أهالي قرية مصرية يتهمون الجان...
سلمى المصري, طرد الجان, الشيخ يوسف البدري, د. نصر فريد واصل, رأي الدين, حرق / حروق الشمس, قسم الشرطة, رأي الدين في السحر, التحرّش الجنسي
22 أغسطس 2011رأي الدين
الدكتور نصر فريد: لا علاقة بين الحرائق والجان
الشيخ يوسف البدري: هذه الحرائق وراءها بشر
عن رأي الدين في ما يردده أهالي تلك القرية بأن الجان وراء حرائقها، يقول الدكتور نصر فريد واصل، مفتي مصر الأسبق: «هذا الكلام أقرب إلى قصص الخيال والرعب، والأفضل لأهالي القرية أن يبحثوا عن الفاعل الحقيقي لتلك الحرائق، التي كثيراً ما سمعنا عنها في فترات مختلفة ثم كشفت التحريات وجود جناة من البشر، وبالتالي فإن الجن بريء من تلك الحرائق».
وأكد في الوقت نفسه «ضرورة احترام القبور وحرمة الموتى وعدم البناء على المقابر، لأن هذا محرم شرعاً، وبالتالي إذا كانت هناك منازل أقيمت على المقابر فيجب إزالتها، ليس خوفاً من الجن كما يروج أو يعتقد العامة، وإنما من باب احترام حرمة الأموات».
ويؤكد الشيخ يوسف البدري، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن «للجن قوة تفوق قوة البشر، وأعمارهم أضعاف أعمارنا نحن البشر، وهم يعيشون معنا على الأرض. وقد اختلفت آراء الفقهاء حول قدرتهم على إيقاع الإيذاء بالبشر، فمنهم من قال إنهم يمكن أن يكون لهم تأثير بالسلب أو الإيجاب في حياة البشر، عن طريق اللبس والمس، أو رد أي عدوان يقع عليهم، أو اقتحام للأماكن التي يسكنون فيها ومنها المقابر، في حين يعترض آخرون على ذلك، مؤكدين أن التواصل بين الجن والإنس مستحيل إلا من خلال الوسوسة، باعتبار أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، كما أمرنا الله تعالى بالاستعاذة من أشرار الجن كما نستعيذ من أشرار الإنس، وهذا ما يتضح لنا من خلال سورة «الناس».
ويتحفظ الشيخ البدري عما يروى بشأن حرائق تلك القرية، التي يؤكد أهلها أن الحرائق سببها قيام الأهالي بالبناء على المقابر، «ومن الأفضل للناس إصلاح الخطأ الذي خالفوا به الشرع، وهو البناء فوق المقابر، لأن هذا حرام شرعاً وامتهان لحرمة الأموات، والبحث عن الفاعل الرئيسي لتلك الحرائق التي وراءها بشر وليس الجن، رغم كثرة ما يذكر عن قدراتهم الخارقة في فعل المستحيلات التي يعجز عنها البشر. ومثل هذه الأشياء مذكور كثير منها في بعض كتب التراث، ولكن ينبغي إعمال العقل وعدم الاستسلام لما يروجه أهالي القرية الذين يهولون في الأمر. وستثبت الأيام أن الجن أبرياء من تلك الحرائق، التي لا نسمع عنها إلا في الدول المتخلفة التي تنسب الخوارق والأحداث الكبرى إلى قوى خفية، وأسهلها نسبتها إلى الجن».
رعب
«الرعب من انتقام الجان والقوى السفلية هو المسيطر على المشاعر، وأهالي القرية كانوا متأكدين من وجود توابع لما حدث. البداية كانت قبل عام». هكذا يقول المزارع علي محمد منصور (49 سنة) الذي بدأت الحرائق الملعونة في منزله، وبالتحديد قبل شهر رمضان من العام الماضي، وهو ظن في البداية أن ما حدث قضاء وقدر، أو مصادفة لا تتكرر. فالحرائق في الريف شيء معتاد بسبب وجود أخشاب كثيرة وعدم وجود احتياطات الأمان في معظم منازل الريف.
يقول محمد: «بدأت الحرائق بمجرد نيران اشتعلت في قطعة خشبية تجاور موقداً بدائياً، رغم أن هذا الموقد لم يكن مشتعلاً. ولكن الأمر انتهى سريعاً بعدما تمكن أهالي القرية من السيطرة على الحريق بسرعة ولم تحدث خسائر جسيمة... لم أُلق بالاً لما حدث وظننت أن الأمر عادي يتكرر كثيراً. وبعد يوم واحد فوجئت باشتعال النار في منزل جاري الحاج مغاوري وزادت حدتها، وبذلنا جهداً كبيراً للسيطرة عليها، وبدأ الشك يساورني في وجود شيء مجهول وراء هذين الحريقين، وذلك لعدم وجود سبب منطقي مقنع لاشتعال هذه النيران التي التهمت معظم أثاث منزل مغاوري».
ويواصل محمد كلامه مؤكداً أنه لم تمض سوى أيام حتى اشتعلت النيران في منزله، وقد استيقظ على صرخات بناته اللواتي ينمن في غرفة واحدة حيث اشتعلت النار والتهمت ملابس ابنته الكبرى التي كانت تستعد للزواج.
وبدأت النيران الغامضة تضرب منازل القرية، وامتدت إلى ثمانية منازل مجاورة لمنزل محمد علي، وكأنها تنتقم من سكان المنطقة كلها. ويسرد شهود عيان تفاصيل اشتعال النيران الغامضة، وأكد أحدهم أنه فوجئ بكرة لهب تتقافز في أنحاء إحدى الغرف، ثم اتجهت إلى المطبخ في مشهد غريب وكأنها كائن حي. وحاول أهالي المنزل إطفاءها لكنها هاجمتهم وانتقلت إلى مكان آخر، وفوجئ الجميع بالنيران تخرج من خزانة المطبخ رغم أنها مغلقة.
هدوء موقت
وتقول ليلى محمد، صاحبة أحد المنازل التي أصابتها النيران الغامضة: «أهالي القرية متأكدون من مسؤولية الجان عن هذه الحرائق التي عجز العلم عن تفسير مصدرها، وقد استدعينا المشايخ والعلماء لمساعدتنا في التصدي لهذه الظاهرة وجاء بعضهم وقرأوا القرآن الكريم واستقر الحال في القرية كلها. ولكن حالة الهدوء لم تستمر أكثر من أسبوع، فقد فوجئت باندلاع الحرائق المفاجئة في غرفة نومي، وأسرعت وزوجي للسيطرة عليها وتمكنا من إطفائها، ولكن بعد عدة ساعات اشتعلت مجدداً بلا سبب».
وتبكي ليلى وتقول: «كدت أصاب بالجنون من فرط غرابة هذا المشهد، فالنار التهمت كل شيء في منزلي، وكأنها ترفض استمرارنا في بيتنا، فحين تركنا الشقة وجلسنا في الشارع توقفت الحرائق، وعادت مرة أخرى حين عدنا إلى المنزل».
وتختتم ليلى كلامها نافية ما يثار حول بناء المنزل فوق مقابر، وطالبت المسؤولين بإيجاد حل لهذه المشكلة.
البحث عن متهم
ويقول حسن شرقاوي إنه شاهد على هذه الحرائق التي اندلعت في منازل الجيران، وإن الجميع حاولوا تفسير هذه الظاهرة. وأشار إلى أن الأرض التي أقيمت عليها المنازل التي اشتعلت فيها النار زراعية، ولم يكن مقاماً عليها مقابر أو مساجد من قبل.
وأشار حسن إلى أنهم ذهبوا إلى قسم الشرطة لتحرير محضر لكن الضابط رفض هذا المطلب، وطلب منهم تحديد شخص بعينه لتوجيه الاتهام إليه، وابتسم حسن مؤكداً أنه لم يبق سوى توجيه الاتهام مباشرة إلى الجان. وأضاف أنه اتصل بالشيخ محمد حسان للحضور إلى القرية لكنه لم يحضر، وحضر الدكتور سليمان عبده سليمان وقرأ القرآن عدة مرات لكن الأمر لم يتغير.
ويشير مصطفي إبراهيم (20 سنة) إلى أنه كان شاهد عيان على اندلاع إحدى الحرائق في المنازل الثمانية، وحاول أن يتدخل لإطفائها مستخدماً الماء، ووقف أعلى أحد الأسطح وقذف الماء على مصدر النيران لكن المفاجأة أن النيران بدت وكأنها كائن حي، ظلت تطارده بشراسة وكأنها تطلب منه التوقف عن محاولة السيطرة عليها!
اللغز مستمر
المشهد في القرية أصبح مرعباً، عشرات الأسر غادرت مساكنها، ووضعت منقولاتها خارج المنازل. ونام الناس على الأرض خوفاً من العودة إلى منازلهم والبقاء تحت رحمة النيران المجهولة التي أكد الجميع أنها تعبر عن غضب الجان.
أسرار غامضة كانت وراء ظاهرة الحرائق المجهولة التي نشبت في إحدى قرى محافظة الدقهلية المصرية، ويعيش أكثر من 40 ألف شخص في ذعر بسبب انتشار هذه الظاهرة التي لم يجد لها أحد أي تفسير حتى الآن. النار أصبحت العدو الأول لأسر هذه القرية، وتحولت ثمانية منازل إلى رماد بسبب شراسة الحرائق التي اشتعلت في أحد الأيام في منازل أكثر من 20 أسرة دون سبب واضح، وعلى الفور ارتفعت الأصوات داخل القرية مؤكدة أن الجان وراء هذه الهجمة الشرسة، وبدأت رحلة البحث عن السبب الذي أغضب الجان.
«الجان غاضب»، هذه العبارة انتشرت كالنار في الهشيم في أرجاء إحدى قرى محافظة الدقهلية حيث بدأت رحلة البحث عن سبب غضبه. الحرائق المجهولة التي انتشرت في القرية كانت وراء هذه التفسيرات، فحين يقف العلم عاجزاً سرعان ما تأتي التفسيرات المثيرة.
الأسر الثماني التي أتت النيران على بيوتها باتت تعيش في العراء، بل إن القرية كلها أصبحت في حالة تأهب، وألف شبابها لجاناً أمنية لمراقبة النيران الشرسة، وتنبيه أهالي القرية قبل أن تنال هذه الحرائق منهم.
وأفاد الشهود أنهم لمحوا أشياء صعبة التصديق، وأن كرات اللهب تطارد سكان هذه المنازل بشكل مثير، بل إن أحدهم شاهد كيس الخبز وهو يشتعل داخل الثلاجة بلا سبب واضح.
أحد المشايخ أكد لأهالي القرية أنهم أقاموا بعض المنازل فوق مقابر قديمة وانتهكوا حرمة الموتى، ما أصاب الجان بغضب شديد من جراء هذا التصرف، وبدأ رحلة الانتقام بإشعال الحرائق المجهولة التي فشل أهالي القرية في السيطرة عليها أو منعها.
وبدأت رحلة البحث عن خرائط المنطقة القديمة التي كانت ترصد المقابر، وأبدى الأهالي استعدادهم لهدم أي منزل يثبت بناؤه فوق مقبرة، ولكن الرعب مازال مستمراً!