شخصيتان ونجاحان من سورية
عمل المرأة, السينما السورية, ربّ العمل, تفعيل دور المرأة , المجتمع السوري
13 أغسطس 2012فيما لا تزال فتيات كثيرات يحلمن بالعمل من أي نوع كان ومهما يكن دخله، فإن هناك آخريات قررن عدم الاستسلام لقيود الوظيفة، وابتكرن أفكار مشاريع صغيرة «ميني بيزنس» تناسب إمكاناتهن وظروفهن، رافعات شعار «طريق الألف ميل يبدأ بخطوة»، فما هي تلك المشاريع؟ وكيف جاءتهن أفكارها؟ وما هي طموحاتهن للمستقبل؟ وهل نجحن في هذه الأعمال المستقلة؟ «لها» تستعرض في هذا التحقيق تجارب فتيات ونساء مارسن أعمالاً مستقلة.
وهاتان مقابلتان مع سيدتين من سورية حققتا نجاحاً مميزاً في مجال عملهما، هما السيدة رائدة رزق مديرة مجلة ووكالة للإعلان ومكتب للسياحة والسفر والسيدة شيرين زركلي مخرجة أعمال تلفزيونية.
مديرة مجلة «دليل السائح»، ومديرة وكالة «لايت ميديا» الإعلانية، ومديرة مكتب «السائح» للسياحة والسفر... السيدة رائدة رزق: هناك نوع من السيدات لا يعرف المستحيل ومن لا يعرف المستحيل يستطيع تحقيق ما يريد
عن بداية حياتها المهنية، بدأت السيدة رائدة رزق حديثها:
تخرجت من كلية التربية وعلم النفس ثم تابعت دراسة اللغة الإنكليزية وعلوم الحاسوب، وبعد أن أنهيت دراستي تزوجت وأنجبت طفلين، فشكل ذلك دافعا لي لاتخاذ قرار بترك العمل لأني مؤمنة أن تربية الأطفال أهم عمل يمكن أن تقوم به المرأة. لكني بقيت على تواصل مع التطورات العملية إلى أن عدت الى الاانخرط بالعمل في المجلة بشكل تدريجي، ومن خلال العمل في المجلة كانت مهمتنا الأولى إبراز الدور الحضاري لبلدنا سورية وتاريخها المشرق كونها مهد الحضارات العربية قديماً وحاضراً.
فحاولت أن افهم كل التفاصيل قبل أن اتسلم زمام الأمور، وعندما تمكنت من العمل سلمني والدي المسؤولية، وتطور العمل لدينا في المجلة فكنا نصدر باللغتين العربية والانكليزية مجلة «دليل السائح» الشهرية، وأصبحنا نصدر أيضا بشكل ربعي باللغة الروسية بعدما وضعنا هدفا وهو الربط بين الحضارتين الروسية والسورية وإبراز أهم معالم الحضارات الدينية في سورية. ثم توسع عملنا ليشمل لبنان والعراق. ونمضي حاليا بتسليط الضوء على الحضارات العربية، فوجدنا أن لبنان والعراق يملكان إرثا تاريخيا مترابطا بطريقة ما مع التاريخ في سورية، وبعدها باشرنا بالوكالة الإعلانية «لايت ميديا»، واتسعت المسؤوليات لتشمل مكتب دليل السائح للسياحة والسفر.
- من دعمك إلى أن حققت هذا النجاح؟
الكتابة مهنة وموهبة اعتدت رؤيتها في عائلتي، فهي من صميم ثقافة منزلنا الأسري، فوالدي كاتب ومفكر، وقد ساعدني في تأسيس هذا العمل الجميل. أنسب الفضل لله ولوالدي بنجاحي ولا أنسى والدتي بما قدمته من مساعدة لي بالنسبة الى وضع أولادي، وكل شخص عمل معي في المجلة والمكتب بشكل عابر أو دائم اكتسبت منه شيئا جديدا، فأنا من عادتي أن لا استخف بأحد، فلكل إنسان ملكة يتميز بها عن غيره، ومهما تعلمنا نحتاج للمزيد في هذا العصر السريع التطور، ويبقى الأساس الصحيح هو أساس كل عمل ناجح.
- ما هو سر نجاح أي امرأة تصل الى هدفها؟
طبعا الإرادة والمواظبة على العمل والهدف. كل هذه المقومات تكتمل للوصول إلى النجاح، إنها المعادلة الطبيعية للنجاح، أما الإحباط والفشل والعجز فلا وجود لها في قاموسي، فالمعوقات من أساس العمل وتخطيها هو السبيل للوصول.
- ما هو الحلم الذي تسعين لتحقيقه؟
حلمي أن أرى سورية بلد الأمان والسلام مجدداً واعتقد أن هذا الحلم ليس ببعيد، فسورية التي ولد من رحمها رجال كأمثال يوسف العظمة ونزار قباني وخرّجت أبرز الفنانين والفلاسفة والعباقرة والكتاب والأدباء، والتي علمت العالم الحضارة لا يمكنها إلا أن تجترح الحلول لما تمر به وتعود كما عهدناها. أما على الصعيد الشخصي، فلا أريد أن أقول انه حلم ولكنه طموح وهو أن يتوسع نطاق عمل وتغطية مجلة «دليل السائح» ليطال الدول العربية كلها وان تصل إلى العالمية يوماً ما لتكون منارة للسائح القادم إلى بلادنا والخارج منها.
- هل كان زواجك عائقا أم حافزا للنجاح؟
كل مسؤولية إضافية تعيق العمل، لكن بالصبر والقوة ودعم الأسرة وتفهمهما تكمن عناصر النجاح، فوراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ووراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم. زواجي كان الدافع الرئيسي لنجاحي، وبعد أن كبر الأولاد تفرغت للعمل، وكان لزوجي الفضل بإعطائي الدافع لنجاحي.
- كيف توفقين بين العمل وواجبات البيت والأولاد؟
التنظيم نصف العمل، و الضغط النفسي يؤثر سلبا على العمل. أحاول أن أحول الضغوط الى دافع، والتنسيق ما بين واجبات منزلي وواجبات عملي هو أساس النجاح. أشعر أحيانا بصعوبة الأمر ولكن مع قليل من الصبر والتحمل أحقق هدفي، لكل نجاح ضريبة والمرأة التي تكرس نفسها لمنزلها وعملها لن يكون لديها الوقت الكافي للتسلية والترفيه ولكنني مقتنعة بما حققت، الحياة خيارات وعلينا أن نختار ما يناسب طموحنا وأهدافنا.
- ما نصيحتك لكل سيدة؟
أن ينبع نجاحها من داخلها، فكلما اكتسبت الخبرة لاحظت أن إنجازاتها في ازدياد وان نسبة نجاحها ترتفع، وستصل إلى النتيجة الحتمية، عليك أن تركزي على مكامن القوة التي تكمن في داخلك والانطلاق منها.
وما يمكنني أن أنصح به هو أن تطلب المرأة المساعدة إن احتاجتها فذلك ليس عيباً أو نقصا، ولتتعلم من الأخطاء حتى تتفادى الوقوع في أخطاء أكبر وفادحة قد تكلفها كثيرا وربما توصلها إلى الفشل بعد الإفلاس. إن أحببت عملك وكنت شغوفة بما يكفي تأكدي من النجاح. إن هذا النوع من السيدات لا يعرف المستحيل ومن لا يعرف المستحيل يستطيع تحقيق ما يريد، فإذا عرفت نفسك جيدا وماذا تريدين بالضبط فأنت إذا المرأة الناجحة.
مخرجة أعمال تلفزيونية...
شيرين زركلي: التصميم والتنظيم والتصميم على تحقيق الحلم... سر نجاح أي امرأة
- كيف بدأت بهذا المجال؟
بدأت من عام 2002 عن طريق الصدفة حيث كنت ادرس بالجامعة بكلية الآداب وكنت في تعزية احد الأقارب، حين جاء الممثل رشيد عساف وبيننا علاقة عائلية فسألني عن أخباري وعن دراستي وإن كنت ارغب في العمل بأي مجال فقلت له أني لا أجد الفرصة المناسبة للعمل فعرض علي موضوع السكريبت في المجال الفني استغربت الفكرة وأنا لا اعرف أياً من مبادئ العمل الفني أو التلفزيوني، فقال لي انه تحدٍ وإن كنت قوية استطيع إثبات نفسي. شعرت بأن ذلك تحدٍ أمامي وأحببت خوض التجربة فعلا وكان ذلك. وبدأت تحت إشراف المخرج عماد سيف الدين الذي وجد عندي سعة بديهة وسرعة تعلم للمهنة وما يحيطها، وبالفعل وجدت بذلك متعة فأخذت بالبحث عن أسرار نجاح هذا العمل والملاحظات والمعلومات اللازمة كي أتطور لان الإخراج في حاجة إلى تطوير وتقدم وتنوع.
كان العمل الأول لي «السفينة» ثم «شرقيات» و«الرياح الأبدية» و«نزار قباني» و«أسد الجزيرة» و«رسائل الحب والحرب»، كما كان لي تجارب في دبي مثل «جنون المال» و«موعد مع المطر» وأيضاً «صبايا الجزء الأول والثالث» و«للعدالة كلمة أخيرة» و«الهروب» و«وادي السايح» و«طاحون الشر» و«حكم العدالة» و«أسأل روحك»... طبعا كمخرج منفذ والحمد لله بكل عمل كان لي إضافات مفيدة وتطور وتنويع، وكان المخرجين يعتمدون علي بشكل كامل.
- ألم تجدي صعوبة بسبب عدم دراستك لهذا المجال؟
نعم وهنا التحدي، بالتأكيد الدراسة مهمة جدا، ولكن الأهم هو التجربة العملية على ارض الواقع لأنها الدرس الحقيقي والمباشر فكان تركيزي مضاعفا وتعبت وثابرت وواظبت وسهرت لتقديم الأفضل ولأكون مميزة، وحققت ذلك وأتقنت العمل بشهادة المخرجين والمنتجين والقائمين على تلك الأعمال.
- من شجعك على ذلك؟
والدتي كانت الدافع الأكبر والسند لي، خاصة في مرحلة التعب والجهد، وكذلك بقية أفراد عائلتي وأيضا كل مخرج عملت معه كان إعجابه بأدائي من عوامل التشجيع المباشر لي لأقدم الأفضل.
- ما هو سر نجاح أي امرأة؟
سر نجاح أي امرأة يكون بالتصميم والإرادة على تحقيق الحلم، والتنظيم في العمل، والأهم هو التعلم من الأخطاء والابتعاد عنها بتجارب جديدة، وكذلك هناك شيء مهم وأساسي وهو الثقة بالنفس، فالإنسان الواثق من نفسه يستطيع الوقوف أمام كل الصعاب.
- ما هي الصعاب التي اعترضت عملك؟
بالتأكيد هناك صعوبات كبيرة وخاصة في البدايات، فالمواجهة دائما محفوفة بالخوف، وعندها علينا تحدي هذا الخوف وتذليله بالثقة بالنفس والإيمان بقدراتنا كبشر. وقد استطعت تجاوز هذه الصعاب.
- بماذا تحلمين؟
أحلم بعمل كامل أقوم بإخراجه ويترك بصمة قوية ومؤثرة في العالم الإخراجي، وهذا ما اعمل عليه الآن وسيكون مفاجأة للجميع.
- هل تفضلين العمل على الارتباط؟
لا أفضل العمل على الزواج، والموضوع نصيب، لكن سيكون شرطي في أي ارتباط أن يكون هذا الزواج بمثابة دافع وحافز للتقدم في العمل والنجاح...
نساء اللبنانيات في الميني بيزنس