'فكر 10' يناقش 'ماذا بعد الربيع؟'
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم, مؤسسة الفكر العربي, الوطن العربي, ممثلي وسائل الإعلام العالمية العاملة, المجتمع العربي
23 يناير 2012«لها» أفردت مساحة لـ «فكر 10» وأجرت حواراً مع المدير التنفيذي لمؤتمرات «فكر» حمد العماري الأمين العام المساعد لمؤسّسة الفكر العربي.
- ما هي أبرز الخلاصات التي خرج بها مؤتمر «فكر 10» هذا العام؟
أعاد المؤتمر تسليط الضوء على دور المثقف في الحراك وفي ثورات الربيع، والأهم أنه أعاد إلى المثقف صوته وقدّم له فرصة ليقول رأيه في الثورات وتداعياتها. كان مؤتمرنا هذا العام محدوداً على مستوى الحضور والمشاركين فجاء نخبوياً ونوعياً إلى حدّ كبير. لقد أردناه ضيقاّ من الناحية العددية وشاملاً لجهة مروحة الموضوعات التي أثيرت في الجلسات، لذلك كان هناك امتزاج ما بين الثقافي والفكري والاقتصادي وغيره.
مؤتمرات «فكر» عموماً لديها سياسة واضحة أساسها الابتعاد عن نقاط الخلاف وكلّ ما يفرّق العرب، كما أن مؤتمراتنا لا تخرج بتوصيات تقليدية لا تجد طريقها إلى التنفيذ كما هو حال بعض المؤتمرات الأخرى، ودورنا كقيّمين على المؤتمر هو استيعاب كلّ الآراء واحتواء كلّ الأفكار والاتجاهات على اختلافها وإيجاد مساحة لطرحها من دون أن نتبنى أيّاً منها.
- بماذا تميّز مؤتمركم هذا العام؟
أولاً بطرحه موضوع الساعة وبشجاعة مطلقة، موضوع هو على درجة عالية من الأهمية والخطورة ويشكّل بحد ذاته حقل ألغام. رغم ذلك، كان المؤتمر على مستوى التوقعات، وجاءت النقاشات هادئة وعلى قدر كبير من المسؤولية، وكانت الجلسات منصّة حرّة لكل الآراء، فلم يستفز أحد أحداً ولم يُقمع رأي أحد.
كما تميّز «فكر 10» بطاولة الحوار التي أعقبت كلّ الجلسات على طريقة talkaoke وهي تقنية حديثة لم تُستخدم في أي مؤتمر عربي سابقاً، أدارها شباب تلقّوا تدريباً خاصاً على إدارة الحوار لدى مؤسّسة بريطانية. وساهمت هذه الطريقة في نقل موضوعات الحوار إلى مجالس الشباب الذين شكّلوا نبض المؤتمر، كما استقطبت الفاعلين والمثقفين الكبار وحضر جزءاً منها رئيس اللجنة التنفيذية لمؤتمرات «فكر» الأمير بندر بن خالد الفيصل الذي شارك الشباب أفكارهم وهواجسهم.
- استحوذت نقاشات الشباب على حيّز واسع من أعمال المؤتمر، إلى ماذا يحتاج الشباب العربي؟
حاجة الشباب اليوم هي نفسها حاجة من سبقهم. إنهم يقودون أبرز عملية تحول في المجتمعات العربية في التاريخ الحديث، وحاجاتهم يجب أن تكون أولوية في برامجنا. إنهم يحتاجون إلى إيصال صوتهم وإلى معنيين يسمعونهم، يحتاجون إلى المشاركة في صنع القرار، يتطلعون إلى فرص التشابك والتلاقي على المستوى العربي. لقد أصبح الشباب اليوم قادرين على التغيير الذي ينشدونه، ولديهم الكثير الذي نتجاهله أو لا نعلم عنه، وذلك رغم استخدامهم الواسع لوسائل الإعلام الجديدة وإفادتهم منها، وقد جاء المؤتمر ليفسح المجال أمام فكرهم الريادي وتطلعاتهم وهواجسهم.
- خرج المؤتمر باختيار مجموعة جديدة من السفراء الشباب من الوطن العربي، ما هي طبيعة مهمات هؤلاء السفراء؟
سفراء فكر يمثّلون مؤسّسة الفكر العربي في مجتمعاتهم، إنهم صلة الوصل بالنسبة الى المؤسّسة مع الوطن العربي، ودورهم أساسي في التعريف بالمؤسّسة والربط ما بين الشباب العربي. نحن نريد من وراء هذه الفكرة إيجاد نماذج فاعلة ومتفاعلة وسفراء للفكر والثقافة في الوطن العربي، وإعداد جيل جديد من المثقفين الواعين لقضايا أمتهم.
إن أهم ما حصل هذه السنة أننا لم نجدّد لأي سفير من السفراء الشباب واخترنا ثلاثين إسماً جديداً بمعدل اثنين تقريباً من كلّ دولة عربية، وهذا درس أساسي أردنا أن نعلّم الشباب منه أن الشرط الأول هو تداول السلطة وتجديد الأشخاص والأفكار وقبول الآخر، مع فتح المجال أمامهم للدخول في المجالس الأخرى للمؤسّسة، مستفيدين من خبراتهم وتجاربهم وأبرزها المجلس الاستشاري، كما تركنا لهم حرية الترشّح والتصويت.
- هل هناك خطط جديدة لدعم برامج الشباب على مستوى مؤسّسة الفكر العربي؟
لقد خرج مؤتمرنا هذا العام بدعم خاص لبرنامج الشباب في المؤسّسة، ورُصدت موازنة سنوية له، إضافة إلى موازنة خاصة للسفراء أنفسهم انطلاقاً من أهمية دورهم في مجتمعاتهم، وهذا سيتيح لنا تخصيص نشاطات عدّة وتتنفيد مشاريع تتعلق بالشباب في السنوات المقبلة.
من سفراء الفكر العربي الجدد:
وفاء عطاالله الجهني، مريم هادف، محمود البلوشي، مصطفى فارس رضوان، أنوار لكحل، منصور قصي البدران، إنتصار الشبلي، حارث ريان، عبدالله مسعد، خليل سعيد، غسان حداد، أسامه اسماعيل الفقيه،عمار القمش، نوف محمود عاصي، بيان القطيشات، هبة دعيجي، يوسف خليفة الغفلي، رقية علي عبدو، فاطمة أحمد، خديجة حمد، حنين هرويدة، محمد ولد بدين ولد حريمو.
مؤتمر «فكر 10»
انطلقت أعمال «فكر 10» في الخامس من كانون الأول/ديسمبر بتكريم حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم راعي المؤتمر بمنحه جائزة «مسيرة العطاء» التي تسلّمها من الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسّسة الفكر العربي، تقديراً لمسيرته الحافلة بالإنجاز وتجربته الحافلة بالتطوير والتنمية.
وعقدت قبيل افتتاح المؤتمر جلسة «فكر وأفكار» التي رأسها الناشط الأردني ماهر قدورة، وتضمنت اقتراحات مشاريع وأفكار جديدة للشباب وتجارب مميّزة، وتحدث فيها كلّ من: السعودي عبد العزيز طرابزوني، واليمني محمد صالح أحمد اللاعي، والكويتي عبد المحسن العجمي، والمصري محمد الرافعي، والفلسطينية صابرين طه، والتونسي نبيل اللبّاسي، والأردني مصطفى سلامة، واليمني محمد الشامي، واللبناني بسام جلغا، والسعودي عادل المرواني.
الافتتاح الرسمي
افتتح المؤتمر بكلمة الراعي الاستراتيجي للمؤتمر شركة «أرامكو» السعودية ألقاها النائب الأعلى للرئيس لشؤون خدمات الأعمال عبد الرحمن بن فهد الوهيب، فركّز على دور الشباب في التطوير والإبداع ومواجهة تحديات المستقبل.
الجلسة الأولى: بعدها عقدت الجلسة الأولى تحت عنوان «لماذا الربيع في الشتاء؟» ترأسها الإعلامي نديم قطيش، وتحدّث فيها كلّ من: شفيق الغبرا أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، عبلة أبو علبة عضو البرلمان الأردني، محمد أوجار عضو المجلس الأعلى للإعلام السمعي والبصري في المغرب، محمد نعمان جلال خبير في الدراسات الاستراتيجية العربية في البحرين، محمود شمّام مسؤول ملف الإعلام في المجلس الوطني الانتقالي الليبي.
الجلسة الثانية: «التحديات الاقتصادية» رأسها محمد شطح مستشار الشؤون الخارجية للرئيس سعد الحريري، وتحدّث فيها كلّ من: بشير مصطفى محاضر اقتصادي في جامعة الجزائر، جواد العناني خبير اقتصادي أردني، طارق يوسف الرئيس التنفيذي الجديد لمؤسسة «صلتك» في قطر، محمد الدهشان مستشار وكاتب مصري، يسار جرار شريك في «برايس ووترهاوس كوبرز» الشرق الأوسط في الإمارات العربية.
الجلسة الثالثة: «الدولة» كيف يمكن أن نقرأ مستقبل الأنظمة بعد الربيع العربي؟ ترأس الجلسة محمود الورواري مقدم برنامج «حوار العرب» على قناة «العربية»، وتحدث فيها كلّ من: الأكاديمي اللبناني خليل جبارة، الوزير اللبناني السابق طارق متري، علي الخشيبان كاتب في صحيفة «الرياض» السعودية، عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، محيي الدين عميمور وزير الثقافة الجزائري السابق.
الجلسة الرابعة: «العرب والجوار والعالم» ترأسها سعد بن طفلة العجمي ناشر جريدة «الآن» الإلكترونية، وتحدث فيها: تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية، عبد الحسين شعبان المدير العام للمركز الوثائقي للقانون الدولي الانساني في بيروت، محمد الحسن ولد لبات أكاديمي موريتاني وخبير دولي، مفتاح طويليب مدير إدارة العلاقات الدولية في الهلال الأحمر الليبي.
الجلسة الخامسة: «هل للثقافة من ربيع؟» ترأسها صلاح جرار وزير الثقافة الأردني، وتحدث فيها: التونسي الطاهر لبيب المدير العام للمنظمة العربية للترجمة في بيروت، زياد الدريس السفير السعودي لدى اليونسكو، ضياء الموسوي عضو مجلس الشورى البحريني، الأكاديمي الموريتاني عبدالله ولد أباه، فاطمة الصايغ أستاذه مشاركة في قسم التاريخ والآثار في جامعة الإمارات.
الجلسة السادسة: «المرأة والشباب والفضاء الإلكتروني» رأسها الإعلامي محمود الورواري، وتحدث فيها: الباحثة التونسية أسماء الهادي النعيري ونائبة في البرلمان العالمي للشباب من أجل المياه، سامر يونس مدرب إقليمي وناشط اجتماعي، سلطان سعود القاسمي أستاذ غير مقيم في كلية دبي للإدارة الحكومية، غسان حجار مدير تحرير جريدة «النهار» اللبنانية، فايز الشهري كاتب سعودي وباحث في الاعلام الجديد.
الجلسة السابعة: «ماذا بعد الربيع؟» رأستها الإعلامية المغربية فاطمة الزهراء الضاوي، وتحدث فيها أحمد عبيد المنصوري عضو المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات، الكاتب السعودي حمود أبو طالب، عبد الإله بلقزيز أستاذ الفلسفة في كلية الآداب والعلوم الانسانية في المغرب، فهد العرابي الحارثي رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام في السعودية.
تجاوزت مؤسّسة الفكر العربي في مقاربتها للأحداث الجارية الحالة الراهنة للمؤسّسات الثقافية العربية، فجاء مؤتمرها هذا العام «فكر 10» الذي عقد في دبي تحت عنوان «ماذا بعد الربيع؟»، مفتوحاً على أسئلة الواقع والحراك والآفاق. وامتزجت في المؤتمر قضايا هي في صلب المسارات الثقافي والوطني والتنموي للمجتمعات العربية، إذ ناقش المؤتمرون على مدى ثلاثة أيام بحرية وبكثير من الموضوعية، التحولات التاريخية التي تشهدها المجتمعات العربية. ورصد المؤتمر واقع الشباب العربي وحاجاتهم وآراء المثقفين وقراءاتهم للأحداث، إضافة إلى تأثير الربيع المستمر على الاستراتيجيات العامة في المنطقة العربية.