هنا يولِدُ الابتكار محترماً مُحترَف التاريخ أحذية Louis Vuitton
أحذية, صندل, لويس فيتون, مارك جاكوبس, جزمة طويلة, أحذية رياضية, عروض ميلانو
27 ديسمبر 2011الصندوق السحري
ثلاث سنوات من الأبحاث وعام من البناء احتاجها تشييد مصنع لوي فويتون للأحذية أو مشروع Fiesso d'Artico عام 2009. وقد تركزت الهندسة على إدخال أكبر كمية ضوء النهار ممكنة إلى غرف المبنى وأن تحيط به الطبيعة وشجر الحور إنطلاقاً من رؤية إنسانية للمهندس الإيطالي جان-مارك ساندروليني. من غرف الرسم إلى غرف ابتكار التصاميم وتحضير الجلد، يغلب على المكان السكون الذي تخرقه قناة مائية في الفناء الأخضر الذي يتوسّط المبنى. هناك ينتصب حذءان نسائيان عملاقان، الأول فضي تشكّله 600 طنجرة (4.70 م) وهي تحفة Priscilla من تصميم الفنانة البرتغالية جوانا فاسكونسيلوس والثاني هو L'Objet du désir ) 2.70م) للفنانة الفرنسية ناتالي دوكوستير. تفاصيل عديدة لا يمكن إلاّ أن تقدّريها خصوصاً غرف اختبار الجلد وتطويعه والتحقّق من جودته باختلاف الحرارة وتلك الآلة التي تنهال بأربعين ألف ضربة على الكعب، اختبار صلابة.
وهذه خطوات تمهيدية ما قبل التصنيع الذي ينقسم إلى أربعة مشاغل لصناعة الموكاسان وتصاميم المرأة الأنيقة وأحذية الرجل الكلاسيكية والأحذية الرياضية والمسطحة Sneakers. برؤية من المدير التنفيذي لدار لوي فويتون إيف كارسيل ومدير قسم الأحذية فيها سيرج ألفندري تم الإستعانة بحذاقة الخبرة الإيطالية في تصنيع الأحذية لتوقيع تصاميم الدار الفرنسية. في قلب ذلك الصندوق السحري الذي يمتدّ على مساحة 14 ألف متر مربع أكثر من مجرّد حذاء، بل ثمة قصص إنسانية ماهرة لمستها حين تعرّفت إلى صانع الأحذية روبيرتو بوتوني الذي ورث هذه المهنة عن أجداده. منذ سنة ونصف السنة طرق باب مصنع فييسو للعمل دون راتب بل لنقل خبرته إلى دار قد يشعر أي حرفي بالفخر والفخامة إن حظي بفرصة الإنضمام إلى فريق موظفيها. كان يجدل الخيوط الجانبية التي تزيّن الأحذية الرجالية حين اقتربت منه واستمعت إلى حكايته.
يقول إيف كارسيل: «أن مصنع فييسو هو أكثر من مكان لتصنيع الأحذية، هو يمثل تعلّقنا بالذكريات والجذور. لوي فويتون نفسه كان حرفياً حين افتتح مشغله الأول عام 1859. وكما تصنيع الجلديات في أسنيير Asnières (فرنسا) والساعات في لا شو دو فون La Chaux-de-Fonds (سويسرا)، كانت فييسو الوجهة ذات المقام الأول لتصنيع الأحذية رغبة في المثالية التي تطبّق خلال تحضير الجلد وقصّه حتى توضيب السلعة...».
فيما يقول سيرج ألفندري : «حين أنظر إلى حذاء، أول ما أُمعن فيه هو الأناقة التي تشعّ منه. تُجمع الحِرفانية على هذا الأمر. هي مسألة إحساس وبحث عن الامتياز. لدى لوي فويتون، تخضع الأحذية لآلاف التفاصيل، ففي مصنع Fiesso d'Artico خلايا عمل متكاملة وأرشيف ومختبر بمقاييس متساوية، وفق عزم صناعي حقيقي. تخضع شرعتنا للمراجعة موسمياً لصالح العلاقة بين الحرفي والرغبة في الامتياز. شغف الالتزام يعني أن كل شخص متورّط يستثمر ذاته في الإنتاج. يشعر المرء بشيء عجيب في هذا المكان».
لوي فويتون وبراعة الخبرة منذ القرن الـ 13
في دار لوي فويتون، ولد قسم الأحذية عام 1998 الذي يقدّر جيداً لمسة الحرفيين التي لا يمكن أن تضفيها الآلات. وقد تمّ اختيار فييسو دارتيكو الإيطالية ذات الصيت الشائع في تصنيع الأحذية حتى أن لقبها «أرض الأحذية» Land of shoes. فمنذ القرن الثالث عشر، كان حرفيّوها الذين ولدوا على ضفاف نهر برينتا يصمّمون الأحذية لأرستقراطيي البندقية. على هذه الأرض أرست دار لوي فويتون التناغم بين المهارات المنجزة ببراعة الخبرة والتكنولوجيا المتطورة.
4 مشاغل للأحذية
تتم عملية تصنيع أحذية لوي فويتون في أربعة مشاغل كل منها مخصص لخطوط محدّدة وفق تصاميم شتّى.
Taïga للرجل الكلاسيكي
هو مشغل الأحذية الرجالية الجلدية الذي تتم فيه الخياطة اليدوية والعودة إلى الحرفانية الكلاسيكية لصناعة الأحذية.
Nomade للموكاسان النسائي والرجالي
هنا معقل الأحذية المسطحة الكلاسيكية التي تخضع للمسة الخياطة اليدوية أيضاً للوصول إلى جودة استثنائية.
Speedy للأحذية شبه الرياضية النسائية والرجالية
هو مشغل يدمج التقنية التقليدية والعمليات «الروبوتية» التي يقوم بها نظام الإرغونوميكس Ergonomics بخطوات سريعة نحو المستقبل.
Alma للمرأة الأنيقة
في هذا المشغل بالتحديد تتعدّد المواد المستخدمة في تصنيع الأحذية. من الجلد حتى الساتين ضمن حدود لا نهائية من التصاميم، تدفع سمة الامتياز وتقنية تصنيع كل ابتكار بأسلوب يرتقي مع نظرة المدير الإبداعي لدى دار لوي فويتون مارك جايكوبس وفريقه.
في متجر ميلانو امتياز للرجال فقط
لحظة الدخول إلى متجر لوي فويتون في ميلانو (شارع Montenapoleone)، تشعر بأناقة السفر حين تلمح تلك الصناديق الخشبية التي صنعها الحرفي لوي فويتون في منتصف القرن الماضي من أجل الأغنياء ورجال الأعمال. يطبع هذا المتجر الإيطالي رؤية المهندس الإيطالي بيتر مارينو كما لو أنه ملائم للسكن، لإرساء أجواء حميمة في الأرجاء المترفة بالتفاصيل الفخمة، الستائر والأضواء والسجاد. فهذا المتجر هو الأول من نوعه لدى لوي فويتون الذي يلبي طلبات شخصية منسجمة من أذواق الزبائن. ويشمل هذا الإمتياز خدمة «تصميم الحذاء الرجالي» Made to Order Shoes وخدمة «تصميم الحقيبة النسائية»، بفرادة شخصية منسجمة مع خطوط الدار. وهنا تتسع الخيارات فثمة تشكيلة واسعة من الجلود لوناً وتركيبة، بامكان الرجل أن ينتقي لون الجلد الذي يرتئيه كما يمكن أن يدمج أكثر من نوع جلد في الحذاء الواحد.
دار لوي فويتون التي تأسست عام 1854 والتي ارتبطت ب«فن السفر» The art of travel عبر أيقوناتها المرتحلة، الصناديق والأمتعة والحقائب. ومع مجيء مديرها الإبداعي مارك جايكوبس عام 1997 بسطت الدار عالماً من الابتكارات في عالم الموضة، أزياء جاهزة (ابتداء من عام1998 ) وأحذية وأكسسوار وساعات ومجوهرات. وبالعودة إلى عالم الرجل الأنيق، فطريق الوصول إلى صالة الأحذية بخطوات حماسية على أرضية الكامارو الخشبية يشعرك وكأنك في دربك إلى نادٍ لرجال الأعمال يتصاعد منه عبق السيجار الفاخر، هؤلاء الذي كان يرافقهم لوي فويتون المؤسس للدار إلى جانب الديبلوماسيين والأرستقراطيين حول العالم. المساحة الشمالية من الطابق السفلي كلها مخصصة لخطوات الرجل وذائقته الشخصية التي تناسب هويته ومكانته وأسلوب أناقته التي ستتوهج مع تدرجات ألوان جلود أفعى الأصلة وتمساح القاطور والنعامة. عليه فقط أن ينتظر القليل من الوقت لأنه لن يخرج محملاً بالعلبة الراقية إلاّ بعد صبر تبرّره الأناقة.
خطوات قبل خطواتكِ
يقطعُ الحذاء مشواراً طويلاً قبل أن يختبئ في الصندوق، من عمليات قص القوالب وإقفال الجزء الأعلى من الحذاء وتغليف الكعوب وتركيب النعال والقولبة (وضع الحذاء في قالب). فيض من اللفافات المتعددة وجلود إستوائية وأخرى بنعومة المخمل، ألوان ثعبان الأصلة الذهبي والزهري الفلوري، مواد أولية تتلقفها سواعد الروبوت وكأنك في فيلم من الخيال العلمي. طلي الحافات بواسطة فرشاة وخط الدّرز المنحرف ثم الصّقل الملمّع ... إنجاز زوج من الحذاء يتطلّب تقريباً يومين من العمل وما بين 150 و250 عملية، وهذا يعتمد على تركيبة التصميم من جمع المواد حتى إضافة العلامة العريقة للدار. غالبية هذه العمليات تصنع يدوياً بكثير من الصبر، الضمانة الوحيدة للتناسق الذي لا تشوبه شائبة، مثالية المظهر الخارجي هو نفسه في الداخل.
أحذية Louis Vuitton Cruise 2012 ليست امرأة تماماً لكنها متمردة !
امرأة لوي فويتون هذه هي امرأة العالم بأسره. إنها حرة وحماسية وتفعل ما تتمتع به. إنها رمز الأنوثة والرقي والدهاء الجريء، المترافق مع أناقة بسيطة لكنْ مدروسة. استلهم استوديو لوي فويتون مناخات ستينيات السينما الباريسية وسبعيناتها في مجموعة Cruise 2012، وظلّ وفياً لتلك الحقبة مبتكراً أناقة بسيطة، بلمسة كلاسيكية، مع أجواء فتاة بعمر الصبا، ليست امرأة تماماً، لكنها متمردة قليلاً. مازالت طالبة في مرحلة الدراسة وملابسها المرحة بعيدة عن ملامح الجدية. وقد طغى على هذه المجموعة الحذاء المطبّع والمرصّع وجلد الزواحف الملوّن والحذاء الرياضي الشاهق أيضاً.
عليكِ النظر إلى قلب الحذاء الأبيض الذي يستقبلك عند مدخل مصنع أحذية دار Louis Vuitton في فييسو الإيطالية الواقعة في مقاطعة البندقية. لا بد أن تفتنكِ لوحة الرّسام وفنان النهضة الإيطالي ساندرو بوتيتشيللي Nascita di Venere «ولادة فينوس» داخل الحذاء البسيط (أعاد المهندس الفرنسي جان جاك أوري طباعتها داخل حذاءà l'escarpin Vénus).
هل تدرك أنوثتك أثر الحذاء؟ هل تدركين ما تنتعلينه؟ إليكِ تفاصيله إن كان خيارك لوي فويتون ولا بد أن يكون. هنا Fiesso d'Artico.
افتتح مصنع الأحذية في فييسو في أيلول/سبتمبر 2009. على ضفاف نهر برينتا وعلى مسافة 33 كيلومتر من البندقية، هنا تتحدّد تقنيات صناعة الأحذية وقوانينها للقرن الحادي والعشرين. مشاغل ومعرض فني يحتضن مكتبة ولوحات الأحذية الخمسينية بريشة الرسام أندي وارهول (كان يرسم إعلانات الأحذية في ما مضى)، وإلى جانبها لوحات موقعة من فنانين بقامة الأميركي ريتشارد برينس والياباني كوساما والمصوّر الفرنسي فرانك أورفا. كل ركن تحفة فحواها فلسفة، فهنا يولدُ الابتكار محترماً محترف التاريخ. مقارنة حضرت حتماً حين دخلت المبنى المصمّم على هيئة صندوق الأحذية المستطيل، حين اقتربت من تلك الخزانة المزججة التي تستعرض أحذية منذ قرون مضت. تهيّأ لي بعضها مسطحات خشبية أو أختاماً، تصاميم تاريخية، جزمة صينية وصندل ماهاراجا.