كذب الرجال في شهادات وآراء من مصر
رانيا محمود ياسين, سلمى المصري, عزت أبو عوف, الكذب, طارق الشناوي, رجل / رجال أعمال
27 سبتمبر 2010طارق الشناوي: أكذب في حضور المرأة
«على الرجل التحلي بأشكال الكذب اللطيفة في حضور المرأة، وإن لم يفعل فستعتبر أنه لا يعرف في أصول الذوق والإتيكيت». هذا ما يقوله الناقد الفني طارق الشناوي، ويضيف: قد لا تكون المرأة في رونقها ولكنها تنتظر الإطراء من الرجل في كل الأوقات، وهنا عليه الكذب كي لا يكون قليل الذوق، وهذا نوع محمود من الكذب. أما الكذب الذي لا أقبله من الرجل فيكون في حضور رئيسه في العمل وأعتبره نوعاً من النفاق. وأرى أيضاً أن الطبيب من الممكن أن يكذب على مريضه ليدعم حالته النفسية. ولكن أسوأ شيء أن يكذب الإنسان في مجال عمله، فهناك بعض النقاد الذين يكذبون في كتاباتهم لمجاملة الفنانين أصدقائهم أو لينالوا مصلحة من إطرائهم الكاذب. هذا بالطبع كذب ذو رائحة كريهة لا يقبله إنسان سوي على نفسه لأنه يقلل من قيمة الإنسان. وأنا ألجأ إلى الكذب في حضور المرأة لمجاملتها، ولكنني أزعم أنني لا أكذب في ما أكتبه».
رامي صبري: أكذب أحياناً حتى لا أحرج الآخرين
ويقول المطرب رامي صبري: «لا أحب الكذب أبداً، ولكنني أحياناً أضطر للمبالغة بعض الشيء من أجل مجاملة أحد حتى لا أتسبب بجرحه أو إحراجه، وأعتبر اني لا أكذب ولكني أتجمل».
أما الفنان أحمد عيد فيقول: «لا أحب الكذب وأكره نفسي عندما تضطرني الظروف لذلك، وأرفض أن أظهر في البرامج الإعلامية والفضائيات حتى لا يضطرني مقدم الحلقة لأن أقول كلاماً غير حقيقي أو أنافق أحداً، وهذا ما يحدث في كثير من الأحيان، لذلك أرفض أن أضع نفسي في مواقف تضطرني لأن أكذب، ولكنني أحياناً اضطر لأن أجامل أحداً عندما يسألني عن رأيي ولكن لا اعتبر هذا كذباً».
عمرو سليم: لو تفهّمت حواء زوجها لن يضطر إلى الكذب
في كاريكاتير الرسام عمرو سليم جميع الرجال بلا استثناء يكذبون على زوجاتهم، حيث يُقر عمرو سليم بحقيقة كذب الأزواج على زوجاتهم ويُرجع السبب في المقام الأول إلى «الزوجة الفاشلة في احتواء زوجها. فلو تفهمته زوجته لن يضطر للكذب عليها. فإذا اعترفنا بأن المرأة غيورة بطبعها وتعتبر الرجل ملكيتها الخاصة فلن تسمح بأي مساحة أخرى لأي امرأة في حياته، وهذا أمر مستحيل لأنه يختلط بزميلاته في العمل كثيراً، ومن هنا يبدأ كذبه عليها، فإن تأخر في العمل وكان مع إحدى الزميلات يخبرها بأنه كان يُنجز عمله مع زميل، وقد يُخفي عليها أنه أوصل زميلته إلى المنزل تجنباً لغيرتها المشتعلة. وقد يأخذ رأي زميلته في بعض الأمور ويقول لزوجته إنه استشار صديقه، طبعاً هذا كذب أبيض وبسيط يلجأ إليه الرجل من أجل الحفاظ على استقرار المنزل».
الدكتور أحمد صلاح: أكذب على المريضات لأساندهن نفسياً
يعترف جراح التجميل الدكتور أحمد صلاح، بأنه يكذب أحياناً على المريض لرفع حالته المعنوية، أو من أجل مصلحته، ويوضح قائلاً: قد تطرق عيادة التجميل مريضة تعرف ماذا تريد من الجراح، وهناك أخرى لا تعرف ماذا تريد أن تُصلح، وفي هذه الحالة لو طبقت عليها مقاييس الجمال الموجودة في كتب التجميل لن تقتنع حتى ولو أصبحت أجمل امرأة في العالم. فعندما تسألني المريضة ما العيب الذي تراه ويجب أن أعالجه أرد عليها كاذباً «أنتِ مثل القمر ومقاييس جمالك مثالية، ولستِ في حاجة إلى جراحة من الأساس»، إن هذه المريضة في حاجة إلى دعم نفسي أكثر من الجراحة».
ويحكي الدكتور أحمد عن أنواع أخرى من الأكاذيب التي يلجأ إليها مع المرضى قائلاً: «بعض طالبات جراحة التجميل لا يؤمنّ بضرورة تناسق الملامح، بل يعتقدن أن أنف الفنانة الجميلة سيزيدهن جمالاً، أو شفتي الفنانة الأخرى ستزيدهما بريقاً، ومن هذا المنطلق يأتين إليّ بصور فنانات ويطلبن التقليد، وفي حالة عدم تناسق الملامح أضطر إلى أن أستخرج لها عيوباً فادحة في الصورة التي تريد محاكاتها حتى تقتنع بتغييرها أو تقتنع بشكلها الحالي».
عمرو عبدالرحمن: الرجل يكذب لحماية مصالحه
عمرو عبد الرحمن(مترجم) يعترف بأنه لا يكذب إلا في ما يتعارض مع مصالحه العليا، فيكذب حتى تسير الأمور في العمل أو في الحياة، لكنه لا يكذب على أحبابه أبداً ويعتبر أن من يكذب عليه شخص عديم الأهمية بالنسبة لديه. أما بالعمل فلا يخلو من بعض الأكاذيب، فقد يخبر مديره بأنه يريد إجازة لأنه مريض، أو يوهم زميلته بأنه معجب بها حتى يحصل على مساعدتها، ولكنه لا يصرّح بإعجابه مطلقاً وبذلك يكون بعيداً عن الكذب في المشاعر، حسب وجهة نظره.
خالد الخميسي: المصريون اخترعوا الردود الآمنة تحايلاً على المواقف الصعبة
يكذب الرجال عندما يفقدون الثقة بأنفسهم، وعندما تهتز الأرض من تحت أرجلهم، ويكذبون أحياناً ليحموا أشكالاً اجتماعية قائمة مثل الزواج، ويكذبون بصفة دائمة نتيجة لخوفهم من السلطة السياسية. هذه هي المواقف التي يكذب الرجل فيها من وجهة نظر الكاتب خالد الخميسي الذي يضيف: «عادة يلجأ الرجل إلى الكذب تحت مسمى الرد الآمن، وهذا الرد الآمن خلقته ظروف المجتمع، فمثلاً يضطر إلى الكذب على الضرائب ويقول إنه يخسر. ومثل هذه الردود الآمنة منتشرة جداً لدى كل المصريين واخترعوها نتيجة الخوف وعدم الثقة. فمثلاً أحد أصدقاء العائلة شاب صغير أنشأ شركة بحوالي ثلاثة آلاف جنيه واجتهد طوال العام، وفي النهاية كان عمله طوال العام بقيمة 35 ألف جنيه، وذهب ليبلغ الضرائب، كل الناس أخبروه بأنه يجب أن يكذب ويقدم مشاريع وهمية أنفق عليها مبالغ كبيرة حتى لا تقتص الضرائب ربحه، ولكن الشاب كان يتألم نفسياً لأنه لا يريد الكذب، فكانت نصيحتي له ألا يكذب ليتخلص من قلقه وتوتره».
عزت أبو عوف: لا يحتاج الى الكذب
يرفض الفنان عزت أبو عوف أن يكون الكذب ملح الرجال، ويتساءل: إذا كان الكذب ملح الرجال فماذا يكون بالنسبة إلى النساء: روحهن؟!
ويرى أبو عوف أن الرجل ليس في حاجة إلى الكذب مثل المرأة، فهو يمتلك أسلحة أكثر في مقدمها التسلط، فالمجتمع منحه اليد العليا في كل شيء، لذا فإن الرجل الكذاب لا يكون إلا ضعيفاً غير قادر على المواجهة.
ويؤكد أن «هناك أنواعاً من الكذب الأبيض فرضتها التكنولوجيا على جميع البشر، مثل الهاتف المحمول، فالجميع يكذبون عندما يتحدثون أحياناً في الموبايل. فمثلاً من الممكن أن يُخبر الرجل أحداً بأنه غير موجود بالمنزل، إذا كان لا يريد مقابلته، أو أنه سيعود في وقت متأخر.
ولكن هناك نساءً يكذبن من أجل الكذب، فهن يستطعمنه أكثر من الشوكولاتة. أما الرجال فقلة قليلة منهم من يكذبون».
ويؤكد أبو عوف أنه لا يلجأ إلى الكذب، ولا حتى من أجل الخروج من المطبات الزوجية العابرة، مؤكداً ان تلك المطبات انتهت من حياته الزوجية منذ عشرات السنين.
محمود ياسين: أحب مواجهة الحياة دون تجميل أو كذب
ويؤكد الفنان محمود ياسين أن الكذب غريزة طبيعية في الإنسان سواء كان رجلاً أو امرأة، وتتعدد ألوان الكذب وتختلف باختلاف الشخصيات والمناخ الذي يعيشون فيه، مشيراً إلى أنه كلما ضعفت قدرة الإنسان على المواجهة لجأ إلى الكذب أكثر.
وينفي ياسين أن تكون ضغوط حواء أحد أسباب كذب الزوج، لأن الصدق قيمة يُقدرها من يحترم مبادئه، مفيداً بأن الزوج الكاذب يكذب بسبب طبيعة شخصيته ونشأته في مناخ معبأ بالكذب.
وعن تجاربه مع الكذب يقول: «أحب أن أواجه الحياة كما هي دون تجميل أو كذب، حتى مع أولادي تفاديت مرحلة كذب الأطفال عندما منحتهم مقداراً من الثقة والشفافية، والتدريب على مواجهة الحقائق دون رعب مهما كانت تلك الحقائق».