نظرة على الغياب الحاضر... أين المرأة في الأحزاب اللبنانية؟
المرأة والسياسة, حقوق المرأة, الإنتخابات النيابية, مساواة الرجل والمرأة, قضية / قضايا المرأة, المجال السياسي, الإنتخابات البلدية, حق الإقتراع, الحزب الشيوعي اللبناني, الحزب القومي السوري الإجتماعي, حركة أمل, تيار المستقبل, حزب الله, الحزب التقدمي الإ
13 سبتمبر 2010القوات اللبنانية
يضم البيان السياسي الرسمي للقوات اللبنانية ضمن مبادئه الرئيسية مادة (رقم 10) تعترف بحقيقة أن إستقرار لبنان الداخلي يعتمد على التعاون والمساواة بين جميع جالياته وطوائفه دون تفرقة أو تمييز على أساس الدين والجنس أو اللغة. وفي مواقع أخرى يذكر البيان أحياناً الحاجة للمشاركة الكاملة (دون أن يحدّد ما إذا كانت من قبل الافراد أو المجتمعات او النوع الإجتماعي) في الشؤون السياسية للدولة. بين الأعوام 1994 و2005 كانت السيدة ستريدا جعجع تنوب عن زوجها الذي كان يقضي حكماً مؤبداً بالسجن كرئيسة للقوات اللبنانية. وقد إنتخبت السيدة جعجع مع خمس سيّدات أخريات في الإنتخابات البرلمانية عام 2005.
إنعدام الدعم الحزبي، كالمعونة المالية للمرشحات ومحدودية الوصول إلى الشبكات السياسية تلفت ملاحظة المراقب إلى إزدواجية في المقاييس تميّز ضد الدمج الكامل للمرأة في الحياة السياسية للدولة. ويبدو أن البيانات السياسية الرسمية لبعض الأحزاب تخاطب قضايا المساواة في النوع الإجتماعي والتمكين السياسي للمرأة على شكل مجاملة فقط.
الحزب القومي السوري الإجتماعي
لا يدافع البيان السياسي الرسمي للحزب القومي السوري الإجتماعي بشكل صريح عن دور المرأة ومشاركتها في السياسة اللبنانية. ورغم أن الحزب هو علماني فإنه لم يرشح إمرأة أبداً في أية إنتخابات برلمانية. كما لم تتمكن إمرأة واحدة من الوصول إلى منصب عالٍ داخل التسلسل القيادي الهرمي للحزب رغم عدم وجود قيود في لائحة قوانينه الداخلية تمنع ذلك.
حركة أمل
رغم أن البيان السياسي الرسمي لحركة أمل يتعامل مع قضية المساواة في المجتمع على المستويين الفردي والمجتمعي، فإن قضية التمثيل السياسي للمرأة لا يتم التعامل معها بشكل صريح. لم ترشّح حركة أمل أية إمرأة للإنتخابات البرلمانية خلال العقدين الماضيين. كذلك لم تصل أية إمرأة إلى منصب قيادي داخل تنظيم الحزب.
تيار المستقبل
تيار رئيسي في لبنان اليوم بقيادة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري. يشجع مشاركة أوسع للمرأة في الشؤون السياسية للدولة. خلال الإنتخابات البرلمانية الماضية تمكن التيار من إيصال إمرأتين إلى البرلمان هما النائبتان بهية الحريري والسابقة غنوة جلول. إضافة إلى ذلك يلاحظ المرء مساهمة قوية للمرأة في النشاطات الإجتماعية والثقافية التي يبادر بها وينفذها التيار تحت قيادة السيدة نازك الحريري.
حزب الله
رغم أن بيانه السياسي الرسمي الأصلي تعامل مع القضايا السياسية الداخلية والإقليمية فقط ولم يثر قضايا المساواة الإجتماعية السياسية في النوع الإجتماعي خارج ما يسمح به الإسلام، فإن حزب الله يسمح بمساهمة نشطة من نسائه في العديد من النشاطات الإجتماعية والسياسية. إلاّ أن العضوات من النساء، وكما هو الحال في الأحزاب الأخرى، ليس لهن حضور ملحوظ في قيادة الحزب رغم أن إمرأة (ريما فخري) عيّنت في مجلس الحزب السياسي عام 2005.
الحزب التقدمي الإشتراكي
يتعامل الحزب التقدمي الإشتراكي مع قضية المشاركة السياسية للمرأة ولكن ليس باسلوب مباشر، وإنما من خلال جعلها تعتمد على التقدّم الإجتماعي والسياسي الكلّي في لبنان. لم تصل إمرأة واحدة إلى المناصب العليا في الحزب أبداً. وتعطى العضوات في الحزب تكليفاً قوياً في النشاطات الإجتماعية والثقافية التي ينظمها الحزب.
التيار الوطني الحر
تعتبر هذه الحركة حديثة العهد من حيث الحركات السياسية النشطة والمنظمة في لبنان. ضمن جزء "المواطن 2" من برنامجه السياسي، يذكر التيار الوطني الحر تحرير المرأة كأحد أهدافه التي يعمل على تحقيقها من خلال إدخال "نظام الكوتا للمرأة في الإدارات والمؤسسات العامة". خلال إنتخابات عام 2005 تمّ ترشيح جيلبيرت زوين من قبل الحركة. وللحركة لجنة متخصصة في شؤون المرأة ترأسها إبنة النائب ميشال عون.
باستطاعة الأحزاب والحركات السياسية أن تشكل عناصر حاسمة في تشجيع المشاركة السياسية للمرأة، حيث أنها تضمن إنفتاحاً أكبر وأكثر إستمراراً على الجمهور. إلاّ أنه من خلال النظر إلى دور الأحزاب السياسية في الدفاع عن حقوق المرأة السياسية نستطيع القول إنها ليست منخرطة بشكل جدي بعد في النضال من أجل زيادة تمثيل المرأة. ورغم أن معظم الأحزاب في لبنان شهدت زيادة في عدد النساء المنضمات إليها، فإن العضوات لا يملكن بعد سلطة في صنع القرار في أحزابهن. وما زالت النسبة المئوية للنساء في أي حزب سياسي في لبنان أقل من 20 % من العدد الإجمالي للأعضاء في الأحزاب. إضافة إلى ذلك فإن عدد العضوات في المكتب السياسي لمعظم الأحزاب السياسية لا يتجاوز5 %. وأنشأت غالبية الأحزاب السياسية منظمات مستقلة للمرأة داخل منظماتها الكبرى وخصّصت واجبات دينية وإجتماعية وصحية وتربوية لهن.
مشاركة المرأة في الأحزاب السياسية اللبنانية كانت متفوقة منذ سنوات ما قبل الحرب الأهلية. إلاّ أن هذه المشاركة التي يمكن إعتبارها ضخمة في بعض الأحزاب، لم تتحوّل أبداً إلى إختراقات نحو المستويات العليا والمناصب الرئيسية. أضف إلى ذلك إن بعض الأحزاب داخل المجتمع الإسلامي لها مجموعتان مستقلتان من التسلسل الهرمي لكل من الإناث والذكور داخل صفوفها. وقد ذكرت الأستاذة منى مراد في إستطلاعها حول "مشاركة المرأة في السياسة اللبنانية" إن معظم النساء اللبنانيات يبدأن بدعم حزب سياسي معين خلال سنوات دراستهن الجامعية، ولكنهن يفشلن في النهاية في الوصول إلى المناصب السياسية العليا لهذه الأحزاب ويتم تعيينهن بدلاً من ذلك في لجان تتعامل مع القضايا الإجتماعية أو مع شؤون المرأة.
كيف تتعامل الأحزاب والحركات السياسية بالضبط مع قضية النوع الإجتماعي ؟ على ماذا ينصّ بيانها الرسمي في ما يتعلّق بمشاركة المرأة ؟
الحزب الشيوعي اللبناني
لا يتعامل البيان السياسي الرسمي للحزب الشيوعي اللبناني مباشرة مع المشاركة النسائية في السياسة. إلاّ أن الجزء الثاني من المادة أ ينادي بالحاجة إلى تعزيز وضمان المساواة والفرص المتكافئة لجميع اللبنانيين (دون التعامل مباشرة مع الجنسين). كما ينادي الجزء الرابع من المادة ه بمشاركة المرأة على قدم المساواة في المجالات الثقافية والتربوية. لم تصل أي إمرأة إلى المناصب العليا في الحزب الشيوعي اللبناني أبداً، رغم عدم وجود قيود تتعلّق بهذه القضية.