شخصيات فنِّية أجنبية وعربية عاشت هموم الآخرين وساعدتهم
هند صبري, أنجيلينا جولي, أعمال خيريّة, الشهرة , مشاهير, مكافحة الجوع, العمل الخيري, التواء العمود الفقري
03 يناير 2011البعض تبرّع بثروته كاملة أو هجر دياره وقصد أماكن يغلب عليها الفقر والجوع والكوارث، والبعض الآخر رفض المال والشهرة وحياة الترف ليمضي وقته مع المحرومين والفقراء والمستضعفين... لماذا يُضحّي الإنسان براحته وسعادته من أجل غيره؟ ما الذي يُمكن أن يُغيّر حياة إنسان ويدفعه لتجاهل «الأنا» والحياة من أجل الآخر... في هذا التحقيق نرصد تجارب عديدة ومختلفة لشخصيات عرفت معنى سموّ العطاء واكتشفت أنّ سعادتها الفردية لا تتحقّق إلاّ في سعادة تعيشها الإنسانية جمعاء...
انجيلينا جولي: استحقت جائزة «مواطن العالم»
تُعتبر زيارتها لكمبوديا لتصوير فيلمها «لارا كروفت غازية القبور» المحطّة المفصلية التي حولّت أنجلينا جولي من فتاة متهوّرة مضطربة عابثة إلى إمرأة تُغامر بحياتها في بلاد الحرب والدمار والكوارث الطبيعية من أجل إغاثة محروميها. ففي أوّل إختبار لها، نجحت أنجلينا في أن تكون شخصية استثنائية تستحقّ لقب «النجمة- الإنسانة» بجدارة. فبعد المشاهد الحيّة التي رأتها في كمبوديا عن معنى الفقر المدقع والجوع المميت واللاانسانية التي يعيشها الإنسان في ذاك المكان من العالم، قرّرت مساعدة الأطفال المحرومين فتبنّت طفلاً من كمبوديا وآخر من فييتنام وطفلة من أثيوبيا، كما أنّها خصّصت ثلث دخلها من الأفلام للأعمال الإنسانية. وتقديراً لجهودها في العمل الإنساني والإجتماعي، اختيرت أنجلينا جولي لتكون أوّل شخصية تُمنح جائزة «مواطن العالم» من رابطة المراسلين الصحافيين في الأمم المتحدّة في العام 2003. كما تبرّعت في أقلّ من 8 سنوات بمبلغ 20 مليون دولار لمنظّمات إنسانية ومشاريع خيرية وبلدان فقيرة. إلى جانب المساعدات المعنوية التي تمثلّت بزياراتها لدول ومناطق معدمة ومنكوبة مثل دارفور وأثيوبيا والعراق وأفغانستان ومخيّمات الفلسطينيين... وكان دافعها الإنساني أقوى من خوفها على نفسها من أن تُصاب بأذى في دول تكثر فيها التفجيرات والألغام وعمليات الخطف والإعتداء.
بوب غيلدوف: لأطفال القارة السوداء
قد يتساءل البعض عن السبب الذي دفع المغني الإيرلندي الشهير بوب غيلدوف إلى تخصيص كلّ أمواله وأرباحه من حفلاته الموسيقية إلى الدول الفقيرة في القارة الإفريقية التي لا تربطه بها أيّ علاقة؟ ولكن الإجابة كانت عند غيلدوف الذي نذر حياته من أجل الغير بعدما رأى صورة مؤثرة لطفل إثيوبي لا يقوى على الوقوف من شدّة الجوع والضعف. وهذا المشهد الذي وقع عليه في نشرة أخبار مسائية غيّر حياته بعدما جعله أبرز الشخصيات المعروفة عالمياً في مجال الخدمة الإنسانية. ومنذ ذلك الحين قرّر غيلدوف التبرّع بكل أمواله وأرباحه التي يجنيها من حفلاته وجولاته الموسيقية لصالح أطفال أثيوبيا والقارة السوداء.
مارلون براندو: في خدمة الهنود الحمر
أمضى الممثل مارلون براندو حياته في خدمة قضية المستضعفين وتحديداً «الهنود الحمر». وقد شارك في مظاهرات مارثن لوثر كينغ ووقف في الصفوف الأمامية مُخاطباً العالم باسم المستضعفين ومُطالباً بالمساواة والعدل بين كلّ البشر. وأعلن احتقاره للسياسة الأميركية العنصرية على الملأ خلال سهرة تسليم جوائز الأوسكار عام 1972، وذلك بعدما أرسل صبيّة من الهنود الحمر بزيّها الشعبي لتقرأ أمام الجميع سبب إعتذار مارلون براندو المتمثّل في اعتراضه على سحق حقوق الهنود الحمر في اميركا. وتُعدّ ردّة فعل براندو تلك من أكثر اللحظات المُحرجة في تاريخ الأكاديمية الأميركية التي منعت عنه في السنة الثانية الجائزة عن دوره الخالد في رائعته "التانغو الأخير في باريس».
الفنانة رغدة: العمل الانساني واجب أساسي
تعتبر النجمة رغدة أنّ العمل الإنساني واجبها الأساسي كمواطنة في هذا العالم. وخلال حرب تموز 2006 قصدت رغدة لبنان لمساندة شعبه وجالت في مناطق الضاحية الجنوبية لبيروت غير آبهة بالحرب الشرسة التي كانت تشنّها إسرائيل آنذاك، وكان لها أيضاً أدوار مختلفة في فلسطين وليبيا وجنوب لبنان، كمّا حضّرت الكثير من الإعتصامات لمساندة غزّة وشعب فلسطين. ويُقال إنّ سفرها في ظلّ الأزمة العراقية الصعبة كان السبب في تأجيج خلافاتها مع زوجها الذي رفض فكرة تعرّضها لذاك الخطر الجسيم.
الممثلة هند صبري: سفيرة منظمة اليونيسف للنيات الحسنة
رأت سفيرة منظمة اليونيسف للنيات الحسنة أنّ وجودها إلى جانب الشعب الفلسطيني في عزّ أزمته سيكون بمثابة الدعم المعنوي، فلم يردعها خوفها من الظروف الصعبة التي تعيشها الأراضي الفلسطينية المحتلّة من أن تُسافر وتدعو من هناك إلى وقف الحصار على غزّة، كما شجعت زملاءها الفنانين على زيارة فلسطين لرؤية المشاهد الأليمة بأمّ العين لأنّ الصورة لا يمكن أن تنقل ما تحمله أرض الواقع.