'إنجاز' في السعودية
قمة التعليم العربي, الملكة رانيا العبدالله, المملكة العربية السعودية, ربّ العمل, وزارة التربية والتعليم
18 يونيو 2012البرامج موحدة للجنسين
وبحسب ما ذكره الرئيس التنفيذي للبرنامج أن مواد «إنجاز» السعودية موحدة للجنسين، و«طالب الحكومة لا يختلف عن طالب المدرسة الخاصة، فكل البرامج موحدة، ولكن الجزء الأهم هو السن المبكرة التي نجهز فيها الطالب لسوق العمل. فسن 10 سنوات يعتقد البعض أنها مبكرة، ولكن علينا أن نعرّف الطالب والطالبة ماذا نعني بكتابة السيرة الذاتية، الحقوق المالية، الفرق بين الدوام الجزئي والدوام الكلي، الحقوق والواجبات. ومن عشر سنوات لدينا مواد جميلة تقدم خلال خمس ساعات يطلق عليها «أنا ومحيطي» من خلال دوائر: الدائرة الأولى كيف تتعامل مع نفسك، الدائرة الثانية كيف تتعامل مع الأسرة، الدائرة الثالثة كيف تتعامل مع الحي، الدائرة الرابعة كيف تتعامل مع المجتمع».
وعن كيفية مواءمة البرنامج مع كل مرحلة عمرية أضاف فايز: «تقسيم المناهج أشرف عليه أكاديميون، ففي الشق الأول يكون ما تأخذه الطالبة في جدة هو نفسه ما تأخذه الطالبة في مراكش، أما في الشق الثاني فالبرامج منفصلة».
وأكد أن البرنامج مكيَّف بما يتناسب مع ثقافة كل دولة، بمعنى مراعاة القيم الدينية والعادات، حتى أن الأسماء قد تغيرت، والصور المصاحبة للبرنامج تناسب كل دولة.
ولفت إلى أن البرنامج يقدم داخل الفصل الدراسي وأثناء الدوام: «البرنامج مجاني ويقدم خلال اليوم الدراسي خلال حصص النشاط. وجميع من يقدمون برنامج «إنجاز» السعودية متطوعون لديهم الخبرة الكافية في المقدمة، ولا يستطيع المدرّس العادي تقديمها لأنها مرتبطة بمفهوم الأعمال بشكل مباشر».
ولفت فايز إلى أن البرنامج موجود «بصورة تعريفية تقديمية دعائية على شبكات التواصل الاجتماعي، أي اللغة التي يتحدثها الشباب اليوم، وهي مهمة جدا للوصول إلى كل شاب وفتاة».
وليد المزين: ورشة العمل تنقل الطلاب إلى الواقع العملي خلال مدة انعقاد الدورة
وليد حمزة المزين المدرب في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وأحد المتطوعين في برنامج «إنجاز» السعودية قال: «كنت في زيارة لأحد المعارض في جدة، والتقيت القائمين على البرنامج أثناء مشاركتهم في المعرض، واطلعت على فكرة البرنامج. وحقيقة أنا مهتم بالتطوع في نشاطات مفيدة لكل أفراد المجتمع، مما دفعني الى الانضمام إلى مجموعة المتطوعين. وبدأت معهم في مشروع يسمى «مشروع العمر» للمرحلة الثانوية، ودرّبت داخل مدارس حكومية ومدارس خاصة، وقد وصل عدد المدارس التي تم التنسيق بينها وبين برنامج «إنجاز» السعودية الى ثلاث مدارس».
وعن كيفية اختيار الطلاب أضاف: «كانت مسألة الاختيار تعود الى المرشد الطلابي وإدارة المدرسة، لأنهما الأقدر على اختيار المناسب لدخول المشروع، وكان «مشروع العمر» عبارة عن مشروع نظري وعملي، يحمل بعض المفاهيم والمصطلحات في كيفية إدارة المشاريع من ناحية الجودة، والربح، والكلفة. ومن ثم ندخل في مشروع عملي كمناقصة، ويبدأ الطلاب بعملها بأنفسهم وتطبيق ما أخذ نظريا».
ورأى أن البرنامج مهم جدا لأنه ينقل المجموعة إلى الواقع العملي خلال فترة ورشة العمل، ويعطي المشاركين خبرة عملية وخلفية عن سير الأعمال داخل الشركات بشكل عام.
وائل زمزمي: التجارب الواقعية تجذب انتباه الطالب وتجعله أكثر تفاعلا
من جانبه، تحدث وائل سليمان زمزمي المهندس في شركة المياه الوطنية والمهتم بالشأن البيئي والعمل التطوعي عن تجربته في هذا المجال قائلاً: «تعرفت على «إنجاز» السعودية من خلال معرض أقيم في جدة، ولأني مهتم بالعمل التطوعي قررت الانضمام إليهم. وكانت المرحلة التي تم الاتفاق عليها المرحلة الثانوية لأني طالب دراسات عليا».
وأضاف: «طالب كثير من الطلاب بعد انتهاء الورشة بإقامة ورش أخرى للحصول على مزيد من المعلومات والاطلاع على أسرار نجاح الشركات، خصوصا أني اتبعت طريقة عمل مبسطة. وأعتقد أن طريقة إيصال المعلومة مع تطعيمها ببعض التجارب الواقعية تجد قبولا من قبل الطلاب وتجعلهم أكثر تفاعلاً».
هو جزء من مبادرة غير هادفة الى الربح، وجزء من منظومة عالمية تسمى «جونيور أتشيفمنت» Junior Achievement وجدت منذ عام 1919 في أميركا، وتشمل برامجها اليوم عشرة ملايين طالب يستفيدون منها في 124 دولة. عام 2004 اطلعت الملكة رانيا العبد الله على البرنامج في الولايات المتحدة ما حدا بها إلى نقله إلى العالم العربي حيث سُمّي «إنجاز العرب». ومنذ العام 2004 انتشر البرنامج في 9 دول، وفي المرحلة الثانية امتدّ إلى 14 دولة. «لها» التقت الرئيس التنفيذي للبرنامج في السعودية نائل سمير فايز للوقوف على مضمون البرنامج، وأهدافه، وطرق تطبيقه في السعودية.
يقول نائل فايز إن البرنامج يرمي إلى ردم الهوة بين التعليم الحكومي وحاجات سوق العمل، ويضيف: «نستهدف الطلاب من السادس الإبتدائي إلى المرحلة الجامعية. نقدم ثلاثة برامج تركز على ثلاثة أركان: الأول رفع استعداد الطلاب لدخول سوق العمل، الثاني رفع ثقافتهم المالية، الثالث تنمية روح الريادة في بدء أعمالهم الخاصة ليتحولوا إلى جيل يخلق الوظيفة ولا ينتظرها». وقد طبّق البرنامج بشكل فعلي وشمل 24 ألف طالب وطالبة في سبع مدارس سعودية.
ويوضح فايز: «البرنامج يعمل بشراكة وثيقة مع وزارة التربية والتعليم. وكانت الوزارة الباب الذي فتح لنا طريق التعامل مع المدارس سواء في جدة أو خارجها، في إطار التعليم الخاص والحكومي. وكانت بداية البرنامج مرحلية في إدارة التعليم في جدة. وبعد أن نجحت التجربة على مدى سنة تقدمنا للوزارة وخضع البرنامج للسنة الثانية للتجربة تحت إشراف الوزارة، وبعد ذلك سمحت بالتوسع في تطبيقه لأنها لمست قيمته الحقيقية في سبع مدن هي جدة، الرياض، الدمام، الخبر، أبها، خميس مشيط، الجبيل، وتبوك».