الأطباء في ندوة 'لها' يدافعون عن العمليات التجميلية ...
طب نفسي, جراحة التجميل, ندوة , طبيب تجميل, وزارة الصحة, د. هيثم جمجوم, د. مي النقيب, د. سامي سهيل صوان, د. نهلة مصطفى, د. وائل عواد, د. منى الصواف
26 أبريل 2011الدكتورة مي النقيب: التجميل مزج ما بين الفن والطب
الدكتورة مي النقيب الحاصلة على الزمالة الأميركية في جراحة الجلد وجراحة الليزر في العيادات المثالية بجدة قالت: «التجميل هو عبارة عن مزج ما بين العلم والفن، فلا يمكن أن يعمل الطبيب التجميلي دون أن يكون لديه علم وإدراك للجمال، وطبيعة شكل الإنسان، وطبيعة تكوينه. والإحصاءات على مستوى العالم تفيد أن الجراحات التجميلية غير الجراحية تسبق العمليات الجراحية الترميمية الناتجة عن تشوه أو خطأ خلقي أو ناتج عن حادث. ونحن كأطباء نحاول اللحاق بركب كل ما هو جديد، والإطلاع على المصادر الواسعة في هذا المجال، خصوصاً في ما يخص المرأة العربية عامة، والمرأة السعودية بشكل خاص والتي أدهشتني بالفعل لمستوى تفكيرها في تحسين نفسها، وإطلاعها على أخر مستجدات هذا المجال».
وأكدت أن السيدة السعودية أكثر إقبالاً على العمليات التجميلية غير الجراحية التي تتجاوز أخطار التخدير وما بعد العملية. وشددت على أن خبرة الطبيب مهمة جداً في التقليل من أخطار العملية الجراحية الجمالية. لذا دائماً تؤكد على أن طبيب التجميل عليه أن يكون جراحاً بالدرجة الأولى مع كونه طبيب جلد.
وقالت: «على كل طبيب أن يعرف المادة التي يستخدمها، ومدى تأثيرها على طبيعة الجلد المحقونة به، خصوصا أن لكل إنسان طبيعة جلدية وتكوينية مختلفة، فما يتحسس منه البعض يمكن أن لا يتحسّس منه البعض الآخر. أيضاً عليه معرفة كيفية الحقن، وإدخال هذه المواد بطريقة سليمة كل هذه الخطوات تعمل على تقليل الأخطار، بل وتفاديها تماماً».
الدكتورة منى الصواف: من يذهب إلى العملية التجميلية نوعان من البشر
حالات كثيرة لديها مشكلة مرضية لترى نفسها قبيحة كلما نظرت إلى المرآة من جانبها، قالت اختصاصية الطب النفسي الدكتورة منى الصواف: «إذا أردنا أن يثق الإنسان بنفسه علينا أن نُغير معتقدات كثيرة في المجتمع الشرقي والعربي لمقاييس الجمال. ففي القرن التاسع عشر كانت المرأة المكتنزة هي الأجمل، أما اليوم فتُعتبر الاكتناز دليلاً على الكسل وعدم الرشاقة. ومن يذهب إلى الجراحة التجميلية نوعان من البشر، نوع يكثر في مجتمعنا السعودي بالذات ويؤمن بأن مقاييس الجمال هي ما تُملى عليه وخاصة النساء. أما النوع الثاني فيكون لديه اضطراب أو خلل ما وهم الأقل، إنما هذا النوع منتشر بطريقة خفية. وقد يكون أشهر مريض في العالم هو نجم البوب الأميركي مايكل جاكسون الذي كان يُعاني مرض القُبح، فكان عندما ينظر إلى نفسه في المرآة يرى القبح بعينيه، والدليل أنه كان يخضع للكثير من العمليات حتى بات يشبه المسخ».
وأضافت الصواف: «العلم تقدم وأصبح من الممكن محاربة ما يُعرف بالشيخوخة، إلا أن ذلك امتزج بالتجارة. ودليل ذلك النساء اللواتي يظهرن في الإعلام بهدف الترويج للجمال فقط، لنجد شاباتنا بعمر الزهور يُطالبن الأطباء بأنف نانسي عجرم وشفتي هيفاء وهبي وجسم إليسا وغيرهن من الفنانات. هكذا تخرج الفتاة من غرفة العمليات على هيئة قرد لينتهي عصر السابقات ويليهن عصر آخر لفنانات أخريات وهكذا دواليك، مما أدى إلى تزايد مشكلة عدم الاقتناع بالنفس».
وحول الاضطرابات التي يُسمح فيها بالعمليات التصحيحية لا التجميلة قالت الصواف قائلة: « يُسمح بالتدخل الجراحي التصحيحي لمعالجة آثار الحوادث والتشوهات. ولكن «يجوز للأطباء معالجة من يُعانون مرض القُبح لأن هؤلاء الأشخاص يعتقدون أن كل شيء فيهم يحتاج إلى تصحيح، وهم أشخاص يعانون اضطرابات. وللأسف هؤلاء يذهبون إلى الأطباء بكثرة».
وفي ما يتعلق بعلاقة أطباء الجراحة التجميلية بالأطباء النفسيين أشارت الصواف إلى أن العلاقة بينهما تكاد تكون معدومة، فالمجتمع السعودي مازال متخوفاً من الأطباء السعوديين ليس لأنهم أقل كفاءة إنما لكون أفراد المجتمع يعرفون بعضهم بعضاً ونسوا أن الأطباء قد أدّوا القسم. والشيء ذاته ينطبق على الطب النفسي أيضاً».
الدكتورة نهلة مصطفى: التجميل غير مراقب من وزارة الصحة والصالونات معنية به أكثر من العيادات
الدكتورة نهلة مصطفى اختصاصية الأمراض الجلدية والتجميل غير الجراحي في عيادات محمد فقيه التخصصية في جدة، ذكرت أن العمليات لم تعد مراقبة وأصبحت تجرى في صالونات التجميل وبشكل عشوائي قائلة: «الأخطاء الطبية التي باتت منتشرة بشكل كبير لا تنتج فقط عن الأطباء، بل وتعد من جانب الطبيب جداً منخفضة ولا تذكر. إلا أن ما جعل المسألة ملحوظة هي أن عمليات الحقن خصوصا أصبحت تجرى في صالونات التجميل، وحتى عمليات الليزر تجري بلا مراقبة طبية، أو معرفة بالمضاعفات الناتجة عنها، مما يجعل سيدات كثيرات يتعرضن لأمور مزعجة، وأخطاء حقيقية في مظهرهن الخارجي. وبدل أن تصبح المرأة جميلة، أصبحت المسألة تأخذ منحى آخر، وكل واحدة منهن أصبح لديها علة مختلفة. وفي النهاية كل الاتهامات تقع في سلة واحدة وهي العملية الخطأ».
وأشارت إلى أن الأسعار المخفضة عند صالونات التجميل هي ما يجعل السيدات يخضعن لهذا النوع من العمليات خارج العيادات المخصصة، دون النظر إلى أخطار الحقن، ومدى تعقيم الإبر، أو فعالية المادة المحقونة.
وأيدت النقيب ما ذكرته الدكتورة نهلة مضيفة: «كثير من الناس يفكرون في السعر أكثر من الجودة، والنوعية. وأنا كطبيبة علي أن أكون واضحة وصريحة مع المريض من حيث المعلومات التي ينبغي أن يحصل عليها، وما المواد التي سيتم الحقن بها، والمضاعفات الناتجة عنها وخلافه، حتى لا ندخل في المشاكل والأخطاء، وحتى لا يدخل المريض في متاهة هو في غنى عنها».
الدكتور سامي صوان: عند تجديد الرخصة الطبية تتم محاسبة الطبيب
أمسك الدكتور سامي صوان استشاري الأمراض الجلدية وجراحة التجميل في المستشفى الدولي في جدة خيط الحديث قائلاً: «هذه الهيئة مسؤولة عن معرفة الشهادة التي حصل عليها هذا الطبيب، وهي المسؤولة عن الرقابة. فعندما يأتي الطبيب لتجديد الرخصة الطبية الخاصة به تتم محاسبته إن كانت هناك أخطاء تحت اسمه وتنظر الهيئة الطبية في ما حدث».
الدكتور وائل عواد: العمليات التجميلية المهبلية أصبحت أكثر انتشاراً
تحدث طبيب النساء والولادة والعمليات الجراحية المهبلية ومرض سلس البول في مستشفى الحرس الوطني في جدة الدكتور وائل عواد عن العمليات المهبلية التجميلية، وقال: «هي عمليات تجرى للسيدات المتقدمات في السن، وسببها الأول الولادة الطبيعية، لأن المهبل عند الولادة يكون ضيقاً، وتكون المثانة والأمعاء في مكانها الصحيح، وكل هذه الأجهزة محاطة بنوع من الأنسجة غير المرنة، وهي شبيهة جداً بالموجودة على اللحم الأحمر. ووقت الولادة يكون الطفل قد وصل إلى 3،5 كلغ مما يعني أن كل هذا الحجم يجب أن يمر من خلال المهبل، وهذا يؤدي بطبيعة الحال إلى تقطع الأنسجة المحيطة بالمنطقة. عندها يتغير شكل المهبل تماماً، وفي المتوسط يبلغ عدد الولادات في السعودية أربع ولادات، مما يعني أن شكل المهبل يصبح مختلفاً تماماً عن شكله الطبيعي، وهذه المسألة تؤثّر على الجماع ما بين الرجل وزوجته وتخلق نوعاً من عدم رغبة الرجل في ممارسة العلاقة الحميمية مع زوجته.
أيضاً عندما تتجاوز المرأة سن الثلاثين تضعف العضلات، فما بالك مع الولادة المتكررة». وعن إجراء هذا النوع من العمليات يضيف: «نجري هذه العمليات بحسب شكوى المريضة، فإن كانت الشكوى الرئيسية هي قلّة الإحساس نعمل على إرجاع المهبل إلى وضعه الصحيح قبل عملية الولادة. وكانت العمليات تقوم قديماً على أساس عملية واحدة لجميع السيدات، وهي ترميم الأنسجة، ولكن ثبت علمياً أن هذه النوعية من العمليات يجب أن تجرى لكل امرأة على حدة، بحيث يحدد الطبيب مكان تلف الأنسجة، وموقع القطع فيها ومن ثم تجري العملية في ضوء النتائج». ولفت إلى أن العمليات التجميلية المهبلية لا تتمّ بعد الولادة مباشرة لأنه من المهم جداً إعطاء الأغشية وقتا للراحة حتى ترجع إلى وضعها الطبيعي، إضافة إلى أن الدورة الدموية بعد الولادة تكون في أوجها وفي حال حدوث أي قطع خلال هذه الفترة يمكن حصول نزف حادّ.
وما يحدث في العملية بحسب ما ذكره عواد يصلح ما أفسدته الولادة الطبيعية، «فنحن نصلح الأنسجة ونضع لها دعامات مصنوعة من مادة الكولاجين لدعم العملية، وبالطريقة هذه يعود المهبل كما كان من الداخل قبل الولادة». وعن المضاعفات التي يمكن أن تحدث للسيدة بعد هذه العمليات أضاف: «أي يمكن أن تحدث بعدها مضاعفات. ولكن حدوث مضاعفات بعد العمليات المهبلية يكون بسيطاً ومنها الالتهابات التي نعطي لتجنبها مضادات حيوية. كذلك على طبيب التخدير أن يحذر في عمله، علماً أن معظم العمليات التجميلية المهبلية يمكن أن تجرى تحت مخدر موضعي. أيضاً السمنة المفرطة لدى السيدات مزعجة. وهذه هي المشاكل الأساسية التي يمكن أن تحدث».
توصيات الندوة
- ضرورة وجود الوعي الأسري والتعليمي والإعلامي.
- يجب أن يكون هناك علاقة متوازنة بين المريض والطبيب تتخلّلها الكثير من المصداقية الأخلاقية والكثير من القناعة.
- يجب تهيئة المريض نفسياً قبل دخوله لأي جراحة تجميلية.
- يجب على وزارة الصحة وضع رقابة صارمة جداً على صالونات التجميل التي تقوم بعمل الأطباء.
- ضرورة توفير منشورات مطبوعة في كل العيادات والأماكن الطبية العلاجية تحوي معلومات موثقة حول ما يجب ومالا يجب، لكي يصل المريض من خلالها إلى الوعي والإدراك وتهيئته نفسياً قبل إدخاله إلى أي عملية جراحية أو تجميلية.
- المادة لا تُقدم شهرة جيدة للطبيب، بل على العكس عمله هو ما يرفع من شأنه بين الناس في المجتمع، لذا عليه أن يتذكر بأنه قد حلف القسّم قبل أن يمتهن هذه المهنة.
- الوقاية خير من العلاج، فالاهتمام بصحته وذاته وجسده منذ البداية ستستمر معه فترة طويلة بإذن الله دون الحاجة للجوء إلى أطباء وعيادات.
- توقعات المراجع للعيادات التجميلية في حدود المعقول. فلا أحد يستطيع تغيير الزمن أو إعادته إلى الوراء.
- على المريض التحلي بالصبر فما أفسده الدهر والمريض بنفسه لن يستطيع الطبيب إصلاحه في ساعة.
- يجب أن لا يأتي تركيز المريض فقط على التكاليف في أي عملية جراحية.
- لتفادي الأخطاء التي وقع فيها غيرهم في العمليات التجميلية على المريض أن يثق بالطبيب المعالج، ومن حق المريض السؤال عن أي شيء قبل العملية وبعدها.
- ضرورة اختيار الطبيب المناسب، واختيار العيادة أو المستشفى ذي السمعة الطيبة.
- الأخذ بعين الاعتبار الفرق بين مضاعفات ما بعد العملية الجراحية والإهمال أو الخطأ الطبي.
المادة أساس التعامل في عمليات التجميل
وأكد الدكتور هيثم جمجوم أن ثقافة المجتمع السائدة هي ثقافة البحث المادي «أي أن هناك الكثيرين مستعدون للبحث ليلاً نهاراً بين الأطباء لمعرفة تكاليف العمليات. فالأمر يفرق كثيراً بين 1000 ريال و 2000 ريال . اليوم نحن في دولة لها عملتها ولها رواتب موظفيها، ولا نستطيع أن نقارن بين مصر والسعودية على سبيل المثال، فالعملية هناك قد تكون ب 500 جنيه مصري، ونجد المريض يتذمر من غلاء التكاليف هنا مع انه لو قارن التذاكر والإقامة والعلاج في أي بلد آخر سيجد أنها التكلفة نفسها أو ربما أقل. لذلك علينا ألا نقارن العمليات في السعودية بأي بلد آخر فالأسعار في العمليات التجميلية ليست مبالغاً بها، وأسعارنا مقارنة بدول أوروبا وأميركا هي الأقل».
وهنا تقول مي النقيب: «أتفق مع الدكتور هيثم لأنه في مجال البوتوكس في أميركا يُحاسبون على الـ units، أي أن المريض قد يحتاج bay واحد أي ما يُعادل 100 unit فالسعر الذي قد يدفعه المريض في جلسة البوتوكس قد يصل إلى 3000 دولار».
وقاطعها جمجوم قائلاً: «الغش في مسألة البوتوكس سهل جداً، وذلك بإضافة القليل من الماء لنجد أن المريض يشعر بالسعادة».
وأكدت النقيب أن الأطباء العرب على مستوى عالٍ من الكفاءة كما في الغرب. «من خلال المؤتمرات أجد أن التقنية التي يستخدمها الطبيب العربي أعلى بكثير من تقنية الطبيب الأجنبي، وربما يعود ذلك إلى أن مجالنا الأوسع وموادنا أكثر والخبرة أصبحت أقوى».
الدكتورة مي النقيب: على المريض أن يكون واعياً
وأوضحت الدكتورة مي النقيب أن على المريض أن يكون واعياً للطبيب الذي يذهب إليه، «فعلى سبيل المثال هناك الكثير من الحالات تأتي للطبيب وعند إجراء العملية أو حقن البوتوكس تكون غير راضية عن النتيجة لتذهب إلى طبيب آخر، وهكذا. لذلك تحدث الأخطاء والمشاكل. وأنصح دائماً مراجعتي بالعودة إلى العيادة عند مواجهتهن أي مشكلة. ولكن على المريضة أن تعي أن الطبيب لا يصنع المعجزات ولا نستطيع أن نُغير شيئاً قد يكون من الصعب تغييره. فقد تحتاج المرأة إلى شدّ الوجه أنا لا أستطيع إصلاح هذا الوجه عن طريق العلاج بالبوتوكس لأنها يجب أن تعالج المشاكل لديها. ويجب على المريض أن يبقى متواصلاً مع طبيبه حتى وإن كانت نتائج العملية غير مُرضية للمريض».
جمجوم: كثيرة هي التحضيرات والخطوات التي يدخل فيها المريض قبل إجراء أي جراحة تجميل
في ما يخص العمليات الجراحية والتحضيرات التي يدخل فيها المريض قبل إجرائها قال جمجوم: «هناك كثير من الخطوات التي يمر بها المريض قبل إجراء العملية ومن أهمها الجلسات ما بين الطبيب والمريض لشرح العملية من كل الجوانب، والاستعداد النفسي للحالة. في هذه الحالة نطلب عمل تحليلات مخبرية لازمة. ومن المهم جداً معرفة سن المريض وتاريخه المرضي، وإن كانت العملية المختارة مناسبة له أم لا، وأريد أن أضيف فيما يخص الشركات المنتجة للمواد التي يتم الحقن فيها والرقابة عليها، وأتمنى من خلال الندوة أن نوصل رسالة معينة، بحيث تعمل الشركات على تقنين بيع المواد، ولا يتم تسويقها إلا للجهات المعنية والموثوق بها، وليس كما ذكرت الدكتورة نهلة والدكتورة مي تكون في الصالونات والمراكز الرياضية. ويجب أن يكون المنتج موثوقاً فيه، لأن هذه المواد إن عملت بطريقة صحيحة تعطي نتيجة رائعة».
ومن أبرز المشاكل التي يواجهها الطبيب في العمليات التجميلية ذكر جمجوم أن كثيراً من المرضى يعتقدون أن الطبيب يملك عصا سحرية، فتخال بعض النساء أن العملية يمكن أن ترجع بالعمر وتجعلها تبدو كما كانت في العشرين على سبيل المثال...
وحول معرفة المريض عن قدرة الطبيب ومؤهلاته لإجراء العملية قال الدكتور جمجوم: «يجب ألا نضع العبء على المريض ونطلب منه أن يتأكد من شهادات الطبيب مثلا، فهناك نظام معين في الدولة تم تعميمه في المستشفيات والعيادات للتأكد من مؤهلات الاختصاصي أو الاستشاري بالطريقة الصحيحة. هذا الجزء مسؤولة عنه الدولة، فالهيئة السعودية للتخصصات الطبية تتحمل هذا العبء من حيث مؤهلات الطبيب وتمرينه من ناحية، ومن ناحية أخرى على المستشفى القيام بدور مهم للتأكد من جدارة الطبيب لإجراء عمليات جراحية. وعليها أيضاً أن تكون ملمة بكل الخبرات التي تؤهله للخوض في هذا المجال. وكثيراً ما وقعت أخطاء طبية جراحية لعدم استقطاب المستشفى للكفاءة الطبية المطلوبة. وفي المقابل على المريضة أن تتأكد وتسأل عن هذا الشخص الذي سيُشرف على علاجها. وعلى الطبيب بدوره أن يملك المصداقية».
لم تكن ندوة عادية، بل كانت في منتهى الحماسة حيث واجهنا أطباء المهنة بكل ما يهم القارئات عن الطب التجميلي الذي بات مادة متداولة في كل مجلس نسائي وشبابي ورجالي، في زمن طغى فيه الاهتمام بالشكل.
«لها» واجهت الأطباء بهذا الهوس بالجمال، وكيف أنهم ساهموا في هذه الظاهرة مع تقدم العلم، وبروز كثير من العمليات غير الجراحية لتجديد شباب الإنسان.
إلا أن المضاعفات أيضا كانت لها بصمة في هذا المجال وصلت إلى حدّ الموت، إضافة إلى الاتجار بهذا النوع من العمليات التجميلية سواء الجراحية أو غير الجراحية.
ضمّت الندوة الدكتور هيثم جمجوم، الدكتورة مي النقيب، الدكتور سامي سهيل صوان، الدكتورة نهلة مصطفى، الدكتور وائل عواد، والدكتورة منى الصواف.
الدكتور هيثم جمجموم: عمليات التجميل نوعان
الدكتور هيثم جمجموم استشاري جراحة التجميل في المستشفى الوطني في جدة قال: «لو تحدثنا عن عمليات التجميل يمكن أن نقسمها إلى نوعين: العمليات الترميمية التي تجري في جميع المستشفيات والناتجة عن تشوهات خلقية أو حوادث، أو حروق، وخلافه، والعمليات التجميلية المتعارف عليها في المجتمع وهي عمليات الأنف، ورفع الحواجب وغيرها. أيضا تحت هذا المسمى دخلت العمليات التجميلية غير الجراحية وهي عمليات الليزر، الفيلر، والبوتوكس، وجميعها تحت مسمى واحد وهي العمليات التجميلية، والمشكلة أننا لا نستطيع أن نفصل الكلمة إلى مركبات مختلفة، ونحاول جاهدين أن يكون لكل تقنية مسماها الخاص، ولكن لا تزال العمليات التجميلية في مجملها مصطلحاً جديداً».
وأضاف أن هناك انتشاراً للعمليات التجميلية في الفترة الأخيرة كما أشارت الإحصاءات والدراسات التي تصدر عن مؤسسات معنية بذلك، إلا أن العمليات الجراحية في هذا المجال لا تزال في حيزها المعقول والمتوقع مقارنة بالعمليات التجميلية غير الجراحية (البوتوكس، الفيلر، الميزو، الليزر...). وأوضح أن سبب انتشارها قلّة مضاعفاتها الجانبية، وجميعها تجرى تحت تأثير المخدر الموضعي. ولفت إلى أن نسبة العمليات التجميلية ازدادت بشكل ملحوظ لدى الرجال، إلا أن نسبة السيدات اللواتي يجرينها ويقبلن عليها هي الأعلى.