كيف تعيش الفنانات المعتزلات؟
شهيرة, حلا شيحة, شادية, نورا, شيريهان, ياسمين الخيام, شمس البارودي, زبيدة ثروة, هناء ثروت, جيهان نصر, مديحة يسري, هند رستم, نادية لطفي
15 يوليو 2009و استقرّت الفنانة المعتزلة حلا شيحة في كندا بعد زواجها من رجل أعمال كندي ولديها طفل، وعلاقتها بالوسط الفني مقتصرة على حنان ترك. أما والدها فتذهب إليه كلما جاءت إلى مصر علماً أنه يقيم في مدينة الإسكندرية، وأحياناً تذهب إلى بيروت لرؤية شقيقتها مايا ووالدتها، فضلاً عن الاتصالات الهاتفية بشكل يومي بشقيقتها هنا.
أما الفنانة نادية لطفي فرغم ابتعادها أيضاً عن الفن منذ فترة طويلة، لاتزال حريصة على متابعته وتبحث عن سيناريو جديد للعودة.
نادية لطفي تتابع كل الأحداث العالمية والمحلية وتقوم بتدوينها في أجندة خاصة منذ عام ١٩٦٠، بالإضافة إلى حرصها على كتابة مذكراتها الشخصية، لكنها قالت: «أرفض تقديم حياتي في مسلسل تلفزيوني ولا أقبل أن يتم استنساخي على طريقة النعجة دوللي».
نادية لطفي تمضي أوقات فراغها في عزبتها الخاصة في إحدى محافظات الوجه البحري التي تذهب إليها دائماً للاسترخاء واستقبال الأصدقاء، إلى جانب انشغالها بتربية الحيوانات الأليفة وخاصة الكلاب، فهي تعتبر أن الكلب يتميز بوفاء يفوق وفاء كثير من الأشخاص.
مستشفى خيري
الفنانة نورا التي اعتزلت عام ١٩٩٥ تركت شقتها في المهندسين منذ فترة قصيرة وانتقلت للإقامة في منطقة ٦ أكتوبر حيث تسكن في فيللا ويتردّد عليها بعض الفنانات المعتزلات أبرزهن صابرين و ياسمين الخيام التي تواظب على الذهاب إليها بشكل أسبوعي والفنانة عفاف شعيب.
نورا متابعة جيدة للأحداث الفنية سواء التلفزيونية أو السينمائية، ومن أبرز الفنانات اللواتي يزرنها عبلة كامل التي تحرص على الاتصال بها بين الحين والآخر.
وتعود نورا إلى شقتها في المهندسين مرة أو مرتين كل شهر كنوع من تغيير المكان ودائماً تزورها مي وسارة ابنتا شقيقتها الفنانة بوسي فهما على اتصال دائم بها
مفاوضات
أما الفنانة شيريهان فهي حالة استثنائية سواء في الموهبة أو في الحالة الصحية التي تمرّ بها، فبعد صراع طويل مع المرض ورغم الظروف الصعبة التي عاشتها، بدأت الآن البحث عن عمل فني تعود به. وبالفعل هناك مفاوضات معها للتعاقد على بطولة عمل إذاعي كبداية لعودتها، وهناك عروض جدية جداً لتقديم الفوازير ثانية وبأي مبلغ تطلبه.
شريهان تمضي حياتها في الصلاة والتقرب إلى الله والقراءة ومتابعة حالتها الصحية مع أطبائها في مصر والخارج.
جلسات دينية
الفنانة ياسمين الخيام التي اعتزلت عام ١٩٩٠ وتسكن في مدينة 6 أكتوبر، تمضي يومها ما بين الإشراف على جمعية الحصري للأعمال الخيرية التي تترأسها وحضور الجلسات الدينية مع الفنانات المعتزلات والمحجبات. ومن أبرز صديقاتها شهيرة وصابرين وشمس البارودي اللواتي يمضين أحياناً اليوم في منزلها. كما أنها على اتصال دائم بالفنانة الكبيرة شادية وكذلك شريهان وهناء ثروت.
قراءة ورياضة
الفنانة شمس البارودي التي اعتزلت عام ١٩٨٢ يومها مقسم بين قراءة القرآن والاطلاع على كتب الفقه والسيرة حيث توجد مكتبة دينية ضخمة في منزلها، ورعاية زوجها الفنان حسن يوسف وأبنائها وممارسة الرياضة في منزلها بالمهندسين حيث لديها غرفة مجهزة تدخلها يومياً. وهي لا تحب وجود الشغالات وتعد هي الطعام بنفسها لأسرتها.
الطريف أن شمس البارودي رغم اعتزالها الفن منذ أكثر من 25 عاماً تتناقش مع زوجها حسن يوسف في الأعمال الدينية التي يقدمها كل عام وتتدخل معه في السيناريو وتحديد كلفة الإنتاج والبطلات اللواتي سيقفن أمامه من الفنانات المحجبات، وهى التي رشحت له الفنانتين منى عبد الغني وعفاف شعيب لمشاركته في مسلسلات دينية.
ومن أبرز صديقاتها شهيرة وسهير البابلي وسهير رمزي التي تحرص على التزاور معها بين الحين والآخر، كما تحرص على الذهاب لأداء عمرة رمضان في العشر الأوائل من شهر رمضان من كل عام. وتذهب إلى ابنتها ناريمان في لندن، لزيارتها وإجراء فحوص بشكل سنوي لقلبها بعد عملية القسطرة التي أجريت قبل فترة.
والمعروف أن حسن يوسف وشمس البارودي لهما أربعة أبناء، هم عبدالله وعمر ومحمود وناريمان.
مسؤوليات البيت
الفنانة المعتزلة شهيرة مبتعدة عن الأضواء منذ عام ١٩٩٢ وتعيش في هدوء وسكينة، أو كما تقول: «لم أحاول أن أتأقلم مع هذا الوضع بل وجدت نفسي سعيدة راضية ومرضية، واكتشفت أنني أعيش في حلم جميل وأشعر بالتواصل بيني وبين المولى عز وجل. وبفضل الله لديّ علامات تدلّ على أن ربنا سبحانه وتعالى راضٍ عني، وكلها أمور تسعدني لأنها أمور أشبه بحلم جميل أعيشه. وقد يجد البعض في كلامي نوعاً من المبالغة لأنه ليس كل شخص قادراً على استيعاب ما أقول».
شهيرة أكدت أنها لا تلتزم بطقوس معينة فهي تستيقظ وقتما تشاء، قد يكون التاسعة صباحاً وقد يكون الأولى بعد الظهر حسب ظروف كل يوم، «وبعدها أتولى مسؤولية تدبير أمور المنزل حيث يسكن معي زوجي محمود ياسين وابني عمرو وزوجته وابناهما عمر(٨ سنوات) و علياء (٣ سنوات)، ورانيا وزوجها محمد رياض وابناهما عمر وآدم. وأفضل وقتي أمضيه معهم وأنا المسؤولة الأولى عن رعايتهم رعاية كاملة ومتكاملة، مسؤولة عن أكلهم ونومهم ومن الممكن أن أذاكر لهم دروسهم وأحل لهم مشكلاتهم. وأيضاً هناك بعض الجمعيات أو المؤسسات الخيرية أساعد فيها، فضلاً عن المحافظة على الصلوات وقراءة القرآن وحضور بعض الدروس والجلسات الدينية مع زميلاتي الفنانات المحجبات في منزل أي منهن ومشاهدة التلفزيون ومتابعة القنوات الإخبارية وبعض الأعمال الفنية، لأنني أتابع كلما أتيحت لي الفرصة أعمال البعض الكبار أو الشباب».
المزرعة
الفنانة المعتزلة هناء ثروت التي اعتزلت عام ١٩٨٧ حياتها مقتصرة على الجمعيات الخيرية التي افتتحتها في منطقة حلوان والقريبة من مسكنها في المعادي، وكذلك دار لتحفيظ القرآن الكريم التي تلقي فيها بعض الدروس والعظات الدينية. كما أنها حريصة على تقليد تتبعه منذ سنوات وهو الذهاب إلى مسجد صلاح الدين في منطقة المنيل. وهي تلتقي مع بعض الصديقات المحببات لها، وكذلك زميلاتها الفنانات المحجبات لكن علاقتها بالوسط الفني منقطعة تماماً ولا تعرف أياً من النجوم الشباب الحاليين، وحريصة على متابعة الداعية عمرو خالد ومشاهدة برامجه وكذلك الشيخ خالد الجندي، وحريصة على السفر إلى الأراضي المقدسة وتمضي شهر رمضان كله هناك. ومن أبرز صديقاتها شادية ونادية لطفي ومديحة يسري ونجاة وكل الفنانات المحجبات.
الفنانة هناء ثروت متزوجة من الفنان محمد العربي شقيق الفنان وجدي العربي وتتابع أحياناً معه مزرعته على الطريق الصحراوي بين القاهرة والإسكندرية وكذلك مشروعه التجاري حيث يشارك بنسبة ٥٠٪ في محل للحلويات في وسط البلد.
عودة صعبة
النجمة الجميلة زبيدة ثروت التي غابت ٣٠ سنة كاملة عن الفن أمضتها مع أسرتها ما بين القاهرة والولايات المتحدة الأميركية قالت لـ «لها»: «مازلت أشعر باشتياق شديد للجمهور وأشعر بوحشة أشد للوقوف أمام الكاميرات، لكن من الصعب جداً العودة إلى الفن في الفترة الحالية، ليس كما يظن البعض بسبب عامل السن، فأنا سعيدة جداً بالمرحلة العمرية التي أعيشها خاصة أنني أهتم جداً برشاقتي ونضارة بشرتي وأحرص على تناول كل الأغذية المفيدة وأبتعد عن الدهون والسكريات الضارة، لكن المشكلة تكمن في تغير الوضع على الساحة الفنية، ففي الغرب تجد أن الفنان كلما تقدم به العمر تزداد فرصته في العمل، والشباب هناك يستعينون بالكبار لخبراتهم الواسعة».
وأضافت زبيدة ثروت: «أدرس الآن فكرة تقديم عمل فني يروي قصة حياتي رغم رفضي السابق لهذه الفكرة وشرطي الوحيدة لتقديم قصة حياتي هو عدم التركيز على الخصوصيات، لأنني أرفض المتاجرة بحياتي الشخصية وأسرار زملائي. ولكن على الجانب الآخر الفكرة واردة جداً ومازلت أنتظر العرض المناسب».
وعن حياتها بعيداً عن الفن قالت: «أنا دائمة السفر وأحرص على العودة من حين إلى آخر إلى مصر، فهي عشقي الأول. وحياتي الآن أصبحت مقسمة بين الصلاة ورعاية بناتي الأربع رشا وقسمت وريم ومها».
حياة جديدة
النجمة الكبيرة مديحة يسري تعيش منذ اعتزالها التمثيل حياة مليئة بالنشاط من خلال تقديم خدمات اجتماعية، فهي تؤمن بأن الحياة لا يمكن الاستمتاع بها إلا في ظل الانغماس في العمل المفيد، وتقول: «لم تنته حياتي بعد ابتعادي عن الفن بل بدأت حياة جديدة وربما أصبحت أكثر انشغالاً من ذي قبل، ولكن الشيء المميز في حياتي هو النظام الصارم فأنا أستيقظ مبكراً وأتناول فنجان القهوة وأقرأ الصحف قراءة سريعة. وبعدها بساعتين أتناول كوب العصير وأبدأ أبحث في أجندتي عن برنامج اليوم، فأنا أحرص كل ليلة على كتابة جدول أعمال اليوم التالي، وأجدد فيه مواعيد الزيارات والمجاملات والندوات. ثم أخرج للقيام ببعض الضروريات. وفي تمام الساعة الثالثة أعود إلى المنزل فأنا من أعداء الوجبات السريعة وأرفض تماماً تناول الطعام خارج المنزل، ثم أعود لقراءة الجرائد بتفحّص شديد وبالتحديد صفحة الوفيات التي أدمنت قراءتها لأجدد الزيارات الواجبة لتقديم واجب العزاء».
وتشير مديحة يسري إلى أن ابنتها بالتبني هبة تملأ الدنيا من حولها واستطاعت تغيير حياتها تماماً، خاصة بعدما فقدت ابنها الوحيد، وتقول: «تبنيت هبة وعمرها عام تقريباً من إحدى الجمعيات المتخصصة في رعاية الأيتام، وهى الآن في المرحلة الإعدادية، ذكية وتحصل على الدرجات النهائية في الاختبارات وتشغل حيزاً مهماً جداً في يومي وقضت على شعوري بالوحدة».
وأكدت مديحة يسري أنها بدأت كتابة مذكراتها استعداداً لتقديمها في عمل يروي مشوارها الفني.
مذكرات شخصية
الفنانة هند رستم منذ ابتعادها عن الفن تعيش في بيتها بالزمالك، وهو المنزل الذي شهد قصة حبها مع زوجها الراحل د. محمد فياض الذي توفاه الله منذ ما يقرب من عام.
هند رستم رغم ابتعادها عن الفن تراقبه جيداً من بعيد وتحرص على متابعة أغلب مسلسلات رمضان، وتقول رأيها بصراحة في كل ممثل وممثلة دون خجل، وتشجع الشباب في الوسط الفني وتعرب دائماً عن تفاؤلها بأعمالها، وتؤكد في كل مقابلة إعلامية أن هناك الكثير لديهم موهبة مثل هيفاء وهبي وأحمد السقا.
هند رستم تحرص على الاستيقاظ مبكراً وقراءة الصحف ومتابعة الأخبار المحلية والعالمية.
رغم أنهن اخترن الاعتزال والابتعاد عن الأضواء وفرضن سياجاً من السرية حول حياتهن، فإن الجمهور لا يزال يهتم بهن ويبحث عن أخبارهن. ولهذا حاولنا أن نكشف كيف تعيش الفنانات المعتزلات وما هي أسرار حياتهن والعالم الخاص الذي يعشن فيه، هذا العالم الذي حرصت كل فنانة معتزلة ـ سواء تحجبت أو لم تتحجب وابتعدت لظروف خاصةـ على إخفائه.«لها» دخلت عالم شادية وعرفت حكايات يومها، وفتشت في أسرار زبيدة ثروت وشيريهان وشمس البارودي ونورا ونادية لطفي وهند رستم ومديحة يسري وجيهان نصر، وكشفنا الكثير من الأسرار بعضها حصلنا عليه من المقربين من هؤلاء الفنانات المعتزلات وبعضها الآخر كشفته لنا الفنانات أنفسهن.
الفنانة الكبيرة شادية التي اعتزلت الفن عام ١٩٨٦ تعيش حياتها في منزلها المطل على حديقة الحيوان بالجيزة في هدوء تام. تستيقظ مبكراً وبالتحديد الخامسة صباحاً تصلي الفجر وتتناول وجبة خفيفة، بعدها تنام لتستيقظ في الحادية عشرة لتقرأ معظم الصحف والمجلات التي تصل إلى منزلها عن طريق الاشتراكات. ولا تخرج من منزلها إلا نادراً وذلك إلى «مؤسسة شادية الخيرية» في منطقة الهرم حيث تذهب مرة كل شهر للإشراف على الخدمات المجانية الاجتماعية التي تقدمها للفقراء من خلال دار للأيتام ومستشفى خيري ومسجد، بالإضافة إلى مستشفى آخر في منطقة الجيزة ومسجد في المعادي ودار أخرى للأيتام في الجيزة. شادية توقفت عن حضور الجلسات الدينية عند ياسمين الخيام بمسجد الحصري التي كانت تواظب عليها منذ سنوات.
وتقيم شادية بمفردها في شقتها وليس معها سوى الخادمة وسائقها وأحد أقاربها. ويعد المهندس هشام عماد حمدي نجل الفنان الراحل عماد حمدي الوحيد الذي يواظب على الاطمئنان إلى صحتها بشكل يكاد يكون يومياً لأنه يعتبرها بمثابة والدته لأنها هي التي ربته، ويذهب إليها كل يوم جمعة مع أسرته ليتناول الغداء عندها.
ومن أبرز الصديقات اللواتي يتصلن بشادية فاتن حمامة وشهيرة وسهير البابلي التي تتردد على منزلها بين الحين والآخر.
تحب شادية الذهاب إلى الأراضي المقدسة لأداء عمرة رمضان وهو التقليد الذي توقفت عنه بعد رحيل الفنانة الكبيرة هدى سلطان التي كانت الصديقة المقرّبة لها.
المفاجأة أن شادية حتى الآن تتولى رعاية الفنانة الاستعراضية نعيمة مختار التي قامت بعدة أدوار ثانوية في السينما لعل أشهرها فيلم «المرأة التي غلبت الشيطان» مع عادل أدهم ثم اعتزلت وارتدت الحجاب.