المنتج الراحل أديب خير...
جمال سليمان, فراس إبراهيم, كندة علوش, مازن حايك, مكسيم خليل, رغدة, أديب خير, كلوديا مارشليان
06 فبراير 2013أديب خير (1965 ــ 2013 وداعاً...
1 متزوج من السيّدة ربى الخش ولديهما ثلاث بنات سامة وسيلا ونيل.
2 شغل منصب رئيس تحرير صحيفة «الإقتصادية».
3 أشرفت شركته على دبلجة أنجح الأعمال التركية، ومن أبرزها «سنوات الضياع» و»نور» و»دموع الورد» و»العشق الممنوع» بعيداً عن مفهوم تهميش الدراما العربية التي أنصفها بتجربة «روبي»، بل مبتكراً فرص عمل أمام الشباب السوري ومتخرّجي «المعهد العالي للفنون المسرحية».
4 قليل الظهور وكثير الإنشغال وصاحب فكرة إنشاء مسرح في «معرض دمشق الدولي».
5 أسس عام 2000 شركة «سامة» للإنتاج الفني وهي تحمل اسم ابنته.
6 تعاون مع أهم مخرجي سورية، الليث حجو وحاتم علي وهيثم حقي الذي كتب عن رحيله على موقع التواصل الإلكتروني عبارة مؤثرة : «لم يحتمل قلبه كل هذا البعد عن الشام». واعتقد بموهبة الفنان رامي حنا الذي أخرج مسلسل «روبي». كما أنه كرّر تجربة السلسلة التي يوقّعها أكثر من مخرج مثل «أهل الغرام».
7 كرّس حضور النجوم الأتراك خصوصاً بيرين سات وتوبا بيوكوستون وكيفانك تاتليتوغ الذي أدى صوته الممثل السوري ماكسيم خليل، أحد أبطال مسلسل «روبي» بدور «عمر».
8 أطلق شركته مع الممثل السوري جمال سليمان والموسيقي طاهر ماملي. «فنجان الدم» أحد مسلسلات الشركة البدوية الذي أدى بطولته جمال سليمان وميساء المغربي، وأثار تحفظات بعض القبائل العربية.
9 أسس «استديو دبلجة» في بيروت أخيراً حيث الهدوء النسبي الذي يضمن مواصلة نشاطه الفني.
10 أبرز أعماله الأخيرة «مسلسل «روبي» الذي شكّل نقلة نوعية في الدراما المعاصرة وخطوة رائدة في المحتوى الترفيهي، خصوصاً مع الإمكانات الإنتاجية الضخمة التي رُصدت له. وهو نسخة عربية من المسلسل المكسيكي الذي يحمل الاسم نفسه في صيغته الأصلية. وقد تولّت الكاتبة اللبنانية كلوديا مرشليان إعادة هيكلة البناء الدرامي للعمل بأسره.
الكاتبة كلوديا مارشليان
تولّت الكاتبة اللبنانية كلوديا مرشليان مهمة إعادة هيكلة البناء الدرامي لمسلسل «روبي» الدرامي العربي. وكان تعاونها الأول مع أديب خير الذي تعتبره السبب في انتشار اسمها في الدول العربية.
كلوديا مارشليان، تحية إلى أديب خير
«أتجنب التعليق على رحيلك في الإعلام. تأثرت كثيراً بهذا الخبر. أنت الصديق والإنسان الذي حوّل حياتي المهنية ورحل.
لقد فتحت أمامي أبواب الدول العربية. أنت السبب الوحيد في انتشار اسمي في الدول العربية. وثقت بي وبجدارتي في كتابة مسلسل «روبي». انتهى المسلسل وما زلت أحصد الجوائز.
لقد خسرت مقربين كثراً مني لكنك أكثر إنسان يصدمني موته. لقد أقمت قداساً عن روحك، لكنني لم أقوَ على تقبل التعازي بالكلمات.
أنت طموح إنساني ودرامي. ستترك بصمة فنية وشخصية في حياتي، وفراغاً كبيراً وحافزاً كبيراً. أشتاق لنكاتك وطرافتك عبر Whatsapp خصوصاً حين تناديني Claudio».
جمال سليمان
بصوت حزين تحدث الفنان جمال سليمان قائلاً: «أديب خير رحمه الله كان أحد أصدقائي المقربين إلى قلبي، وجاء خبر وفاته كالصاعقة التي جعلتني أشعر بالصدمة والألم، فهو لم يكن صديقاً غالياً وعزيزاً على المستوى الشخصي فقط، بل شريك كفاح، فبدأت علاقة العمل والأخوة بيننا بعد أن اجتمعنا أنا وأديب وطاهر مامللي وأسسنا شركة «سامة» للإنتاج الفني، واتفقنا على أن يكون أديب مديرها، ليس إدارياً فقط وإنما تقنياً وفنياً، وقدمنا العديد من الأعمال الفنية الرائعة التي يصعب على أي شركة إنتاج حديثة تقديمها.
لكن أديب كان حريصاً على ذلك دائماً، ومتابعته للعمل بشكل متواصل جعلتنا نحقق أكثر مما كنا نتوقعه، فقدمنا في فترة وجيزة عدداً من المسلسلات، وهي «أهل الغرام» بجزءيه الأول والثاني، و»ندى الأيام» و»فنجان الدم» و»ضيعة ضايعة»، وكان هذا العمل من أكثر الأعمال التي تحمس لها أديب، وأصر على إنتاجه رغم رفض القنوات الفضائية شراءه لصعوبة اللهجة التي لا يفهمها إلا من يتحدث بها، واستطاع بعد إنتاج العمل إقناع القنوات به وبيعه وتحقيقه نجاحاً كبيراً.
وبفضل أديب استطاعت الشركة أن تكبر وتقف على قدميها بعد تحقيق عدد من النجاحات المتتالية، لكن قررنا أنا وطاهر في ذلك الوقت أن نترك لأديب القرار المطلق في الشركة، وانسحبنا منها لكن صداقتنا القوية استمرت كما هي ولم يشبْها أي تعكير».
وأضاف: «بوفاة أديب خير فقدت سورية رجلاً من خيرة شبابها، لأنه كان يبحث دائماً عن كل مختلف وجديد ويحارب من أجله، ولا يعرف الخوف أو الفشل، بل يغامر من أجل تحقيق ما يؤمن به، ولذلك كنت أطلق عليه مقولة «أديب خير يحمل مصنع أفكار داخل رأسه وقلبه مليء بالطموحات»، فهو ذكي إلى أقصى الحدود واستطاع أن يستغل كل خبراته بالحياة ليقدم أعمالاً إبداعية على مستوى رفيع، ولديَّ مثال على ذلك، عندما استغل خبرته في عالم الإدارة والتسويق ليقدم أفكاراً إبداعية تتعلق بالإنتاج الفني، وأسس مسرحاً محترفاً في معرض دمشق الدولي، وهو عمل لم يقدر أي رجل من رجال الأعمال السوريين على تنفيذه، لأن احتمالات الخسارة فيه أكثر من الربح، لكنه نجح في استقطاب عدد من العروض المسرحية من مختلف أنحاء الوطن العربي».
رغدة
أما الفنانة رغدة فتقول: «صدمت بسماع خبر وفاة أديب خير، وحزنت عليه حزناً شديداً، ولا أعلم كيف يتسع قلبي لكل هذه الجراح على الفقيد، وحتى الآن لا أعلم أسباب وفاته لأنني وقتها كنت مع ابني في فلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية، وعلمت الخبر عن طريق رسالة وصلت إلى هاتفي المحمول من ابن عمتي الفنان السوري فراس نعناع.
لذلك لم أتمكن من معرفة التفاصيل. لكنني أعتقد أنه توفي نتيجة حزنه الشديد على وطنه سورية، وضغط المشاهدات التي نراها يومياً في الوطن العربي عموماً وفي سورية على وجه الخصوص، لأنه وطني أصيل ومنتمٍ للدولة السورية بقلبه وروحه، وكل عاشق لوطنه مثله يصاب بالحزن لما يحدث الآن على المشهد السياسي».
وأضافت: «رغم معرفتي الضعيفة بأديب، لأنني لم أقابله سوى عدة مرات تُعد على أصابع اليد، شعرت بأن هذا الرجل لم يكن منتجاً يبحث عن الربح، بل كان لديه الحس الفني الذي أضاف إلى الفن والدراما، لأن عصب أي عمل فني هو الإنتاج.
وأديب لم يبخل على أعماله الفنية بل كان شغله الشاغل دائماً أن يخرج العمل بجودة عالية من كل النواحي... توفي في ريعان شبابه، لكن الموت لا يعرف العمر، ولا نملك الآن سوى الدعاء له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه الله فسيح جناته».
نادية عودة
أما الفنانة الأردنية نادية عودة فتقول: «أديب كان صديقاً مقرباً لي، ووصلت العلاقة بيننا إلى حد الأخوة. قدمت عدداً من الأعمال الفنية التي أعتز بها معه، ومن ضمنها مسلسل «صدق وعده» و»فنجان الدم».
وعلمت خبر وفاته أثناء وجودي في الولايات المتحدة الأميركية وشعرت بحزن شديد، لكنني حتى الآن لم أصدق الخبر، وحاولت أن أذهب إلى سورية لحضور العزاء لكنني لم أستطع، لأنني أنتظر مولودي الجديد والسفر خلال الفترة الحالية يمكن أن يسبب خطراً عليَّ».
وأضافت: «أديب كان رجلاً عظيماً يعشق الإتقان في كل خطوة يقوم بها بحياته، ووفاة هذا الرجل خسارة عظيمة لوطنه وللفن السوري الذي قدم له الكثير خلال فترة حياته، والذي سيستمر بعد وفاته. وكل ما أتمناه أن نسير جميعاً على خطى هذا المبدع، ونحاول أن نفعل ما كان يطمح إليه من تقديم أعمال فنية جيدة تثقف الجمهور».
كندة علوش
وتقول كندة علوش: «خبر وفاة المنتج أديب خير كان شديد القسوة على نفسي، فبمجرد سماعة لم أتمالك أعصابي وانهرت باكية، وبقيت في منزلي بالقاهرة لعدة أيام لم أستطع خلالها الخروج أو مقابلة أي شخص من شدة الصدمة.
فهو سيظل في ذاكرتي طيلة حياتي ولن أنساه لحظة واحدة، لأنني تعلمت منه أشياء كثيرة منذ معرفتي له، أولها القوة وعدم الانكسار والإصرار على تحقيق النجاح والمغامرة للوصول إليه، كما أنه كان يملك قلب طفل، بمعنى أنه كان شديد الطيبة والحنان ورقيق المشاعر ومحباً للخير لكل الناس، سواء من يعرفهم أو لا يعرفهم.
بالإضافة إلى أنه كان محباً لوطنه ومخلصاً له، وكان يعمل دائماً من أجله، فقد قدم للفن السوري أشياء كثيرة يفتخر بها كل مواطن سوري، وبوفاته فقدنا جميعاً رجلاً مخلصاً وقوياً وحنوناً».
واكملت بصوت حزين: «الخبر كان صدمة للوسط الفني أجمع، ولا نملك الآن سوى الدعاء لروحه الغالية، وأن يجعل الله مثواه الجنة ويصبر أهله على هذا الابتلاء الكبير».
فراس إبراهيم
أما الفنان فراس إبراهيم فيقول: «أنعى لكل الشعب السوري الفقيد أديب خير الذي حاول أن يشارك في صناعة الفن السوري، واستطاع أن يقدم أعمالاً فنية يفخر بها كل شخص يعيش على أرض الوطن.
رحمك الله يا أديب وصبر أهلك على عذاب الفقدان، لأنك كنت شخصاً محباً لمن حولك، فكان كل من يعرفك يغرق في حبك واحترامك وتقديرك، لكنني دائماً ما أقول «لا يموت المرء ما دام حياً في قلب محبيه»، لنلعب لعبة الانتظار كما لعبناها في طفولتنا مع كل الذين رحلوا من الأهل والأصدقاء والأحبة، علی أمل اللقاء بهم بعد حين. فأنت لا تموت يا أديب، لأن ما حققته في حياتك باقٍ بيننا كي يذكرنا بك دائماً، وحتى تبقي حياً في قلوبنا».
مازن حايك
أجمع كل من عرف المنتج السوري أديب خير على حضوره المحبّب وروحه المرحة، هذا ما كرّره مازن حايك الذي عرفه منذ عشرين عاماً. لقد طغت السياسة على حديثه، والتي باتت مرادفاً دموياً للحياة اليومية للمواطن العربي ... كما طغى همّها على حياة أديب خير حتى الموت.
- كيف تعرفت إلى أديب خير؟
قبل 20 عاماً، تحديداً عام 1993 في بيروت. كنا نعمل في الوكالة الإقليمية للدعاية والإعلان Publigraphics. كان مسؤولاً عن مكتب دمشق وأنا بيروت.
اكتشفت مهنيته في تلك المرحلة، وما أبعد من ذلك كنا نجتمع يومياً في متابعة النشاطات في مجال الأعمال. لفتني فيه شخصيته المحببة والدمثة وروح الفكاهة لديه. كان قريباً من القلب متنوع الإهتمامات.
ولم يكن يغيب عن لقاءاتنا حديث السياسة، وهذا بديهي كلما اجتمع لبناني وسوري. فيكون الود والسياسة، وأحياناً تحضر السياسة ويغيب الود. كنا نلتقي ونختلف في آرائنا، لكننا لم نبلغ يوماً نقطة تمس تواصلنا، بل كنا نسخر من أوضاعنا وما وصلت إليه الأمور غالباً.
- هل كنتما على تواصل دائم؟
لا، التقينا مجدداً عام 2006 في mbc حيث استعدنا الذكريات. اكتشفت أنه أصبح رجل أعمال ولم تعد مهمته محصورة بالشق الإعلاني، بل المحتوى.
كانت تلك المرحلة بمثابة تحضير كل ما سمي لاحقاً بالدراما التركية المدبلجة إلى العربية، زار mbc للقاء مدير شركة O3 للإنتاج فادي اسماعيل.
استجدت علاقتي أديب مذ ذلك الوقت، إنطلاقاً من الدراما التركية والإنتاجات الدمشقية والسورية عموماً.
- حكي كثيراً عن موجة الدراما التركية وتهديدها للإنتاجات العربية. إلى أي مدى كان هذا النقد سطحياً مقارنة برؤية أديب خير ؟
أخطأ من قال إن تركيزه على نشر الدراما التركية يأتي على حساب الدراما السورية. فالدبلجة في الدراما التركية كانت إنتاجاً تلفزيونياً بحد ذاتها.
بذل فيها جهداً كبيراً يتعدى مسألة تركيب الصوت، وحرصاً على تطابق مزاج المسلسل وتجنّب الإنقطاع أو الإنفصال بين المشهد والصوت.
نجح أديب في انتقاء أفضل نجوم الدراما السورية ليكونوا قيمة مضافة للدراما التركية، لم يكونوا مجرد أصوات على الشاشة العربية.
كان يقول إن المال الذي يجنيه والأرباح من دبلجة الدراما التركية والأستديوهات التي أنشأها ساعدته في الإستثمار في مشاريع درامية سورية أخرى. هذا ما كان يكرره على مسامع المنتجين العرب.
المقرب من أديب كان يعرف جيداً مدى عشقه لوطنه سورية، وسعيه للإرتقاء بالمعايير التلفزيونية في سورية إلى أعلى مصاف. التقينا في Arab Media forum «الملتقى الإعلامي العربي». حتى في الإطار المهني كانت المزاح موجوداً وإثارة السجال.
- أجمع كل من عرفه على خفة دمه ...
نعم، وهي ميزة بكل أهل الشام، كما أنهم يحبون الأطباق الشهية. وأعدل مقولتي الأولى : كلما اجتمع لبناني وسوري كانت السياسة والمطبخ بينهما. يدخن الشيشة ولم أكن أشاركه هذه العادة، فكانت الأطباق الشهية تحتل جزءاً من أحاديثنا.
- ما الصورة التي تحضر في بالك عن أديب خير؟
حضوره في المؤتمر الصحافي الخاص بإطلاق مسلسل «روبي». كان موجوداً في غالبية الصور التي التقطت، كانت من أجمل إطلالات سيرين.
كانت «منورة» ومشرقة، رغم أنني أبتعد عن أسلوب المدح. كان مؤتمراً جريئاً، طرحت إحدى الصحافيات موضوع العلاقات الدرامية اللبنانية السورية بأسلوب لا يستحق الإجابة، أريد للحضور أن يدخل في نفق الحساسيات السورية اللبنانية. لكنني أجبت وأديب عن السؤال بلباقة، فالقلوب صافية ونحن أهل نعبّر عن آرائنا دون خلفيات.
لا أريد أن استرجع هذه اللحظة بل توضيح مدى حرصنا على إبقاء الإبتسامة والرابط الفني والإنساني وتحدّي أن يوازي نجاح «روبي» ما حققه مسلسل «نور» التركي ...
- المبالغة في التوافق تقتل النقاش ...
نعم. أنا وأديب رحمه الله. قد تكون علاقتنا التي بدأت منذ عشرين عاماً انقطعت في مرحلة ما لكن الود كان موجوداً على الدوام بيننا.
حتى لدى اختلافنا في مقاربة التفاصيل السورية اللبنانية كان يطغى على نقاشنا المودة التي لا تتأثر. كنا نتناول «مسائلنا» بالنكات، بعيداً عن الأجندة والضغينة المبيتة.
- متى كان لقاؤكما الأخير؟
نهار الأربعاء، أي قبل وفاته بيومين. التقينا في مكاتب mbc في دبي. ناقشنا مشروعه الدرامي المقبل، وأتينا على ذكر سيرين عبد النور. شعرت بثقل همه تجاه الأزمة السورية للمرة الأولى بهذا المقدار.
وحين علمت بخبر موته، لم أصدق وربطت الأمر على الفور بعدم قدرته على تحمّل الجرح السوري. لقد قهره كثيراً.
كلنا مجروحون لما يدور في سورية وإراقة الدماء والعنف والتفكك بمعزل عن انتماء أي إنسان إلى أي طرف.
يحزن المشهد السوري كل العالم العربي. مصائب الشعب السوري تشبه مصائبنا نحن اللبنانيين الذين تعرضنا إلى التهجير وعشنا الحرب وتقاتلنا وسافرنا ولا نزال في الخارج بسبب تجار السياسة في الوطن. ما يصيب الشعب السوري أصابنا ويصيبنا، استقرارنا بات أولوية بعد أن كنا نحلم بنمو اقتصادي وما يتعدى مقولة «دخيلكن تفادي الأسوأ».
بتنا نعيش حاضراً رهن مقولة : «أكبر معجزة إن خرج لبنان دون حرب». كما لو أنه جاء ليودعنا. كان منهكاً ويبدو عليه التعب. لقد أمضى حياته أخيراً في الطائرة متنقلاً، بين دبي وعمان وبيروت. لقد شتّتته الحرب. وجدت صعوبة في نشر خبر رحيله عبر موقع «تويتر»، شعرت بأن الحياة «ما بتحرز».
لقد اختفى ولا يمكن استرداده ! ليس فرداً من عائلتي لكنني حزين لموته كثيراً.
- ماذا خسر الوسط الفني والدرامي برحيل أديب خير ؟
لقد أضاف أديب خير عقله المهني إلى قطاع كان يحتاج إليه، فخلفيته هي أعمال وتسويق وليس دراما بمعنى الكتابة والمحتوى. فهم المحتوى وقدّر القصة والحوار والسيناريو ومنحها قدرة تسويقية وإنتاجية، هو المنتج الذي يفكر في المستهلك وشاشة العرض والمعلن المهتم.
- كيف تختصره بعبارة ؟
قصة نجاح وعصامية.
سيرين عبد النور
النجمة سيرين عبد النور التي عرفت أوج نجاحها معه حدثتنا عن لقائهما الأول، وصفته بعرّاب الدراما التركية والأب الحنون وأكثر ...
- رحل المنتج السوري أديب خير ...
«كيف يمكن أن يموت من لا يمكن أن يموت بداخلنا». دخل حياتي فجأة ورحل بالأسلوب نفسه. هو ليس مجرّد «رجل ورحل»، بل قيمة فنية فتحت الأبواب أمام التجارب التركية التي يعتبر عرّابها والدراما السورية والعربية المميزة.
أتوجه لعائلته بأحر التعازي، كم يصعب على الوالدين أن يدفنا ولدهما الوحيد. أديب هو الوحيد بين شقيقتيه. كم هي صعبة هذه الحياة وغير منطقية.
- هل ستكتبين له خصوصاً أنك تدونين خواطرك؟
سأفعل بالتأكيد لكن يدي ترتجف. لقد كتب له ماكسيم خليل عبارات جميلة.
- رحيل إنسان مشهور خبر قد يتلقاه كثر لكن يظل أكثر وقعاً على من تعاون معه ...
لقد دخل حياتي الفنية بشكل مفاجئ، وشكلنا مفاجأة نجاح سوياً حين قدمنا مسلسل «روبي». لقد مرّ هذا العمل بكثير من المراحل قبل المباشرة بتصويره، كنت حاملاً. جرت اختبارات عدة بحثاً عن نجمة أخرى، لكنهم انتظروني حتى وضعت مولودتي الأولى.
لم أحصد جائزة محلية فقط بل «أفضل ممثلة عربية».
- كيف تعارفتما؟
في بيروت، حين طلب مقابلتي في نقابة الممثلين. وقد عرض عليّ حينها دوراً في مسلسل «أهل الغرام» بحضور المخرج الليث حجو.
وكان تعاوني الأول معه عبر حلقة «قمر مشغرة» التي كانت من أنجح الحلقات حسب ما أخبرني، وهذا كان سبب تعاوننا مجدداً. بيننا أحلام لم تكتمل.
- هل كان ثمة عمل ثالث سيجمعكما؟
نعم، كنا نخطط للتعاون مجدداً في رمضان 2013. للمرة الأولى أوقع عقداً غير دقيق لناحية تفاصيل اسم المخرج والبطل والنص.
لقد وقعت «على بياض» مع أديب، وسألني عن مدى استعدادي لهذه التجربة قائلاً : «بدنا نبني هيدا الشغل». كان وجه الخير في مسيرتي الفنية تماماً كإسمه. يمكن أن ينجح كل منا على حدا، لكن لقاءنا حقق نحاجاً مدوياً.
- ماذا تعلّمت منه ؟
ألاّ أقف عند التفاصيل خصوصاً في الأمور المتعلقة بمسلسل «روبي». طالبني بتهميش التفاصيل لأنها سترجعني إلى الوراء. أعيدُ التفكير بنصيحته اليوم وأطبقها حتى مع من لا أرتاح إلى وجوده. أشعرتني هذه النصيحة بالسلام الداخلي.
- كيف تصفين شخصيته؟
هو والد بكل معنى الكلمة وحنون، كان يأتي على ذكر بناته الثلاث سامة وسيلا وسما على الدوام. لا يتكلّم كثيراً، كان يهزّ برأسه حين يتعلق الأمر بالأزمة السورية. كانت ملامح وجهه معبّرة للغاية. هو رجل كثير الإنشغال يفتح الأبواب الفنية والمشجع الأول لتقديم مسلسلات تمتد لأكثر من 90 حلقة تجمع النجوم من كل العالم العربي.
كتبت سيرين عبد النور لاحقاً
يا الله
شو أنا حزينة
يا الله
قلبي شو مقهور
حاسة وكأنو الموت سرقلي كنز من كنوزي
فرحة من إيامي
سرقلي الغالي عقلبي
وقسم من نجاحي
شو غدار
شو قاسي
كيف بدي إمنعو يفوت على زماني ؟
كيف بدي إحمي سعادتي منو ؟
اقتحم الحاضر والمستقبل
تركلي ذكريات رح تصير ماضي
بكرهو الموت
سيرين عبد النور
أمير كرارة
بنبرة حزن وألم تحدث أمير كرارة، بطل مسلسل «روبي»، قائلاً: «منذ مشاركتي في مسلسل «روبي» بدأت علاقتي بالمنتج أديب خير، وكانت علاقة صداقة أكثر منها علاقة عمل، فكنت أتصل به بصفة دورية للاطمئنان الى صحته والحديث معه في أمور كثيرة، وهو أيضاً كان يبلغني عندما يأتي إلى القاهرة لنجلس معاً.
وقبل خبر الوفاة بأيام قليلة كنت على اتصال به، ولم أشعر بأنه يعاني من أي ألم بل كان على ما يرام».
وأضاف: «أنا من أوائل الذين علموا بخبر وفاة أديب خير بعد حدوثه بنصف ساعة تقريباً عن طريق اتصال هاتفي من مايا حداد، وهي المساعدة الخاصة بأديب ومصممة أزيائه، وكانت الساعة التاسعة صباحاً، وبمجرد سماع صوتها علمت بالخبر لأنها كانت تجهش بالبكاء، وقررت السفر إلى سورية لمواساة أسرته وأهله والدعاء لهم بالصبر».
ويكمل: «أديب خير لم يكن رجلاً محترماً على المستوى الشخصي فقط، بل إنه كان كذلك أيضاً على المستوى المهني، لأنه من المنتجين القلائل الذين يبحثون عن مطالب الممثلين المشاركين معه في عمل، ويسعى لتنفيذها جميعاً حتى يشعر براحة من حوله.
وهذه الأسباب هي التى جعلت كل من يعرف أديب خير يتمنى أن يعمل معه طيلة حياته. وقد كان هناك اتفاق بيني وبين صديقي أديب خير على تقديم عدد من الأعمال الفنية، لكن بوفاته توقفت تلك المشاريع، وكل ما أتمناه الآن أن يدعو له الجميع بالمغفرة والرحمة».
ماكسيم خليل
وداعاً أيها الشمال في بوصلتي ...
وداعاً وطني في الغربة ...
وداعاً ... أديب خير
رحل المنتج السوري أديب خير ولم يعش سوى الشهر الأول من العام الجديد. فارق الحياة في منزله في الأشرفية عن عمر يناهز 48 عاماً.
ودّعت سورية والأوساط الفنية خير صاحب شركة «سامة للإنتاج». وقد ووري الثرى في العاصمة السورية دمشق وسط دراما الواقع التي قد تكون سبباً في رحيله الخاطف ورحلته القصيرة إنما المكتنزة بأعمال رائعة، «ضيعة ضايعة» و»أهل الغرام» و»سنوات الضياع» و»روبي» ... وكان صاحب شركة «سامة» للإنتاج الفني أصيب بأزمة قلبية حادة ومفاجئة في بيروت نقل على إثرها إلى المستشفى.
«لها» التقت اعلاميين وفنانين عرفوه ليتحدثوا عن حياته الفنية التي كانت مليئة بالتحدي والإصرار على تحقيق النجاح.