نساء الميني بيزنس والأعمال المستقلة يرفعن شعار...
عمل المرأة, تصميم أزياء, حقيبة, ربّ العمل, أعمال تجارية, سيدة أعمال, السجادة الحمراء
13 أغسطس 2012المشاريع النسائية اللبنانية «نسخ محدودة» لفن رفيع المستوى
هو دفء المساحات وأنوثتها في متجر «أمنية»، ورثت نيفين مكتبي عالم والدها وأثرته بثقافتها بثقة امرأة عالمية لا ترتضي التصنيف المهني. وكأنها هي السجادة أو الوشاح المرتحل من المغرب وإيران والهند إلى لبنان، نجحت محققة مهنة بحجم أمنية. أما سارة بيضون ف»بيروتها» حاضرة وحاضنة لكل جميل من صورة صباح المطبوعة على حقائبها تماماً كعشق بيروت لكوكب الشرق. حتى هرم آخر تحول حقيبة، عصير Bonjus والحنين إلى شرابه «المدرسي». لا يمكن أن يجد المرء هذه الأفكار الغريبة والطريفة إلاّ في بيروت. قصتها هي أيضاً جذابة. تفاصيل امرأة ثالثة سنتعرف إليها مع زينة بارودي ورؤيتها للأكسسوار النسائي الثري بالحضارات لا مجرد أحجار ملونة ومواكبة للموضة.
أمنية Oumnia ... حين تحوّلت السجادة إلى قطعة مجوهرات نيفين مكتبي: تزوّجت عالم السجاد!
ولدت في عائلة من أصل إيراني وفي عالم السجاد في لبنان من سنوات طويلة. لم تدخل هذا العالم بالصدفة. ورغم أنه عالم ذكوري بالنسبة الى البيئة التي نشأت فيها أكملت طريقها. «قصتي مع السجاد بدأت مع دراستي في لندن حيث المتاحف والمزادات العلنية للسجاد التي تنظمها دور Sotheby's وBonhamsوChristie's التي تعرض أهم السجاد في العالم ومثار حديث الكتب. شاركت في محاضرات بعنوان History of carpets &Textiles في معهد Sotheby›s منتصف التسعينات، وفي الوقت نفسه كنت أتابع دراستي في الإدارة BS Management. جاورت عالماً مختلفاً كلياً عن دراستي التي تابعتها في جامعة London school of Economics. أردت أن أستفيد من هذه المحاضرات التي جعلتني أنظر إلى السجادة كقطعة مجوهرات مشغولة بجمالية فنية. تقربت من عالم السجاد في لندن بعد أن جذبتني أحداث قصة السجادة وتقاليدها في العالم، ولم أكتف بإيران فقط. بل بداية استخدامها كبساط للنوم أو التدفئة أو ستار للخيم أو سَرْج على ظهر الحصان أو الجمل تستوعب مستلزمات السفر، اختلاف نسجها لدى القبائل أو في المدن. هذا ما دفعني إلى تطلع أوسع وقراءة أعمق وبحث أكبر... فهناك مزيد من المعرفة على الدوام في عالم السجاد. أنهيت دراستي الجامعية وتدربت في مصرف سويسري في جنيف، لكنني عدت إلى لبنان وجلست في متجر والدي للسجاد».
- هل شعرت بأنك درست اختصاصاً لم تشعري بالإنتماء إليه؟
كنت سعيدة بتجربة دخول مصرف مهم. ولكن نحن كعائلة شرقية لا بد أن تعود الفتاة إلى عائلتها في نهاية المطاف. لذلك نزلت إلى المحل. وهناك، شعرت بصدمة الثقافة الذكورية تجاه وجودي، لمستها من المحيط القريب والبعيد، وأعني الموظفين الرجال الموجودين منذ أكثر من 15 عاماً وأعمامي وأولادهم وحتى الزبائن. كانوا ينظرون إلي كفتاة تتسلى في هذا العالم أو تملأ وقت فراغ، رغم أنني دخلت هذا العالم بأسلوب علمي. عمدت إلى تعديل بعض الأمور في تسيير العمل على صعيد التواصل الإلكتروني وهندام الموظفين وبطاقاتهم التي منحتهم انتماء أكبر إلى المهنة ومسؤولية أكبر. سافرت كما كان يفعل والدي وشاركت في معارض. ذهبت إلى إيران حيث تقود المرأة سيارة أجرة وتحمل حقيبة وزارية وتعمل كمستشارة سياسية، ولكن لا تدخل «بازاراً» لتختار السجاد! هذا ما لم يكن معهوداً. بشكل موازٍ مع السجاد، كنت أتابع دراستي لنيل شهادة الماجستير في «التأمين الإجتماعي»، تخصصت أكثر في مجال «القوة العاملة النسائية». وكانت أطروحتي بعنوان «القوة العاملة النسائية في لبنان قبل الحرب وبعدها». تعرفت على لبنان أكثر، وعمل المرأة التي دفعتها الحرب إلى العمل في غياب الزوج أو الرجل أياً كان، حتى سياسياً كالسيّدتين رباب الصدر أو بهية الحريري. من خلال هذه الأطروحة عملت مع مؤسسة الحريري والإسكوا، وفي الوقت نفسه استمر شغفي بعالم السجاد.
راودني حلم تأسيس عالمي الخاص، وما دفعني أكثر هو اقتفائي خطوات والدي بصفتي الابنة الكبرى في العائلة. كان والدي من الطليعيين في عالم السجاد لناحية السفر والأفكار والمغامرة. وخضت المجازفة منذ ست سنوات وأكثر.
- هل سعيت إلى عالم أنثوي أكثر؟
بل عالم يافع أكثر. حين بدأت العمل في متجر والدي شعرت برغبة الجيل الجديد من المتزوجين في شراء سجاد أكثر عصرية، وألاّ يكونوا تقليديين. تماماً كالمفروشات. الموضة تتبدل وثمة تفاصيل لا بد أن تتغيّر. بات الشباب اليوم يفضلون القطع العملية والسجادة التي لا يضطر أربعة رجال لحملها. النظرة إلى السجادة اليوم هي موجهة إلى لوحة وقطعة فنية، ولذلك أشارك في أسابيع الموضة الباريسية للإطلاع على مجموعات المصممين الفرنسيين واللبنانيين. هكذا أحدد الألوان الرائجة ما يساعدني في انتقاء الأوشحة وأفكارها.
الإلهام العربي الغامض
«رغبت في استعادة الروح الشرقية عبر الأرقام التي طبعت الأوشحة ونسجت السجاد أخيراً. اعتمدت الخط العربي غير المفهوم لكي لا يحتكم الذي أعجب بالوشاح الى كتابة معينة. وهذا ما يميّز هذا الخط خصوصاً أن اعتماده في عالم الموضة ليس جديداً. أردته غير مفهوم وتقصدت ذلك، تجريدياً ونظرياً. ابتعدت عن طباعة أو نسج كلمات حبي وحبيبي التي قد لا تعني للمرأة شيئاً. كما دمجت ألواناً متناقضة وجذابة أخيراً، هذه اللمسة الشرقية يعتبرها السائح هدية مثالية يحملها إلى الوطن». ترغب في جعل الوشاح أو السجادة أكسسوار أناقة وليس قطعة نحتاجها للضرورة. فيما تشعر بالأسف «حين يفاجأ الزبون بالسعر. عالم الموضة يتغير بسرعة فيما السجادة باقية ولن تأتي سجادة في الموسم المقبل تلغيها. عالم السجاد ليس موضة موسمية رغم أنه متغيّر. لا يمكن أن تكون السجادة كحقيبة من الموسم الماضي».
السجاد الإيراني والأمم المتحدة
وتلفت نيفين أخيراً إلى ما رأته في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك : «السجاد الإيراني هدايا موجودة بين الأروقة هناك بهيئة صورة أمناء الأمم المتحدة، من بطرس بطرس غالي إلى كوفي أنان. وآخر هدية كانت سجادة كبيرة علّقت على أهم جدار في المبنى وهي من أصفهان، موقعة من سيّد صناعة السجاد الإيراني صيرفيان ونُسج عليها مقطع من الشعر الفارسي. (ما أجمل الفن وكم ينسي السياسة و«مساوئها»!).
الأثاث الخشبي والعقود القبلية زينة بارودي وEspaces Ephémères فضاء فني لسعادة غير عابرة
تبتكر زينة بارودي الأثاث الخشبي والعقود القبلية. أفكارها هي بمثابة تناغم ثقافات وحضارات وتراث مع العصرية الغربية. تصاميم حصرية غير موجودة وبإنجاز غير تقليدي ومتفاوت مع امتزاج المواد الجذابة لأي امرأة مهما بلغ عمرها. كل قطعة هي نسخة محدودة، تصميماً وتاريخاً وروحاً وزخرفة إثنية معتقة. تسحر زينة القبائل وتدخل عالمها، هي زخم ابتكارها وكنوز شخصية من العالم. منذ ست سنوات، بدأت صياغة العقود - المجوهرات، «أنا أصمم أما شقيقتي غادة يارد فهي مسؤولة قسم التسويق. المفهوم الذي سعيت إليه هو تصميم قطع من الحجارة شبه الكريمة (Semi-Precious) والأقمشة والقطع القديمة ومنحها لمسة أنثوية».
درست إدارة الأعمال ثم التصميم الداخلي في فرنسا، أي أنها دخلت عالماً غريباً لكنها كانت تصمّم عقودها التي لطالما نالت إعجاب المحيطين بها. تقول : «هكذا تطورت الفكرة، ولازمتني في أسفاري وأسفار أصدقائي. أجلب على الدوام الأحجار من الصين أو تركيا أو أميركا، لا أشتريها بكميات كبيرة. فكل عقد هو قطعة فريدة. تجذبني التفاصيل المشبوكة أحياناً ولا أتردّد في شراء ثريا كاملة لانتزاع قطعة صغيرة منها أو تفصيل أجد أنه صالح لفكرة تنفيذ عقد. وهذا ما حدث فعلاً. اشتريت الثريا وانتزعت القطعة الصغيرة. يهمني ألاّ أجاري الموضة فالعقود التي صممتها منذ ست سنوات لا تزال كما لو أنها ابتكرت اليوم. أي أن القطع غير متأثرة بالزمن».
إلى جانب العقود، تهوى زينة وشقيقتها جمع اللوحات والقطع الفنية، «قررت وشقيقتي أن ننظم معرضاً طوال عشرة أيام أطلقنا عليه اسم Espaces Ephémères أي «مساحة عابرة»، أي مساحة لن تكون ثابتة بل متنقلة. هكذا كانت فكرتي وشقيقتي أن تكون معارضنا متنقلة. أصمّم الأثاث الخشبي المشغول يدوياً بنسخ محدودة، بالمفهوم الذي صمت به العقود. فكانت القطع الخشبية الشرقية بإنجاز عصري. استعملت كثيراً الخشب والنحاس المطروق الشرقي بأسلوب عصري. الأثاث والعقود كانت قطع موجودة لكن أصحاب المساحة التي عرضنا فيها طالبوا ببقائها خصوصاً أن المكان كان مقفلاً منذ مدة طويلة. احتفظنا باسم المعرض وأطلقناه على المتجر. والمسألة العابرة أو غير الثابتة انتقلت من المكان إلى القطع المصممة والمعروضة». وتختم بملاحظة حقيقية هي تفضيل المرأة العربية واللبنانية «الأكسسوار الذي توقعه دار أجنبية حتى لو كانت القطعة المحلية لا تقل جودة أو جمالاً بل سعراً».
نساء السعوديات في الميني بيزنس
«حقيبة سارة» Sara's Bag من زنزانة بعبدا إلى باريس
سارة بيضون: تحالف الرجل والنجاح لا تعترضه المعوقات نفسها
«حقيبة سارة» مشروع نسائي إنساني ولد عام 2000 ولم يبدأ ليستمر بل لإستثماره إنسانياً. فسارة بيضون المجازة في شهادة العلوم الإجتماعية تعاونت مع مؤسسة دار الأمل التي خولتها دخول سجن النساء لتدريب عدد من السجينات على العمل اليدوي. كان بحوزتها مبلغ 200 دولار اشترت به قطعاً من الأقمشة والأحجار لترصيعها وحياكتها فيما بعد لتشكيل حقائب. زيارات متكرّرة لسجن بعبدا وسّعت دائرة العمل مع مواكبة السيدات إثر الإفراج عنهن، فهن بتن جزءاً من فريق عمل «حقيبة سارة» التي يستضيف أسبوع الموضة الباريسي تصاميمه اليوم.
مشوار أبصر النور تحت الأرض
«عش حلمك» و«بإمكانك الوصول دائماً»، عبارتان معلقتان على جدار مكتب صاحبة متجر الحقائب «حقائب سارة» سارة بيضون التي لا تزال تحتفظ بأول حقيبة حلم تمّ تصميمها وكانت أول العنقود لعمل أثمر أكثر من عشرة آلاف حقيبة.
تقول سارة: «حين تخرج السجينات من الزنزانة كنت أستقبلهن أسبوعياًً لتسليمهن مهمة تشكيل حقائب جديدة. كنت مسرورة للغاية خصوصاً أنني أدير مشروعاً إنسانياً يتمثل في تغيير نظرة المجتمع إلى السجينة السابقة، فهي باتت إنسانة مُنتجة ومسؤولة عن مجموعة من نساء محيطها». وتقول إن مشروعها مرّ بمراحل عديدة: «توسّع عملنا ببطء إلى أن نظمنا معارض في السعودية والكويت. كما عرضنا في لبنان مئة وعشرين حقيبة بيعت في يوم واحد. لقد فاجأني الإقبال على الشراء مما جعلني أنظر إلى هذا النشاط الإنساني من منطلق مشروع مهني». وبعد ثلاث سنوات من العمل غير الهادف تمّ تشكيل مشروع حقيقي.
تضيف سارة بيضون عن بداية المشوار الذي أبصر النور تحت الأرض : «بعد عمل متواصل في موقف للسيارات منحتني إياه العائلة لأعمل فيه، وجدنا أن احتمال الاستمرار كبير. وقد انتقلنا إلى مشغل قبل الاستقرار في مركزنا الحالي المجاور لوسط بيروت. لقد تطور مشروعي ونضج بروية دون التخلي عن الفكرة الجوهرية، وهي تشغيل الموقوفات والسجينات السابقات رغم أنني تلقيت عروضاً كانت لتساهم في توسيع إطار عملي وحصولي على شهرة قياسية». لكن هذه الأخيرة تحقّقت بعد أكثر من عشرة أعوام فحقائب سارة تشارك في صالون الموضة في باريس، «يحضره روّاد الموضة من أنحاء العالم مما يعزز انتشارنا خارج الدائرة العربية».
من ناحية أخرى، تسرد سارة واقعها: «لقد تلقيت دعم العائلة المعنوي، لكن هذا لا يلغي مشاعر الذنب التي تحس بها المرأة- الزوجة والأم. من الصعب وصول المرأة إلى هدفها فيما تحالف الرجل والنجاح لا تعترضه المعوقات نفسها».
«فكرة أصررت على تحقيقها ولم أكن أحلم بالوصول إلى هذا الواقع»
حملت مشاريعها عناوين فنية عديدة، أحدها نقش وجه صورة الأسطورة صباح الذي جاء خلفاً للهرم الطربي العربي السيدة أم كلثوم : «هي نجمة تستحق أن تكرّم في عالم الموضة، لأنها كانت سباقة الى كل جديد ولافت ولماع وبراق وجريء. لقد زودتنا النجمة صباح بصور من أرشيفها الغني». وعن مسار العمل الذي أنتج ألاف الحقائب تقول سارة : «بدأنا بحياكة الحقائب بمواد الكانفا والخرز، ومن ثم انتقلنا إلى الحقائب المورّدة والمرصعة بالترتر التي عرفت أصداء واسعة حتى تقليد النسخ التي صممناها. ومن ثم اقتبسنا حياكة «الكروشيه» من الأشغال اليدوية التراثية القديمة إنما بأسلوب عصري. لقد خبرنا صعوبة مع العمل اليدوي والعامل الإنساني خصوصاً مع صعوبة تمرير الإبر إلى السجينات والمشاكل النفسية التي تعرضن لها». وتصف مشروعها أخيراً: «هو فكرة أصررت على تحقيقها ولم أكن أحلم بالوصول إلى هذا الواقع، لكنني تقيّدت بمقولة وضعتها نصب عينيّ «إخترْ عملاً تحبه ولن تجد ضرورة لأن تعمل جاهداً يوماً في حياتك». هذا ما أحياه اليوم رغم أنني أبقي عينيّ مفتوحتين لأن كل ما يحيط بي قد يمنحني إيحاء لفكرة جديدة أدونها في دفتري الصغير الذي أضعه إلى جانب سريري. أنا دائمة التفكير!».
«شهرزاد بعبدا» الإنطلاقة الإنسانية الأولى في عالم التصميم
بالتعاون مع جمعية دار الأمل، رعت Sara's Bag العرض الأول لمسرحية «شهرزاد ببعبدا» للممثلة والمعالجة بالدراما والمديرة التنفيذية لمركز Catharsis زينة دكّاش، وسط بيروت. وبالمناسبة، أطلقت سارة بيضون برنامجها Sara's Bag volunteer داعية من يعتقدون برسالتها إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي والمهني إلى السجينات. نقلت مسرحية «شهرزاد ببعبدا» من داخل سجن بعبدا «ألف حكاية وحكاية» من خلال مونولوجات و مشاهد قصيرة من إعداد سجينات من وراء القضبان. وهو عالم لم تلجْه سارة بيضون حديثاً بل كان الإنطلاقة الإنسانية الأولى لمهنتها في عالم التصميم.