Home Page

شيخ الأزهر في حوار صريح حول الصيام وأحكامه

فتاوى, شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي, الصيام, فضل شعبان, ليلة القدر, الصوم, فطر صيني, شهر رمضان

20 أغسطس 2009

يعد فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف من كبار الدعاة إلى التيسير والبعد عن المشقة بشرط ألا يؤدي ذلك إلى تحريم أمور حلال أو تحليل أمور حرام، فهذا منهاجه في كل الفتاوى التي أصدرها وخاصة في أمور العبادات ومنها الصيام، من هنا تأتي أهمية التعرف على الأحكام الشرعية في بعض ما يشغل أذهان القارئات وأسرهن من قضايا خلال الشهر الفضيل... عرضنا أسئلتنا عليه فجاءت ردوده عليها تلقائية ومباشرة وموجزة. تحدث عن العلاقات الزوجية وكيف تكون طريقاً لثواب أعظم، وعن المجاهرين بالفطر، ومتى تصوم الفتاة وكيفية الاعتكاف وطريقة إدراك ليلة القدر وفضل شعبان وغير ذلك من أمور رمضان.

- ما المقصود بالصيام من الناحية الشرعية؟
الصيام لغةً مجرد الإمساك فكل إمساك يسميه العرب صوماً، حتى الإمساك عن الكلام يسمى صوماً، وشرعاً هو الإمساك بنية عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويعرفه بعض الفقهاء بأنه: إمساك مخصوص في وقت مخصوص من شخص مخصوص عن أشياء مخصوصة.

- كيف يثبت بدء شهر الصوم؟
يثبت برؤية الهلال من الموثوق في تدينهم وتقواهم ممن رأوا الهلال لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته» ويجوز الاعتماد على حساب المراصد الفلكية إذا لم تكن الرؤية البصرية المجردة واضحة لأسباب خارجة عن الإرادة البشرية، ولهذا فإن رؤية الهلال عن طريق المراصد الفلكية معتبرة.

- متى فرض الصيام؟
في السنة الثانية من الهجرة وصام النبي صلى الله عليه وسلم تسعة رمضانات لأنه عاش في المدينة عشر سنوات.

- هل هناك أدعية مخصصة عند دخول شهر رمضان المبارك؟
لا أعلم دعاءً خاصًا يقال عند دخول رمضان وإنما هو الدعاء العام عن سائر الشهور الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله، فإذا رأى الهلال كان يقول‏: «اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، هلال خير ورشد ربي وربك الله‏»‏. وفي بعض الروايات إنه كان يقول‏: «الله أكبر، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، ربي وربك الله‏»‏ ولو دعا المسلم بأي دعاء كان يطلب من الله فيه أن يعينه الله على الصوم و يتقبله منه فلا حرج.

- ما هو الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الإفطار والسحور؟
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أفطر يقول‏: «ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله»، كما ورد أنه إذا أفطر قال‏:‏ «اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، فاغفر لي إنك أنت الغفورالرحيم»، وأما السحور فلم يرد فيه دعاء مخصوص.

- ما هي الشروط الواجب توافرها في المسلم حتى يكون مكلفاً بالصيام؟
يجب أداء الصيام على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم خالٍ من الموانع.


صيام المسن المريض

- ماذا يفعل المسن الذي لا يستطيع الصوم وهل يشترط أن يكون مريضاً؟
الأصل في الصيام القدرة على تحمل مشقة الصوم سواء كان شيخاً سليماً أو مريضاً.

فإذا قرر الأطباء المختصون أنه لايستطيع الصوم لظروفه الصحية ولا يرجى الشفاء فالواجب إطعام مسكين عن كل يوم من أيام رمضان، ولا صوم عليه. أما إن قرروا أنه يرجى الشفاء فلا يجب عليه إطعام وإنما يجب عليه قضاء الصيام لقول الله سبحانه: «ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر» آية «185» سورة البقرة.


الفطر في السفر

- الإفطار للسفر مازال قضية جدلية حيث يحمل البعض نفسه ما لا تطيق في حين يتساهل آخرون في الإفطار لمجرد السفر حتى ولو كان مريحاً وغير شاق، فما هي ضوابط هذه القضية؟
تتضح ضوابط القضية من هذه القصة التي رواها خادم النبي وهو الصحابي الجليل أنس بن مالك حيث قال: «كنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم في سفر فصام بعض، وأفطر بعض، فتحزم المفطرون وعملوا وضعف الصائمون عن بعض العمل، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك «ذهب المفطرون اليوم بالأجر» ومعنى الحديث أن الصيام في السفر الذي فيه رخصة بالفطر أدى إلى تحميل الإنسان لنفسه ما لا تطيق، فالأفضل الأخذ بالرخصة في الفطر، لأن الله يحب أن تؤتي رخصه كما يحب أن تؤتي عزائمه، فإن الأخذ برخصة الفطر في السفر عند المشقة وشدة الحر خير من الأخذ بالعزيمة وهو الصوم.

- ما هي المسافة التي تبيح الفطر؟
بعض العلماء لم يحدد مسافة للسفر بل كل ما هو في عرف الناس سفر فهو سفر، وفي بعض الروايات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر ثلاثة فراسخ قصر الصلاة. ويشترط ألا يكون السفر لفعل محرم لأن سفر المعصية لا تناسبه الرخصة.


أحكام المرضى

- هل تبرع الإنسان بالدم وهو صائم يفطره؟
سحب الدم من الصائم على أقوال بعض الفقهاء يفسد الصيام إذا كان كثيرًا قياساً على الحجامة‏ التي ثبت بالنص أنها تفطر الصائم.

- ما حكم من سحب منه دم وهو صائم في رمضان وذلك بغرض التحليل وما حكم من تم نقل دم إليه للضرورة؟
مثل هذا التحليل لا يفسد الصوم لأنه مما تدعو الحاجة إليه وليس من جنس المفطرات المعلومة من الشرع وكذلك نقل الدم للضرورة المرضية، وإن كنا ننصح المرضى بألا يشقوا على أنفسهم والأخذ برخصة الإفطار.

- ما حكم استعمال قطرة العين في نهار رمضان هل تفطرأم لا؟
الصحيح أن القطرة لا تفطر، وإن كان فيها خلاف بين أهل العلم حيث يؤكد بعضهم أنه إذا وصل طعمها إلى الحلق فإنها تفطر ولكن جمهور الفقهاء يرون أنها لا تفطر مطلقاً لأن العين ليست منفذاً طبيعياً.

استعمال الإبر في الوريد والعضل هل يفطر؟
الذي يفطر فقط هو إبر التغذية لأنها تقوم مقام الغذاء الذي يقوي الجسم حتى وإن كان يصل عن طريق منفذ غير طبيعي غير الفم.

- واستعمال بخاخة ضيق النفس؟
إذا كان ما يخرج من البخاخة يتبخر ولا يصل إلى المعدة لا بأس في استعماله أثناء الصيام طالما أنه لضرورة صحية، والإسلام دين يسر لا عسر.

- وهل يبطل الصوم باستعمال دواء الغرغرة؟
لا يبطل الصوم إذا لم يبتلعه المريض والأفضل ألا يتناوله إلا إذا كانت هناك ضرورة مرضية قصوى وبأمر الطبيب.

- هل يجوز استخدام فرشة الأسنان بالمعجون؟
رغم أن بعض الفقهاء قالوا لا بأس ومع هذا فإننا ننصح باستخدام السواك للصائم حتى لا يدخل شيء من المعجون ولو على سبيل الخطأ، ومن احتاج إليه استعمله بين الإفطار والسحور.

 عدم السحور

- ماذا تقولون لمن لا يحرص على السحور؟
الصيام صحيح من الناحية الشرعية لأن السحور ليس شرطاً في صحة الصيام ولكن من يفعل ذلك خالف النصيحة النبوية بأن السحور مستحب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة»، فضلاً عن أنه وقت يستحب فيه الدعاء وصلوات القيام ثم صلاة الفجر عقب السحور.

- يقال إن ممارسة السباحة للصائم تفطره فهل هذا صحيح؟
السباحة في حد ذاتها ليست من المفطرات، وعلى الصائم أن يحترز من دخول الماء إلى جوفه.

- هل بلع الريق للصائم يفطره؟
لا حرج في بلع الريق من الناحية الشرعية، فهو ليس من المفطرات، ولا أعلم في ذلك خلافاً بين أهل العلم لمشقة أو تعذر التحرز منه.


الثواب والمشقة

- يأتي رمضان هذا العام في أوج فصل الصيف فهل يكون ثوابه أكثر بسبب المشقة؟
الصائم كله أمل ورجاء في أن يضاعف الله ثوابه وحسناته، كلما زادت مشقته زاد أجره إن شاء الله، وله أن يفعل ما يخفف عنه مشقة العبادة كالتبرد بالماء والجلوس في المكان البارد.


توبيخ المجاهر بالفطر

- هل يجوز التعرض بالضرب أو التوبيخ لمن يجاهر بالإفطار دون احترام لحرمة رمضان؟
الإسلام دين الرفق في الأمر كله، فمثل هذا المفطر ربما يكون معه رخصة تبيح له الفطر كأن يكون مريضاً أو على سفر، وحتى إذا كان الإنسان متأكداً من أن هذا المجاهر بالإفطار ليس فيه أي شرط من الشروط السابقة فينبغي نصحه برفق وتذكيره بأن ما يفعله خطأ وهذا نوع من تغيير المنكر بالحسنى وباللسان، وقد قال صلى الله عليه وسلم: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه». والمناسب هنا أن يتم النصح تنفيذاً للأمرالإلهي: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة».


مغالاة القراء

- من الظواهر السلبية في رمضان مغالاة مشاهير قراء القرآن الكريم في أجورهم للصلاة بالناس في التراويح حيث تتجمع عندهم جماهير غفيرة من المصلين، فماذا تقولون لهؤلاء؟
من المستحسن للإمام أن يحسن صوته بتلاوة القرآن وإجادة قراءته على الوجه الأمثل محتسبًا الأجر عند الله إن لم يكن في حاجة للمال، أما إذا كان محتاجاً للمال جاز له أخذ ما يكفيه دون مغالاة مع البعد عن الرياء والسمعة، وأن يقرأ القرآن بخشوع لينتفع هو بقراءته وينتفع به غيره،‏ أما إذا غالى في طلب المال فهو آثم شرعاً ومن يقوم بالدفع له مشارك له في الإثم لأنه شجعه على ذلك، وبالتالي فقد حولا العملية إلى تجارة دنيوية ليس هدفها طاعة الله والاجتهاد في العبادة.‏


سوء فهم

- أساء البعض فهم معنى الصيام فجعله الامتناع عن الطعام والشراب وارتكاب كل الذنوب ما ظهر منها وما بطن!
الصيام الحقيقي هو الامتناع عن كل ما يغضب الله ورسوله والتحلي بمكارم الأخلاق والأمر بكل معروف والنهي عن كل منكر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سبّك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم، إني صائم». وعلى الصائم البعد عن اللغو من الكلام الذي لا فائدة فيه، ومن المحزن أن هناك صائمين ليس لهم من صيامهم إلا الجوع والعطش لما يقومون به من المعاصي، وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نكون منهم فقال: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».


الحقوق الزوجية

- هل التقصير في الواجبات الزوجية يؤثر على ثواب الصائمين؟
كل فعل فيه معصية لله يأثم فاعله سواء كان زوجاً أو زوجة في رمضان أو غير رمضان، ولهذا على كل منهم أن يتقي الله في شريك حياته ويعمل على سعادته خاصة في هذه الأيام المباركة. حق الزوج على زوجته عظيم وإذا قصر أحد الزوجين في حقوق الآخر أو أغضبه بدون حق كان ذلك سبباً لنقص صيامه، ولهذا فإن الشهر الفضيل فرصة ذهبية لإصلاح ذات البين، وخاصة بين الأزواج والزوجات حتى تتضاعف حسناتهم بسبب حرص كل منهم على إسعاد شريك حياته ابتغاء وجه الله.


الأعمال الشاقة

- ماهي مواصفات أصحاب الأعمال الشاقة التي تجيز للقائمين بها الفطر؟
العمل ليس من الأعذار التي يباح الإفطار من أجلها كالسفر والمرض وغيرهما، ولكن العامل إذا كان عمله مرهقاً جدًا وخاف على نفسه من الموت فإنه يتناول من الطعام ما يبقي على حياته ويمسك بقية يومه. ‏أما أن يفطر من أول اليوم للعمل فهذا حرام‏.‏


تحصيل الثواب

- بماذا تنصح فضيلتكم الصائمين لينالوا الثواب العظيم في رمضان؟
بالإكثار من أعمال البر والإحسان للفقراء والمساكين والصدقة، لأن الصدقة في هذا الشهر أفضل من الصدقة في غيره، قال صلى الله عليه وسلم‏:‏«من تطوع فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه‏».


القدر واختلاف المطالع

- إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بتحري ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان فكيف يتم تحديدها في ظل اختلاف المطالع بين الدول العربية والإسلامية وخاصة في أيام الوتر التي حددها النبي في الحديث؟
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نجتهد في العشرالأواخر حتى ندرك ليلة القدر وهي لا تتكرر باختلاف المطالع ولهذا فالأفضل الاجتهاد في الليالي العشر كاملة وليس الوتر فقط حتى يدركها إن شاء الله.

- نفهم من معنى الاعتكاف البعد عن كل ما يشغل المعتكف من أمور الدنيا ولكن هل يجوز له الاتصال بالهاتف لقضاء مصالحه ومصالح غيره؟
الممنوع هو الخروج ولم يرد ما يمنع الاتصال تليفونياً بالخارج بشرط أن يكون هذا الاتصال في الخير سواء للمعتكف أو لغيره، وقضاء حوائج المسلمين ثوابها عظيم عند الله، وبالتالي فهو هنا يجمع بين الخير له بالاعتكاف ولغيره بقضاء مصالحهم.

- هل يشترط أن يكون الاعتكاف في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان كاملة؟
هذا هو الأفضل بلا شك ولكن من منعته ظروفه أن يعتكف في تلك الأيام المباركة أن يعتكف في أي وقت، وكل يثاب على حسب المدة التي يعتكفها، وكما يقولون «ما يدرك كله لا يترك كله».

- ما هي الحكمة من زكاة الفطر؟
الحكمة أوضحها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال «أغنوهم في هذا اليوم» حتى لا يضطر الفقراء لسؤال الناس الطعام يوم العيد، وفي الوقت نفسه جبر أي تقصير في صوم من يخرجها لأنها صدقة واجبة.


زكاة الفطر

- على من تجب زكاة الفطر؟
على كل مسلم تلزمه مؤنة نفسه إذا زاد عنده عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته ويجب أن تؤدى قبل خروج الناس إلى صلاة العيد، ومن ترك إخراج زكاة الفطر أثم ووجب عليه القضاء.

- هل يجوز إخراجها طوال الشهر وليس في آخره فقط؟
يجوز، وهناك من العلماء من فضل التبكير بها ومنهم من رأى أنه من الأفضل إخراجها في العشر الأواخر. والدين يسر وفيه كل خير، فالمهم قبل صلاة العيد لقوله صلى الله عليه وسلم «من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات».

- هل يجوز لصاحب العمل أن يخرج زكاة الفطر عمن يعملون عنده؟
الأفضل أن يخرج العمال زكاتهم بأنفسهم إلى من يرونه محتاجاً إليها ويفضل أن يبدأ كل واحد منهم بذوي الرحم والجيران طالما يتقاضون أجراً مقابل عملهم لأنها واجبة عليهم وليس على صاحب العمل، ومن السنة توزيع زكاة الفطر بين فقراء البلد.

- هل يجوز إخراج زكاة الفطر ملابس أو لحوم أو أي منتج يحتاجون إليه؟
الأفضل ولمصلحة الفقير أن نخرجها له نقوداً أو حبوباً وليس أي منتج آخر قد لا يحتاج إليه.


صيام بدعة

- يقوم البعض  بصوم يوم هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم فهل لهذا أصل في الشرع؟
ليس له أصل في الشرع وصيامه بدعة لا تجوز لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم ذلك اليوم ولا عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم.


ليلة القدر

- هل يجوز صيام ستة شوال قبل صيام أيام القضاء بدلاً من التي تم إفطارها في رمضان؟
هي من القضايا الخلافية بين العلماء، وأرى تقديم أيام القضاء ولأن القضاء فرض وصيام الستة تطوع والفرض أولى بالاهتمام والعناية وفي الشهر متسع لصيام القضاء وستة من شوال.

- إذا ماتت الأم أو الأب وعليه صيام أيام لم يقضها فهل إذا تم الصيام عنهما جائز ويصل الثواب إليه؟
من رحمة الله أنه يجوز القضاء عمن مات وعليه صيام لعذر شرعي لقوله صلى الله عليه وسلم «من مات وعليه صيامٌ صام عنه وليه».


صيام النذر

- هل هذا الحكم يمكن أن يشمل من مات وعليه أيام صيام نذر؟
الحكم كما جاء في الحديث عام في صيام الفرض وفي صيام النذر، فقد جاء في قصة المرأة التي ركبت البحر وقالت: إن نجاني الله من هذا البحر فلله عليّ أن أصوم شهراً ولكنها لم تستطع الوفاء بذلك وماتت، فسألت ابنتها النبي صلى الله عليه وسلم عن إمكانية صيامها عنها فأمرها أن تصوم عنها، ولأن هذا صيام أشبه بالدين فقال لها رسول الله صلى الله عليه سلم « لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟» قالت: نعم. قال « فدين الله أحق أن يقضى».


جمع التطوع والقضاء

- إنسان يصوم الأيام التسعة في أول ذي الحجة فهل يجوز أن يجعلها أيام قضاء ما عليه بجمع نية التطوع والقضاء؟
هناك من الفقهاء من أجاز ذلك ولكن الرأي الراجح أن يكون صيام القضاء مستقلاً بنية مستقلة في أيام غير أيام التطوع ومنها الأيام الأولى من ذي الحجة فيجمع بذلك بين فضيلة التطوع بالصوم في الأيام الأولى من ذي الحجة, ومنها يوم عرفة ثم بعد ذلك القضاء في أيام أخرى وفي الوقت نفسه الخروج من الخلاف الفقهي في الجمع بين صيام التطوع في التسعة أيام الأولى من شهر ذي الحجة وقضاء الأيام التي أفطرها.


أيام يحرم صيامها

- ما هي الأيام التي يحرم صيامها؟
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الجمعة مفرداً تطوعاً وكذلك السبت مفرداً، لكن صيام الجمعة ومعه السبت أو الخميس جائز وينهى عن صوم يومي عيدي الفطر والأضحى وأيام التشريق ويوم الثلاثين من شعبان إذا لم تثبت رؤية الهلال فإنه يوم شك لا يجوز صومه في أصح الأقوال.


أفضل التطوع

- ما هي أفضل الأيام لصيام التطوع؟ 
 من خلال أقوال وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل الأيام لصيام التطوع: الاثنين والخميس والأيام البيض وهي: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري (إكتمال القمر) والعشرة الأوائل من ذي الحجة وخاصة يوم عرفة وكذلك يوم عاشوراء مع صيام يوم قبله أو بعده وستة أيام من شوال ولا يشترط فيها التتابع.


لا قضاء في التطوع

- هل يجوز للمرأة قضاء الأيام العظيمة في الثواب مثل يوم عرفة وعاشوراء إذا كانت في حالة نفاس أو حيض مثلاً؟
لا يجوز شرعاً وذلك لأن من صيام النوافل ما له سبب يفوت بفوات السبب ولا يُقضى مثل يومي عرفة وعاشوراء ولا ينتفع بالثواب العظيم في اليومين حتى ولو قضاهما، ولكن يمكن تعويض هذا العذر الشرعي الذي يعلمه الله بمزيد من الذكر والاستماع للقرآن، فهذه كلها وسائل لتحصيل الحسنات إذا لم تستطع المرأة الصيام لعذر شرعي.

- لماذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر الصوم في شهر شعبان؟
عن أم المؤمنين عائشة قالت «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان» أي أنه كان يصوم شهر شعبان إلا قليلاً من الأيام التي يفطرها. وعندما سئل عن السبب أو الحكمة من ذلك قال «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين عز وجل فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم».