الشيفات موقوفون في رمضان...
الإفطار, الطهو الصحي, شهر رمضان, المطابخ, كلوديا شيفر
25 يوليو 2011لم يعد الشيف ذلك الطاهي التقليدي، بل أصبح نجماً بابتكاراته وظهوره على الشاشة الصغيرة، وأصبح فتى أحلام العديد من الفتيات. ولا جدال أن كثيراً من النساء يغبطن زوجته ويعتبرنها امرأة محظوظة تحظى برجل غير تقليدي، يساعدها في شؤون الطهو ويعلمها. والسؤال كيف تكون بيوت الشيفات وموائدهم في رمضان؟ وهل يساعدون زوجاتهم في إعداد الإفطار أو السحور؟ أم يفضلون الابتعاد تماماً عن مطابخ بيوتهم في الشهر الفضيل؟
منافسة زوجية
لأن الشيف أحمد بدوي يساعد زوجته كثيراً في الطهو، خاصة أن أولاده يطلبون منه أكلات من المطابخ العالمية، تعترف زوجته هبة بأنها أصبحت منافساً له بعد تعلمها منه أكلات كثيرة، فبمجرد أن تراه ينفذها مرة تعيدها هي بسهولة، لذا أنشأت مشروعاً مستقلاً لتلسيم الأكلات الجاهزة إلى المنازل.
يضحك الشيف أحمد بدوي ويقول: «هذا لا يمنع أن أقاربنا وأصدقاءنا يطلبون مني إعداد عزومات رمضان لهم في منزلنا، ويطلبون مني أكلات معينة، فيبدو أن مهنة الشيف مرهقة خارج المنزل وداخله».
وتلتقط هبة طرف الحديث وتقول مداعبة زوجها: «ضيوفنا وأقاربنا يطلبون أن يعد الشيف مائدة الإفطار، ونفكر معاً في قائمة الإفطار والأطباق التي سنقدمها لهم، كما أنه يعترف دائماً بأنني متفوقة عليه في الأكلات الشرقية، ويطلب مني دائماً إعداد المحاشي بأنواعها المختلفة، والأرز المعمر، والبط البلدي، والحمام، والكشري، والكسكسي».
وتضيف: «زوجة الشيف ليست محظوظة دائماً بمساعدته، فزوجي مثلاً طقوسه الرمضانية صعبة، وهو شديد العصبية في أول يوم، ويجب أن أكون حذرة جداً في جميع التفاصيل، يجب أن يكون الملح مضبوطاً، والعصير لديه أهم من الأكل، لذا يكون على السفرة ما لا يقل عن أربعة أصناف مختلفة من العصائر. ولأجنّب نفسي عصبيته وملل تكرار الأكلات في رمضان أستشيره في قائمة الإفطار يومياً، وأطلب منه الاقتراح وأنا عليّ التنفيذ».
مطبخ المنزل ليس مكاني في رمضان
اعتاد الشيف شربيني على إعداد موائد لأفراد أسرته، أولاده الثلاثة وأزواجهم وأحفاده، ويجتمع أولاده على حب الديك الرومي من يديه، ولكنه في رمضان لا يقرب المطبخ نهائياً، ويقول: «مطبخ المنزل ليس مكاني في رمضان، فهو موسم مزدحم بالنسبة الى الشيف، وأنا لا أساعد زوجتي فيه على الإطلاق، بل تتحمل هي جميع المهمات الزوجية والعزومات بلا أي تدخل مني. فيومي يبدأ الساعة العاشرة، وأمضي ساعة في المشي لتجديد النشاط، ثم أتجه إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون من أجل تقديم برنامجي في الإذاعة، بعدها أنتقل إلى مدينة الإنتاج الإعلامي لأصوّر برنامجي الآخر لإحدى الفضائيات، وعند عودتي إلى المنزل تتبقى ساعة واحدة على أذان المغرب، وتكون بمثابة القيلولة لي».
الحاجة زبيدة زوجة الشيف شربيني تؤكد كلامه، وتقول إن كل علاقته بالمطبخ في رمضان لا تتعدى استشارته في قائمة طعام العزومات ليس إلا.
للشيف شربيني عادات غذائية خاصة في الطعام توضحها زوجته قائلةً: «باستثناء أول يوم الذي يجب أن أعد فيه مائدة كبيرة لأفراد الأسرة من الأكل الشرقي والمحاشي والحمام والبط، لا يُقبل الشيف شربيني على تناول أي طعام ثقيل، بل يحب أن أطهو له طعاماً صحياً، مثل طاجن التورلي والصيَّادية، وهو يعشق أكل صينية الرقاق والمحاشي والملوخية من يدي. أما الشوربة فهي طبقه الأساسي ولا يفطر بدونه، والعصائر هي حياته على الإفطار، ويحب عصير العرقسوس والتمر باللبن».
وفي حين أن الكثيرات يعتبرن زوجة الشيف امرأة محظوظة، تؤكد الحاجة زبيدة أن زوجة الشيف تواجه الكثير من الانتقادات في الطعام إذا كان الملح غير مضبوط أو العصائر غير مثلجة بالقدر الذي يحبه.
يبتكر الشيف شربيني العديد من الأكلات ويلقبها باسمه، مثل دجاج على الطريقة الشربينية وكبدة على الطريقة الشربينية، واليوم يقدم لكِ نصائح رمضانية على الطريقة الشربينية. و يؤكد أن تناول الطعام مرة واحدة يصيبك بالتخمة والخمول، وأفضل حل هو تناول العصير أو الشوربة مع طبق سلطة خضراء ثم تذوق الأكل، ولا مانع من استكمال الطعام بعد ساعتين حتى تكون المعدة قادرة على استقبال الطعام.
الشوربة الساخنة غير مناسبة لهذا العام. جربي شوربة الزبادي والكنتالوب وشوربة الكاسباتشو.
وعليكِ بالعصائر الطبيعية فهي تروي العطش أكثر.
لا تجعلي الخشاف مشروباً أساسياً يومياً، لأن سعراته الحرارية عالية وتزيد طاقة الجسم مما لا يتماشى مع حرارة الصيام هذا العام.
عليكِ بالزبادي فهو خير مرطب للمعدة، ويمكنك استبدال الخشاف بعصير اللبن الرائب مع البلح أو التمر.
لا تكثري كمية الطعام، وما يتبقى أعيدي تغليفه وتدويره مرة أخرى وقدميه إلى المحتاجين.
وراء كل ناجح امرأة
الطبيعي أن يساعد الشيف زوجته، ولكن العكس يحدث مع الشيف يسري، فزوجته تلعب دور مساعده أثناء ضغط العمل خاصة في رمضان، فعندما يضيق به الوقت، يلجأ إلى زوجته لتساعده في الأطباق الشرقية في المقام الأول وتكون هي منقذته في ذلك الوقت.
يقول: «رمضان موسم مضغوط وعمل ليلاً ونهاراً بالنسبة الى الشيف الناجح، فأنا ما بين تقديم برامج التلفزيون والراديو وعملي الخاص، أما زوجتي فهي منقذتي، ترتب لي مواعيدي وجدول عملي وتساعدني أحياناً في عملي الخاص وتحضر لي الأكلات الشرقية، فهي أمهر مني فيها وأنا أتعلمها منها. ودون أن أطلب منها تخرجني من دائرة مشاكل الأولاد وطلباتهم، وتتعامل وحدها مع مشاكلهم طوال رمضان والأوقات التي يكون فيها ضغط عمل، فأنا الذي أعتبر نفسي زوجاً محظوظاً لأنني تزوجت من زوجة طيبة ومساعدة ماهرة لي وأم متفوقة لأولادي».
ويشيد الشيف يسري بطعام زوجته ويقول: «طعامها له مذاق خاص يفوق طعام أكبر المطاعم جودة ومذاقاً، فأنا أعشق من يدها ورق العنب ومحشي الكرنب، والأرز باللبن الذي تصنعه يعجز أشهر شيف في العالم عن محاكاته. هي ماهرة أيضاً في طهي البيتزا والحمام والبط بطريقة أفضل من أي شيف».
وتلتقط زوجته حنان أطراف الحديث قائلة: «انشغاله في رمضان لا يعني أنه لا يعد لنا أشهى الأكلات، فيوم إجازته يتفق الأولاد على قائمة طعام ليعدها لهم. فعبد الرحمن الطفل الأصغر يعشق الجمبري بالكنافة، وهي أكلة ابتكرها زوجي من أجل عبد الرحمن، وابنتنا هاجر تحب أن يعد لها الأكلات الصينية وجميع أكلات مطبخ شرق آسيا، أما أنا فأحب الفيليه بوافر، لذا نجتمع جميعاً ونقترح الأكلات التي سيعدّها لنا يوم الإجازة».
«عزومات» وحلوى
في المقابل تعتبر هدى مصطفى، زوجة الشيف طارق سعد، أن زوجة الشيف امرأة محظوظة، فهو يساندها ويساعدها في إعداد عزومات رمضان.
وتقول: «رغم أنه شيف حلواني، كان يقف بجوار الشيف شربيني في فندق الهيلتون ويتعلم منه الأكلات، كما أنه يقترح عليّ بعض إضافات في الأكلات وتكون النتيجة مبهرة. فعلى سبيل المثال هو من اقترح عليَّ إضافة كورن فليكس الى الدجاج المقرمش ويقترح عليَّ أيضاً بعض البهارات، فيكون المذاق رائعاً».
ويبتسم الشيف طارق سعد ويقول: «لا أدخل المطبخ في رمضان من أجل إعداد وجبات أو أطباق حلوى لأسرتي فقط، بل من أجل أصدقائي أيضاً، فجميعهم يعشقون الكنافة التي أصنعها ويقبلون عليها لذا يرسلون إليّ صواني فارغة وكنافة طوال رمضان لأعدها إليهم بنفسي. أما بناتي فالكبرى فيهنّ لا تمل من الكريب لو أعددته لها طوال العام بلا انقطاع، وفي رمضان أتفنن في إعداد القطايف لهم بحشوات مختلفة، تارة أحشوها بالكريمة وأخرى بالفستق، ويحبون أيضاً البسبوسة والقرع العسلي».