المرأة بعد الـ40 في مصر
سلمى المصري, يوم المرأة العالمي, سن اليأس, حنان نصر, شهادات حيّة, التقدم في السن, سن الأربعين
12 يوليو 2010نيفين سعد: الرجال روّجوا أن الأربعين سن اليأس للمرأة وهذا غير صحيح
نيفين سعد (إختصاصية تخاطب) تشعر بأنوثتها عند حضور عروض الباليه في الأوبرا، وتقول: «وقتها أشعر بأنني البطلة وأحلق راقصة في خيالي. إنني على اقتناع تام بأن الرقص علاج مذهل لأمراض عدة أهمها الاكتئاب، لذا أنصح به كل امرأة أربعينية إذا شعرت بالاكتئاب، وأنا أنفذ هذه النصيحة عند شعوري بالاكتئاب أو تعكّر المزاج».
المرأة في هذه السن أكثر نضجاً واستقراراً في علاقتها بالطرف الآخر، هكذا ترى نيفين سن الأربعين، وتضيف: «لكن الرجال روّجوا أنها سن اليأس للنساء وسن الشباب لدى الرجال ليعطوا أنفسهم رخصةً للخيانة وتعدد الزوجات».
تُكمل: «أعرف كيف أستمتع بحياتي حتى لو كنت خمسينية أو ستينية وليس أربعينية. أما على المستوى العملي فكل آمالي إقامة مؤسسة خيرية لرعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، تتعامل معهم بذوق ولطف. وبالفعل بدأت خطوات عملية نحو تحقيق طموحي».
هويدا مصطفى: في سن الأربعين أجني ثمار كفاحي
اختلف مفهوم المرأة الأربعينية عن ذي قبل، فقد أصبحت الآن نجمة مجتمع تجني ثمار نجاح المراحل السابقة في هذه الفترة خاصة إذا كانت عاملة. هكذا ترى المحامية هويدا مصطفى نفسها في مرحلة الأربعين.
وتوضح: «تدخل المرأة مرحلة النضج العملي عند اجتيازها الأربعين، لأن كل فتاة تبدأ الكفاح منذ بداية العشرين، خصوصاً بعد التخرج لتتخبط في الحياة العملية في أول خمس سنوات بعد التخرج، ولكنها تجني ثمار تعبها ومجهودها في مرحلة الأربعين، حيث تعمل بلا أخطاء تُذكر وتصبح أكثر قدرةً على العطاء المهني وخدمة المجتمع، وهذا ما يحدث معي الآن، اذ أحصد نتاج تعبي مع أولادي ومع زوجي، فالمشاكل الأسرية أقل الآن. ومن الناحية العملية أنا حريصة على العمل الاجتماعي التطوعي، وأقدم استشارات قانونية مجانية عبر إحدى الفضائيات، ومن ناحية عملي فأخطائي تقريباً انعدمت وأصبحت أكثر شهرة وخبرة. هكذا أجني ثمار تعبي ومجهودي الآن وأنا في سن الأربعين».
وترى مصطفى أن الأربعين أفضل مرحلة تهتم فيها المرأة بنفسها وبجمالها، «فالمرأة الذكية لا تترك فرصة للتجاعيد لتزحف الى بشرتها، وبالتالي توليها المزيد من العناية، خاصة أنها لم تعد مشغولة بتربية الأطفال أو غارقة في العمل من أجل إثبات ذاتها. أنا مهتمة جداً بالحفاظ على جمال بشرتي عن طريق كريمات التغذية فائقة العناية، ولكنني فاشلة في مسألة الرشاقة. ورغم ذلك أعمل على ألا يزيد وزني عن طريق ممارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة يومياً، وأهتم بوضع كريمات الليل والنهار المرطبة والمؤخرة لظهور التجاعيد».
وتحمل هويدا العديد من الأمنيات التي تتمنى تحقيقها على المستوى العملي والشخصي، فعلى المستوى الشخصي تتمنى تزويج أولادها ورؤية أحفادها، وعلى المستوى العملي تتمنى أن تكون عضواً في البرلمان حتى تخدم الناس. وستترشح في الدورة الانتخابية المقبلة، كما تأمل أن تصبح أكثر إقناعاً للقاضي وتوصل اليه إحساس الظلم الذي يشعر به المتهمون.
نقدم هذه الشهادات لنساء من مصر ذوات اهتمامات مختلفة بلغن الأربعين أو تجاوزنها، وأقبلن على حياة جديدة:
آسر ياسر: غيّرت نظامي الغذائي وسأدخل موسوعة غينيس
بعد إجازة الأمومة التي أخذتها آسر ياسر من أجل التفرغ لتربية طفلتيها، لم تعد إلى العمل، ولكنها عملت في الأعمال الاجتماعية التطوعية. تقول: «فضلّت أن تعرف ابنتاي أن دور المرأة ليس مقصوراً على المنزل، بل هناك مجتمع عليها خدمته أيضاً. أريد أن أرسخ في عقول ابنتيّ أن المرأة كائن مهم ومشارك في المجتمع، سواء كانت عاملة أو ربة منزل، فربة المنزل يمكنها استثمار وقت فراغها في الأعمال الاجتماعية وتثقيف نفسها حتى تشعر بكيانها وأهميتها الاجتماعية كفرد منتج فيه».
وتؤكد آسر ياسر اهتمامها بتخصيص وقت للرفاهية، وتقول: «هناك وقت لجلسات السمر مع صديقاتي، وهناك وقت لصالون التجميل. كما أخرج في رحلات نسائية ترفيهية، وقد أسافر إلى المصيف مع صديقاتي، ويكون مصيفاً للنساء فقط. أحيانا نسافر أنا وزوجي فقط من أجل النزهة. كل ذلك مهم جداً للحفاظ على نشاط المرأة حتى لا تشعر بأنها مستهلكة فقط، والحمد لله أن زوجي يُقدّر حقي في ذلك».
وتتابع: «للمزيد من الاستمتاع بالحياة أحب كأي امرأة أن أرى نفسي جميلة دائماً، لذا لا أجد غضاضة في اللجوء إلى طبيب تجميل، ولا أجد ذلك عيباً، فتجديد الشباب والحفاظ عليه مهمان جداً لتحسين مزاج المرأة واستمرار عطائها. ولأن العطاء والطموح لا يتوقفان مع أي سن، تقدمت الى موسوعة «غينيس» العالمية، لأحقق الرقم القياسي بأكبر علم لمصر، وقد جاءتني الفكرة بعد مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر في السودان، وبدأت تنفيذها وتعاقدت مع مصنع للقماش وبعض الممولين، ولديّ حلم بأن تفتتح الحدث السيدة سوزان مبارك أو السيد جمال أو علاء مبارك. إن هدفي أن يكون العلم من 50-60 ألف متر وأن ترعاه شركات كثيرة. أيضاً أتمنى أن تكون بلادي جميلة جداً وأحاول تحقيق الوعي بذلك من خلال الفيس بوك».
حنان نصر: إنجازاتي بدأت في الأربعين
من تنظيم مسابقة «فتاة العالم العربي المثالية» إلى مسابقة «عربية أنا» لا تتوقف طموحات وأحلام سيدة الأعمال حنان نصر في توحيد فتيات الوطن العربي تحت فكرة واحدة. وتصف أحلامها قائلةً: «الحلم بالنسبة إلي يعني السعي وراء تحقيقه، حتى ولو كان التحقيق صعباً أكافح من أجله. فاستطعت والحمد لله توحيد فتيات الوطن العربي في مسابقة «فتاة الوطن العربي المثالية» أو «ملكة جمال العرب». والآن أسعى لجمع الخبرات العلمية من النساء من مختلف الدول العربية في مسابقة «عربية أنا»، وهي خاصة بالمبدعات في جميع العلوم والفنون، وسنختار من كل دولة عربية ثلاث سيدات».
وتُكمل حنان نصر: «العمر ليس بعدد السنوات، وإنما بالإنجازات المحققة فيه، والتي بدأت بشكل أكبر وأنا في سن الأربعين. وأنا أهتم بنفسي وجمالي ولا أترك انشغالاتي تؤثر عليّ خاصة أنه في عالم البيزنس يؤثر الشكل على نجاح رجل أو سيدة الأعمال. بالإضافة إلى ذلك أستمتع كثيراً عندما أستقطع وقتاً وأذهب إلى الكوافير وأعتني بجمالي. ولا أجد مشكلة في طلب مشورة طبيب التجميل ولا أعترض على إجراءات التجميل كحقن البوتوكس من أجل الاحتفاظ بشباب دائم وبشرة نضرة، فقد خلق الله لنا الطب لنستفيد منه في حل مشاكلنا، والتجميل فرع مهم من فروع الطب».
فاتن الحلو: أحافظ على لياقتي وسعيدة بنجاحي مع الأسود
بعد استكمال فاتن الحلو مسيرة زوجها مدرب الأسود الراحل إبراهيم الحلو، تعمل حالياً على توثيق قصة حياتهما وكفاحهما في فيلم سينمائي.
لا يتوقف طموح فاتن عند هذا الحد، فهي تحلم بتأسيس مدرسة لتعليم فنون السيرك على مستوى عالمي، وتوفر لخريجيها فرص عمل في خيمتها المتنقلة في جميع المحافظات، والتي تحلم بامتلاكها بالتوازي مع المدرسة. وتقول: «أعلم أن طموحي كبير وأحلامي هائلة، ولكنني أسعى لتحقيقها حتى ولو كنت في منتصف العمر.
الآن أنا أفتخر باحتفاظي بلياقتي ودخولي الى فقرتي الخاصة بتدريب الأسود حتى الآن. وأنا أشد فخراً وسعادة بحب الجمهور لي وسعادتهم بفقرة الأسود والنمور التي قررت تقديمها بعد وفاة زوجي».
نظرة اجتماعية الى سن الاربعين
تؤكد الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع في جامعة القاهرة أن نظرة المجتمع للمرأة الأربعينية بدأت تتغير للأفضل، خاصة أن الأربعينية لم تعد عبئاً على الأسرة بل أصبحت منتجة، وبالتالي أصبحت أكثر قدرة على مواجهة مشاكل حياتها، والأهم من ذلك أنها تحقق نجاحاً أكثر في مرحلة الأربعين لتجاوزها مرحلة المراهقة وتهور الشباب، ولا تواجه الأربعينية مشاكل اجتماعية إلا إذا كانت لم تتزوج بعد، وغالباً ما تكون وصلت إلى مركز مرموق. وترجع خضر إصرار المرأة الأربعينية على الاهتمام بجمالها ومظهرها الخارجي إلى وسائل الإعلام التي أصبحت أكثر اهتماماً بالمرأة مع زيادة عدد البرامج المخصصة لها وزيادة إصدارات الصحف النسائية. وفي النهاية تنصح كل امرأة بالتعود منذ الصغر على الاهتمام بالثقافة أو الرسم أو الأدب، ومواكبة التكنولوجيا وعدم التوقف عن دراسة الجديد في عالم الكمبيوتر لأن كل هذا يفيدها عندما تصل الى سن الأربعين.