أصدقاء دراسة تخرجوا معاً...
الغيرة, ربّ العمل, الصداقة الحقيقية, الدراسة
20 فبراير 2012المهندسة كفاح: من الصداقة الشخصية الى الصداقة العائلية
«بشكل عام أثناء الدراسة الجامعية فرصنا في التعرف على شخصيات جديدة وصادقة أكبر لأننا ضمن مجتمع أكبر ولكن من السن نفسها ولدينا مشاكل وهموم مشتركة على عكس المراحل اللاحقة من الحياة من حيث التنوع. كما أن عامل الثقة يبنى من خلال التجربة العملية وبمرور الزمن وليس من السهل بناء علاقة صداقة في فترة قصيرة.
وبما أن الإنسان يبحث في وقت من الأوقات عن تكوين أسرة ومنزل والحفاظ عليه فينصب اهتمامه الكامل على ذلك الهدف، كما أن مشاغل الحياة تفرض على الإنسان ضغوطاً تمنعه من مراعاة أصدقائه أو تمضية وقت كاف معهم للحفاظ على استمرارية العلاقة بينهم».
وختمت كفاح: «القلوب مفتاحها المودة وهي مجبولة على من يحسن إليها والذي يضرها هو الجفاء كما يقول أحد الشعراء: « فاحذر على ود القلوب من الجفاء».
كل صديقاتي حالياً هنّ أصدقاء الدراسة أزورهن ويزرنني بشكل دائم رغم تخرجنا من الجامعة قبل أكثر من خمسة عشر عاماً. وصديقاتي من أيام الدراسة كثيرات وخصوصاً من أيام الجامعة. ولكن صديقاتي المقربات جداً عددهن قليل، لكن علاقتنا وطيدة جداً حتى أنها تحولت إلى علاقات عائلية».
لماذا يصبح تكوين صداقات جديدة بعد مرحلة الدراسة أصعب بكثير؟ هل لأننا في تلك المراحل نكون أكثر قدرة على إظهار شخصياتنا الحقيقية دون كذب وتصنع ونفاق، ولأننا نعلن عن ما في قلوبنا بكل بساطة. حول هذا الموضوع التقينا حالة مؤلفة من ثلاث صديقات سوريات درسن وتخرجن معاً من كلية الهندسة وهنّ: كفاح، سحر، فرح، ومازالت علاقتهن قائمة رغم مضي أكثر من خمس عشرة سنة على تخرّجهن... فماذا قلن؟
المهندسة سحر: علاقتي قوية بزميلات دراستي
«الصداقة الدراسية هي علاقة أقوى من الزمالة، فالصداقة هي ارتباطك بشخص ارتباطا قويا فتتحدثان معا وتخرجان معا. تتبادلان الزيارات وإذا فرحت يفرح معك وإذا حزنت يحزن لحزنك. أما الزمالة فهي علاقة عمل.
أنا أفضّل إبقاء علاقات العمل في حدود الزمالة ، فقد اكتشفت أن لا وجود للصداقة الحقيقية داخل نطاق العمل. والحاقد يحاول إيقاع زميله في الخطأ، وإظهار فشله بكل الأساليب. والصراعات تخلق جواً من التوتر والعدوانية، في حين أنّ التنافس الشريف يعطي دافعاً للإبداع والظهور بصورة جيِّدة».
وتضيف: «حدث في فترة من الفترات أن شعرت بأن بعض زملائي في العمل أخذوا يتجنبونني وعلمت في ما بعد أن الحسد والغيرة اللذين ملآ قلوبهم هما السبب، وهنا أسأل إذا لم تكن هناك بيئة مستقرة في العمل فكيف سأنتج أنا أو غيري؟ لذلك أنا لا أحب التوسع في العلاقات الوظيفية مع أي زميلة، لأنها علاقة خاصة، وأخشى أن تدخل تلك العلاقة بدوامة المنافسة ومزاحمات العمل. أما عن علاقاتي مع زميلاتي في الجامعة، فرغم أني متخرجة منذ أكثر من عشر سنوات تربطني بهن علاقة قوية وجميلة.
ولي علاقة خاصة مع كفاح وفرح، وهما الأقرب إلى قلبي، نتبادل الزيارات والاتصالات بشكل دائم، وتكاد تكون اتصالاتنا يومية. فعلاقتنا لا تعتمد على أية مصلحة وبعيدة تماماً عن الغيرة ولا تشوبها أي مشكلات لذلك هي علاقة صحية ومريحة بيننا نحن الثلاث، ونعمل دائماً على أن تستمر تلك العلاقة بعيداً عن المشكلات».
المهندسة فرح: من صديقات الدراسة الى صديقات العمل
«مرحلة الدراسة فرصة مناسبة لتكوين صداقات لوجود الوقت الكافي وعدم تحمل المسؤولية بالإضافة إلي التشابه في صفات الشباب وتقارب المرحلة العمرية والفكرية. أما بعد الدراسة فهي فرصة جيدة للتخلص من كل الأصدقاء القدامى ويتحول الشخص إلى إنسان عديم الذوق كل همه المال والعمل والمادة بشكل عام.
والصداقات التي تستمر هي التي تحتاج إليها دوماً وفيها ما يشبعك وجدانياً ونفسياً في مرحلة أخرى من الحياة، أما الصداقات التي تتكون بعد فترة الدراسة فهي أغلبها صداقات العمل وتعتمد في الغالب على الحظ ...
أصدقائي حالياً هم خليط الدراسة والعمل إلا أن زملاء الدراسة قليلون جداً بسبب هجرة البعض منهم إلى الخارج، ومنهم من هو مشغول في عمله وحياته الخاصة. أما صديقات من أيام الجامعة لا تزال علاقتي بهن طيبة وهناك زيارات دائمة بيننا واتصالات للاطمئنان عن أحوال الحياة وتطوّراتها.