما يحدث في برامج اكتشاف الأصوات الغنائية، والتي تحتوي على استعراضات مميزة إلى جانب الأصوات المشاركة.

- هل تضعين لنفسك خططاً تسيرين عليها؟
لا أفعل ذلك في حياتي الخاصة، فأحب أن أتصرف بعفوية، ودائماً أردد المقولة الشهيرة «الحياة تعاش مرة واحدة فقط»، لكن على المستوى المهني، أحاول وضع خطط مستقبلية لمشاريعي الفنية، لكن أحياناً لا أستطيع تنفيذها لأن الظروف تعاكسها، فمثلاً في العام الماضي كنت أخطط لتقديم دور الشريرة في الدراما؛ لأنني لم أجسد هذه الشخصية من قبل، وهي مختلفة تماماً عن شخصيتي الحقيقية، لكن عرض عليَّ دور «انشراح» في «ونوس»، وكان عكس ذلك تماماً، ووافقت عليه رغم أنه لم يكن ضمن خططي.

- ما سبب توجيهك النصيحة لنيللي كريم بالابتعاد عن الأعمال الكئيبة على حد وصفك؟
صداقة قوية تربطني بنيللي كريم، وهي تدرك جيداً مدى حبي لها، وتعلم أيضاً أنني أكره المجاملة، ونجاح أي ممثل أو ممثلة يعتبر نجاحاً للدراما المصرية بشكل عام، ولذلك أفرح لكل زملائي حتى لو لم تكن بيننا معرفة قوية، ونيللي ممثلة رائعة وتمتلك العديد من الإمكانيات التمثيلية التي تؤهلها لتقديم كل الأدوار الفنية، وهذا ما دفعني إلى نُصحها، ولشعوري أيضاً بأنها تحصر نفسها في منطقة محددة؛ وهي الأدوار المركبة الصعبة، أو كما يطلق عليها الجمهور «الأعمال الكئيبة»، فقدمت في العامين الماضيين عملين من هذا النوع، وهما مسلسلا «تحت السيطرة» و«سقوط حر»، ومن قبلهما قدمت عملين قريبين من تلك المنطقة، هما «سجن النسا» و«ذات»، وأصبح واجباً عليها التغيير الآن، حتى لا يشعر الجمهور بالملل أو التشابه في الحالة الشعورية التي تقدمها على الشاشة.

- هل تحدثت معها شخصياً في تلك المسألة؟
أوضحت لها وجهة نظري في إحدى مقابلاتنا، وتقبّلتها بصدر رحب ولم تغضب مني إطلاقاً، وقلت لها بشفافية إنها تمتلك ميزة لا يمكن أن نجدها في أي ممثلة أخرى من بنات جيلها، وهي أنها راقصة باليه، وعليها أن تستغل تلك الموهبة في الأعمال الفنية التي تقدمها، لأنها ستكون مميزة في تلك المنطقة، وما نصحتها به أطبّقه على نفسي أيضاً، فبعدما وجدت أنني متفوقة على فنانات جيلي في منطقة الكوميديا، ركزت عليها لفترة وقدمت العديد من الأعمال، سواء السينمائية أو التلفزيونية الكوميدية، وعندما شعرت بضرورة التغيير، اتجهت إلى منطقة أخرى مختلفة تماماً... وهكذا، وأتوقع أن تغير نيللي من جلدها الفني في مسلسلها المقبل، وستظهر بدور يفاجئنا جميعاً.

- أيضاً من أصدقائك المقرّبين الفنانة ليلى علوي... فكيف تصفينها؟
ليلى إنسانة من الصعب أن تتكرر، فهي جميلة من الداخل والخارج، ومختلفة عن الآخرين، ومتفائلة جداً وتحب الحياة، حتى في أوقات غضبها أو حزنها، وصداقتنا مستمرة منذ سنوات طويلة، ربما لأننا نتشابه في بعض الصفات، وأهمها الصراحة والوضوح، كما أنها تحترم معنى الصداقة وتعمل ما في وسعها للإبقاء عليها، وأؤكد أنها كانت سبباً في سعادتي وفرحي في العديد من المواقف، ولي معها ذكريات الجميلة.

- هل لكِ صداقات أخرى في الوسط الفني؟
معظم الفنانين أحبابي وأصدقائي، سواء من أبناء جيلي أو من النجوم الشباب، لكن اللواتي على تواصل دائم معهن ونتقابل بصفة مستمرة: يسرا وسماح أنور ورجاء الجداوي وصابرين، وأتمنى أن تستمر علاقتنا حتى آخر العمر.

- هل تأخذين رأي ولديك التوأم مريم ويوسف في أعمالك الفنية؟
ما زالا في سن صغيرة، ولم يتجاوز عمرهما السبع سنوات، وهما لا يحرصان على مشاهدة المسلسلات التلفزيونية، لكن يوسف يعشق مشاهدة الأفلام الأجنبية ولا يميل إلى الأعمال العربية.

- هل تحرصين على تلبية متطلباتهما؟
لا أستطيع أن أنشغل عنهما أبداً، حتى في أوقات التصوير أتابعهما عبر الهاتف وأسألهما عن أدق تفاصيل يومهما، وطوال جلوسي في المنزل أحضّر لهما الطعام بنفسي وأذاكر معهما وأناقشهما في كل ما يشغلهما، فمريم ويوسف هما أغلى ما في حياتي، وتعلقي بهما تخطى مرحلة الأمومة، بل هما طفلاي وأخواي وصديقاي وحبيباي، وحلمي أن أراهما شابين، وأحضر ليلة زفاف كل منهما.

- من منهما أقرب اليك في صفاته الشخصية؟
الاثنان قريبان مني في الكثير من الصفات، مريم تأخذ مني شقاوتي في مرحلة طفولتي، ودائماً تذكّرني بنفسي وبكلام والدتي عني وأنا صغيرة. أما سامو فيأخذ مني عشقي للفن، ويحب مشاهدة الأفلام الأجنبية التي تدخل فيها تقنية الغرافيك، ويستمتع بها كثيراً، وارتباطه بهذه النوعية من الأفلام جعلني أشعر بأنه سيكون مخرجاً سينمائياً عندما يكبر، كما يأخذان من والدهما حبهما الكبير لممارسة الرياضة، وأشترك معهما في تلك الصفة أيضاً، فأحب ممارسة السباحة وأعتبرها من أهم هواياتي.

- هل يتدخل زوجك سامح سامي في اختياراتك الفنية؟
لا يتدخل أبداً في عملي، وهو بعيد تماماً عن الفن ولا يفهم فيه، ولذلك لا يحاول التدخل في اختياراتي، وحتى رأيه في العمل بعدما يعرض على الشاشة يشبه رأي المشاهد العادي، لكنه يقدّر قيمة عملي ويشجعني ويقف الى جانبي عندما أكون مشغولة بتقديم عمل جديد.

- تصرحين دائماً بعشقك للموسيقى والغناء... فمن هم نجوم الغناء المفضلون لك؟
أستمع إلى كل أنواع الموسيقى، لكنني أميل إلى الموسيقى الشرقية، وأعشق فيها نماذج ومدارس مختلفة، فمثلاً أستمع إلى محمد منير وعمرو دياب، وأحب محمد عبدالوهاب ومحمد رشدي ومحمد فوزي، ومن المطربات أحب شيرين عبدالوهاب وأنغام وسميرة سعيد وفيروز وصباح وذكرى.

- هل أنت من الفنانات الحريصات على إخفاء أعمارهن الحقيقية؟
لا أتعمّد إخفاء عمري، لكن في الوقت نفسه أفضّل عدم الإفصاح عنه، فيمكن الجمهور أن يتوقع عمري التقريبي من خلال بدء ظهوري الفني وحتى الآن، وحتى تاريخ ميلادي الموجود في العديد من المواقع الإخبارية غير صحيح أبداً، ومقتنعة بأن الحياة لا تقاس بعدد السنين التي نعيشها، وإنما تقاس باللحظات والأوقات السعيدة التي نمضيها.

- هل فكرت يوماً في إجراء عمليات تجميل؟
لم أفعلها في حياتي لكنني لست ضدها، وإذا شعرت بأنني أحتاج إليها سأجريها وبدون تردد، رغم أنها صعبة بالنسبة الى الممثل، لأن أداءه يعتمد أساساً على تعبيرات الوجه، وإذا حدث أي خطأ في العملية فيمكن أن يُنهي حياته المهنية.

- انتقدك البعض بسبب طلبك من جمهورك على حسابك الرسمي في «فايسبوك» الدعاء لكلبك بالشفاء ووصفوك بأنك لا تتعاطفين مع الطبقات الفقيرة في المجتمع، فما تعليقك؟
أمتلك كلاباً كثيرة، بل إنني أشعر أحياناً بأن منزلي تحول إلى مزرعة للكلاب، ودائماً أعلن ذلك ولا أخجل منه أبداً، وعندما كتبت هذا التعليق على حسابي الرسمي كنت أقصد أن أكسر فكرة الحديث عن الكلاب كنوع من أنواع الرفاهية، وهي الفكرة الخاطئة الموجودة لدى معظم الناس في مجتمعنا، فيجب علينا جميعاً، أغنياء وفقراء، أن نهتم بالحيوان، فالرحمة لا ترتبط بالمستوى المادي، بل تتعلق بالإنسان نفسه مهما كان مستواه الاجتماعي.

- هل تتوقف هوايتك على تربية الكلاب فقط؟
أعشق الحيوانات بشكل عام، وحالياً أربّي قطة وجدتها في الشارع وهي حديثة الولادة، كما أمتلك سلحفاتين وأعتني بهما، لكن الكلاب تستحوذ على العدد الأكبر من الحيوانات في منزلي، لأنني أعتبرها وفية، وعندما أجلس معها أنسى الوقت وأشعر بصفاء الذهن وراحة البال.