السينما السورية نهضت من كبوتها...
السينما السورية, كوميديا, هوليوود, فنانة / فنانات, نجوم السينما, جرأة, سينما العربيّة, رواية / قصة, سيناريو, مكسيم خليل, تحديد الخطوط, لورا أبو أسعد, المجتمع السوري, المخرج عبد اللطيف عبد الحميد, سوسن أرشيد, فادي صبيح, أحمد الأحمد
05 يناير 2012«الشراع والعاصفة»: يقترب من عواالم «زوربا» بتقنيات هوليودية وخبرات عالمية
«الشراع والعاصفة» فيلم من إخراج غسان شميط وهو مأخوذ عن رواية تحمل العنوان ذاته للكاتب الكبير حنا مينه، كتب السيناريو غسان شميط ووفيق يوسف، تمثيل الفنانين: جهاد سعد، ماهر صليبي، حسام عيد، رندة مرعشلي، جرجس جبارة، ريما الشيخ، وضاح حلوم، أندريه سكاف، زهير عبد الكريم...
هو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، ويقترب من عوالم «زوربا» في رواية أرنست همنغواي «الشيخ والبحر»، فالبطل الرئيسي هنا هو الطروسي (يؤدي دوره جهاد سعد) الإنسان الشهم وعاشق البحر الذي يعيش تجربة إنقاذ سليم الرحموني من موت مؤكد وسط عاصفة بحرية هوجاء. وضمن أجواء شعبية تعكس خصوصية البيئة الساحلية وتفاصيل الحياة فيها، نتابع سيرة بطل شعبي يقف في وجه الظلم ومن يريد التحكم في مصائر الصيادين البسطاء. وفي موازاة ذلك هناك عدد من الخطوط الدرامية الأخرى التي تتحدث عن الحب والجانبين الوطني والإنساني.
يتحدث المخرج غسان شميط بداية عن مشهد العاصفة البحرية الذي صوّر في أوكرانيا واحتاج إلى تقنيات هوليودية واختصاصيين. يقول:
«استخدمنا أحدث الأجهزة في العالم، فقد كان من الصعب تحقيق هذا المشهد في سورية أو في أي دولة عربية، لا بل هناك الكثير من دول العالم تُعرِض عن تقديم هذه المشاهد لأنها مكلفة وتحتاج الى تقنيات عالية المستوى، حيث تُبنى لها مسابح خاصة إلى جانب البحر. وما أن تضع الكاميرا حتى تظهر وكأن هناك امتدادا بين المسبح والبحر، وهذه المسابح فيها أجهزة ترفع العواصف حسب الزاوية التي تريد، وتضم تقنيات عالية المستوى».
- ما الآلية التي حكمت التعامل مع الرواية؟
أعتبر أن هذه الرواية من أهم روايات حنا مينه، فموضوعها جذاب درامياً. وقد حاولنا السير مع الفكرة الأساسية التي تتلخص حولها الرواية ككل، ولم نتشعب في أكثر من اتجاه فكان هناك شخصية أساسية هي البطل الشعبي (الطروسي) بني العمل عليها وكل ما يدعم هذه الشخصية أبقيناه وبنيناه في الفيلم وكل ما هو خارج هذا الإطار لم نأخذ به.
وبالتالي اختصرنا وعدّلنا الكثير من الأمور ولكنني كنت مخلصاً لروح الرواية وفكرها وللعبرة التي تطرحها.
- إلى أي مدى تم تدعيم خط البطل الشعبي على حساب الخطوط الأخرى في الراوية (السياسية والاجتماعية...)؟
منذ البداية حاولنا الابتعاد قدر الإمكان عن الحوارات السياسية في ذلك الزمن واحتفظنا بالخط الرئيسي (الطروسي) لأنه بطل شعبي ونصير للمظلوم وللإنسان المكافح حتى اللحظة الأخيرة، فدعّمنا الشخصية وقمة المواجهة في النهاية كانت مع العاصفة التي شكّلت الذروة في الرواية، وينتهي الفيلم بعودة الطروسي من العاصفة رغم أن الرواية كان فيها قسم كامل يدور بعد عودته، ولكن برأيي أنه بعد العاصفة انتهى الفيلم لأنه أظهر كم هو ريس كبير في البحر وتحدى عاصفة بزورق صغير، فبات أي شيء يمكن أن نطرحه بعد ذلك أقل أهمية من وجوده في قلب البحر في العاصفة وعودته سالماً.
ودعّمت ذلك بقصة حب شفافة بينه وبين أم حسن المرأة المظلومة. وهناك خطوط أخرى موجودة في الراوية أبرزناها مثل صالح برو الذي كان وجوده عبارة عن فصل بسيط في الرواية وفيه يتشاجر مع الطروسي ويذهب الى السجن، ولكن أكملنا هذا الخط في الفيلم بعد خروجه من السجن ليحافظ على شد المشاهد درامياً وبات له خط موازٍ لخط الطروسي.
- أين موقع ماريا حبيبة الطروسي في الرواية الأساسية؟
لم أضعها في الفيلم، فماريا في الرواية عبارة عن مشهد واحد وهي خط صغير من الماضي، وفضلت ألا أستخدم فلاش باك في الفيلم وإنما حاولت أن أعطي الحدث استمرارية.
فما يهمني أن أقدم هذا الشخص الذي يشبه زوربا في رواية «الشيخ والبحر» لهمنغواي، وسعيت لإبراز شخصيته المستقلة وهو يتحدى من يظلم الناس والصيادين والفقراء.
- كيف تم انتقاء الممثلين وماذا عن حقيقة الاعتذارات التي حصلت، فقد صرّحت الفنانة رنا أبيض أنها اعتذرت عن عدم المشاركة في الفيلم لرفضها المشاهد الساخنة فيه؟
عندما بدأت اختيار شخصية الطروسي فكرت في جميع الفنانين السوريين الذين قد يكونون قريبين منه ودعوت مجموعة منهم وفي النهاية بدأنا نصفي الأسماء وبقي الطروسي هو الفنان جهاد سعد لأن فيه الكثير من الميزات التي تجعلنا نقول انه الطروسي.
وبالنسبة الى دور «أم حسن» دعوت مجموعة كبيرة من الفنانات واخترت الفنانة رندة مرعشلي. وأما بالنسبة الى الفنانة رنا أبيض فهي لم تعتذر لأنني لم أعرض عليها الدور أساساً، أي لم أقل لها هل ترضين بتأدية دور أم حسن وإنما دعوتها كما دعوت سائر الممثلات ليتم الانتقاء، وهي ممثلة رائعة ولكنها لا تناسب الدور، لأن أم حسن شخصية قهرتها الحياة وينبغي أن يكون فيها شيء من البساطة ورأيت هذا الأمر لدى رندة مرعشلي. وأحب القول هنا ان كثيرات كانت لديهن الرغبة في تجسيد هذه الشخصية.
- هل قرأ الكاتب حنا مينه السيناريو؟
الكاتب الكبير حنا مينه من الأشخاص الذي لا يحبذون قراءة السيناريو وإنما رؤية العمل على الشاشة، وعبر لقائي معه قال اني حر التصرف ولدى عرض الفيلم سيأتي ويحضر فإما يقول أنه أعجبه الفيلم أو يقول لم يعجبه.
وهذا أمر معروف عنه. فالرواية متربعة في القمة ونتمنى الوصول الى قامتها، وهناك تحدٍ نعيشه خاصة أن كل من سيرى الفيلم سيقارنه بالرواية.
«صديقي الأخير»: فيلم يقرأ واقع المجتمع السوري مع بداية عام 2011
فيلم «صديقي الأخير» إخراج جود سعيد الذي كتب نصه شراكة مع الفارس الذهبي، وهو من إنتاج مشترك بين المؤسسة العامة للسينما وشركة فردوس دراما، وتمثيل: عبد اللطيف عبد الحميد، لورا أبو أسعد، عبد المنعم معايري، سوسن أرشيد، أحمد الأحمد، مكسيم خليل، فادي صبيح، جمال العلي، جرجس جبارة، مازن عباس، والطفلة نايا علي.
يتناول الفيلم بإطاره العام حكاية طبيب مُنتحر يقوم المحقق بإعادة اكتشاف حياته من خلال ما تركه من أشرطة وأقراص (DVD) سجلها، ومن خلال التسجيلات والأحداث نقرأ واقع المجتمع السوري مع بداية عام 2011، هذه القراءة التي تثير العديد من الأسئلة.
يقول جود سعيد: «يحوي الفيلم واجهة بوليسية، ولكن هناك ما له علاقة بالخطوط الاجتماعي والنفسي والكوميدي، هي كوميديا لم يتم البحث عنها وإنما ظهرت رغماً عنا وأظهرتها الشخصيات والواقع، فعندما كنا نكتب لم نفتش عنها ولكن بتنا نُفاجأ بها ونضحك من الألم، إنها الكوميديا السوداء».
- ما الأسئلة التي يثيرها الفيلم؟
تعتبر الأسئلة المُثارة نتاج مرحلة طويلة من حياة المجتمع السوري، والفيلم يجمع بين هموم أفراد وهموم مجموعة سكانية. وتتداخل هذه الخطوط لصنع صورة للمجتمع السوري حاولنا أن نلخصها ونركزها في مرحلة زمنية هي الأيام العشرة الأولى من عام 2011، عن طريق مجموعة من الشخصيات، واختير الزمن بالمصادفة وليس له أي دلالة.
يثير الفيلم سؤال الهوية إضافة إلى مجموعة أسئلة أخلاقية يُعاد طرحها في مواجهة المجتمع وهي ترتبط بالصح والخطأ، أي إعادة وضع بديهيات هذا المجتمع على محك السؤال. والفيلم فيه رسالة ذاتية أقدم من خلاله رؤية واقعية وأقول ان هناك شيئاً ما انهار ولكن يبقى الأمل.
- تطرح في الفيلم حالة أخوين أحدهما ايجابي والآخر سلبي عبر جدلية الأبيض والأسود. فلِمَ هذه المباشرة في تناول القصة؟
الدراما المباشرة وحالة الصراع هما واجهة الفيلم، فهناك شخصان في العائلة وما يربط بينهما ليس لديهما يد فيه وهو رابط الدم. كل منهما أخذ خطاً في حياته، وبالتالي كيف يرى كل منهما الأمور وإلى أين سيصلان. ولكن هناك أسئلة أعمق يثيرها الفيلم وهي ما تحدثنا عنه قبل قليل.
- هل هناك حالة سرد ذاتي للشخصية الرئيسية من خلال تسجيلاتها على كاميرا الفيديو؟
هي محاولة لسرد مادة شخصية بطريقة مختلفة لها علاقة بالشخص نفسه لأنه احتفظ من خلال تسجيلاته على كاميرا الفيديو بجزء من ماضيه للجميع عبر التوثيق، وتركه كأثر مصور بصري بمعنى أنه لم يمت، فهو خيط رئيسي يعيد اكتشاف هذا الشخص بعيني صديقه الأخير الذي هو المحقق فيعود ليرى الأمور من منظور آخر.
- لماذا اختيرت الفنانة لورا أبو أسعد للمشاركة في الفيلم؟ ألأن الشركة التي تديرها تشارك في الإنتاج؟
أبداً، فأنا من الأشخاص الذين من الصعب فرض أي شيء عليهم، ولكن ما جرى أنني كنت أحاول إقناعها بالدور وطالت فترة الإقناع، وبرأيي أن الشخصية كانت لورا مناسبة لها إلى حد بعيد، وليس لأحد أن يحكم على خياراتي وإنما عليه أن يحكم على النتيجة.
- كيف تمت الشراكة مع شركة فردوس؟
بعد فيلم «مرة أخرى» اهتموا بأن يدخلوا في تجربة سينمائية، وقد دخلوا شركاء من خلال إنجاز العمليات الفنية والتوزيع.
«العاشق»: يحمل دفقاً من المشاعر الإنسانية وأجواء تغلب عليها الرومانسية والحميمية
رسم المخرج عبد اللطيف عبد الحميد فيلمه الأحدث «العاشق» الذي انتهى من إخراجه أخيراً عبر ريشته التي حمّلها دفقاً من المشاعر الإنسانية، ويقدم من خلاله أجواء تغلب عليها الرومانسية والحميمية في المكان والعلاقات والشخصيات والحزن والفرح والحب.
تدور قصة الفيلم حول مخرج عاش في القرية وبدأت علاقته مع السينما في صالات مدينة اللاذقية، بدأ منذ أن كان مراهقاً عاشقاً ومن ثم بات مخرجاً عاشقاً أيضاً.
يضيء الفيلم على لحظتين من لحظات العشق له مع خلفيات لبيئته الأولى، وبيئته الجديدة وعلاقته بها وعلاقته بصناعة الفيلم السينمائي. «العاشق» يكاد يكون فيلماً ضمن فيلم، وهو يضم أكثر من محور يتم تغليفها بحالة من العشق المستمر، الحب الأول والحب الثاني.
وفي هذا الإطار يشتغل المخرج على بيئتين بشكلٍ متوازٍ هما بيئة القرية وبيئة المدينة، والانتقال من القرية إلى المدينة، مع ربط بين الماضي والحاضر، إضافة إلى احتوائه على قصص مؤلمة ومضحكة في الوقت نفسه.
«العاشق» من بطولة: عبد المنعم معايري، ديمة قندلفت، عبد اللطيف عبد الحميد، جمال العلي، وضيوف الشرف فادي صبيح، وقيس الشيخ نجيب... وإنتاج المؤسسة العامة للسينما.
صوّر بكاميرا تعتبر الجيل الجديد من (RED mx) وهي المرة الأولى التي تُستخدم في فيلم سينمائي سوري. مديرة تصوير وإضاءة: جود كوراني، مدير الإنتاج: حسني البرم، مهندسة الديكور: بيسان الشريف، تعاون فني: المخرج جود سعيد، مساعد مخرج: سوار الزركلي، يوسف اليوسف، موسيقى تصويرية: عصام رافع، أزياء: لاريسا عبد الحميد، مونتاج: رؤوف ظاظا، الصوت: أمين خليل (إيران)، المكياج: جواد مهدي (إيران).
«هوى»: فيلم عن رواية تحمل شحنة من الجرأة حاولت المخرجة التخفيف منها
«هوى» فيلم من إخراج واحة الراهب مأخوذ عن رواية للكاتبة هيفاء بيطار تحمل الاسم نفسه، كتب السيناريو د.رياض نعسان آغا، وتؤدي الشخصية الرئيسية فيه الفنانة سلاف فواخرجي، وهو من تمثيل: عبد الرحمن آل رشي، طلحت حمدي، زهير رمضان، خالد القيش، نبال الجزائري، آمال سعد الدين، إيمان الجابر... وإنتاج المؤسسة العامة للسينما.
يرصد الفيلم معاناة امرأة تدعى أمل (سلاف فواخرجي) سافر زوجها إلى أميركا بحجة البحث عن حياة أفضل له ولعائلته، ولكن ما لبث أن نسي عائلته وانتصر لأنانيته، مما جعلها تطلب منه الطلاق.
وما أن تحصل عليه حتى تبدأ مسيرة حياة مليئة بالأشواك، تترك جامعتها وتلجأ إلى العمل لتعيل ابنها الوحيد الذي ترى فيه هواها وأملها في هذه الدنيا، ولكن نظرة المجتمع التي لا ترحم ترى فيها فريسة سهلة يمكن أن تكون ضحية لأي كان، لأنه مهما كانت الظروف يبقى الطلاق وصمة عار ترافق المرأة طوال حياتها من وجهة نظر المجتمع الشرقي... تعمل أمل ممرضة في أحد المستشفيات العامة ولكن تدفعها الظروف الصعبة الى ارتكاب خطأ مهني، وبسبب ضغط الحاجة تتورط مع عصبة فاسدة ليصبح الخطأ الأول منزلقاً نحو فساد كامل، ثم تحين مرحلة المحاسبة، وتدفع ثمن هذا التورط، ودافعها في ذلك كله طموحها الى أن تشتري منزلاً لابنها إلا أنها تدفع ثمن هذا المنزل للتخلص من الورطة التي وقعت فيها، وتحاول أن تجد حلولاً أخرى ولكنها تنتقل من مشكلة الى أخرى قبل أن تسلك الطريق السليم.
عن مدى ملامسة الفيلم العالم الروائي الجريء للكاتبة هيفاء بيطار، تقول المخرجة واحة الراهب: «الفيلم حامل جرأته وموضوعه، هناك أمور تم تخفيفها قليلاً، ولكن الفيلم يحمل بصمته وبصمة الجرأة الموجودة عند الكاتبة هيفاء بيطار. وقد حاولت أن أشتغل على السيناريو في مرحلة التقطيع الفني بما يخدم الفكرة الأساسية في الرواية».
أما عن تجربتها مع كاتب سيناريو رجل وإلى أي مدى جاء السيناريو متلائماً مع رؤيتها للفيلم، فتقول: «عندما يكون السيناريو للمخرج من الممكن أن يصيغه باتجاه قد يكون مختلفاً، ولكن في مرحلة التقطيع أحاول أن أشتغل عليه، فالتقطيع الفني هو إعادة كتابة النص عبر الصورة، ومن خلاله يمكن إيجاد الصيغة الخاصة بي كمخرجة.
عموماً ليس من السهل كتابة سيناريو لفيلم مأخوذ عن رواية، ورواية «هوى» ضخمة وتحتاج إلى جهد كبير لاختزالها وتحويلها إلى سيناريو فيلم. وقد جاء السيناريو موفقاً إلى حد بعيد في لحظات ولكن في لحظات أخرى شعرت بأنه يمكنني التدخل وأن أضيف مشهدا أو اختصر مشهدا أو ألغيه» ولكن مما لا شك فيه أنه ليس من السهولة بمكان أن تقدم سيناريو مأخوذ من رواية.
وأرى أن د. رياض قد وفّق في اختزال الرواية بخطوط أساسية وصياغتها بطريقة يمكن أن استوحي منها لمادتي البصرية».
شكّلت الخطة الإنتاجية التي حققتها المؤسسة العامة للسينما في سورية لعام 2011 انعطافاً في مسيرة إنتاجها، فبعد الزيادة التي طرأت على ميزانية الإنتاج أُنجز فيلم وثائقي طويل بعنوان «نوافذ الروح» إخراج الليث حجو وعمار العاني، إضافة إلى إنتاج أربعة أفلام روائية طويلة، أحدها تشاركت المؤسسة في إنتاجه مع القطاع الخاص، والأفلام هي: «الشراع والعاصفة» إخراج غسان شميط، «صديقي الأخير» إخراج جود سعيد، «العاشق» إخراج عبد اللطيف عبد الحميد، «هوى» إخراج واحة الراهب.
وللمرة الأولى في المؤسسسة العامة للسينما يتم إنتاج أربعة أفلام طويلة في عام واحد، لا بل لم تتوقف ورش التصوير المنتشرة هنا وهناك رغم الظروف التي تمر بها سورية، الأمر الذي يعطي مؤشراً أن هناك أفقاً أرحب وخيارات أوسع يمكن أن ترخي بظلالها على العملية الإبداعية ككل وترسخ حضور الفيلم السوري بشكل أكبر عبر الآتي من الأيام، فقد بات من شبه المؤكد أن هذه السياسة الإنتاجية ستستمر وتتطور، فالإنتاج في العام المقبل سيكون على الصعيد الكمي بالمستوى نفسه الذي كان عليه في 2011 إن لم يكن أفضل، إذ يؤكد المدير العام للمؤسسة العامة للسينما الناقد محمد الأحمد أن ميزانية الإنتاج لعام 2012 تؤهل المؤسسة لإنتاج خمسة أو ستة أفلام طويلة.
واللافت أن هذه النهضة الإنتاجية في القطاع العام تأتي في ظل انكفاء القطاع الخاص عن الإنتاج في الحقل السينمائي بعد أن حقق حضوراً طيباً في السنوات الأخيرة، لا بل إن هناك شركات بعد أن أعلنت مشاركتها القطاع العام في الإنتاج تراجعت في اللحظات الأخيرة، ومثال ذلك ما حدث في فيلم «الشراع والعاصفة» الذي كان من المُفترض أن يكون من إنتاج مشترك بين المؤسسة وشركة «كان» التي تراجعت بعد أن أصبح التصوير في نهايته ليصبح الفيلم من إنتاج القطاع العام كاملاً. وهنا عرض لأفلام السينما السورية في 2011.