موقف الشرع و العلم من أعمال السحر
مشكلة / مشاكل إجتماعية, مشكلة / مشاكل نفسية, مشكلة / مشاكل الزواج, نصب وإحتيال, علماء الأزهر, علم إجتماع, ضحايا السحر, شعوذة, السحر الأسود, سحر المحبّة , ساحر, مشعوذ, جرائم السحر, علم النفس, مشكلة / مشاكل مادية, مشكلة / مشاكل عاطفية
26 أغسطس 2009وترى الدكتورة سعاد صالح العميدة السابقة في كلية الدراسات الاسلامية ان فتح الباب لإباحة سحر المحبة الزوجية أو العمل على مكافحة العنوسة عن طريق جذب شخص رغماً عن ارادته الشخصية فإن هذا يتنافى مع حرية الإنسان التي حرم الله الحصول عليها بالاكراه حتى ولو في الدين حين قال «لا اكراه في الدين» فهناك من السحر في هذه الحالة أن يقوم خادم السحر بعمل أي شيء من شأنه عرقلة الزواج حيث إنه يقوم بالتشكل وعمل الأقنعة القبيحة على وجه الخاطب حتى تراه المخطوبة في أقبح صورة أو أن يجعل الخاطب يرى من المخطوبة ما يكره من شكل أو تصرف أو يوسوس لهما بعدم التكافؤ بينها أو غيرها من الظنون الشيطانية التي من شانها زرع الكراهية بين المخطوبين حتى تتمّ الفرقة.
والذي أود التنبيه اليه ان بعض الزوجات قد يلجأن الى هذا النوع من السحر حتى يحب إحداهن زوجها وتعتقد ان هذا النوع من السحر غير محرم لأنه يؤلّف بينها وبين زوجها فتقع فى حرمانية كبيرة وتؤدي الى تدمير زوجها وقد يؤدي الأمر الى ان يطلقها زوجها اذا عرف ان زوجته قامت بعمل سحر له لانها تقوم بايذائه ايذاءً كبيراً.
خديعة مرفوضة
وحذرت الدكتورة عفاف النجار عميدة كلية الدراسات الاسلامية في القاهرة من الانخداع بأن أي ساحر بأفعاله الشيطانية يريد خيراً لأن من يفعل سحر المحبة لتحبيب الزوج في زوجته أو العكس يمكن أن يفعل العكس إذا تقاضى أموالاً أكثر ممن يعادون الزوجين أو احدهما لأن الشيطان العدو الأول للبشر وبخاصة ما يتعلق بخراب البيوت وهذا ما وضحه الرسول صلى الله عليه وسلم «إن الشيطان ينصب عرشه على الماء ثم يرسل أتباعه في الأرض فيأتون إليه فيقول لأحدهم ماذا فعلت؟ فيقول مازلت به حتى شرب الخمر فيقول: يوشك أن يرجع ويقول للثاني وأنت ماذا فعلت؟ فيقول: مازلت به حتى سرق فيقول: يوشك أن يتوب ويأتي آخر ويقول: مازلت به حتى طلق امرأته فيقول: أنت أنت أي أنت الذي فعلت ما تكافأ عليه.
الساحر كافر
وعن حكم الشرع فيما يعرف بسحر المحبة اوضح الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الاسبق ان هذا النوع من السحر يطلق عليه شرعاً «التولة» وهو حرام حيث يقوم الساحر بطلب من المتقدم إليه ليعمل له سحراً يحبب زوجته فيه أو ليعمل للزوجة سحراً يحبب زوجها فيها وذلك بأخذ أثر من آثار المسحور فيه رائحته فتظهر أعراض هذا السحر المرضية وقد ينقلب السحر على الساحر فيكره الزوج زوجته كما يكره كل النساء معها لأن السحر قد يكون مزدوجاً بحيث يعمل ليحب زوجته ويكره من سواها فيكره أمه وأخته وعمته وخالته وقد ينقلب في كره زوجته وقد حرمه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله «ان الرقي والتمائم والتولة شرك» والسبب في عمل هذا النوع من السحر أنه ربما تجد المرأة من زوجها شيئاً من الصدود فتشتكي إلى إحدى أخواتها أو صديقاتها أو أمها فتشير عليها أن تذهب إلى الساحر ليعمل لها عملاً يجعل زوجها خاتماً في أصبعها ولا تعلم هذه المرأة أنها تخسر آخرتها من أجل دنياها بذهابها إلى الساحر الذي قد يطلب منها الفاحشة حتى يحقق لها غرضها الذي قد يبدو للعامة مباحاً الا انه محرم شرعاً لأن القضية لها جوانب أخرى شرعية، ولو أن هذه المرأة تحببت إلى زوجها بالطيب من الكلام وبحسن الخلق لكسبت محبته ومودته ولفازت بالأجر والمثوبة من عند الله ولانقاد لها زوجها محبا مطيعاً.
ويقول الدكتور أمجد خيري أستاذ الطب النفسي أن الكثيرين يؤمنون بالسحر، لكن عندما تسألهم يرفضون الاعتراف بذلك. وعن أسباب هذه الظاهرة يقول خيري: «الدجال حتى يضمن سرية نشاطه يؤكد لمريديه أنهم إن قالوا لأحد إنهم يذهبون إليه، فسوف يبطل مفعول العمل».
ويتّهم خيري وسائل الإعلام وخاصة بعض برامج الفضائيات بالترويج لهذه الثقافة، كما يتهم السينما التي تنتج عشرات الأفلام التي روجت لها أكثر من مهاجمتها، مثل فيلم «البيضة والحجر» الذي روى كيف أجبرت الظروف مدرس علم نفس يعاني ضيق ذات اليد على ممارسة هذه المهنة دون أن يسعى إليها بعدما نجح - بأسلوب علم النفس- في حل بعض مشاكل جيرانه، فاعتقدوا أنه من هؤلاء الذين يطلق عليهم اسم «أبو الكرامات».
وكان مدى تأثير الدجل على مهنة الطب النفسي محوراً لدراسة أعدها الدكتور خيري، وكشف خلالها أن 95 في المئة من المرضى النفسيين الذين يزورون الطبيب النفسي يذهبون قبله إلى الدجال والمشعوذ، ويكون الطبيب هو المرحلة الأخيرة بعد أن يكون المريض قد أعياه الإرهاق من كثرة زيارة الدجالين. والأغرب من ذلك كما كشفت الدراسة أن المريض عندما يشعر بالشفاء يرجع الأمر ليس إلى دور الطبيب، ولكن إلى تأثير الدجال الذي حل عليه متأخراً.
وكانت دراسة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية قد قدّرت عدد الدجالين في مصر بـ 300 ألف ينتشرون في كل أنحاء مصر، وأوضحت أن الإنفاق على أعمال الدجل والشعوذة يصل إلى أرقام فلكية.
وتؤكد الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس أن الإنفاق على الدجل في تزايد مستمر، وهو ما ترجعه إلى أسباب عدّة منها ثقافة الاستسهال التي أصبحت موجودة في المجتمع والتي تتحول معها الوسائل العلمية والمنطقية إلى طريق صعب، ويصبح الدجال هو أيسر الحلول. كما أن استمرار التمسّك بالموروثات القديمة دون تفكير علمي، وانتشار الأمثال الشعبية التي يرتبط بعضها بالخرافات، يصبّان في صالح الدجل.
وترفض خضر فكرة الربط بين التحضّر والدجل، مشيرة إلى أن دولاً كثيرة متقدمة في أميركا وأوروبا فيها محلات كثيرة لقراءة الغيب، حتى أنه يتمّ الاستعانة بالعرّاف كلما اقتربت الانتخابات الأميركية لمعرفة من سيحسم نتيجتها... يقف الكثيرون من الناس أمام مشاكل مستعصية لا يجدون حلاً لها، وفي لحظات يأسهم يلجأون إلى الحلول غير الواقعية، وهنا يجدون الساحر في انتظارهم فيفتح في وجوههم أبواب الآمال الكاذبة، وينقلهم لفترة محدودة من عالم الحقائق القاسية التي يعيشونها إلى عالم الأوهام التي لا تلبث أن تتكشَّف لتتركهم في حالة أصعب وأدهى من الحالة التي كانوا يسعون للخلاص منها.
90 في المئة من المصريين يؤمنون بسحر الربط الجنسي كشفت دراسة للمركز القومي للبحوث الإجتماعية والجنائية، أن 90 في المئة من المصريين يعتقدون بالسحر الذي يتسبب بالربط الجنسي، وهو يعني قيام بعض ممن يكرهون العريس بربطه بأعمال سفلية ينفذها دجال للحدّ من قدرته على ممارسة الجنس ليلة زفافه.
ويعتقد 80 في المئة من المصريين أن الحل يكون في استخدام الحجاب الذي كشفت الدراسة أنه يستخدم لأغراض كثيرة منها استمالة قلب المحب، والوقاية من المرض، والترقي في العمل، وإبطال عمل العفاريت.
والغريب أن الاعتقاد بالدجل لا ينتشر في البيئات الشعبية وحدها كما يعتقد الكثيرون، لكنه ينتشر أيضاً في مستويات ثقافية راقية. فوفقاً لدراسة أخرى أجريت في المركز نفسه عام 2004، تبين أن 63 في المئة من المصريين يؤمنون بالدجل، منهم 11 في المئة من المثقفين.
ورصدت دراسة صدرت بعدها بعامين أن 25 في المئة من الرياضيين والفنانين والسياسيين يؤمنون به.
ولعل حكاية «الشيخة» إيمان التي ألقت الشرطة القبض عليها أخيراً في مصر خير تأكيد لما جاء في الدراستين، فقد كشفت تحريات الشرطة أن هذه «الشيخة» الصغيرة (18 عاماً) التي تقيم في صعيد مصر، ذاع صيتها إلى درجة أن سياسيين وفنانين أصبحوا دائمي التردّد عليها.
علماء الأزهر يؤكدون: سحر المحبة ظاهره الرحمة وباطنه الحرام
رفض علماء الأزهر استخدام السحر في تحقيق أي مصلحة دنيوية حتى ولو كان بهدف تحبيب الزوجين في بعضهما أو محاربة العنوسة لأنه إذا كان الهدف نبيلاً لا بد أن تكون الوسيلة مباحة شرعاً.. وأوضحوا أن محاولة تعلّم السحر حتى ولو كان بهدف عمل الخير حرام شرعاً.
في البداية يعرف الشيخ ابراهيم عبد العليم المعالج بالقرآن وصاحب العديد من المؤلفات الشرعية ألاعيب السحرة وعملية السحر من الناحية الشرعية بأنه صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره وتأثير ما يتكلم به الساحر أو يكتبه في بدن المسحور أو قلبه أو عقله سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وهناك تعريف آخر بأن السحر أصله التمويه بالحيل والتخاييل وهو أن السحر علم يتقرب به إلى الشيطان. فالدين تتقرب به إلى الرحمن والسحر تتقرب به إلى الشيطان، السحر هو عقد وتمائم تؤثر في النفوس والأبدان وتجعل الإنسان يصاب بالكآبة والاستعانة بشياطين الجن والأرواح الشريرة لإيقاع الأذى بخلق الله يفعله الساحر حتى يتم تخييل الأمور للمسحور أنها بخلاف ما هي عليه. وقسم العلماء السحر الى العديد من الأنواع وهي السحر الحقيقي والسحر التخيلي والسحر المجازي وأهمها السحر الهوائي الذي يكون فيه السحر معرّضاً لتيار الهواء فكلما مرت الريح زاد تأثير السحر، ثم السحر المائـي الذي يرمى به السحر في البحار والأنهار والآبار وفي مجاري المياه، أما السحر الناري ففيه يوضع السحر في أو قرب مواقد النيران، أما السحر الترابي ففيه يدفن في التراب كالمقابر والطرقات والبيوت.
وأشار الى ان الساحر لا بد ان يلجأ الى أفعال شيطانية يحرمها الإسلام حتى يكون ساحراً ولا قيمة شرعاً لأن يكون ما يفعله يؤدي الى الخير أو الشر بمنظورنا الدنيوي لأنه لا يمكن ان نصل للحلال بطريقة حرام، وقد ورد في كتب التراث أن الساحر يصل الى ما يقوم به حتى ولو كان سحر المحبة بطريقتين الأولى ان تكون مادة السحر خارج جسد الشخص المراد سحره، والطريقة الثانية أن يقوم الساحر بإعطاء بعض الأشياء لإطعامها للشخص المراد سحره أو سقيها له أو شمها أو رشها على ثيابه أو فراشه وهذه الأشياء في الغالب تكون من مواد نجسة مثل دم الحيض أو بول أو لعاب كلب أو دم ميتة أو دم خنزير وغيرها من الأشياء المحرمة شرعاً ويقوم الساحر باختيار مادة السحر المناسبة ثم يتلو العزائم السحرية عليها أو يكتب الطلسمات بطريقته الشيطانية على ورق أو جلد أو معدن ثم يختار إحدى الطريقتين لإحداث التأثير في المراد سحره.