شهادات حية عن جرائم النساء في مصر
نساء, محاربة الإكتئاب, قتل, جرائم, تجارة المخدرات , سرقة, خيانة, الغيرة, خطف, شهادات حيّة
30 أغسطس 2010قاتلة على الهواء
آية كانت أشهر قاتلات الأشهر الماضية، فجريمتها حصلت على مرأى ومسمع الآلاف من سكان إحدى المناطق الشعبية... قررت الزوجة أن تضع حداً لتجاوزات زوجها الذي أهملها، وبدأ يسيء معاملتها ورفض تطليقها.
ووصلت العلاقة بين الزوجين إلى طريق مسدود، وأصرت آية على الحصول على الطلاق، ورفض الزوج رغم أنه تزوج عليها، وأخبرها أنه سيذيقها ألواناً من العذاب. وبدأت الزوجة تشعر بأنها ضحية ظروفها التي جمعتها بهذا الرجل ذي التاريخ الإجرامي، وهي المعلومة التي لم تكن الزوجة تعرفها قبل زواجها.
كانت آية تموت في اليوم ألف مرة، وفشلت في إيجاد حلول لمشكلتها فقررت أن تحسمها بالسكين. اتصلت بزوجها وطلبت منه أن تلتقيه في الشارع لحل المشكلات العالقة بينهما. وبكل هدوء وافق الزوج وهو لا يُدرك شيئاً عن نية الزوجة.
أخفت آية السكين في ملابسها، واتجهت نحو زوجها بخطوات ثابتة واثقة. لم تهتم بوجود مئات من المارة ولم تضع في اعتبارها أن النهار يكسو الأفق، وتحسست سكينها وهجمت على زوجها الذي أصابه الذهول.
سقط الزوج على الأرض مضرجاً بدمائه، ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يسعفه أحد. ووقفت الزوجة بثبات أمام الجثة تنتظر وصول الشرطة وسكينها تقطر دماً، وسلمت نفسها للشرطة وبكل هدوء اعترفت بجريمتها...
حرامية الجثث!
كانت سناء تحمل قلباً حديدياً، اختارت مكاناً يخشاه الرجال ومهنة تقشعر لها الأبدان، لكنها ورثت من والدها عم سعيد «التربي» هذا القلب الفولاذي. لأنها شاركته منذ نعومة أظافرها هذه المهنة، وحينما كبرت لم تكن تخشى تمضية الليل داخل المقابر!
مات الأب وقررت الابنة أن ترثه، ولكنها قررت أيضاً أن تتجه إلى الطريق الحرام. اختارت مهنة سرقة الجثث بعد أن تأكدت أنها تجارة مربحة، ولم تهتم بما تسببه من انتهاك لحرمة الموتى.
نجحت سناء في تكوين عصابة كبيرة العدد من سكان المقابر الذين سيطرت على عقولهم، وبثت داخلهم الرغبة في التمرد على واقعهم وتحقيق حلم الثراء، فبيع جثة واحدة يحقق هذه الأحلام.
وبإشارة من إصبعها كانت العصابة تتحرك فجراً لتفتح أبواب المقابر وتسرق عشرات الجثث. أصبحت سناء هي الآمرة الناهية في هذه المنطقة، ذاع صيتها وأصبح الجميع يخشون امرأة الليل. فهي لا تظهر نهاراً ولكن أهالي المنطقة اعتادوا أن يشاهدوها ليلاً وهي تتحرك بين أعوانها وكأنها في نزهة.
والبداية عند أجهزة الأمن كانت عبارة عن بلاغات من مواطنين أكدوا اختفاء جثث أقاربهم بعد عبث مجهول بالمقابر. وانزعج رجال المباحث من انتشار هذه الظاهرة، وصدرت تعليمات من اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة لكشف مرتكبي هذه الجرائم.
لم تكن المهمة سهلة، فالوصول إلى أسرار هذا العالم أمر في منتهى الصعوبة، وذلك لاستحالة تسلل غرباء بين سناء وعصابتها، ولم يكن أمام رئيس المباحث سوى تجنيد أحد أفراد هذه العصابة.
وبعد أسابيع كشف المصدر السري لرئيس المباحث جميع تحركات العصابة، وحدد الضباط ساعة الصفر، وهو التوقيت الذي تعبث فيه سناء وعصابتها بالمقابر لتسرق الجثث. وفجأة سطعت كشافات الإضاءة لتنير المكان! لم تصدق زعيمة عصابة سرقة الجثث أنها أصبحت محاصرة، حاولت الهرب لكن رجال المباحث ألقوا القبض عليها وعلى أعوانها متلبسين بجريمتهم، وقررت النيابة حبسهم جميعاً.
منى دسّت السم لزوجها وآية قتلت رجلها في الشارع ارتدت البدلة الحمراء وحبل المشنقة يتراءى أمام عينيها من بعيد بعدما أصدر القاضي حكماً بإعدامها وشريكها في جريمتها البشعة. ورغم أن منى قد طعنت أمام محكمة النقض بحكم الإعدام الصادر بحقها، فإنها ما زالت في مواجهة الموت مدانة بقتل زوجها بعدما دسّت له السم.
بدأت حكايتها في إحدى محافظات الوجه البحري... لم تكن سعيدة مع السائق زوجها الذي يكبرها بسنوات، لكنها لم تجرؤ على الاعتراض، فهي في النهاية تعيش حياة أفضل كثيراً من حياتها مع أسرتها، فزوجها انتشلها من الفقر الذي غرقت فيه، ونقلها لتعيش معه في شقة أفضل كثيراً من مسكن أسرتها.
لكن منى راحت تتمرد على واقعها، نسيت كل ما فعله زوجها من أجلها وشعرت بالوحدة، لأنه كان يعمل سائقاً ويغيب عن منزله أياماً ويترك زوجته الشابة فريسة للوحدة. وهي في النهاية أنثى لديها أحاسيس تريد أن تشبعها.
وحينما يعود الزوج كان يبدو شديد العملية في تصرفاته إذ يُحضر لمنى الهدايا، ولكن لا يهتم بمشاعرها لتجد نفسها وحيدة حتى في ظل وجود زوجها. لذا بدأت تُفكر في الانفصال، رغم أن زواجها لم يمض عليه إلا عامان، لكنها تراجعت في النهاية عن هذا الرأي لأن البديل هو العودة الى الفقر.
خلال غياب زوجها تعرّفت على جارها شحاتة، كان في مثل سنها، واستسلمت منى لأحاسيس الحب المتدفق، وقررت أن تطلب من زوجها الطلاق، لكنها تراجعت عن هذه الفكرة وخططت للحصول على كل شيء دفعة واحدة.
فكرت في وضع السم لزوجها، قبل أن يجهز عليه حبيبها ثم يلقي بجثته بعيداً ويدفنه في الصحراء. وراقت الفكرة لشحاتة، ونفذها بحذافيرها: تناول الزوج العشاء وفقد وعيه تحت تأثير السم «الخفيف» الذي دسّته له زوجته في الطعام، وفتحت منى الباب لشريكها الذي حمل الجثة في سيارة نصف نقل ودفنها في الصحراء!
لم تمض الأمور كما خططت منى، فأحد الأعراب اكتشف الجثة قبل أن تتحلل وأبلغ الشرطة، وسرعان ما توصلت المباحث إلى الحقيقة واعترفت منى بالتخطيط للجريمة والمشاركة فيها. وقضت المحكمة بإعدامها وشريكها.
المعلمة مهجة
في أطراف القاهرة كانت تعيش «المعلمة» مهجة. هي امرأة يخشاها الرجال، قوية الشخصية، حادة، عنيفة، نجحت في قيادة عصابة من تجار المخدرات. ولم يكن سهلاً على رجال المباحث الوصول إليها بسبب حذرها الشديد، وحسن اختيارها لمعاونيها، فهي لا تترك وراءها أي ثغرة. نشأت مهجة في كنف أسرة محترفة للمخدرات، وبدأت التجارة منذ الصغر بعد أن دخلت الأسرة كلها السجن، الأب والأم والأشقاء، ولم يبق سوى مهجة التي بدأت تجري اتصالات بكبار تجار المخدرات حتى تحمل راية هذه المهنة! تمكنت التاجرة الصغيرة في فترة بسيطة من أن تحتل مكاناً مهماً بين أقرانها من الرجال، ونجحت في تشكيل عصابة يأتمر أفرادها بأمرها. ولكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، فبدأ رجال مهجة يتساقطون في قبضة الشرطة، وتوالت اعترافاتهم المثيرة بتورط زعيمة العصابة في جميع جرائم الاتجار بالمخدرات!
ظلت مهجة هاربة لكن الأحكام القضائية توالت ضدها حتى بلغت مدتها 70 سنة، وبدت الزعيمة أكثر حذراً، ولجأت إلى الجبال حتى تهرب من مطاردات الشرطة.
بدأت مهجة تستعد للزواج من أحد شركائها في مهنة الموت، وقررت زعيمة العصابة أن تمضي شهر العسل في كوخ متهالك في أحد الأحياء الشعبية، ولم تخبر أي شخص عن مكانها وظنت أنها ستستمتع بهذه اللحظات التي غابت طويلاً عن ذاكرتها طوال 10 سنوات أمضتها في مزاولة مهنة الموت!
في هذه الأثناء كانت مباحث مكافحة المخدرات ترصد حركتها، فحدد الضباط مكان الكوخ الذي تسكنه ودهموا المكان. وكانت مفاجأة حزينة لمهجة التي حاولت الهرب لكن رجال المباحث أحاطوا بها، وفي النهاية استسلمت لقدرها المحتوم واقتيدت إلى السجن.
جريمة على «النت»!
تتوالى جرائم النساء... وفي مدينة دمياط خدعت الحسناء نسرين زوجها الملحن الشاب الذي اكتشف بعد عامين زواجاً أن زوجته متخصصة زواج وهروب من أزواجها. وكان «النت» هو مفتاح هذه القضية.
ارتبط الملحن الشاب ياسر بقصة حب مع جارته الحسناء نسرين، أعجب بها بشدة ولم تطل قصة الحب حتى قرر الحبيبان تتويجها بالزواج.
كانت سعادة الزوج بلا حدود. شعر بأن زوجته نسرين هي أجمل وأرق إنسانة في الدنيا. تحقق حلمه بالارتباط بها، وطوال أشهر الزواج لم يكن يبخل عليها بشيء، وكل طلباتها مجابة، كان يعمل ليلاً ونهاراً حتى يوفر لها ما تريده. واعتقد الزوج أن نسرين تعشقه، ولكنه كان واهماً، واتضح أن مقولة «الزوج آخر من يعلم» صادقة أحياناً.
سافرت نسرين الى أسرتها في إحدى المحافظات المجاورة، وانهمك الزوج في تصفح الإنترنت. فجأة تسمرت عيناه عند صورة تشبه إلى حد كبير صورة زوجته، أصابته الصدمة وهو يلتهم الكلمات المكتوبة التهاماً وكسا الذهول وجهه وهو لا يُصدق ما يشاهده.
السطور المكتوبة تحت الصورة كانت عبارة عن تحذيرات من أشخاص أكدوا أن نسرين كانت زوجتهم قبل أن تهرب من منزل الزوجية ليكتشف هؤلاء أن نسرين تزوجت من آخرين، رغم أنها ما زالت في عصمة زوج.
أسقط في يد الزوج، وسارع الى الاتصال بزوجته وواجهها بهذه المعلومات. وكانت المفاجأة ان نسرين أخبرته بكل تحدٍ أن هذه معلومات صحيحة، وطلبت منه أن يطلقها بهدوء لأنها تزوجت عرفياً من شاب تحبه. أنهى الزوج المكالمة وهو لا يصدق نفسه، ولم تمض دقائق حتى حسم أمره، فاتجه إلى قسم الشرطة، وقدّم كل هذه المعلومات لرجال المباحث!
سرعان ما صدر قرار من النيابة بضبط الزوجة الشابة وزوجها الثاني، وقررت النيابة حبسهما بعد اعتراف نسرين بجرائمها طوال السنوات الماضية.
الحيلة
في منطقة مدينة نصر لجأت هدى الى خدعة غريبة حتى تخطف طفلاً رضيعاً من أسرته لتبيعه لسيدة عاقر. حددت المتهمة هدفها، واختارت طالباً روسياً يدرس في الأزهر ويسكن مع زوجته في مدينة نصر، ونجحت في نيل ثقة الزوجة بعد أن تعرفت عليها في أحد محال الملابس.
كانت المتهمة لبقة، ذكية، وتمكنت بعد أيام من دخول بيت ضحيتها لتقع عيناها على الرضيع الذي لم يتجاوز عمره بضعة أيام.
أوهمت هدى صديقتها الروسية بأنها تعمل في جمعية خيرية، وأكدت لها أنها أحضرت لها مبالغ مالية من هذه الجمعية للمساهمة في تكاليف معيشتها. فرحت الروسية بشدة، وطلبت منها هدى أن تأتي معها لتستكمل الإجراءات وصدقتها الروسية دون أن تدري أنها وقعت في الفخ الذي نصبته هدى.
وقفت أمام محل تصوير مستندات وطلبت منها هدى تصوير جواز سفرها وتناولت منها الرضيع فجأة التفتت الروسية فلم تجد هدى أو طفلها، بحثت عنهما في كل مكان دون جدوى، صرخت واستدعت الشرطة وقصّت على رئيس المباحث ما حدث.
بدأت رحلة البحث عن المتهمة والطفل المخطوف. نشر الضباط أوصاف المتهمة على جميع رجال الشرطة السريين. ورغم ان المهمة لم تكن سهلة، سقطت المتهمة مصادفة وهي تسير بسرعة حاملة الصغير.
وأمام النيابة اعترفت هدى بخطف الصغير حتى تبيعه لسيدة عاقر وتم تسليم الطفل لوالديه.
جرائم حديثة
لا جرائم خاصة بالمرأة، إلا ان هناك أنماطاً من الجرائم تُسجل فيها المرأة معدلات أعلى مثل قتل الزوج في حالة الغضب. هذا رأي الدكتورة سهير لطفي أستاذة علم الاجتماع في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.
وتوضح أن المرأة بحكم دخولها سوق العمل «أصبحت تُسجل معدلات في أنماط مستحدثة من الجرائم مثل الرشوة، فلم يكن أحد يسمع عن امرأة مرتشية مطلقاً في الستينات من القرن الماضي قبل دخول حواء سوق العمل، وهذا لا يمنع أن معدلات المرأة في هذا النمط من الجرائم قليلة، لأنها تخاف على سمعتها أمام أولادها كأم، وتخاف أيضاً على مكانتها الاجتماعية، ولكن الأكيد أنها تتهور في الانتقام من الزوج فتسجل معدلات أعلى في هذه الجريمة».
وتفيد أن شدوافع المرأة إلى الجريمة تختلف عن دوافع الرجل بسبب اختلاف التنشئة، فالمرأة نظراً للحذر في تربيتها بشكل صحيح وعلاقاتها المحدودة نجدها تُسجل معدلات أقل من الرجل في الجريمة. أما بالنسبة إلى الخصائص النفسية فيستوي الجنسان في الميول العدوانية وغيرها، ونجد ان المرأة القاتلة لزوجها لديها خصائص عدوانية».
وتُشير إلى أن جرائم المرأة والرجل «بشكل عام أصبحت أكثر وحشيةً في الآونة الأخيرة، حيث ازداد العنف والهمجية، وساعد على ذلك الدموية التي تقدمها وسائل الإعلام».
أرقام
أكدت إحدى الدراسات الاجتماعية الصادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في القاهرة أن القتل العمد يحتل المرتبة الأولى بين كل جرائم النساء الأخرى، وذلك بنسبة 33.6 في المئة، كما أن 65 في المئة من القاتلات ضحاياهن ذكور، و30 في المئة من الجرائم ارتكبت صيفاً، وأقل نسبة جرائم تقع يوم الجمعة، وأكثرها يقع يومي السبت والأحد، و77 في المئة من القاتلات أميات، و 47.3 في المئة من القاتلات اكتسبن خبرة القتل من التلفزيون.
إساءة لفظية وجسدية
من واقع معايشتها للسجينات في سجن القناطر الخيرية للنساء، تؤكد الكاتبة نوال مصطفى رئيسة «جمعية رعاية أبناء السجينات»، أن نسبة كبيرة من الجرائم النسائية نابعة من الفقر وتتمثل في نصب، سرقة، أو آداب. مشيرة إلى أن غالبية النساء محبوسات في قضايا شيكات بلا رصيد، وهؤلاء النساء لا يعتبرن مجرمات وإنما ظروفهن الصعبة قادتهن إلى الحبس. أما في عنبر القاتلات فمعظمهن قتلن أزواجهن نتيجة العنف والقهر الأسري وتراكم الإحساس بالضعف، خاصة أن الغالبية تعرضه لجميع أشكال الإساءة والعنف سواء كان لفظياً أو جسدياً.
وتضيف نوال مصطفى: «أكثر قضايا القتل يقع في الطبقة الاجتماعية والثقافية المتدنية، التي تعتمد فيها المرأة على الرجل من أجل إعالتها ومن دونه لا تستقيم حياتها. ولذلك عندما تشعر بأن حياتها معه أصبحت مستحيلة لسبب أو آخر أو أنه سيتركها تقرر قتله».
المعروف ان معظم الجرائم التي ترتكب في العالم، يقوم بها الرجال. والناس يستهجنون عندما يسمعون بجريمة ارتكبتها امرأة. والحقيقة، أن ما اعتدنا على وصفه بالجنس الناعم ليس منزهاً عن اقتراف الجرائم بمختلف أنواعها كالخطف والقتل والسرقة والاتجار بالمخدرات وغير ذلك. وظاهرة الجرائم التي تقوم بها النساء هي اليوم أكثر بكثير مما كانت عليه في الماضي، لأن مجال حركة المرأة يغدو أوسع يوماً بعد يوم، ومثلما تشارك الرجل في الأمور الايجابية فهي تشاركه أيضاً في الأمور السلبية. فما الذي يدفع المرأة الى ارتكاب الجرائم؟ وهل تختلف دوافع الجريمة عندها عما هي عليه عند الرجل. وما أشهر الجرائم التي ترتكبها النساء هنا وهناك؟ الجواب في هذا التحقيق...