راتب الزوجة العاملة
حقوق المرأة, المجتمع السعودي, مشاركة المرأة, مساواة الرجل والمرأة, المرأة العربية / نساء عربيات, حرية المرأة, قضية / قضايا المرأة
23 سبتمبر 2009
راتب الزوجة في ميزان الدين
ترى الدكتورة سعاد صالح العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر أن الزوجة في نظر الإسلام مستقلة في مالها ومن ضمنه مرتبها وخاصة إذا كان الزوج تزوجها وهي تعمل أو اشترطت عليه أن تعمل في عقد الزواج, ولكني أرى من الأفضل أن تساهم الزوجة مع زوجها في تحمل تبعات الإنفاق الأسري سواء كانت تعيش معه بمفردها أو تعيش مع أهله لان هذه المساهمة من شأنها إطفاء نار الفتن الأسرية ويجعلها تعيش في وئام مع أسرة زوجها بشرط ان لا يكون في هذا التفضل ظلماً لها كأن يطالب أهل الزوج بالمرتب كله او يجبروا الزوج على أخذه إنما يجب أن يردوا لها الجميل والمساهمة معهم بجزء من مرتبها بالعمل على راحتها لان القاعدة الشرعية التي حددها الله في القرآن «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان».
وأوضحت أن المرأة حرة في رأيها وفي اعتقادها ولها شخصيتها الخاصة تدخل بها عقد الزواج كما يدخل الرجل بشخصيته الخاصة هذا العقد أيضاً وللزوجات حقوق قِبَل الأزواج مثلما للأزواج من حقوق قِبَلهن «وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالمَعْرُوفِ»، ودرجة الأزواج على الزوجات في الأسرة هي درجة الإنفاق عليهن ودرجة المواجهة في الحياة عند تنفيذ الأسرة ما يستقر عليه الرأي في شؤون هذه الحياة بين الزوجة والزوج وبقية أعضاء الأسرة ودليل أن الزوجة مستقلة في مالها أن مهرها وهو منحة من زوجها لها إذا دخل في ملكها لا يجوز لزوجها أن يسترد منه شيئاً إلا في حالتين: في حالة رضاها هي فإن تنازلت الزوجات عن شيء من مهورهن التي هي منحة من أزواجهن عن طيب خاطر إلى الأزواج فليس هناك حرج في أن يقبله الأزواج إذ هو حلال لهم الآن ويمكن للزوجة أن تفدي نفسها بمهرها أو ببعض منه لتتخلص من سوء عشرة زوجها لها وعندئذ يجوز للزوج أن يأخذه في مقابل فراقها منه.
كما أن مال الزوجة الخاص بها كالمرتب مثلاً لا يجوز قطعا للزوج أن يأخذ منه شيئاً إلا برضا الزوجة وطيب نفسها سواء كان يريد الاستفادة منه أو يريد بر أسرته وخاصة والديه بجزء من ذلك المرتب بشرط رضا وموافقة الزوجة من دون أي ضغوط او تنغيص ولعل هذا التدخل في مرتب الزوجة هو ما دفع بعض الجمعيات النسائية للمجلس القومي للمرأة بطلب إدراج بند في قسيمة الزواج بعدم استيلاء الزوج على مرتب زوجته حيث كشفت آخر الإحصائيات أن 82 في المئة من المصريات يُجبَرن على المشاركة بمرتباتهن في مصروف البيت وهذا رقم مخيف يكشف وجود أزمة حقيقية داخل كل منزل.
الرجل الشرقي لا يهتمّ براتب زوجته
ويشرح محمد عبد اللطيف (نائب رئيس قسم الإعلانات في مؤسسة الأهرام الصحافية) قيمة مشاركة الزوجة براتبها في الوفاء بمتطلبات الحياة حيث يقول: «أي رجل شرقي لا يهتم كثيراً براتب زوجته، على اعتبار أنه تربى على فكرة «سي السيد» تلك الشخصية التي رسخت سيطرة الرجل من جميع النواحي وعلى رأسها الناحية الاقتصادية، والآن فإن الرجل ينظر لمشاركة المرأة براتبها على أنها نوع من تحمل المسؤولية المشتركة بين الزوجين تجاه الأسرة، لا أن تكون سلبية وبعيدة كل البعد عن المشاكل التي يواجهها الزوج في العمل لتوفير المال اللازم للحياة، ولا شك أن نزول المرأة للعمل وحصولها على أجر نظير هذا العمل يدعم رؤيتها للحياة الأسرية باعتبارها مشاركة، وهذا بالضرورة ينعكس على الزوج في استمرار تشجيعه للزوجة على العمل لتحقيق ذاتها وبالتالي ارتفاع راتبها وهو ما يعود في النهاية على الأسرة ككل.
راتبي ملك لي
«تزوجت عبير عام 2002 أي قبل أن تتخرّج من الجامعة وتستهلّ حديثها الذي ربطته بدعم زوجها الدائم لها بالقول: «أكملت في بيت الزوجية السنتين المتبقيتين من دراستي الجامعية، ويعود الفضل إلى زوجي الذي آزرني مادياً ومعنوياً وكان ولا يزال الحافز لعملي، فقد سهّل من مهمتي في إيجاد فرصة عمل أفضل عبر دفعي للتدريب في منظمة الأسكوا وجريدة النهار».
وقد قدّرت عبير لفتة زوجها عبر نوعية العمل الذي إختارته: «كنت أبحث عن وظيفة لتحقيق ذاتي بما يتلاءم مع واجبي كزوجة وأم لطفلة، فعملت في مكتبة جامعية نظراً لدوامها القصير والمريح بعكس زملائي في الجامعة الذين إنصرفوا إلى العمل التلفزيوني، رغم ذلك أنا أعمل من كل قلبي لأنني أسعى لإثبات ذاتي وقدراتي وليس بدافع الإعالة فقط».
وتصرف عبير كامل راتبها على نفسها: «الحمدالله زوجي لا يحتاج إلى دخلي، فنحن نعيش في بحبوحة، وهو لا يقبل أن أدفع فلساً من راتبي الذي يسدّد فاتورة موبايلي وملابسي ومصروف سيارتي».
من حق الزوجة الاحتفاظ بجزء من راتبها
«نعم من حق الزوجة أن تحتفظ ولو بجزء بسيط من راتبها» والكلام لـ هناء عبد المنعم (باحثة) التي تؤكد أن حصول المرأة على أجر نظير عملها يشير بوضوح إلى نجاحها وقدرتها على تحقيق ذاتها واحتفاظها بجزء من مرتبها ما هو إلا مكافأة بسيطة لنفسها، ولكن هذا لا يمنع أن الزوجة العاقلة هي التي تحس بالظروف المحيطة بالأسرة بحيث أنها تكون مستعدة لتقديم كل ما لديها - حتى ولو كان كل راتبها - لصالح هذه الأسرة، وعموما فإن غالبية النساء الشرقيات لديهم الحنان الكافي وتحمل المسؤولية في أحلك الظروف للمشاركة في مسؤوليات الأسرة، وهناك الكثيرات اللاتي يتحملن مسؤولية البيت كاملة في ظل تقاعد الزوج أو إصابته إصابة خطيرة تمنعه من العمل والنماذج كثيرة في حياتنا تطالعنا بها وسائل الإعلام المختلفة، وهي نماذج حية للكفاح والتعاون والحب، فالأمر ليس مجرد راتب تشارك به أو تمنعه الزوجة ولكنه تعبير عن مدى الحب والعطاء الذي يجمع الزوجين، في الأغلب فإن الزوجة التي لا تشارك براتبها أو بجزء منه في منزل الزوجية فهذا مرده إلى عدم ثقة هذه الزوجة في شريك حياتها ما يجعلها شخصية أنانية ذاتية لا تهتم إلا بنفسها.
أنانية
«لابد من مشاركة الزوجة في مصاريف البيت».. هذا ما أعلنه فادي جلاب (موظف) فالحياة تعاون والظروف أصبحت في غاية الصعوبة، ولم يعد مرتب الزوجة مجرد «رفاهية»، بل أصبح - حتى ولو كان مجرد جنيهات معدودة - ضروريا لسد ثغرات كثيرة في الحياة، ويكفي أن نقول أن مرتب الزوجة يعتبر رزقا للبيت كله ويوظف لصالح أهل هذا المنزل، فالزوجة التي تستأثر براتبها لنفسها هي زوجة أنانية لا تحب إلا نفسها وهذا شيء يتنافى تماما مع فكرة المشاركة والعطاء التي تقوم عليها مؤسسة الزواج خاصة في عالمنا العربي، ولذلك فهو لا يتصور نفسه مرتبطاً بإنسانة لا تهتم إلا بذاتها ومن بعدها الطوفان!!
معاً في الإنتاج والإنفاق
وتؤكد رانيا سمير (موظفة) أنها تفضل أن تشارك الزوجة زوجها ولو بجزء من راتبها في تحمل أعباء الأسرة، وذلك عن قناعة وليس اضطرارا، فقد تربت في منزل كانت والدتها تعمل منذ تخرجها في أواخر الستينات وكانت تعطي راتبها أول كل شهر لوالدها لتدبير احتياجات المنزل، وتضيف: «حتى عندما جاء لوالدتي عقد عمل في إحدى الدول الخليجية اضطررنا لأن نسافر جميعا، ولم يكن في إمكان والدي أن يعمل نظراً لمنع القوانين هناك الزوج المرافق من العمل إلا في الشركات والهيئات الخاصة، وهنا اضطر أبي للرضوخ لهذا الوضع الغريب بالنسبة له، ولكن والدتي كانت أيضا تقوم بنفس ما كانت تفعله من قبل وهو وضع راتبها تحت تصرف أبي إيمانا منها بأن الزواج شراكة يقوم عليها الزوج والزوجة من دون أي حساسيات، ونشأت في هذا المنزل وتشربت هذه المبادئ التي أؤمن بها تماماً.
شراكة في الراتب
أما صالح سامي (موظف حسابات بإحدى الشركات الخاصة) فيرى أن عمل المرأة وحصولها على أجر لابد أن يسخر لخدمة الأسرة بل واجب على كل زوجة أن تضع ما تكسبه من أجل تحسين مستوى معيشة الأسرة الصغيرة، ولذلك فإنه يتعاون هو وزوجته - التي تعمل مدرسة - في الاستفادة من حاصل جمع راتبه وراتبها لصالح نجليهما، وكان هذا اتفاقا بينهما قبل الزواج عن قناعة تامة بأن البيت الصغير الذي يسعيان لتأسيسه يحتاج لراتب الطرفين، مع الأخذ في الاعتبار أن المرأة ليست مطالبة بذلك ولكنها المشاركة والضرورة التي تمليها الحياة الحديثة بإيقاعها اللاهث وارتفاع تكلفة المعيشة!!
وتؤكد الزوجة ماريان كلام زوجها قائلة: «نعيش الآن في ظروف اقتصادية صعبة خاصة مع ارتفاع الأسعار بصورة غير طبيعية وأصبحت الحياة تحتاج لمشاركة الزوجة بقوة بالعمل، فأجر الزوج وحده لم يعد يسد الحاجات الأساسية، وهذا ليس نتيجة تقصير ولكنه نتيجة تغير الظروف» وعموما فهي تحس بسعادة لمشاركة زوجها في مواجهة أعباء الحياة حتى لا يخالجها الشعور بأنها عضو خامل في الأسرة، وستستمر في أداء دورها هذا طالما كانت قادرة على العمل والمشاركة في نفقات المنزل.
لا توجد حسابات بيني وبين زوجي
زوجة صيدلي وأم لطفلين وصاحبة صيدلية وأستاذة جامعية، كلها أدوار تلعبها سيدة واحدة هي اللبنانية سهام عيتاني. تقول سهام :«لم أعتد وزوجي على تقسيم المصاريف المعيشية والمنزلية، أقوم بشراء كل ما أحتاج إليه كذلك أتبضع لأولادي وزوجي، وهو كذلك». وتشعر سهام بِحُب المشاركة في المصاريف الحياتية «حتى لو أنني أملك حق التصرّف براتبي وما أجنيه لأنه تعبي في النهاية وأعتبر أن الزوج هو المسؤول الأساسي عن بيته ولا يحق له إجبار زوجته على العمل في حال ممانعتها، لكن المنطق يفرض على المرأة التي تخرج من منزلها وقد تتخلى عن بعض مسؤولياتها التعاون والمشاركة من أجل حياة أفضل». وترُد عيتاني سبب عملها: «إلى تحسين مدخول العائلة، كما أنني أمنع زوجي من دفع أجرة مصاريفي الشخصية، فأنا أملك المال ولا أحب الإدخار على حساب عائلتي عبر عدم السماح بالمساس براتبي». وعن أمومتها، فقد عملت سهام على التوفيق بين عملها ورعايتها لطفليها: «لقد خصصت الطابق العلوي في الصيدلية لهما، كما أنني حرصت على الرضاعة الطبيعية حتى السنة ونصف السنة. ورغم محاولتي التوفيق بين عائلتي وعملي إلا أن زوجي يشعر بتقصيري، وأنا أتفهم ذلك لأن النجاح في العمل والواجبات الزوجية معادلة مختلّة التوازن».
راتب الزوجة.. يثير أحياناًَ حفيظة الأزواج وربما يؤثر في مسيرة الحياة الزوجية، فالبيوت العربية لا تزال تتجادل وتتحاور حول هذا الراتب وكيفية إنفاقه، فهناك من يؤيد مشاركة المرأة براتبها في نفقات الحياة الزوجية، وآخرون يرفضون هذه الفكرة تماماً. ومن جهة المرأة، هل توافق على تحمُّل أعباء الحياة المادية مع الزوج؟ من الطبيعي أن تفعل ذلك إذا كان راتب الزوج لا يفي بالغرض. أما إذا كان الزوج ميسوراً، فالموضوع يصبح جديراً بالمناقشة.
أعمل لتسديد الأقساط المدرسية
زوجة وأم وموظفة مسؤولة عن ماركة مستحضرات تجميلية تروي واقعها الذي يدرّ عليها راتباً محدوداً.
تقول عبير أبو عرب أن كامل مدخولها الشهري تسدّده للمدارس وكل ما يتعلّق بأولادها، في حين يستلم زوجها مسؤولية كامل المصاريف المتبقية.
ولا يحول الحس بالمسؤولية وحب العطاء دون شعور عبير بظلم الحياة: «أعي مدى أهمية التضحية في سبيل أطفالي لكنني أيضاً أشعر أنني فقدت حياتي الشخصية وحقوقي مهدورة خاصة أننا لا نعيش في بلد أوروبي حيث الحياة أسهل، فالمدارس مجانية كذلك الأدوية وزيارة الطبيب».
وتعود عبير سنوات إلى الوراء وتحديداً قبل زواجها: «حين كنت عزباء كنت مدلّلة وأعتني بنفسي أكثر، أما اليوم فهناك أولويات تحتّم عليّ إغفال إحتياجاتي ومتطلباتي الشخصية من أجل أولادي الذين أراهن على رعايتهم في المستقبل».
راضخة للأمر الواقع تقول عبير: «لست وحدي من يشقى لتأمين حياة كريمة، فزوجي أيضاً في سباق دائم من أجل التخفيف من وطأة الحياة».
راتبي لشراء المجوهرات وتذاكر السفر
لا تتحمّل آية البرق قيسي أي مصاريف حياتية فزوجها في غنى عن راتبها: «أعمل منذ 6 سنوات وأحصل على راتب مقبول يخوّلني شراء المجوهرات و تذاكر السفر، كذلك الإدّخار لأن زوجي لا يطلب مني المشاركة المادية».
وتقول آية أنها تعمل لأجل إستقرارها النفسي وبحثاً عن الإستقلالية الإنتاجية: «العمل والحصول على راتب من تعبي يشعرني بالثقة في النفس والسعادة التي تنعكس إلى داخل المنزل وبالتحديد أولادي، فهم لديهم أم عاملة فرضت نفسها في مهنتها ولا تكتفي بالوقوف في المطبخ، كما أنّ دوام عملي مريح ولا يعيق دوري كأم وزوجة».
شهادات وآراء الأزواج والزوجات
في البداية يؤكد غني الملاخ (موظف في وزارة التربية والتعليم في مصر) أنه لا يهتم كثيراً براتب زوجته، فهو المسؤول الأول والأخير عن توفير نفقات المنزل باعتباره رب الأسرة، ولذلك فهو يعتبر راتبها كأنه لم يكن، بل إنه في الأغلب لا يكفي حتى مجرد المواصلات والاحتياجات الخاصة بها، ولكنه لديه قناعة تامة بأن مجرد إحساس المرأة بحصولها على أجر يعطيها الثقة بأنها عضو نافع في المجتمع وهذا ينعكس بالإيجاب على الأسرة، فحصول الزوجة على أجر أياً كان هذا الأجر يجعلها تقدر قيمة العمل والجهد الذي يبذله زوجها لتوفير متطلبات الأسرة من جميع النواحي.
لا يعجبها الرجل الذي يحاسب زوجته
على النقيض تماما تشير ايريني قلادة (موظفة) إلى أن لديها قناعة كبيرة بأن الزوجة تحب أن يصرف عليها زوجها حتى لو كانت تعمل وتحقق دخلاً معقولاً، فمعظم الفتيات تربين على أن الرجل الحقيقي هو الذي لا يحتاج لمرتب زوجته مهما كان، ولذلك فهي لا يعجبها كثيراً الرجل الذي يحاسب امرأته أو يجعل مصروف البيت مناصفة بينهما، فهو أسلوب ينم عن بخل وحرص شديدين من جانب الرجل وهذا مؤشر سلبي يؤكد أن هذا الرجل بخيل في مشاعره أيضا، وهذا هو الخطر الحقيقي الذي يهدد استقرار الحياة الزوجية!!
وتتفق سحر محمود (مترجمة) مع ما ذكره الملاخ مشيرة إلى أن الحياة الزوجية عبارة عن شركة في كل شيء والأجر الذي تحصل عليه الزوجة نتيجة عملها ما هو إلا جزء يسير تشارك به المرأة زوجها في توفير بعض متطلبات العائلة، ومن الممكن أن تكون الزوجة أكثر حكمة في التعامل مع راتبها بحيث تقوم بتوفيره كله أو جزء منه للمستقبل تحسباً للطوارئ، على اعتبار أن اغلب المجتمعات الشرقية لا تزال تنظر للمرأة على اعتبار أنها الكائن الأضعف وبالتالي فإن راتبها مجرد «منظرة» لا تسمن ولا تغني من جوع!!
المشاركة تعزّز روح التعاون
ترى الدكتورة عزة كريم - إحدى خبيرات علم الإجتماع في مصر - أن الرباط الأسري يتدعّم بالمشاركة سواء من جانب الزوج أو الزوجة على حد سواء، فمشاركة المرأة براتبها يؤكد حبها لأسرتها وتقديرها لما يقدمه الزوج من تضحيات لأسرته الصغيرة، ورغم أن هناك سيدات عاملات يفضلن الاحتفاظ براتبهن الشهري للوفاء باحتياجاتهن الشخصية من ملابس وإكسسوارات ومكياج خاصة أن معظم الرجال يعتبرون شراء مثل هذه الأشياء إسرافا وبذخا لا طائل من ورائه إلا أن الحياة الحديثة بكل ما فيها من صعاب ومعوقات تحتاج لتضافر جهود الزوجة والزوج خاصة الجهود المالية لتوفير حياة كريمة لأبنائهما، وهو ما يزيد الرابط والعلاقة الإنسانية بين الطرفين ويدعم المشاركة في اتخاذ القرارات المصيرية التي تحكم الأسرة، فمشاركة المرأة لزوجها في الأمور المالية يعطيها الفرصة للمساهمة بالرأي لصالح مستقبل أفضل وحياة كريمة مستورة.
وتضيف الدكتورة عزة: أنه ليس هناك مانع من أن تحتفظ المرأة بجزء من راتبها، خاصة أن المرأة العربية معروف عنها قدرتها على الادخار وتدبير نفقات المنزل، كما أن ذلك يساعد على أن توفر من هذه المدخرات ما يعين الأسرة في المستقبل إذا ما واجهت أية صعاب، وليس أدل على ذلك من أن هناك زوجات يقمن بشراء ذهب كل فترة بما ادخرنه وذلك تحسباً للظروف باعتبار أن الذهب عبارة عن أموال مجمدة تزداد قيمتها المالية مع مرور الوقت وهو ما يدعم فكرة أن راتب المرأة يحمل الكثير من الايجابيات إذا تم توظيفه بالصورة اللائقة لصالح الأسرة الصغيرة بعيداً عن أية حساسيات أو عقد شرقية رجولية لا تزال تقف عند أوائل القرن الماضي!!