'شنكبوت'... الويب دراما الأول في العالم العربي
السينما السورية, تلفزيون الآن, كتابة الأرقام, ممثّلة لبنانيّة, دراما لبنانية, مسلسل, شنكبوت, حسن عقيل
13 يونيو 2011سليمان في «شنكبوت»: لو كان «شنكبوت» على التلفزيون لرفضته
الإسم: حسن عقيل
العمر: 19 سنة
الدراسة: سينما وإخراج في جامعة الكسليك
الهوايات: الرياضة على أنواعها
الممثل المفضّل: دانيال دي لويس
المخرج المفضّل: مارتن سكورسيزي
- لمن يعود الفضل في نجاح شنكبوت؟
النجاح يعود للمبادرة ككلّ. «شنكبوت» هو مشروع جديد وغير مسبوق في عالمنا العربي، وأرى أنّ المنتجة كاتيا صالح قامت بمخاطرة ناجحة لدى عملها على تنفيذ هذه الفكرة.
- إلى أي مدى أنت تشبه سليمان؟
أنا لا أشبه سليمان في شيء سوى بأنني مواطن صالح ونظيف من الداخل.
- إذا كان المواطن الصالح يعني احترام قوانين وطنه فإننا نرى أنّ سليمان ينتهك بعضاً منها كركوب الدراجة النارية وهو دون السنّ القانونية؟
صحيح أنّ سليمان إبن الـ 15 عاماً يركب الدراجة النارية وإنما ليعمل عليها ولأنّ الظروف هي التي أجبرته على فعل ذلك. فهذا الفتى هو ضحية المجتمع الذي ولد فيه وهذا ما أردنا توضيحه من خلال المسلسل الذي يصوّر المجتمع على حقيقته ومن دون أي محاولات تجميلية. ولكنّ سليمان هو صالح بمعنى أنّه لا يتأخر في مساعدة الغير والإحساس بالآخرين واحترامهم وإعانتهم إذا كان له سبيلٌ إلى ذلك.
- هل كنت تتوقّع أن يفوز العمل الذي تشارك فيه بجائزة «إيمي» العالمية؟
بصراحة لم أكن أتوقعها على الإطلاق، وهذا ليس انتقاصاً من قيمة العمل أو القيمين عليه وإنما لمعرفتي بقيمة هذه الجائزة التي تُعادل الأوسكار السينمائي. كما أنّ الإنتخاب كان مباشراً وعندما علمت بفوز «شنكبوت» انتابني شعور غريب من الفرح والمفاجأة والصدمة.
- هل كنت تُفضّل أن يكون «شنكبوت» على التلفزيون أو السينما؟
أبداً، وقد يكون السبب الأساسي الذي دفعني للمشاركة في شنكبوت هو أنّه يُعرض على اليوتيوب لأنني من عشّاق الإنترنت ومن الأشخاص المدمنين للشبكة.
- هل يُمكن أن نراك قريباً في أحد الأعمال الدرامية اللبنانية؟
لا أعتقد، فأنا لا أتخيّل نفسي في المسلسلات اللبنانية لأنّها بكل بساطة لا تُشبهني. ولكن قد أشارك مستقبلاً في السينما كممثل أو مخرج.
- «شنكبوت» هو عمل درامي تفاعلي بمعنى أنّ هناك مساحة كبيرة للمشاهد بأن يُعبّر عن رأيه بصراحة بعد عرض كلّ حلقة. ألا يُولّد ذلك قلقاً في نفسك خصوصاً أنّك ممثل في بداية طريقك الإحترافي؟
أنا أهتم كثيراً بالنقد الذي يطالني بعد عرض كلّ حلقة من حلقات «شنكبوت» على اليوتيوب، وآخذ بعين الإعتبار أي ملاحظة أراها في مكانها. وهذا التفاعل يُساعدني في معرفة وجهات نظر مختلف المشاهدين بي كممثل من دون أي مجاملات، وهذا الأمر على صعوبته هو في غاية الأهمية وخصوصاً بالنسبة إلى ممثل جديد أو غير محترف.
شادي في شنكبوت: هدفنا تصوير الواقع بعيداً عن التجميل أو التضخيم
الإسم: نصري الصايغ
العمر: 32 سنة
الدراسة: أدب فرنسي في الجامعة اليسوعية وماجستير في الفنّ الدرامي في فرنسا
الممثل المفضل: شون بين
المخرج المفضل: بيدرو ألمودوفار
- «شنكبوت» هو العمل الدرامي العربي الوحيد الذي رُشّح لجائزة «إيمي»... هل كنت تتوقع الفوز بها كأحد أبطال المسلسل؟
لا يمكنني الجزم ولا النفي في هذه المسألة. كنت أعلم جيداً أننا نعمل باحترافية قوية ومتعة كبيرة وهذا ما جعلنا واثقين من أنفسنا وسعداء بما قدمناه بصرف النظر عن فوزنا بالجائزة التي أتت في ما بعد لتكرّس عملنا الجماعي المميّز.
- أنت الممثّل المحترف الوحيد في «شنكبوت»، لماذا تمّ اختيارك لتجسيد دور شادي في العمل رغم محاولة الجهة المنتجة اختيار ممثلين غير محترفين؟
صحيح أنّهم اختاروا ممثلين غير محترفين وإنما موهوبين لأداء الأدوار بعفوية وواقعية والعمل على تنفيذ الفكرة الأساسية من وراء المسلسل المرتكز أساساً على نقل الواقع كما هو.
أمّا شخصية شادي الغامضة والصامتة والمُقلقة فهي لا تحتاج إلى شخص يُمثّل فقط بطبيعية بقدر ما تحتاج إلى ممثل مدرك لحيثيات هذه الشخصية المُريبة التي لا تفهم تفاصيلها إلاّ بعد فترة. ولا أدري لماذا يري فيّ البعض الممثل القادر على تأدية دور كهذا. ففي أكثر من تجربة سابقة جسدت أدواراً يكون الغموض فيها ركيزتها الأساسية.
- ما هي الأعمال التي سبق أن شاركت فيها؟
عملت في فرنسا مع مخرجين فرنسيين ومن بينها فيلم عُرض في الصالات الفرنسية هو Le Proces d Oscar Wilde، وهو من إنتاج وإخراج فرنسي. كما عملت مع جوسلين صعب في «شو عم بيصير» وجورج الهاشم في «رصاصة طايشة».
- عملت مع مخرجين يُصنفون على أساس أنهم يتوجهون إلى النخبة. ولكن في «شنكبوت» إلى من تتوجهون؟
إلى الجميع. فقد تكون النخبة هي التي تجد ملاذها في أعمال بعض المخرجين أو الفنانين، أمّا الفنّ بحدّ ذاته فهو لا يتوجّه إلى أحد بعينه بل إلى الناس كلّهم. ومهما كان العمل لا أحب أن يُصنّف ضمن فئة معينة بل أحبّ أن يكون شمولياً ومتوجهاً إلى كلّ الناس على اختلاف أعمارهم وفئاتهم الإجتماعية والعمرية والثقافية...
- هل ترى في «شنكبوت» مرآة تعكس واقع الشباب اللبناني أم واقع الشباب في كلّ مكان من العالم؟
لا شكّ أن اللبناني موجود في شكل واضح ومباشر في العمل إلا أن كثيراً من الناس بإمكانهم أن يلتقوا هذه الشخصيات في أي مكان من العالم. ففي أميركا مثلاً الحياة لها أسلوبها وشكلها المختلفان عن الحياة في العالم العربي، ولكنّا نشاهد أفلامهم ونرى أنفسنا في بعضها، وعندما يطرحون قضية إنسانية ما فقد تمسنّا وربما نشعر أنهم يتحدثون عنّا.
وكذلك السينما الهندية التي تروي حيوات شخوص من قلب مجتمعها الخاص إلاّ أنّها تعمل من خلالهم على طرح مسألة إنسانية معينة قد تتقاطع مع أي قصة أخرى في لبنان أو فرنسا أو في أي بلد آخر.
كاتب مسلسل «شنكبوت»: لم أكن أتوقع كلّ هذا النجاح الذي حققه «شنكبوت»
الإسم: باسم بريش
العمر: 32 سنة
الدراسة: إجازة في التمثيل من معهد الفنون وماجستير من لندن في الكتابة السينمائية
المخرج المفضل: جاك تاتي وايليا سليمان واكي كورزماكي
الممثل المفضل: فنسنت غالّو
- ماذا أضافت إليك «إيمي» على الصعيد الشخصي؟
الثقة بالنفس والدَفع الذي أحتاجه في هذه المرحلة من حياتي المهنية.
- إلامَ يعود سبب فوز «شنكبوت» بالجائزة التي تنافست عليها أهم الأعمال الدرامية في العالم حيث الخبرة الأكبر والإنتاج الأضخم؟
فريق العمل كلّه من الشباب وهذه هي نقطة القوة في العمل. فالكل يعمل من قلبه ولمصلحة العمل وليس لأي مصلحة ذاتية. ونحن ذهبنا إلى مدينة «كان» الفرنسية لحضور احتفال توزيع جائزة «إيمي» وكنا سعداء لمجرّد أنّ عملنا- وهو الأوّل من نوعه في العالم العربي- مُرشّح لهذه الجائزة.
وقد استبعدنا فكرة الفوز ليس تقليلاً من شأننا وإنما معرفةً بقيمتها وإدراكاً لحجم المنافسين الذين يفوقوننا خبرةً وسناً وتجربة، وكذلك خوفاً من أن نوهم أنفسنا ونُصاب في ما بعد بخيبة أمل.
من هنا أقول إنّ فوز «شنكبوت» بهذه الجائزة العالمية جعلني أقتنع أكثر فأكثر بأنّ العمل المشغول بصدق وجديّة وحب واحترافية يُمكن أن يلمع بين أهمّ الأعمال سواء كانت عربية أو أجنبية.
- لماذا اخترت أن يكون بطل عملك «دليفري بوي»؟
عندما أصدرت شركتا BBC و «بطوطة» نداءً للكتّاب الشباب العرب من أجل تقديم مشاريع مكتوبة لفكرة مسلسل على اليوتيوب، تقدّمت وكانت الشخصية الحاضرة في ذهني هي شخصية Delivery boy أو الشاب الذي يوصل الطلبات إلى المنازل لأنّي أردت أن أخبر قصص الناس وذلك من خلال عيني الشاب الذي يعمل «دليفيري» ويوصل كلّ ما يُطلب منه إلى كلّ البيوت من كلّ الطبقات والشرائح والأحياء.
هكذا أعجبتهم الفكرة واختاروا كاراكتير سليمان الذي كتبته ليكون بطل «شنكبوت» واختاروا من كاتب آخر شخصية شادي ومن آخر شخصية رويدا.
- هل ممكن أن تنقل «شنكبوت» إلى التلفزيون؟
لا أعتقد أنّ الجهة المنتجة تفكر في هذا الأمر. فالمعروف أنّ المحطات التلفزيونية هي دائماً «مُسيّسة» إمّا لدولة أو حزب أو طائفة... لذا نرى أنّ العمل معهم يأتي بخلفية أخرى واتجاه آخر. فمع التلفزيونات ترى نفسك مجبراً على المساومة.
- ما هي أبرز المشكلات الإجتماعية التي حاولت طرحها في «شنكبوت» ولماذا؟
أحببت ألاّ أطرح المشكلات كواقع موجود فحسب، بل الغوص في حيثياتها وظروفها وأسبابها. أردت ألاّ أصدر الأحكام قبل الغوص في أسبابها. حاولت أن أصوّر مشاكل الشباب وأسأل عن الأهل أو عن الدولة في غياب الأهل، أمّا إذا كانت الدولة غائبة فهنا الكارثة.
حاولت في «شنكبوت» ألاّ تكون معالجة القضايا بالترميز بل بالتصريح، فلم أقدّم قضية مدمن المخدرات كمريض لا يجوز الحديث عنه أو الشفقة عليه بل البحث عن الأسباب التي دفعته إلى أن يُصبح كذلك. وهذا ليس من أجل إيجاد مبرّرات ولكن الحقيقة التي يجب أن يعلمها الجميع هي أنّ الظروف الإجتماعية التي يعيشها كلّ فرد منّا تكون هي المسؤولة مباشرة عمّا نُكونه نحن.
فالطفل الذي عاش في كنف والدين متحابين لا يكبر كالطفل الذي عاش مع والدين منفصلين وكلّ واحد منهما في مكان. وهكذا بالنسبة إلى الفتاة التي تهرب من منزلها مثلاً، فقد تكون الطائفية التي أعمت عيون والديها وحرمتها ممّن تُحبّ هي السبب في هربها أو المعاملة السيئة التي تلقاها من والدها وغيرها من المشاكل الإجتماعية المتفشية والتي تحتاج إلى أن تُعالج في شكل جريء وصريح وصحيح.
- إلى أي مدى شعرت بالارتياح عند الكتابة لويب دراما يحظى بهامش من الحرية أكبر من ذلك الموجود في السينما أو التلفزيون؟
كُثُر يعتقدون أنّ الويب دراما لا يمرّ تحت الرقابة، ولكن في الواقع أنّ كل ما يُصوّر يجب أن يمرّ على الأمن العام. إلاّ أنّني ككاتب أفكّر قبل أي شيء آخر بالرقابة الذاتية التي تنبع من فكرة أنني أعمل في الميديا أو الإعلام، مما يجعلني أشعر بأنني شخص مسؤول.
فالفنّ والإعلام هما المجالان الأكثر تاثيراً في الناس، وأميركا تلعب على هذين المجالين من أجل تحقيق أهدافها، ففي الأفلام تحاول أن تُغيّر وقائع وتمنح نفسها انتصارات فتُركّز مثلاً على حربها في فيتنام وتسعى إلى تقديم أفلام من الخيال قادرة على إقناع شعبها بحقيقة أنها انتصرت. وهذا ما يحصل فعلاً في معظم الدول الغربية. وفي لبنان تأتي الرقابة للأسف من الطوائف وليس من الدولة.
«شنكبوت»، هذا الإسم الجديد على مسامعنا والذي لا يعني شيئاً في معجم اللغة العربية، أصبح كلمة دارجة في قاموس الآلاف من الشباب العربي المأخوذ بأوّل ويب دراما في العالم العربي. «شنكبوت» هو إذاً المسلسل اللبناني الذي خطف جائزة «إيمي» العالمية من بين أفضل إنتاجات الدراما في العالم رغم صغر سنّ فريق عمله وقلّة خبرته في هذا المجال.
«لها» التقت بطلي المسلسل حسن عقيل ونصري الصايغ وكاتب «شنكبوت» باسم بريش للتعرّف أكثر على العمل الذي وصل عدد معجبيه على صفحات فايسبوك الى الآلاف... فكان هذا اللقاء