خاص "لها" - سارة بنت عايد بن محمد العايد: مسيرة المرأة السعودية ملهمة في ظل رؤية 2030

جدة - آمنة بدر الدين الحلبي 29 يوليو 2023

وضعت رائدة الأعمال سارة بنت عايد بن محمد العايد بصمةً في عالم ريادة الأعمال والاتّصال وتطوير الذات، وبرزت في مجال العلاقات العامّة، حتى لمع اسمها في المملكة العربية السعودية. سارة بنت عايد بن محمد العايد في حوار.


العايد من مؤسّسي مجلس إدارة شبكة “تراكس” للعلاقات العامة وعضو فاعل فيه، ولعبت دوراً مهماً في تطوير وتحفيز وقيادة تحول قطاع الاتصال المؤسّسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولم تكتفِ العايد بذلك، بل واصلت مسيرة الإبداع، فشقّت طريقاً من نور في مجال الأعمال الإنسانية التطوعية، حتى صنّفتها مجلة “فوربس” من ضمن السيدات الأكثر تأثيراً في العالم العربي في مجال الشركات العائلية، واختيرت سفيرة يوم رائدات الأعمال العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين عامَي 2016 و 2019.

- بعد مسيرة طويلة من العمل الجاد في مختلف المجالات، ما الذي دفعك للخوض في مجال ريادة الأعمال؟

كنت أسعى الى فتح مجالات العلم والعمل أمام كوادر المجتمع لأردّ للمملكة جزءاً بسيطاً مما قدّمته لي، فزرعت بذرة أصيلة بكل صدق وإيمان وحصدت ثمارها حين رأيت المشروع يُنفّذ على أرض الواقع بفكر واعٍ، وبمشاركة شبّان وشابات الوطن بكل ما أملك من فكر وجهد وعلم وعمل.


- ما أهم المشاريع التي قدّمتِها في مجال ريادة الأعمال؟

كل عمل أقوم به ويكون مفيداً لي ولمجتمعي ووطني، هو إنجاز أفخر بأنني جزء منه. ولذلك أنا فخورة بمشاركتي في تطوير منظومة ريادة الأعمال في المملكة، ومساعدتي لروّاد الأعمال والشركات الناشئة، وكل مَن لديه فكرة مبتكرة، لكي يجد نفسه ويعمل كي يبصر مشروعه النور.

لكن أهم المشاريع بالنسبة إليّ، هو لقاء ريادة الأعمال، والذي بدأ عام 2013 كمسابقة تهدف الى تطوير البنية التحتية لريادة الأعمال، واستمرت لتصبح برنامجاً إرشادياً تحفيزياً للروّاد والرائدات على مستوى المملكة والمنطقة العربية، حيث شارك فيها أكثر من 60000 رائدة أعمال وطلاب جامعيين، في حين فاق عدد المشاركين في ورش العمل والدورات التدريبية الألف، وحصلت 30 من رائدات الأعمال على فرص الدعم الإرشادي، ونالت 20 رائدة أعمال الدعم من برامج الإرشاد لتمويل مشاريعهن.

تمّ تطوير برنامج ريادة الأعمال ليواكب يوم رائدات الأعمال العالمي لتوفير برنامج تدريبي لأكثر من 500 شابٍ وشابة، إضافةً إلى مساهمته الفاعلة في تمكين أكثر من 120 طالبة لاجئة من فلسطين وسوريا في مدينة عمان بالأردن من خلال الإرشاد والعمل على تطوير القدرات لإطلاق مشاريعهن الريادية، حيث تم تنفيذ ثلاثة مشاريع للرائدات الشابّات، ولا يزال العمل قائماً على مشاريع أخرى، كما تستمر أعمال الإرشاد والتدريب من خلال تطوّعي للعمل مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في مخيم الزعتري بالأردن.

- ألقيتِ كلمة في منتدى صاحبات الأعمال الخليجيات، عمّ تحدّثتِ في ظل التحوّلات الاقتصادية الحاصلة في دول مجلس التعاون الخليجي؟

بما أن المنتدى أُقيم بين 15 و 16 آذار (مارس) الماضي وحمل عنوان “المرأة الخليجية بين التمكين والقيادة”، فمن واجبنا أن نكون يداً واحدة لأن التحدّيات والصعوبات واحدة أمام المرأة الخليجية. المنتدى يشكّل منصة خليجية وعربية ودولية راسخة لسيدات الأعمال الخليجيات، ويواكب التطورات والتحولات الاقتصادية الحاصلة في دول المجلس وانعكاساتها على المرأة الخليجية، باعتبارها شريكاً فاعلاً ومؤثراً في مسيرة النمو والتنمية.


- وما هي انعكاسات التطورات على المرأة الخليجية باعتبارها شريكاً فاعلاً ومؤثّراً في مسيرة النمو والتنمية؟

تميز المنتدى بالحضور الكثيف من كل مناطق المملكة العربية السعودية بشكل خاص ومناطق دول الخليج بشكل عام، وهو ما سمح بوضع بنود مهمة من التوصيات مع امتلاك الرائدات لحقوق الامتياز التجاري وإبراز قصص نجاحهن وتبادل الأفكار والرؤى حول أفضل الممارسات، لتعزيز مكانة المرأة وتمكينها ودعم فرص الابتكار وريادة الأعمال.

- بين الأمس واليوم، كيف تقرأ سارة مسيرة المرأة السعودية في ظل رؤية 2030؟

خطّت المرأة السعودية مسيرة رائعة وملهمة بحضورها الفاعل كسيدة أعمال ناجحة، ورائدة أعمال من طراز رفيع، في ظل الحكومة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان صاحب الرؤية الحكيمة 2030 التي فتحت لنا آفاق العمل وذلّلت العقبات والتحدّيات على كل المستويات، لأنها تبني مسيرة تحفل بالنجاحات.

كل امرأة في المملكة هي مصدر فخر لنا، وكل إنجاز تسطّره المرأة السعودية ينعكس إيجاباً عليها وعلى عائلتها ومجتمعها ووطنها. هناك أمهات عظيمات يعملن في الكواليس ويتولّين مسؤولية عائلاتهن وتنشئة أطفالهن تنشئة صالحة، وهنّ عنصر أساسي في مجتمعاتهن، سواء كن ربّات بيوتٍ أو سيدات أعمال أو معلماتٍ أو طبيبات أو فنانات أو مديرات أو مهندسات أو ممرضات... نحن نفخر بهن جميعاً، ونتمنى لهنّ دوام التوفيق والنجاح، لأنهنّ جزء من نسيج وطن له تاريخ عريق وينتظره مستقبل واعد.

- ما هي طموحاتك؟

أردّد دائماً أنني في حالة تعلّم مستمر، وأواصل بذل الجهد وأحرص على أن أكون عنصراً فاعلاً في نهضة بلدي وتحقيق النجاحات، علماً أن هذه النجاحات ليست لي وحدي وإنما لكل من يشاركني شغفي وجهدي وعملي.


- في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية الحاصلة اليوم في المملكة، ماذا تقولين للمرأة السعودية؟

أشدّد على ضرورة أن تؤمن المرأة السعودية بنفسها، وتُتقن عملها، وأن تعطي بكل أوتيت من قوة.

- كلمة أخيرة.

أشكر مجلة “لها” الغرّاء لأنها دائماً تقدّم المشورة لقرّائها وتنشر التوعية من خلال مقاربتها لمختلف المجالات، فهي الشريك الداعم لكل مبادرة وكل رائدة أعمال وكل قصة، من خلال فريق تحرير وكتّاب صحافيين مبدعين.