اليوتيوب في السعودية...
منتدى الإعلام العربي, المملكة العربية السعودية, كوميديا, قضية / قضايا إجتماعية, المواهب العربية, جامعة الملك سعود, تويتر, يوتيوب
28 نوفمبر 2011الخيرالله : اليوتيوب أوصلنا إلى الناس بشكل أسرع وبجهد أقل
"لا يكثر" برنامج كوميدي على اليوتيوب يناقش القضايا التي تحدث في الساحة السعودية في وقتها، من خلال مشاهد كوميدية يقدّمها الممثلان الشابان فهد البتيري، وإبراهيم الخيرالله وهو أيضا أحد الكتاب في هذا العمل. أما الإخراج فهو للشابين السعوديين علي الكلثمي وعلاء يوسف. ومن يقوم بـ"تجميع السوالف" هما مزروع المزروعي وهبة البتيري. لم يتعدّ هذا البرنامج الخطوط الحمراء ولم يُغضب مقص الرقيب، ووصل عدد مشاهديه من الحلقة الأولى إلى ستة آلاف مُسجل في القناة.
وعن ذلك يقول إبراهيم الخيرالله (27 سنة):" فكرة البرنامج جاءت من خلال رغبة فهد في تقديم "يوتيوب شو". وعرضت الفكرة على مخرج العمل علي الكلثمي، وأيضاً المخرج علاء يوسف، وأخبرني فهد بالفكرة ومن هنا اجتمعنا نحن الأربعة في هذا البرنامج الذي بدأ منذ سنة 2010. ما يميز برنامج "لا يكثر" عن غيره من البرامج التلفزيونية أنه سريع ويواكب الأحداث أولا بأول، وهناك مجال للخطوط الحمراء وحاولنا عدم تجاوزها. وبالنسبة الى اليوتيوب لا استطيع أن أقول إننا نتميز عن أي برنامج آخر في اليوتيوب لكن يبقى الحكم للمشاهد. اليوتيوب أزال الصعاب من أمامنا وأوصلنا إلى الناس بشكل أسرع وبجهد أقل".
وأضاف إبراهيم: وصلنا إلى ستة آلاف مسجل في القناة. كما أن ردود الفعل عن الحلقة الأولى كانت جيدة وهي التي شجعتنا على الاستمرار. ففي الحلقة الأولى كان العرض عاما وطرحنا قضية القس الذي أحرق القرآن، وبعد فترة اكتشفنا أن احد المشروبات يحتوي على زهرة المينار". وأشار الى أن اختيار المواضيع يأتي من أشخاص أسندت إليهم مهمة تجميع السوالف. كما أن هناك الكثير من الأفكار يطرحها عليهم متابعو البرنامج.
وحول شخصية التمساح ذكر إبراهيم انه يمثل الشخصية اللامبالية التي تبحث عن المُلهيات في المجتمع أو الشباب السيئ ، لأنه في السعودية يطلق على الشاب الكسول "المتمسح أو التمساح". وأضاف:" أحضرنا دمية هي التمساح وتلخصت تصرفاته في أي حلقة يظهر فيها إما بوضع رقمه أو الحديث عن الفتيات وغيرها من الأمور. ونحن نحاول أن نردعه بأسلوب فكاهي".
حلواني : اليوتيوب لا يُغني عن السينما ولا التلفزيون حتى الآن
قال المخرج السعودي اشرف سراج حلواني إن الإخراج هواية لديه منذ الصغر، "فأيام الثانوي كنت أصوّر حفلات الأعراس لبعض الأقارب وأجري المونتاج للأفلام بالإمكانات التي كانت متوافرة في حينها، من ثم تخرجت من الجامعة من تخصص التسويق. وكان مجال عملي مختلفا عن هوايتي. للأسف لا يوجد لدينا مجال الإخراج كدراسة في السعودية، فكان عليّ الاختيار بين أمرين إما أن أسافر وأدرس على حسابي الخاص مما سيكلفني فقدان مصدر دخلي لفترة، أو أن أدرس عبر الانترنت. فكان اختيار الدراسة عن طريق الانترنت".
تنوعت أعمال حلواني، ففي البداية صنع الفيلم القصير الكرتوني "صلاتي سر حياتي" الذي شارك فيه في مسابقة الأفلام السعودية برعاية وزارة الإعلام وحصل على جائزة التميز وكان ذلك في عام 2008، ومن بعدها جاء فيلم "التعايش وقبول الآخر". وتخلل تلك الفترة مجموعة من الأفلام الوثائقية البسيطة وبعض الأعمال الإعلانية المختلفة. وأردف حلواني قائلاً:" في العادة نجد المخرجين يقللون من إخراج الأعمال أي أنهم قد يعملون على إخراج عمل أو اثنين فقط خلال السنة لما تتطلبه هذه الأعمال من الوقت والجهد، فالفيلم الذي يشاهده الناس في ثلاث دقائق قد يستغرق العمل عليه أربعة أشهر أو أكثر".
وعن سلسلة "للفاهمين فقط +18"، أشار إلى أن الحلقة الأولى كانت تقديمية، وفكرة هذا العمل تتلخص في تغطية تكاليفه من خلال بيع الفكرة قبل تنفيذها. وقال:" من المشاكل التي واجهتنا في الإخراج بشكل عام أن الشخص يمتلك الفكرة لكن يصعب العثور على ممول، وبالتالي استخدمت أسلوب الدراسة، إلا وهو تغطية تكاليف العمل ببيع الفكرة قبل تنفيذها، فكانت فكرة للفاهمين فقط .بحثت في عدة جهات حكومية لها أعمال تخدم المجتمع، ووجدت أن لدينا مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ولدى المركز مجموعة كبيرة من الأعمال ومعظمها إعلانات تلفزيونية وجرائد وأنشطة تخدم الشباب... توجهت إلى المركز فلقيت الإيجاب والقبول. وبفضل من الله وفقت وتم بيع الفكرة للمركز".
وشرح حلواني: "السيناريو من أصعب المهمات التي واجهتنا في الحلقة الأولى ومازالت تواجهنا. وبعدما أطلقنا البرنامج وجدنا أن أكثر من 60 إلى 70 في المئة من الأشخاص المتابعين للعمل تراوح أعمارهم ما بين 18 و26 سنة وهي بالفعل الفئة المستهدفة من البرنامج، لان جميع الأرقام التي نرتكز عليها في البرنامج تخاطب في مجملها الأسرة". وأضاف أن استخدام الرقم 18 في العنوان كان له جانبان سلبي وايجابي، وبحكم عملي في مجال التسويق كنت أركز على نقطة مهمة واستخدمها عادة في تطوير الإعلانات وهي العناوين القوية للفت انتباه الأشخاص، فبمجرد أن يقرأ الشخص الموضوع من بدايته ويرى أن الفكرة ليست الموجودة في العنوان قد نخسره كمشاهد، لكن المحتوى لدينا يتناسب مع الرقم الموجود في العنوان. وبمجرد رؤية الفيلم سيرى المشاهد أن الأعمال صعبة نوعا ما، تتخللها لمسات مميزة في الفيلم لم يتم استخدامها من قبل".
رمضان : الإعلام اليوتيوبي يبتعد عن المحسوبية وأتاح لنا عرض أي قضية
"الفئة الفالة" برنامج كوميدي هادف وغير هادف في آن واحد، لا يعترف بأي حدود أو قيود. يقدمه عمار ومحمود، وفريق العمل المؤلف من أمين أحمد وبدران حسين ومها شافعي. تحدثنا مع عمار ومحمود رمضان. عمار (29 سنة) بدأ في مجال الإعلام الجديد من قبل ستة أشهر عن طريق هذا البرنامج مع قريبه محمود، الكاتب الرئيسي للبرنامج.
وعن اختيار اسم البرنامج يقول عمار إن البحث عن اسم مميز ولافت ويصف المحتوى كان المطلب الأساسي لهذا العمل، "وتم اشتقاق الاسم من (الفئة الضالة) وبتغيير حرف واحد قد يعكس المعنى بالكامل ويحوله من شيء سلبي إلى إيجابي نوعاً ما".
وأضاف: "من الأسباب التي دعتنا للتفكير بهذا البرنامج مسألة الغزو الفكري وزعم الجهات الخارجية أن المجتمع السعودي منغلق يحوي الكثير من الجوانب السلبية. فأردنا توضيح الصورة".
ولفت إلى أن الإعلام اليوتيوبي يبتعد عن المحسوبية، وفيه مقدار من الحرية يتيح تناول أي قضية، مع التزام حدود المسؤولية واحترام المجتمع.
وقال محمود رمضان ( 27 سنة) الكاتب الرئيسي لبرنامج "الفئة الفالة" إن الأفكار تتجدد في البرنامج بحسب ما يتداول الناس في الشارع، وأبرز القضايا التي نوقشت "البطالة، وارتفاع أسعار شركات الألبان، وتقديم لحم الحمير في شركة طيران، شركات الـتأمين وما يحدث فيها، ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية".
وأضاف محمود:" البرنامج لا يُعطي الحلول بقدر اهتمامه بإظهار المشكلة والقضايا وتسليط الضوء عليها من كل جوانبها، ليبقى الحل لدى المشاهد العادي أو المسؤولين المتابعين للبرنامج".
باقادر : العالم الافتراضي أصبح أكثر واقعية من الواقع
قال الأكاديمي وأستاذ علم الاجتماع الدكتور أبو بكر باقادر إن مواقع التواصل الشخصي والاجتماعي الجديدة وفرت وسائل جديدة، "أولا سهولة التقنية ورخصها، فهي متاحة ومتوافرة لشريحة كبيرة من الناس، أيضا الهامش الكبير للوصول إلى الجمهور المستهدف بطريقة غير مسبوقة.
فما كان يصعب إيصاله عن طريق الوسائل التقليدية إما بسبب الرقابة أو المماحكات والتفاصيل الفنية، لم يعد صعباً". ورأى أن العالم الافتراضي أصبح العالم الأكثر واقعية من الواقع، فإن أراد أي شخص أن يعرف ما يشغل الناس في السعودية في أي يوم عليه أن يتابع رسائل التويتر أو برامج اليوتيوب، فالتكنولوجيا اختزلت المسافات وجعلت الإنسان العادي في جوهر العملية التواصلية.
الكناني: استطعنا وضع مشكلة السكن على المِحك من خلال "مونوبولي"
ناقش فيلم "مونوبولي" أزمة السكن في السعودية وسلط الضوء على قضية نقص الأراضي والمشكلة التي يعاني منها كل مواطن في العثور على سكن يضمن له عيشة مستقلة وآمنة في وطنه. الفيلم سيناريو عبد المجيد الكناني وتصوير وإخراج بدر الحمود، وتمثيل محمد القحطاني وفيصل الغامدي ومحمد الموسى، ومجموعة من الشباب بمشاركة الخبير الاقتصادي عصام الزامل. واستقطب الفيلم أكثر من مليون مشاهد في أسبوعه الأول في مدة عرض قصيرة لا تتعدى الشهر تقريباً. واليوم وصل عدد مشاهدي الفيلم إلى مليون و400 ألف مشاهد على اليوتيوب.
يقول الممثل السعودي والمسرحي والسينمائي وكاتب الأفلام القصيرة عبد المجيد الكناني (26 سنة) إن فكرة الفيلم نابعة من لعبة "المونوبولي" الشهيرة التي تُعنى باحتكار الأراضي والمباني والسكن. ويضيف: "نحن فريق عمل لدينا مجموعة من الأفلام على اليوتيوب ومونوبولي ليس الفيلم الأول بل الثالث، وبفضل من الله لاقت هذه الأفلام صدى جيداً خاصة الفيلم الأخير "التطوع" الذي حقق ضجة في الصحافة".
واعتبر أن "مونوبولي" استطاع أن يضع مشكلة السكن على المحك، ونقلها إلى واجهة الصحف والمجلات وأصبح الحديث عنها بعيداً عن "التابو" وهو "ما اعتبره أكبر نجاح للفيلم".
وشرح أن اختيار اليوتيوب لعرض الفيلم يعود إلى كونه "يندرج تحت قائمة الإعلام الجديد المسيطر على الساحة في الوقت الحالي. اليوتيوب قناة اتصال، الفرق بينها وبين القنوات التلفزيونية هو عدم وجود ضغوط من المنتج وسقف الحرية فيها أعلى".
السعيد : الإعلام الجديد فرصة المجتمعات والثقافات لتقديم نفسها للعالم
رأى أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود الدكتور مساعد السعيد أن اتجاه الشباب السعودي إلى اليوتيوب يعود إلى عوامل عديدة أولها أن "هذه الوسيلة هي متنفس واسع للشباب سواء لطرح قضاياهم أو إبداء آرائهم أو عرض إبداعاتهم. أما السبب الثاني فهو البحث عن حرية الطرح والرأي في ظل قصور التلفزة الحكومية والفضائيات التجارية من ناحية وفي ظل تطور التكنولوجيا وتعدد وسائل الإعلام الجديد والاتصال والتقنية من ناحية أخرى. والسبب الثالث هو اتساع دائرة الإعلام اليوتيوبي بعد أن تفوق في الفترة الحالية على الكثير من وسائل الإعلام التقليدية".
وحول تمثيل هذه الأفلام واقع الشباب السعودي بصورة صريحة ذكر السعيد أنها "وإلى حد كبير تعبر عن الواقع، فقد أطلعت على بعضها ووجدتها تحاكي قضايانا الاجتماعية وتناقشها بصورة واعية هادفة. لذلك لاقت النجاح، لأنها لامست الواقع وذلك النقد البناء والطرح المفيد هو ما تدعو إليه قيادتنا الرشيدة".
ونبّه إلى سلبيات الإعلام الجديدة وأهمها العبثية والإساءة بسبب شهرة زائفة "وهي مصيبة خاصة أن تلك المقاطع أصبحت ترافقنا حتى في هواتفنا المتنقلة". إلا أن ايجابياته تتمثل في "ظهور مواهب لشباب مبدعين ومحترفين في تطبيقات الإعلام اليوتيوبي، وكسر احتكار المؤسسات الإعلامية التجارية الكبرى، وظهور منابر جديدة للحوار من الجمهور للجمهور لمناقشة القضايا التي تهم الجميع وفي صالح المجتمع".
تنافست الكثير من المواهب، واختلط الهادف بالكوميدي، والساخر بالجدّي، وتنوعت الرسائل بين الهادفة وغير الهادفة. سلطوا الضوء على قضايا كانت حديث الشارع السعودي وخصوصاً ما يتعلق بواقع الشباب... ساحات اليوتيوب غصّت بالأفلام السعودية القصيرة والبرامج الشبابية المنوعة وفقرات الـ (Stand Up Comedy) التي أبدعتها المواهب الشابة مقتحمة ساحات الإعلام الجديد بقوة وعن جدارة. «لها» التقت مجموعة من صانعي الأفلام القصيرة والبرامج الكوميدية فتحدثوا عن دور اليوتيوب في خدمة قضايا المجتمع السعودي.