متطوعون للعمل الخيري من منظور إسلامي وإنساني
المملكة العربية السعودية, نشاطات انسانيّة, جمعيات خيرية, العمل التطوعي, الإمارات العربية المتحدة, أعمال خيريّة, الأعمال الإجتماعية, العمل الخيري
03 يناير 2011من الإمارات: خدمة المحتاجين واجب اجتماعي
وهذه مواقف لشخصيات بارزة من الإمارات تشرح أهمية العمل التطوعي وأثره الايجابي على المحتاجين.
فرح عبد الحميد، مذيعة ومعدة برامج في قناة «صانعو القرار»: للتخفيف من معاناة البشر
«التضحية من أجل الآخرين مهمة جداً رغم من كونها مثيرة للجدل بعض الشيء بحيث يعتبر البعض أن كل شخص، وخاصة إن كان وجهاً معروفاً أو ذا مكانة في المجتمع، يقدم أي نوع من المساعدات فإن هدفه من وراء ذلك هو أن يصبح حديث الناس والأضواء.
ولكن في المقابل هناك أشخاص يعملون في الكواليس ويقدمون كل ما يستطيعون لخدمة الإنسانية والتخفيف من معاناة البشر دون أي ذكر لأسمائهم. يقال: «تتطلب التضحية أحياناً إن نمدّ أجسادنا جسراً لكي يعبر الآخرون»، وبالتالي التضحية من أجل الإنسانية شيء جميل. وإذا سادت مثل هذه المبادئ والقيم في مجتمعاتنا لما رأينا هناك محتاجاً ولا فقيراً. فالإنسان يجب أن يكون سنداً لأخيه الإنسان امتثالاً لقول رسولنا الكريم «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضاً». والتضحية من أجل الواجب ليست تهوراً بل إنسانية مطلقة، وإن استدعت تلك التضحية الموت فلن تكون إلا دليلاً على قوة الإيمان بأن الدنيا فانية وأن جميع الناس سيلقون حتفهم يوماً ما.
والإعلام رسالة والصحافيون بالتالي يؤدون رسالتهم من خلال المشاركة في تغطية الأحداث على أكمل وجه. ولا أعتقد أن الصحافي الذي يذهب إلى الجبهات الأمامية في ساحات القتال والحروب يسعى لتحقيق الشهرة والمجد لأنه كما يقال يحمل «روحه على كفه»، وإنما هو ملتزم بمبدأ الصحافة التي تعتبر المرآة الحقيقية لنقل معاناة الناس. ويكفي أن أشير هنا إلى أن هناك ما يقارب 139 صحافياً استشهدوا أثناء تأديتهم رسالتهم الصحافية خلال سبع سنوات من الحرب في العراق، منهم 120 من العراقيين، بحسب جمعية حماية الصحافيين. فالإعلامية الفلسطينية جيفارا البديري مثلاً كادت تلقى حتفها في الحرب الأخيرة على غزة، وبالتأكيد لم تكن تسعى للشهرة ولا للمجد وإنما لتأدية رسالتها المهنية والوطنية ولكن شاء القدر أن تكتب لها الحياة من جديد وأن تشتهر أيضاً».
محمود عمارة محامٍ: واجب على كل فرد
«الواجب الاجتماعي يعد فرضا ملزماً على كل فرد من أفراد المجتمع، فقد حثت كل الأديان السماوية على التعاون بين أفراد المجتمع. وقال الله سبحانه وتعالى «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»، فنجد الواجب الاجتماعي يتجسد في صور عدة كواجب الفرد تجاه مجتمعه ووطنه ويعتبر بمثابة الواجب القومي، فنرى المساعدة والتعاون غريزة داخل كل فرد ولا يستطيع أن يمحو هذا الشعور. وإذا نظرنا بتمعن إلى هذه الأمور والتصرفات لاكتشفنا إن هذا الشعور بالمسؤولية موجود داخلنا منذ الولادة. فهو التزام ديني وأخلاقي لجميع البشر وليس لفئة دون غيرها. والعمل التطوعي ليس إضاعة للوقت أو هروباً من مشكلات ذاتية، بل هو اقتحام لمشاكل آخرين والعمل بتصميم على إيجاد حل لها. والمكافأة هنا على هذا لا تأتي من رئيس أو مدير لكن من الله سبحانه وتعالى. ومن أمثلة الواجب الاجتماعي المشروع العظيم «مستشفى الأطفال 5757» في مصر. فقد تعاون الجميع واكتمل المستشفى وأصبح مقصداً لمعالجة جميع الأطفال المرضى دون تميز ما بين لون أو دين».
تامر البيطار، مدير التسويق والعلامة التجارية في شركة إي أم آي: الطُّرُق الى فعل الخير كثيرة
«تغيير حياة إنسان يحتاج إلى تفكير عميق ومجهود أكبر، وخاصة التطوع لمساعدة المحتاجين والمخاطرة بالسفر إلى أماكن غير آمنة. ولكن في الوقت نفسه تكون هذه رسالة بهدف المساعدة دون أي مقابل، وانطلاقاً من الواجب الإنساني. وهذا أعتبره إنسانية بكل المعاني، و ليس تهوراً، فهي رسالة راقية هدفها المساعدة بأي وسيلة. كما إن لكل إنسان هدفاً محدداً، فإذا قرر التضحية ووهب نفسه في سبيل الآخرين فسيكون قراراً صعباً جدا بعيداً عن الضغوط. أما إذا قرر هذا تحت ضغوط نفسية أو هروباً فأنا أري انه لن يكمل الطريق. وبعض الأشخاص يفعلون الخير لأجل الشهرة، ولكن هل سيكمل المرء هنا حتى النهاية ليكتسب الشهرة فقط أم سيجد أنها متعة أكثر من أنها شهرة؟ وسيكتشف وقتها أن كان صادقاً مع نفسه أم لا. والكثير من الطرق تؤدي إلى فعل الخير، لاسيما عن طريق الجمعيات الخيرية المسجلة والرسمية».
عبد الله الكعبي، مخرج سينمائي: الأجر من رب العالمين
«الذي يدفع إلى التضحية بالوقت والحياة هو انتظار الأجر من رب العالمين، ثم إبعاد النفس عن الشعور بالتكبر مقابل الشعور بالتواضع. العمل الإنساني هو إيجاد الطريقة الصحيحة لمساعدة الآخرين. وعندما تصل مساعدة المنكوبين والمحتاجين إلى إيذاء النفس فهذا هو التهور. وعند وجود النية الحقيقية للمساعدة نجد العديد من الطرق لإسعاد هؤلاء، والكثيرون من الأشخاص يفعلون ذلك لأنهم يريدون لفت انتباه الآخرين إليهم ولفت الأنظار حولهم، وتكون تلك المساعدات وهذه الأعمال علانية وليست لعمل الخير، والدين يقول من يفعل الخير لا يخبر به أحداً».
فادي طلبي، فنان ومنتج: مشاركة مادية ومعنوية
«أي فرد لديه القدرة على مغامرة التطوع بالذات والإقبال على عمل شيء لإفادة المجتمع والخير وفي الوقت نفسه يواصل حياته اليومية يجب أن يجد الدعم والتشجيع من كل من هم حوله. والخيّرون الذين لديهم النية الحسنة ويتمتعون بالقدرة على تقديم الخير والمساعدة لمن يحتاجون إليها تكون أفعالهم ومبادراتهم نابعة من داخلهم، ولكن هناك بعض الأشخاص بحكم عملهم يقدمون الخير بأجر، والبعض الأخر أيضاً يشعرون بمأساة الآخرين لأنهم قد مرّوا بالمعاناة نفسها وتتولّد لديهم الرغبة في المساعدة. وبعض منهم، خاصة المشاهير، يفعلون ذلك من أجل شهرة أكبر. وقد تتوقف مساعدة الآخرين على الخطر الذي يتعرض له الشخص إن لم يصل الأمر إلي الحد الذي نسميه تهلكة النفس لأجل المساعدة، ويكون الأمر هنا تهوراً وليست إنسانية. هناك الكثير من الجمعيات الخيرية التي يمكن عن طريقها مساعدة الآخرين لأنه في هذه الأيام يصعب على المرء أن يجاهد بنفسه ويدخل في مغامرة لأن الفرد لا يعيش بمفرده، بل لديه أسرة وأولاد ومسؤوليات، ولكن تظل الرغبة موجودة إذا أتيحت الفرص لتقديم ما يمكن تقديمه للمساعدة».
تواصل المجموعات التطوعية الانتشار داخل السعودية، خصوصاً بعدما أعلن أحمد الشقيري أهمية هذا الجانب من خلال موضوعاته التي تناولها منذ سلسلة حلقات «يلا شباب»، والتي أصبحت تشكل مجموعات من الشباب في كل مدينة من مدن السعودية.
«لها» التقت عددا من الشباب والشابات لهم باع في العمل التطوعي، بل بات هاجساً في داخلهم كيفية مساعدة الغير.
هذه أخلاقنا
أولى انطلاقاته كانت العيد وفرحة العيد، ليكون مستشفى الملك فهد أولى محطات حملته «هذه أخلاقنا». معتز نبيل غلام يرى أن التكافل الإسلامي الاجتماعي هو هدف سامٍ بدأ يأخذ منحى مهما بين شباب السعودية: «الهدف الأساسي عمل الخير، وكثير من الفتيات والشباب على حد سواء لديهم هذا الدافع في التواصل مع الطبقات وشرائح المجتمع المحتاجة، إلا أنهم لا يعرفون كيفية الوصول الى هذا الهدف. من هذا المنطلق كانت حملة هذه أخلاقنا التي انطلقت منذ أشهر وكان أول طريقها في مستشفى الملك فهد العام في جدة في أيام عيد الفطر المبارك التي زرنا خلالها ما يقارب الخمسين مريضاً ما بين نساء ورجال وأطفال. ووزعنا عليهم الهدايا ومبالغ مادية لمن يحتاج». وأشار إلى أن «هذه أخلاقنا» لا تزال وليدة العهد في البرامج التطوعية، ولم تقم إلا بحملة واحدة، مضيفا: «نرتب حاليا للحملة الثانية والتي سيكون موعدها في شهر الحج ونستهدف شريحة الأيتام، والجمعيات الخيرية، ونرتب لها بنشر الخبر على الموقع، ومن ثم نبدأ بالتنسيق بيني وبين أعضاء المجموعة في ما يخص الوقت، والمبالغ المدفوعة، ومن بعدها نقوم بالتنسيق مع الجهة التي سيتم زيارتها».
هاشم داغستاني: العمل الاجتماعي تكليف
هاشم داغستاني لقبه عارفوه بـ «سفير العمل التطوعي»، ومن يقابله يتأكد تماماً من حماسته العالية في هذا المجال مشيراً إلى أن العمل التطوعي هو فريضة على كل مسلم قادر قائلاً: «دخلت المجال التطوعي منذ ما يقارب الثلاثة عشر عاماً، عندما كنت في السابعة من العمر، وقد أنعم الله علي بأن أكون خادماً لعباده، فهو فرض كفاية، والعمل الاجتماعي يختلف في مساحته من عمل العمل، ومن شخص لشخص، من هذا المنطلق أرى أن العمل الاجتماعي واجب لا يقتصر فقط على إطعام مسكين، أو سد حاجة فقير، العمل التطوعي هو عمل شامل لكل نواحي الحياة». وأوضح ان والديه نميّا لديه حب العمل الاجتماعي عبر مساعدة الغير من أصدقائه، لتتسع الدائرة وتشمل من هم أبعد من أهله وأصدقائه وأصدقاء أصدقائه. وأضاف هاشم: «العمل التطوعي ليس كما يعتقده البعض أنه تفضّل على البشر، بل على العكس تماما فهو عمل تكليف وليس تشريفاً، وهو تفضل من الله على عباده أن يجعلهم في خدمة عباده الآخرين، والمساعدة في التطوير والتغيير. وقد عملت في أكثر من مجموعة تطوعية، وجميعها في فترات طويلة ومتنوعة، منها في المدرسة، أيضا في المساجد التي كنت أحفظ فيها القرآن الكريم، وكانت أغلب الأنشطة تدور في هذا المحور الذي كنت أعيش فيه». وعن كارثة جدة قال: «كنت في فترة الحج وهو عمل أقوم فيه كل عام، لهذا بعد الانتهاء من هذه الفترة بدأت التوجه إلى المجموعات، أو الهيئات التي أشرفت على إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وعندما وصلت وجدت ضغطاً كبيراً في الأزمة، ما دفعني للالتحاق بالندوة العالمية للشباب الإسلامي، وكنت فيها قائد مجموعة من المجموعات، قدمنا فيها كثير من الأعمال الإغاثية، وتعداد الضحايا، تعداد الأسر المحتاجة، مواساة الشباب، معالجة من يمكن معالجته».
ليلى النهدي: ثماني سنوات من العمل التطوعي أكسبتني الكثير من الخبرة
استطاعت من خلال عملها الاجتماعي أن تلتحق بأكثر من مجموعة حتى أنها باتت لا تعرف كم عددها. ومع ذلك تجد أنها لا تزال في بداية الطرق، وأنه واجب عليها وليس تفضلاً منها. ليلى النهدي رئيسة الفرق الشبابية في جدة تحت مظلة الندوة العالمية للشباب، ورئيسة مجلس إدارة قالت: «التحقت بالعمل التطوعي منذ فترة طويلة تصل إلى ثماني سنوات، مما يجعل هذا العمل أكثر أهمية في حياتي من أي شيء أخر، حيث أنه أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتي سواء في أياما الدراسة، أو حتى حاليا بعدما أصبحت موظفة. وأعتقد أن العمل التطوعي هو واجب علينا وليس تمنناً منا على أحد، بل هو ما دعت إليه الشريعة الإسلامية في التكافل الاجتماعي بين المسلمين».